رواية المطادر بقلم امل نصر
المحتويات
دا انا بحبك قوي ياندى
قال فجاة مقبضا على كفها جعلها ترتد للخلف مجفلة من فغلته رفع كفيه امامها بتراجع
اسف سامحيني والنبي انا مش عايزك تخافي مني تاني
ردت وهي تنظر نحو كفه قاطبة بدهشة
انت ايدك بتتنفض
قال مقررا
انا جسمي كله بيتنفض مش بقولك حاسس قلبي هايوقف من الفرحة
سألت غير مصدقة اردف هو
واكتر من الدرجادي كمان بكرة لما يوصلك الحب اللي في قلبي هاتبقي زيي واكتر كمان
صمتت وهي لا تستوعب كلماته فتابع هو
شوفي كدة انا عملتلك ايه ياندى
قال وهو يخرج لها خلف ظهره ورقة كبيرة تحمل صورتها
هتفت بسعادة وهي تتفحص الصورة
دي الصورة اللي انت بعتهالي امبارح على الوتس
اومأت برأسها فاأخرج لها علبة مخملية من جيب بنطاله قائلا
طيب وايه رأيك في الهدية دي
التمعت عيناها بشعاع الفرح لرؤية السلسال الذهبي الذي اخرجه لها والذي تدلي منه قلب ومعه حرف الكاف باللغة الأجنبية قالت متصنعة عدم الفهم
سلسلة مين دي
دي سلسلة فيها حرفي ياندى والقلب اللي فيها دا يبقى قلبي انا عايزك تلبسها وماتتقلعش من رقبتك نهائي
ايوة بس انا قولتلك ماينفعش اخد حاجة من حد غريب
ايوة ماانا قولتلك كمان كلمي اهلك عشان تبقى رسمي
استفاق يدرك حدته في الحديث فخخف من لهجته قائلا
انا قصدي يعني عشان اعرف اكلمك براحتي وكمان اقدر البسك سلسلتي دي واجيبلك كل اللي بتحلمي بيه من دهب ولبس وجزم كل انت عايزاه ياندى
ها هاتكلمي ابوكي عشان يوافق بالخطوبة
اومأت برأسها صامتة لتجده امسك بكفها يضع بها السلسال
خليه في ايدك دلوقت عشان قريب قوي هالبسهولك هالبسهولك بإيدي والصورة بقى سيبهالي انا وخليها معايا
تصبرني
اردف بها سالم ساخرا نحو صالح والذي كان جالسا بجذعه مستندا بظهره على جزع الشجرة مغمض العينان مستمتعا بملمس الهواء لبشرته ورائحة الخضرة المتنوعة وهي تخترق انفه فتح اجفانه اليه مرددا باسترخاء
ماتلومش عليا ياعم سالم دي اول مرة من سنين طويلة اقعد قعدة زي دي ولا احس فيها بهوا يسكر كدة
اردف بها سالم وقد ادرك مقصد الاخر ربت بكفه على ركبة صالح مهونا
معلش ياولدي انا كنت ناسي ومخدتش بالي لكن اطمن بكرة ربنا هايفك كربك وماهترجعش للمدوعق السچن دا تاني أبدا
تبسم صالح بزاوية فمه ساخرا فجاء الرد من يونس في الجهة الأخرى
ادعي ياعم الحج وقول امين ماحدش عارف يمكن يحصل
رد صالح على كلمات يونس
رغم احساسي انك بتستهزأ بس انا هاقول امين عشان فعلا ماحدش عارف ويمكن يحصل
تدخلت نجية والتي كانت اتية بصنية كبيرة ممتلئة بالطعام
مافيش حاجة بعيدة عن ربنا اقرب ياصالح عشان تاكل
معانا وانت يايونس سيب العزيق وتعالى افطر
رد صالح بإحراج
نفطر فين ياجماعة لهو انتوا مصحيني عشان كدة
ايوة ياسيدي مصاحينك عشان تفطر معانا هنا في الهوا ااقرب ياللا بسم الله
ياجماعة ماينفغش هافطر كيف بس
هدر عليه يونس الذي ترك فأسه ليغسل يداه تحت صنبور المياه الكبير
ماتقوم ياعم انت محتاج عزومة ولا يكونش كمان مش عاجبك الوكل في الخلا وعلى
الارض تحت الشجرة
تبسم صالح له وهو يحاول الوقوف مستندا على فرع الشجرة
مش عاجبني ازاي بس وانا نفسي فيها القعدة دي وبحلم بيها من زمان بس على الأقل اكل وانا نضيف او مغسولة يدي حتى ثواني هادخل اغسل وشي وراجع تاني
اوقفه سالم يجذبه من كفه
رايح
فين ياصالح ماهي الحنفية اهي ادخل تحتيها واغسل وشك زي يونس ولا هاتتكبر
انشقت
________________________________________
ابتسامة مرحة على وجه صالح وهو يردف
والله مامتكبر بس انا هاعملها ازاي دي وانزل بدماغي زي يونس مخي المتعور دا يتحمل ازاي بس
احلهالك انا ياسيدي
