رواية جوازه نت بقلم مني لطفي
المحتويات
دقيقة لمدة تقارب الأربع ساعات تكلم بجدية وان لاح في وجهه حنان أبوي على هذه الزوجة الشابة التي يكاد خۏفها على زوجها الراقد بالداخل ېقتلها
اطمني يا بنتي جوزك ربنا كتب له عمر جديد كان بينها وبين القلب 2 سم لكن ربنا ستر المشكلة دلوقتي انه ڼزف كتير جدا فعاوزين نقل ډم حالا احنا بعتنا نستفسر في بنك الډم أنتو مافيش حد فصيلته مناسبة ليه اندفعت منة قائلة
طيب اتفضلي حضرتك مع الممرضة علشان ياخدوا عينة من دمك يعاينوها قبل ما ياخدوا منك كمية الډم المناسبة بس لسه عاوزين متبرعين تاني الكمية اللي نزفها مش شوية هتف عبدالهادي
أني يا دكتور هز الطبيب
برأسه رفضا وأجاب بحسم
للأسف مينفعش يا حاج حضرتك مريض ولسه قايم من دور جامد احنا عاوزين كمية كبيرة مش هينفع ناخدها منك
ممتاز اتفضل حضرتك مع المدام والممرضة ولحق به أحمد قائلا
وأنا أشار الطبيب للمرضة باصطحابهم للمعمل للتأكد من تطابق الفصائل وخلو الډم من أية أمراض معدية نظرت منة الى نادر الذي يسير بجوارها وتمتمت
شكرا يا نادر أجاب نادر بنظرة حزن تغشى عينيه فهو قد تأكد أن حبيبته أبدا لم ولن تكون له
ولد يا رماح عرفتوا مييين إبن الأبالسة اللي طخ ولدي
همس عبدالهادي بهذا السؤال الى رماح الواقف بجواره يبكي كالأطفال على ما أصاب سيده مسح دموعه بكم جلبابه الصعيدي الكالح اللون وهتف
إيوة أومال يا سيدي الحاج الواد مجاهد ولد الفرطوس هو اللي صابه بالغلط وهو بيضرب عيارين في الهوا تفاريح برجعة ست سلمى لسي منعم سكت عبدالهادي قليلا ونظر اليه رماح متابعا
شهق رماح عندما أمسك عبدالهادي بقبة جلبابه وهمس بحدة من بين أسنانه
أنت اتجنيت إياك تطخه كيف عارف ديه هيبجى ايه هيبجى بيننا وبين عيلة الغانم طار وبحور مالهاش آخر جوصر الكلام أي حد هيسأل هنجول من حدانا إحنا لو حد في عيلة السوالمة شم خبر أنه مجاهد غفير كبير الغانم هو اللي طخ سيف ولدي مش عيسكتوا وهتبجى بحور مالها آخر هنجول للناس طايشة من اللي اللي كان بينضرب في الجو حد شاف إمجاهد غيرك
لاه ماحدش شاف ولد الفرطوس ديه غيري حتى هو ميعرفش أني شوفته أني كنت واجف جنبيه وسي سيف بيرجوص على الحصان لمن الغبي في وجت ما سي سيف كان بيلف جوباله دفعه عبدالهادي دفعة خفيفة وتنفس الصعداء قائلا
أمنيح يبجى كيف ما جولتلك كانت طايشة لو كان عندي أي شك انها مجصودة كنت خدت حج ولدي بيدي لكنها مش مجصودة والسوالمة مش هيفهموا إكده هما اساسا كان رافضين انه ولدهم يعاود بنتي تاني لوما سيف ولدي ربنا يشفيه أتدخل في الكلام وراضى الكل ما كانش منعم هيشوف ضوفرها واصل
أمرك يا سيدي الحاج
ظهرت نتائج التحاليل وكانت
فصيلة ډم منة ونادر متطابقتين قال الطبيب عندما أبصر نتائج التحاليل
اممم ممتاز يبقى استاذ نادر هيقدر يتبرع للمريض بس كمية الډم هتكون كبيرة شوية للأسف بنك الډم لسه ماردش علينا واحنا بنسابق الوقت علشان حالة المړيض الصحية ما تتدهورش
نادر بحزم
خد الكمية الكافية يا دكتور المهم تنقذ حياته وفي نفسه أكمل وتنقذ حياتها هي الأخرى فحياتها موصولة بحياته
اعترضت منة
بس يا دكتور انا كمان فصيلة دمي مناسبة يبقى ليه حضرتك ما تاخدش مني
الطبيب بتلقائية
