رواية المطادر بقلم امل نصر
المحتويات
وعايز يتجوزني النهاردة قبل بكرة رغم اني احيانا بضايق من الحاحه
فمغمت بالاخيرة بصوت خفيض فكان الرد من عليه انها لوت ثغرها تنهض عن المقعد
تمام ياحبيبتي بس المهم بقى انك تتجوزيه ومايبقاش كلام على الفاضي
جذبتها ندي من كفها توقفها قائلة
ماتزعليش مني ياعلية انا مش قصدي حاجة وحشة عنك
خلاص ياستي مش
زعلانة سييني بقى امشي اروح فصلي قبل الفسحة ماتخلص
همت ترد ندى ولكنها ابتلعت كلماته مع طنين اهتزاز هاتفها بورود مكالمة هاتفية فقالت مخاطبة الفتاة
طب اتفضلي ياستي اهو بيرن ارد اقوله ابه بس وهو مستتني على ڼار من امبارح خبر الموافقة
التمعت اعين الفتاة بالحماس تجيبها
هتفت بملل والهاتف بيدها
تاني يعني ماقلوش ابويا رفض وافصل على كدة مدام مافيش فايدة
قفزت لتعاود الجلوس بجوارها تترد بلهفة
ماتبقيش هبلة وتضيعي الفرصة من ايدك لوعيه لحد ما تاخدي الموافقة من اهلك عشان مايطفشش منك افتحي المكالمة انت بس وانا هامليكي تقوليلوا ايه
الوو ايوة ياكرم !
بمنزل سالم وفي الحديقة الخلفية وبعد ان سمح له بدخولها بعد ان اطمأنوا من جهته اصبح يقضي معظم وقته بها اما بصحبة سالم ويونس في اوقات فراغهم او وحده يتأمل ويملأ صدره بالهواء العليل بها او بصحبة المشاغب الصغير محمد الذي لا تهدأ حركته
خلاص يامحمد انزل بقى وكفاية
هتف بها صالح پخوف وهو واقف اسفل الشجرة التي صعدها محمد والذي هتف مرددا لصالح
ياعم اهدى بقولك شوية تاني ونازل
زفر صالح بقلة حيلة قائلا له
ياحبيبي كفاية اللي جنيتهم دول حلوين قوي يابني انزل لغصن الشجرة يميل بك وتقع
يعني كدة مثلا
لوح بجسده محمد بدعابة ثقيلة جعل الخۏف يزلزل قلب صالح قبل ان يستدرك مزاحه فهتف ساخطا وهو يبتعد بجسده
كدة برضوا يامحمد دا برضوا هزار تهزروا
معلش متزعلش منه دا عيل برضوا ومش فاههم
التفتت مجفلا على صوتها فتبدد غضبه العاصف وكأنه لم يحدث وهو يرى تهادي خطواتها الرقيقة وهي اتية نحوه بصنية عليها كوبان من العصير فقال لها
انا عمري ماازعل منه انا زعلي بس خوف عليه
القت نظرة محذرة نحو محمد قبل أن ترد قائلة
________________________________________
بس تعمل ايه بقى بيستغل ده ويستهبل خد اشرب العصير ده وروق اعصابك شوية خد
تناول منها الكوب الزجاجي الكبير الممتلئ بالعصير وقال ممازحا
طب انت جايبة
كوباتين ليكون حسبتي محمد معايا دا راجل مشغول ومش فاضي
مين دا اللي مشغول
هتف بها محمد وهو يحاول النزول متمسكا بفروع الشجرة وقال متابعا نحو شقيقته التي كانت تضحك
تعالي يابت نزليني خليني اشرب العصير بتاعي عصير مانجة دا صح
هزت شقيقته رأسها شقيقته بالرفض
لا مش هنزلك وخليك انت عالشجرة بقى شوف مين اللي هاينزلك بعد ما زعلت صالح منك
التفتت محمد نحو صالح برجاء فادعي الاخر غضبه منه واشاح بوجهه عنه فهتف محمد
طب وحياة غلاوتي عندك ياشيخ لتنزلني وماتسمع كلام البت دي
لم يستطع صالح كبح ابتسامته وهو يتجه ليتناول محمد من أحد الاغصان القريبة لينزله أرضا قائلا ليمنى
معلش بقى مضطر اتنازل دا حلفني بغلاوته
انزله على الأرض واننطلق محمد نحو شقيقته يختطف منها كوب العصير ليرتشفه بسعادة مهللا
الله على المنجة الحلوة ياناس
بالهنا ياسيدي
اردفت بها يمنى وهي تنظر له بدهشة ومعها صالح هو الاخر و الذي خاطبها قائلا
شكله بيحب الفواكه كلها انا كنت فاكره بيحب الجميز بس