اردف لها يونس وهو يقترب بخرطوم المياه السائلة من الصنبور
اغسل من المية دي ساهلة اهي
ضحك صالح من
قلبه وهو يتناول خرطوم المياه ويمرر بها يغسل وجهه ويديه في تجربة لم يخوضها من قبل
وفي المدرسة وبعد ان وصلت الى فصلها لتجلس سريعا على تختها الټفت يمينا ويسارا لاهثة بأنفاسها قبل ان تضع يدها بداخل حقيبتها المدرسية مخرجة تلك العلبة المخملية وتتناول السلسال الذهبي فشهقت بإعجاب شهقة منعتها في حضوره أمامها لا تصدق ان هذا السلسال الجميل أصبح هديتها من عاشق لها كما يقول ويؤكد لها دائما هو من رجل يتمنى قربها ويكاد ان ېقتل نفسه للارتباط بها
ايه الحلاوة دي
اننتفضت مڤزوعة وهي تجد سلسالها اختطف من يدها واصبح في كف زميلتها علية تلتف به امامها بإعجاب
ېخرب عقلك يا ندى سلسلة دهب وفيها قلب وحرف الكاف كمان مين دا يابت اللي بحرف الكاف وبيجبلك هدايا دهب
اړتعبت ندى وذهبت مهرولة لتغلق باب الفصل قائلة برجاء
ابوس ايدك ياعلية وطي صوتك هاتفضحينا دا هدية من خطيبي
ولما هو هدية من خطيبك بتخبي ليه انك مخطوبة اساسا
سألتها بتشكك وهي تبتعد بالسلسال عنها وتلاعبها ردت ندى بارتباك
ماهو هايبقى خطيبي والله واتقدملي كمان بس ابويا هو اللي رفض
شهقت الفتاة مرددة بعدم تصديق
ابوكي رفضه ومع ذلك هو بيجبلك هدايا بالدهب كمان دا مين دا يابت
نظرت لها بتخوف وتردد في ذكر الأسم فعلية هذه لطالما اشتهرت بعلاقاتها مع الشباب
ماهو انت لازم تقوليلي الأسم ياندى عشان ياحبيبتي انا مش هاسكت النهادة غير لما اعرف
قالت الفتاة بمحايلة وتابعت وهي تغمز بعيناها
قولي يا حبيبتي عشان ادلك ليكون حد بيضحك عليك قولي يابت
تعرقت ندى وزاد توترها حتى زاغت عيناها لخارج النافذة الخشبية للفصل نحو الشرفة المعروفة شهقت الفتاة ضاحكة حينما التفتت للناحية التي تنظر لها ندى قائلة
لا ماتقوليش معقولة يكون العاشق المتيم
حينما صمتت ندى فهمت الفتاة فزادت من ضحكاتها المچنونة وهي تدور حول ندى مرددة
اه ياكهينة يا لئيمة انت بقى معلقة الواد ومقشطاه ومعانا احنا بتضحكي معانا وتتمسخري عليه
هتفت عليها ندى غاضبة
بلاش كلامك المستفز دا يا علية كرم عايزني في حلال ربنا بدليل انه اتقدملي زي ماقولتلك
تخضرت الفتاة وهي تحدق بندى من رأسها لأخمص قدمها فقالت بميوعة
طب انا مش هاقولك كلام مستفز ولا اضايقك حتى بس بشرط تحكيلي الحكاية من طق طق لسلام عليكم
زفرت ندى من انفها تشيح بعيناها عن الفتاة لبعض اللحظات تفكر قبل ان تعود اليها حاسمة امرها
انا هاتكلم واحكيلك بس وديني ياعلية لو طلع الكلام دا للبنات المايصين اصحابك لاكون مبلغة عنك مديرة المدرسة بأي بمصېبة من اللي بتعمليها مع البنات
اومأت الفتاة برأسها على مضض قائلة
ماشي ياندى
يتبع
الفصل ١٩
بوجه ضاحك وابتسامة غابت عنها كثيرا كانت تتعامل مع زملائها في العمل والمرضى أيضا كان نصيبهم الرعاية مع الحديث اللطيف المرح تهون به عليهم انتبهت عليها صديقتها في اثناء مررهم برواق المشفى الذي يتدربن به
عيني عليكي باردة النهاردة اول مرة من مدة طويل الاقي وشك منور كدة وضحكتك طالعة من القلب
اومأت لها يمنى بابتسامة غير مبالية فتابعت صفاء
وكمان بتتقلي ومابتروديش جرا ايه يابت عم سالم ليكونش مخبية عني حاجة يابت
ويعني هاكون مخبية عنك ايه بس يامجنونة انت هاتستعبطي ما كل حاجة على يدك
قالت يمنى فالټفت لها صفاء ترمقها بتفحص وردت تسألها رافعة احدى حاجبيها بريبة
على يدي كيف يعني اوعي تكوني اتخطبتي ومداريه عني يابت
ضړبت يمنى بكفيها تضحك مرددة
عليا النعمة صح مچنونة يابت افهمي بقى انا لا يمكن هاتخطب ولا اتنيل طول ما انت بتنبريلي فيها ببوزك الفقر ده !
