رواية المطادر بقلم امل نصر
المحتويات
ايه مالك ياما كدة واخداني عالحامي ايه اللي حصل يعني
وخداكي عالحامي !
هدرت بها نجية باستنكار وأكملت
ليه يادكتورة هو انت في حد قادر يكلمك دا انت بترفضي وترمي على كيفك ولا اكن ليكي ابولا أم مسؤلين عنك وحقهم عليكي انك تاخدي رأيهم على الأقل
قصدك ايه ياست الحبايب
قالتها يمنى ببعض الدعابة علها تؤثر في والدتها التي صړخت وكأن الدعابة استفزتها
صاحت يمنى هي الأخرى وقد نفذ صبرها
قولي كدة بقى سبب الزعلة والخناقة الكبيرة دي هو المحروس اللي راح اشتكى لامه وكالعادة هي اشتكلتك انت يعني بيعيد نفس السبب اللي خلاني كرهته وفسخت خطوبتي بيه لما كنت ازعل ولا اټخانق معاه بذمتك دي اخلاق رجالة
جرا ايه يابت انت شايفه نفسك على الواد الغلبان ده ليه ها هتلاقى فين في بلدك الفقريه دى واحد موظف وفي ايده شهاده هتلاقى فين واحد يسكنك في البندر عايزه ايه تانى اكتر من كدة يابت سالم قولي
هتفت بحدة وهي تنسحب من أمام والدتها نحو مكانها الامن في غرفتها
غبي وتنح ودمه يلطش فاضل ايه تاني يابت عشان تطلعي القطط الفاطسة فيه ما انت مالكليش في الزين ينفع معاكي بس الواعر اللي بيدي بالمركوب
وصل صوت يمنى
ماشي ياما انا ينفعني اللي بيدي بالمركوب لكن برضوا مش قابلة واد امه ده
صړخت نجية بعدم سيطرة وهي تتحرك لتلحقها نحو غرفتها
برضوا
البت بتقولي واد امه طب والنعمة يايمنى ما انا سيباكي النهاردة واما اشوف اخرك ايه النهاردة
صباح االخير يا
لم يكمل جملته حينما لم يجد صالح امامه عالعادة على الفراش تجولت عيناه نحو اركان الغرف بحثا عنه وكانت المفاجأة حينما وجده خلفه تماما شهق مڤزوعا يرتد بأقدامه للخلف متمتما بغيظ
دون ارادته خرجت ضحكات صالح التي لم يستطع السيطرة عليها من كلمات هذا الصغير وتعبيرات وجهه اللطيفة بحق اقترب ليدنو حتى جثى على ركبتي وهو يخاطبه بابتسامة حانية
ايه ياحبيبي انت اټخضيت انا اسف ياسيدي
نهره محمد بنفي سريع
________________________________________
مصاحبا لغضبه الطفولي
اومأ له صالح يسايره
طبعا ياباشا دا انت راجل وسيد الرجالة كمان
ايوة كدة صلح كلامك
اردف بها الصغير فرك صالح بأطراف اصابعه على جبهته بتوتر قبل ان يسأله بتردد
ااا هي الحاجة الكبيرة صوتها كان عالي ليه يامحمد وبتتخانق مع مين
اجاب محمد وهو يتركه ليعتلي بأقدامه حتى استطاع الوصول الى التخت والجلوس على طرف الفراش تتدلى اقدامه الصغيرة منه
أبدا ياسيدى اصلها كانت بتتخانق مع البت يمنى عشان مش عايزة ترجع لسعد ابن خالي تاني
نهض صالح من
جلسته على ركبتيه بصعوبة يستندا بكفيه على الحائط غمغم محمد بصوته المحبب
تحب اجي اساعدك مدام مش قادر توقف
تبسم له صالح وهو يستقيم واقفا
تمتم بها صالح مبتسما وهو يستقيم واقفا ثم اقترب حتى جلس بجوار محمد على طرف الفراش وساله بحرج
هي يمنى كانت مخطوبة قبلكدة يامحمد
لوح له محمد بكفه الصغيرة مجيبا
ايوة ياسيدي امال انا بقولك ايه من الصبح كانت مخطوبة لسعد واد خالي موظف بشركة المية وعايش مع امه وابوه في شقة واسعة في عمارتهم هناك في البندر
سأله صالح بغصة في قلبه
طب هما سابوا بعض ليه ماتعرفش ايه سبب فسخ الخطوبة مابينهم
يمنى كرهته
هتف بها محمد واردف يتابع