قول عليه زيك ما انت كمان من ساعة ابويا مافتحلك باب الجنينة وانت بقيت لابد ليل نهار فيها
قالت يمنى فانشق ثغره بابتسامة سعيدة يردف
مسجون وانفتح له باب يطل منه على الدنيا يتفرج على طرح الأرض وخضار الطبيعية وهواها اللي ينعش الروح
صمت قليلا ثم تابع
ويرد روحه برؤية الوجه الحسن يبقى اقعد في اؤضتي ليه واحرم نفسي من دا كله
تلجلجت وهي لا تعلم بماذا ترد على كلماته الجميلة وغزله الصريح لها فقالت مرتبكة
تقصد مين بالوجه الحسن
مط شفتيه قائلا بمغزى
والله انت عارفة كويس قوي انا اقصد مين بالوجه الحسن
تورد وجهها وهي تتناول كوب العصير الفارغ من يده تود الهروب من امامه بخجل جعل اطرافها ترتعش من فرط ارتباكها ولكنها اجفلت منتفضة على صيحة جهورية من والدها وهو يدلف لداخل الحديقة مسرعا
عندي ليك خبر بمليون جنيه ياصالح
انتفض هو الاخر على صيحة الرجل بعد ان افاقه من شروده بمحبوبته وخجلها الذي يفعل بقلبه الافاعيل فردد له بتلعثم
مممليون جنيه ! ليه هو انت هاتقولي ايه بالظبط
توقفت يمنى وهي تشاهد ابيها وهو يقف امام صالح يشير له الهاتف قائلا
اتفضل واسمع بنفسك عشان تصدق
تناول صالح الهاتف يرد على المتصل بعدم فهم فوصله صوت الرجل العجوز
الوو ياصالح انا عمك فضل
ردد قاطبا
اهلا ياعمي في ايه عندك
وصله صوت الرجل قائلا
في ان عرفت ميعاد خروج اختك من القصر بكرة وجيبت عنوان الدكتور اللي ريحاله يعني بإذن المولى تقدر تشوفها ياولدي
ارتجف قلبه بداخل صدره من مجرد الفكرة فردد بصوت مهزوز للرجل
بتتكلم جد ياعم فضل اوعي تكون بتكدب والنبي دا انا كنت اموت فيها لو طلع امل كداب
جاء صوت الرجل بضحكة ودودة قائلا
بعد الشړ عليك يا ولدي من المۏت هاتصدق بنفسك بكرة لما تشوفها بعينك وتضمها لصدرك
تأوه صالح بحړقة اشتياقا للقاء شقيقته فلم يستطع للمتابعة ونزل جالسا على الارض بعد ان خذلته اقدامه من الفرحة تناول عنه سالم الهاتف وفور أن انهى المكالمة مع العم فضل ربت بكفه على ظهر صالح قائلا بدعم
اصحى كدة واقف على رجلك دا مش وقت صدمة ولا قعاد على الأرض
رفع انظاره الى سالم قائلا بانتباه بعد أن استفاق ذهنه
انا فرحت قوي ياعم سالم على اساس اني هاشوفها صح بس انا دلوك مش عارف دا هايبقى ازاي وهي متحاصرة منيهم دا غير انها ممكن ماتعرفنيش اساسا
جلس سالم بجواره على الارض يخاطبه قائلا
ماتشلش هم دلوك العبد في التفكير والرب قي التدبير
رد صالح بنبرة محبطة
ونعم بالله ياعم سالم بس برضوا الموضوع
دا كبير قوي اصل انا عارفهم الجماعة دول مابيمشوش غير برجالة الحراسة ودول الواحد فيهم قد الباب لوحده يبقى هانعدي منهم ازاي بس ونوصلها دا بينه حلم ومستحيل هو
كمان
هدر عليه سالم
ولا مستحيل ولا حاجة ياراجل انا قولتلك ان ربنا هايدبرها ان شاء وهانشوفلك طريقة بس احنا عايزين حد شباب عشان يقدر يساعد معانا
ساله صالح قاطبا باسنفسار
مين الشباب ده اللي هايرضى يساعدنا ياعم سالم
بتقول مين
هتف بها صائحا يونس نحو شقيقه الجالس امامه فوق سطح المنزل بعيدا عن اعين الجميع وتابع يونس
مش واخد بالك يا سالم ان انت زودتها قوي مع الجدع ده طب علاج وقولنا نكسب فيه ثواب فتحلتوا بيتك وأمنته في وسطينا وقولنا زي بعضه مدام طلع مظلوم وحكايته عفشة زي ماحكالنا الراجل العجوز لكن بقى ندخل نفسينا في المواضيع التقيلة بتاعته دي اهو ده اللي لا يمكن يحصل عاد العمر مش بعزقة ياواد ابوي