حضرتك حامل يا مدام ودا هيبقى فيه خطۏرة عليكي وعلى الجنين
صعقټ منة وشحب وجهها فيما سمع احمد ما قاله الطبيب فسارع بإسنادها قبل أن يغشى عليها فيما شحب وجه نادر وساتند الى الحائط خلفه سار احمد بها حتى أجلسها على كرسي ومال عليها هاتفا
ثواني هروح اجيب لك عصير أمسكت بيده قبل ان ينصرف هامسة
ماما عاوزة ماما
أومأ ايجابا بلهفة وسارع لإحضار أمهما
الحلقة السابعة عشر
٢
كانت منة تجلس على كرسي بجوار الفراش الذي يرقد عليه سيف منذ أن استقرت حالته وكان قد دخل غرفة العناية المركزة لمدة 24 ساعه لحين ثبات حالته الصحية ولكن ما أدهش الأطباء هو الغيبوبة التي ډخلها فلم يكن هناك سببا طبيا لحدوث مثل هذه الغيبوبة كانت منة تأتي يوميا في موعد الزيارة الصباحية وتمكث حتى يحل المساء تتحدث معه وتذكره بأيامهما سوية وببناتهما فقد أخبرها الطبيب أن الذي يتعرض لغيبوبة يكون هناك جزء من المخ في حالة وعي وأنه بالتحدث إليه وتذكيره ببعض الأحداث وأشخاص معينين قد يؤدي ذلك الى استيقاظ باقي أجزاء المخ وهذا ما كانت تقوم به بالفعل بلا كلل أو ملل فكانت تأتي يوميا للجلوس اليه والحديث معه ولكن دون أدنى استجابة منه أو بصيص أمل حتى كان يوم
كانت تتحدث معه بهمس رقيق وقد مالت ناحيته وهى تقول بإلحاح
قوم بقه يا سيف عجبك يعني رقدتك دي الدكتور وكل اللي شافوك بيقولوا ان غيبوبتك دي متعمدة على فكرة قالتها بنصف عين ثم تابعت مهادنة وهى تتلمس أصابعه السمراء الموضوعه بجانبها موصول بها المحلول المغذي
قوم علشان خاطري طيب بلاش خاطري
أنا هنا وفرح مش وحشينك و ورفعت يده لتضعها على بطنها وقالت بحنو
والكابتن اللي مشرف جوه بئالو اكتر من 3 شهور دا واحنا ولا احنا هنا مش وحشك ربتت على خصلاته معيدة خصلته الثائرة الى الوراء وهي تطلع اليه بنظرات حب صادق ونبرة رجاء
أنا لو أعرف ان ضړبي پالنار هيخليكي تسامحيني كنت انضربت پالنار من زمااان
هتفت منة بإسمه وارتمت عليه تبكي وتضحك في آن واحد مرددة إسمه مرارا ولم تنتبه لألم سيف الذي شد عليه لإرتمائه على كتفه المصاپ الا بعدما سمعت صوت أنينه رفعت رأسها وتحدثت بلهفة قائلة
ۏجعتك حبيبي معلهش أنا متأسفة ثم قامت وهي تتابع
ثواني هنادي الدكتور لتعترضها يده التي تشبثت بثوبها فطالعته باستفسار فأجابها بصوت ضعيف مهزوز
ما تسيبينيش هزت رأسها نفيا وقالت بابتسامة مغلفة بدموع الفرح
ثواني حبيبي انادي الدكتور علشان أطمن عليك
وبالفعل حضر الطبيب وطمأنها على صحته وأن مؤشراته الحيوية في معدلها الطبيعي قامت منة بالاتصال بالجميع وزفت اليهم نبأ استيقاظ سيف من غيبوبته وبعد اطمئنان الطبيب عليه أمر بنقله الى غرفة خاصة وطلبت منة من الطبيب أن تلازمه كمرافقة فوافق الطبيب وتم نقل سيف الى غرفة من غرف الدرجة الاولى
كان الجميع ملتفين حول فراش سيف وكانت منة توزع العصائر عليهم احتفالا بعودة سيفها اليهم وكانت أمه تجلس بجواره عندما تحدثت قائلة و
ألف سلامة عليك يا ولدي يا ريتها فيني ولا فيك يا حبيبي أجاب سيف بضعف فهو لا يزال لم يسترد كامل صحته بعد
ألف بعد الشړ عليكي يا أمي أنا فداكي أجابت أمه وهي تشير الى منة التي وقفت مستندة على الحائط بجوار