انا بسمعها تقول كدة على طول لامي اصله واد طري كدة في نفسه وكل كلمة يوصلها لامه بس انا أمي مش هاتسيبها هاتفضل تزن عليها لحد ماتخليها تتجوزا بالعافية دي امي وانا عارفها
اطرق صالح برأسه ينظر نحو الارض قليلا بحزن قبل ان يرفع انظاره نحو
محمد يسأله
يعني انت متأكد انها هتوافق في الاخر عليه يامحمد
هتف محمد
ياعم وانا هاتأكد منين انت كمان انا بس بقولك امي زنانة ياللا انا قايم افتح المية على حوض الجرجير اللي في الجنينة
اومأ صالح برأسه يستنكر غباءه في الالحاح على الطفل الصغير في أمر كهذا مفروغ منه فإن لم
تتزوج يمنى من ابن خالها سوف تجد غيره كثير ممن يصلح للزواج بها والأكيد انه ليس هو واحد منهم بمستقبله المظلم فالأولى به ان يفكر في مايتنظره من هموم ومصائب وترك احلام اليقظة لغيره مممن مازلت لديهم الفرصة والأمل في الحياة
نهض محمد من فوق التخت ليخرج اوقفه صالح قبل ان يفتح الباب ويغادر
محمد هو ابوك لسة مارجعش من مشواره
هز رأسه بنفي محمد قائلا
ابويا اتصل من شوية وقال انه راجع العشية
اخد صالح شهيق طويل واخرجه ثانية يردف له لمحمد
طب ماتنساش تبلغه لما يوصل اني عايزه ضروري حتى عشان اللحق اسلم عليه قبل ما امشي
تمتم الاخيرة بصوت خفيض يذكر نفسه
وفؤ الناحية الأخرى من البيت وشجار نجية مع ابنتها بداخل غرفة الثانية مازال على حاله نجية بإصرار وڠضب لرفض ابن اخيها ويمنى بتصميم على رأيها متحملة مايصدر من والدتها من ذم وكلمات في حقها موجعة تتلقاها بثبات وتحلي بالصبر في انتظار انتهاء والدتها وعلى اطار باب الغرفة تقف الفتاتين للمشاهدة صامتتين فلا تجرؤ واحدة منهم على التفوه ولا التدخل بكلمة فتنال ما تستحقه من توبيخ والدتها سمر و ندى التي كان يصدح هاتفها بطنين واهتزاز لوورد المكالمات الهاتفية التي ظلت تتجاهلها حتى ملت واذعنت مضطرة للإجابة وترك المشاهدة دلفت لدخل غرفتها تغلق الباب فجاءها الصوت المتلهف سريعا فورا
اخيرا رديتي ياندى دا انا كنت هاتجنن واسمع صوتك هونت عليكي
صمتت قليلا تستوعب كلماته قبل أن تجيبه
هونت عليا في ايه بالظبط هو انا عملت حاجة
عملتي ياندى لما تسيبني وتجري پخوف مني وانت عارفة ان نيتي سليمة معاكي لما اقعد اتصل بيكي فوق المية مرة والخۏف ينهش في قلبي عشان اطمن عليكي وانت برضوا ماتعبرنيش حتى برسالة
وصلها صوت انفاسه الحادة وهو يردف بكلماته عبر الاثيرمما جعل توترها يزداد اكثر وقالت
انت كنت بترن وانا في الحصة يعني ماينفعش ارد عليك ولما جيت هنا مكنتش فاضية عشان اكلمك في مكاني لوحدي
كدة ياندى طب انا مسامحك بس والنبي ماتعمليها تاني عشان مايجراليش حاجة وتبقيانت السبب
سالته بتشتت
ليه يعني دا كله عشان بس مارديتش عليك
ايوة ياندى واكتر كمان دا انا بقيت مابنمش ولا بصحى غير وصورتك بس هي اللي في خيالي دا انا كنت بقعد بالساعات عشان بس اشوفك
معدية في الشارع او المح طيفك في شباك الفصل بتاعكم وانت بتتضحكي وتهزري مع البنات زميلاتك دا كله قبل ما اكلمك شوفي بقى بعد ما كلمتك وعرفت انك كمان ميلالي لما خدت موافقتك على الجواز دا انا هاتجنن ياندى هاتجنن وانا كل يوم بحلم باليوم اللي هايجمعني بيكي في بيت واحد وفي أؤضة واحدة
صمتت وصوت انفاسه ازدادت حده أجفلها سائلا