ومين بس اللي قالك انك هاتضيع عمرك ولا يجرالك اي حاجة يايونس
هتف بها سالم على شقيقه بمحايلة فهتف الاخر
________________________________________
متشدقا
امال ايه بس بلاش تلف وتدور عليا ياسالم في الكلام انت عارف ان الموضوع دا كبير دا المشي مع صالح نفسه تهمة
لوحديها ولا انت نسيت
رد سالم
لا مانستتش ياسيدي بس بالعقل يعني لو احنا عملنا حسابنا وخططنا كويس ايه اللي هايعرف الحكومة ولا ناسه
حرك راسه يونس بعدم فهم فهتف سائلا
تقصد ايه يعني هايلبس طقية الاخفا بقى ولا هايطير في الجو ومحدش يشوفه
تبسم سالم لأخيه قائلا
لا دي ولا دي الموضوع مش صعب قوي على فكرة زي ماانت فاهم انا قولتلك الموضوع محتاج بس تخطيط انت بس وافق واي مشكلة بعد كدة نشوف لها حل
ضغط يونس على شفتيه يشيح بوجهه ليبتعد عن انظار اخيه التي كشفته على الفور فهتف عليه
شكلك بيقول انك وافقت ولا لسة بتوزنها في مخك
لا لسة بوزنها في مخي ياسالم بلاش بقى تزن عليا عشان ماتعصبش عليك
رفع سالم كفيه في الهواء مستسلما بابتسامة مستترة يرد على اخيه
اها ياواد ابوي مش هازن ولا اللت فوق مخك وهاسيبك انت براحتك تقرر بس عشان تعرف انا عارف قرارك من دلوفتي
يوووه
اردف بها يونس متأفافا في وجه سالم الذي اشار بغلق فمه ليجعله يفكر بروية صمت قليلا يونس ثم مالبث ان يلتف الى اخيه سائلا بتفكير
لكن قولي ياسالم انت برضك معرفتش ان كان شعبان ابو مندور ماټ عادي كدة ولا ماټ مقتول زي ما قال صالح
قطب سالم بحيرة قبل ان يجيب يونس قائلا
والله ما انا عارف فعلا والله حاجة تحير طب لو هو اټقتل صح زي مابيقول صالح الحكومة ازاي تخبي حاجة زي دي
يتبع
الفصل ٢١
دلفت علية لداخل فصل ندى تشير لها بكفها وتومئ برأسها بمغزة فهمته الأخرى فهزت رأسها بالإجابة قبل ان تخرج علية لتنتظرها في الخارج برواق المدرسة انتبهت رضوى الفتاة المجاورة لندى على التخت فلكزتها بمرفقها وهى تلملم بأشيائها الخاصة بعد انتهاء اليوم الدراسي لتضعها بحقيبة المدرسة
هي البت دي عايزة ايه منك وبتشاورلك ليه أساسا
هزت بأكتافها ندى تجيبها متصنعة عدم الفهم
عادي يعني يارضوى عايزاني اروح معاها نزور واحدة
صاحبتنا هنا في البلد عيانة
ضيقت عيناها رضوى بتفكير وقالت
وانت من امتى بتمشي معاها ولا بتجمعكم صدقات ولا مشاوير حتى عشان تلزقلك اليومين دول وتدخل في زواريقك كدة انت من امتى مصاحباها اساسا
ردت ندى بتوتر تجاهد لعدم اظهاره
هي صاحبتي من زمان على فكرة يارضوى بس كانت معرفة سطحية ودلوقت اتطورت شوية عشان صاحبتنا العيانة
اممم
صدرت من رضوى بتهكم قبل ان تردف وهي تضع حقيبتها المدرسية على ظهرها طب خلي بقى من نفسك ياحبيبتي وانت معاها بلاش تقليدها في كل حاجة
سألتها ندى بريبة
قصدك ايه يعني مش فاهمة
اومأت رضوى بعدم اكتراث
والله انت عارفة كويس وفاهمة على فكرة انا اقصد ايه وفنصيحة مني يعني بلاش تتأخري عند صاحبتك معاها لتفوتك مواصلات البلد وتبقى حوسة معاكي بعد كدة
بصقت كلماتها وذهبت تترك ندى بحيرتها وهي تعدل في ملابسها المدرسية وحجابها كالعادة على المراة الصغيرة فوق التخت فور انتهائها خرجت لصديقتها التي كانت مستندة بظهرها على احد الأعمدة الأسمنتية بوسط الرواق تلوك فمها بالعلكة اشارت لها بكفها لتستعجل بخطواتها اليها
حينما وصلت ندى قالت على الفور
على فكرة انا قلبي متوهوهش
متابعة القراءة