فراشه سامحة لأمه بالجلوس اليه من ناحية ووالده من ناحية أخرى بينما تعتلي شفتيها ابتسامة سعيدة راضية
مرتك ما فاتتكش واصل كانت جارك طول السبوع اللي انت كنت فيه مغمي عليك يا نضري غلبنا فيها كلام انها حالتها دلوك لازمن تاخد بالها من روحها بس هي دماغها يابسة كيف الصعايدة ما رضيتش واصل ضحك الحضور وعلقت منة على كلام حماتها وعينيها تلمعان ببريق يخطف الأبصار
روحي هو سيف يا ماما الحاجة ابتسم الموجودون بينما طالعها سيف بنظرات عشق خالص زينب مفسحة لها الطريق لتحتل مكانها بجوار زوجها الذي قبل يدها وهو يقول بصوت مسموع
ربنا ما يحرمني منك ابدا انتي منايا يا حبيبتي ومن غيرك فعلا أنا من غير روح
أراد احمد تبديل هذا الجو المشحون بالعواطف فصفق بيديه وقام متجها اليهما وهو يقول بمرح
بقول ايه يا عم الحبيب انت وهي مش كدا راعوا مشاعرنا بردو ثم توجه الى سيف مربتا على كتفه وهو يتابع
ألف حمدلله على سلامتك يا أبو السيوف ومال عليه هامسا في أذنه ولا تزال الابتسامة ترتسم على وجهه ومن يراه يعتقده يتبادل المزاح مع سيف في حين أنه كان يوجه اليه تحذيرا هامسا حيث قال
عارف لو سمعت انك زعلتها تاني ولا عملت حاجه تضايقها تاني هعمل ايه تابع من دون ان يعطيه الفرصة للجواب
انسى انك تشوفها هي وولادك تاني أبدا لأنها وقتها هتبقى فعلا حلم وراح بالنسبة لك
أجاب سيف بتأكيد وهو يشد على يد منة القابعة في يده بينما تختلس النظرات المرتابة اليهما
عهد عليا يا احمد انى عمري ما هزعلها ولا هسمح لنفسي اني أكون سبب في حزن يدخل قلبها تاني
شد احمد على كتفه قائلا والابتسامة قد اتسعت لسعادته بعودة المياه الى مجاريها بين شقيقته الوحيدة وزوجها
كدا
يبقى ألف حمدلله على سلامتك وأسافر وأنا مطمن عليكم انا أجلت سفري مخصوص علشان حالتها كانت مش مطمناني خالص
تحدث عبدالهادي قائلا لولده
ما تشد حيلك بجه يا ولدي وتجوم لنا بالسلامة انت عجبك رجدة المشتشفى ولا ايه
أجاب سيف بزفرة عميقة وهو يرنو بنظره الى منة الجالسة بجواره من الناحية الاخرى للفراش
وانا أكره يا حاج بس الدكتور اللي مش راضي بيقول مش قبل اسبوع كمان
تدخلت منة في الحوار هاتفة
وانا مع الدكتور اعذرني يا بابا الحاج سيف مش هيخرج الا لما الدكتور يطمنا عليه خالص وان الچرح مابقاش منه خوف
انتهز سيف الفرصة وسأل والده باهتمام
إلا صحيح يا حاج معرفوش مين اللي
غشت عينا الحاج نظرة غامضة وقال بهدوء وثبات
وهيعرفوا منين يا ولدي العيار كان طايش ومحدش عرف مين اللي طخه المهم انك جومتلنا بالسلامة
علقت منة بجدية
المفروض يا بابا الحاج حكايفي الهوا دي مجاملة تتمنع خالص انت حضرتك شوفت سيف جراله ايه انا من لحظة ما سمع وانا قلبي اتقبض
هز عبدالهادي برأسه ايجابا
صوح يا بتي عنديك حج
تحمد لسيف عبدالعظيم وعواطف بالسلامة وعلم أن ابنتيه برفقة سميحة شقيقته وكانتا قد زارتاه مرة واحده فقط وآثرت منة ألا يحضرا الى المشفى ثانية حتى ينتهي شفاء سيف فقد كانتا مذعورتين من رؤية والدهما ممدد طريح الفراش وإن كان يحاول محادثتهما والمزاح معهما ولكنه لم يكن في كامل لياقته المعهودة بالنسبة لهما
انصرف الموجودون وقد غادر والدي منة مع احمد وعائلته الى القاهرة بعد أن
متابعة القراءة