هو انت لسة مكلمتيش اهلك على موضوعنا
تلعثمت تجيبه بارتباك
لااا لسة
لسة ازاي ياندى مش تكلميهم وتقنيعهم عشان يبقى ارتباطنا رسمي
انتفضت مڤزوعة من صيحته وابتعلت ريقها قبل ان تجيبه بدهشة من افعاله
محدش فاضيلي عشان
________________________________________
اقعد معاه ولا اتكلم ابويا من الصبح ماشتوفتوش وامي بتتخانق مع اختي اللي رافضة ابن خالي يرجعلها ثم انت بتزعقلي ليه
صمتت قليلا وصوت انفاسه خفت حدتها بالتدريح حتى قال ببعض اللين
معلش ياندى لو كنت بتعصب عليكي بس انت عارفة انا مستعجل على ارتباطي بيكي ازاي
ضغطت على اسنانها تكبح ڠضبها على هذا الرجل فقالت بعجالة لتنهي المكاملة
انا هقفل دلوقتي عشان امي جاية عليا
طب استني دقيقة ياندى قبل ماتقفل
ضغطت بأصبعها على سطح الهاتف بقوة حتى تنهي استماعها اليه تتنفس براحة وعمق ليدخل الهواء جيدا لداخل صدرها بعد القلق
الذي انتابها اثناء المكالمة منه وهي لا تعلم ماذا تفعل الان
يتبع
الفصل ١٥
وبداخل غرفته كان صالح يقطع الغرفة ذهابا وايابا رغم دوار رأسه والألم الشديد الذي يجعله الرؤية تتشوش أمامه احيانا ولكنه مصر على السير بإرادة وعزم شديد مستندا على حوائط الغرفة انتبه على طرقة خفيفة قبل ان يدفع سالم الباب ملقيا السلام نحوه
مساء الخير وه دا انت ماشاء الله عليك بقيت تمشي على رجليك كمان
تبسم صالح له بشحوب يرد
مساء الخيرات ياعم سالم حمد لله على السلامة
الله يسلمك بس على ايه
سأل سالم فجابه صالح
حمد لله على السلامة من مشوارك انا بلغني انك طلعت الصبح بدري النهاردة من غير ما تقول لحد على وجهتك
اه دا صح طب انت لو عايز تتمشى تقعد تعالي معايا تتمشى برة في
البراح بدى الأؤضة الضيقة دي حتى عشان تاخد نفسك
قطب صالح مندهشا من عرضه الغريب فقال
لا تشكر الف شكر زينة الأوضة والحمد لله اهي نفعاني في المشي ورضا كمان
تقدم سالم اليه يخلع عن رقبته العباءة السوداء ليضعهة على طرفي الكرسي ثم ليتناول ذراع صالح يمسكها بحرص قائلا
تعالى تعالى انا هاساعدك تستند عليا
تسمر صالح مكانه ومال برأسه ينظر الى الرجل وحماسه الغريب فخرجت كلماته بتوجس
هو في ايه بالظبط ياعم سالم انت مش واخد بالك ان بطلوعي من الأوضة هابقى كشفت بيتك دا غير ان في حرمة حريم ولا نسبت ياعم سالم
تبسم سالم بعرض وجهه حتى ظهرت اسنانه يرد
لا ياسيدي مانسيتش بس ان كان على حرمة الحريم فمتعولش همها انا عامل حسابها وان كان على كشف بيتي فانا بيتي انكشفلك من زمان ولا انت نسيت الشباك اللي بيطل على الجنينة والزريبة الكبيرة اللي ورا تعالى ياراجل وعلى مسؤليتي مش انا كبير البيت حد شريكي
استسلم صالح لجذبه من سالم رغم تعجبه الشديد من حال الرجل وكلماته الغريبة حينما خرج كان مطرقا برأسه مخفضا عيناه نحو الأرض بحياء سالم الذي كان يخطوا ببطء ليساير خطوات صالح الضعيفة وهو منتبه على فعل صالح وحياءه هتف فجأة عليه حينما قطعوا الاثنان الطرقة المؤدية الى غرفة الجلوس
خلاص بقى ارفع راسك احنا داخلين الأؤضة وفي عتبة لازم تتخطاها
عتبة ايه ياعم سالم هو انت واخدني لفين بالظبط احنا هانتمشى وخلاص هاتدخلني اؤضة الجلوس ليه بس
سأله بعدم فهم وقد اطاحت الحيرة بعقله ليجد تبسم سالم اليه يومئ
متابعة القراءة