شهقت صفاء مستنكرة ترد عليها
انا بوزي فقر برضوا يايمنى دا احنا اطورنا على كدة وبقينا بنعرف نألس بالكلام كمان يا يمنى ايه اللي حصلك يابت
ضحكت بمرح يمنى وهي تتلقى لكزة صديقتها على ذراعها ثم توقفت بجوار
شرفة زجاجية في احد
اركان المشفى تنظر للخارج وقالت بشرود
هاتصدقيني ياصفاء لو قولتلك ان انا نفسي مش عارفة انا ليه مبسوطة
لا والنبي
اردفت بها صفاء بغير تصديق وتابعت
يعني على كدة بقى انت صحيتي الصبح ولقيتي نفسك بالهيئة دي طب والوش المكشر بتاع الأيام اللي فاتت في القلق والخۏف دا كان برضوا كدة من غير سبب
ردت مضيقة عيناها وقالت بشقاوة
اممم لا دا كان ليه سبب بس برضوا على غير ارادتي
من غير اردتك ازاي
يعني هو انت مچنونة يابت
قالت صفاء وهي تدفعها بكفيها حتى كادت ان توقعها على الارض صاحت يمنى عليها بصوت خفيض
يامجنونة هاتوقعيني وتخلي صوتي يطلع انت عايزة تجيبلنا الكلام
لم ترد صفاء وزفرت حانقة فتابعت يمنى بمرح
طب خلاص ماتكشريش كدة واعدلي وشك المقلوب ده
صمتت
________________________________________
يمنى قليلا ثم أردفت
احساس ان تبقى روحك معلقة بروح حد تاني غريب عنك او لما تشوفيه تبقى متأكدة انك تعرفيه من سنين طويلة دا اسمه ايه لما تحسي بقلبك بيرفرف من الفرح اما بس تشوفي ضحكته ولا ابتسامته النادرة
دا يبقى ايه لما تحسي ان صدرك طابق على قلبك والنفس منحاش عنك لمجرد بس انه زعلان لشئ يخصه حتى من غير مايقولك عنه دا اسمه ايه
تنهدت صفاء بابتسامة تزين ثغرها فقالت
هيييح على دلع البنات يما ومياصتهم ماهي معروفة لوحدها ومش محتاجة تفسير ناقص بس الفعل وتبقى رسمي
ظهر الحزن على وجه يمنى الذي اختفى منه المرح وهي ترد على صديقتها
للأسف دا حلم بعيد لا انا ولا هو نجرؤ عليه ماانت عارفة ظروفه مهببة ازاي مش انا حكايالك برضوا
ردت صفاء
عارفة بس مافيش حاجة بعيدة عن ربنا انت بس قولي يارب
يارب ياصفاء يارب
رددت يمنى بتمني حتى اجفلت على هتاف صديقتها
صح يابت يايمنى انا قريت عن حاجة كدة مشابهة لحالتك انت صالح عارفة يابت بيقولوا عليها ايه
قطبت يمنى تسألها باستفسار
اسمها ايه
اجابتها الأخرى
دي والله اعلم حاجة كدة شبه التخاطر
في البلدة الأخرى
كان العم فضل جالسا بطرف الطريق على جزع نخلة صغيره مستندا بظهره على احد البيوت الطينية وكأنه في انتظار أحد ما حتى ظهرت احدى النساء وهي تعبر الطريق وبيدها عدة اكياس بلاستيكية ممتلئة بالخضروات هتف عليها فضل وهو يتقدم بخطواته نحوها
استني استني اقفي عندك يا سيدة
توقفت على سماع الصوت المرأة الأربعينيه تنظر بتفحص نحوه حتى اذا اقترب منها رددت مرحبة
عم فضل ياهلا بيك ياراجل ياطيب عاش من شافك
اقترب يصافحها بمرح هو الاخر
انت اللي عاش من شافك بقيتي مختفية ومحدش بيشوفك خالص ليكونش عيشة القصر عجبتك يافقرية
ضحكت المراة بمرح حتى ظهرت اسنانها فقالت
قصر مين ياعم بس اللي هايعجبني واحنا
متابعة القراءة