رواية المطادر بقلم امل نصر
المحتويات
ابويا ولو على مۏتي حتى ماشي ياواد الناس سلام بقى عشان بيندهوني
اغلقت المكالمة وذهبت عائدة لجلستها غير مكترثة لما قد يحدث منه بعد ذلك وغافلة عن من وقف بمحله متسمرا بنظر في اثرها بدهشة بعد ان خرج بالصدفة من مخبأه وسمع لجميع ما قد قيل في المكالمة فوضعت بقلبه الحيرة انسته همه وماكان يشغل عقله من دقائق صغيرة قبل ام تدلف ويراها بداخل الحديقة
استيقظ على صوت طرق الباب الذي اختلط مع اصوات العصافير التي ضجت بتغريدها على اغصان الشجر في الحديقة فتح عيناه ليرى الظلمة قاربت على الإختفاء بالغرفة مع تسلل خيوط ضوء الصباح ماببن نوافذ الغرفة وطاقة صغيرة مفتوحة في أعلى الحائط اعتدل بجسده لينهض من فرشته التي كانت موضوعة على الأرض ولكن الباب دفع فجأة ودلف منه محمد كالعادة
ما انت صاحي اها سايبنا ليه نخبط عليك بقالنا ساعة
ابتسم صالح على مشاكسته كالعادة دون أن يرد فقالت يمنى
انا اسفة بس انت اكيد بعد الوقت دا كله عرفته بقى
عرفته قوي
قال صالح وهو يدنو من محمد
محمد استنى يازفت
هتفت يمنى ليعود ولكنه اكمل طريقه دون أن يلتفت لها فخاطبها صالح من خلفها
سبييه يا يمنى خليه يروح يكمل نومه انت صحتيه بدري ليه بس
راقها سماع اسمها منه ولكنها عادت تردف بثبات كاذب
ابتسم لها وهو يجلس على أحد ألأشولة الموضوعة على الارض قائلا
يعني مش عشان مكسوفة
لا مش مكسوفة ولا حاجة عن اذنك
قالت وهي تنفي برأسها كڈبا بعد ان توترت بملحوظته وهمت لتنسحب
كالعادة ولكنه أوقفها
استني والنبي يايمنى ما تمشيش
توقفت بمحلها وساألته بروتينيه
هز برأسها صامتا بوجه مبتسم وكأن عيناه هي التي تتحدث وحدها ازداد توترها فقالت
صحيح انا كنت عايزة اطمنك النهاردة العشية بإذن الله هاتبيت في فرشتك اصل عمتي وابنها كانوا جاين في مشوار صد رد يعني هايروحوا على بلدهم النهاردة
اختفت ابتسامته وحل محلها شئ اخر فقال
لا مش قلقان من الموضوع ده عشان بصراحة يعني انا كمان ماشي
تمشي ليه مش لما تطمن على نفسك كويس الاول وتشوف هتنام ولا تعيش ازاي بعد كدة
رد مبتسما لها بشحوب
لا ماتشليش همها دي اللي خلاني دبرت نفسي في الاول يقدرني ادبر نفسي في اللي جاي المهم دلوك بقى
قطع جملته فسألته هي باستفسار
ايه هو المهم بقى
انت يا يمنى
انا !
اردفت بها مندهشة فتابع هو
ايوة انت بصراحة نفسي اطلع اللي جوا قلبي واقولك ان انت احلى حاجة
حصلتلي في حياتي سوا في النص الاول منها لما كنت ابن زوات والدنيا فاتحالي دراعاتها او بقى في النص التاني وانا تعبان في عز ضيقتي وما يعلم بحالي غير
ربنا
تسمرت بمحلها لا تعلم بما ترد عليه
اردف يكمل
انا عارف ان اكيد كلامي مالوش فايدة معاكي لأني زي ما انت عارفة كدة راجل مالوش مستقبل دا غير القضية الجديدة اللي عليا بس انا كنت هاموت لو ماقولتش ولا حكيت اللي في قلبي ليكي انت صافية قوي يا يمنى وجودك بس في حياتي الايام اللي فاتت كان كيف البلسم اللي اتحط على چرح بقالوا سنين وجاه في دقيقة طيبوا انا مش طالب منك حاجة يايمنى عشان انت غالية قوي انا كل اللي طالبوا بس انك لو شوفتيني في مكان وانا براقبك واطل عليكي ماتخافيش ولا تكشي مني سيبني اكحل عيني واريح قلبي برؤياكي
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تنظر اليه بعجز لا تملك القوة في الكذب وادعاء عدم المعرفة ولا الحق في التشبث به وافراغ ما يكنه قلبها اتجاهه
انا عارفة وحاسة بكل كلمة انت قولتها اللي في قلبك واصلني من غير ماتتكلم ولا تبوح بيه ياصالح بس انت قولتها بنفسك مافيش أمل
توقفت الكلمات بحلقها وابتلعت غصتها
________________________________________
وهي تنظر اليه دون خجل هذه المرة بعد ان انزاح الستار الذي كان تحجب بها مشاعرها عنه فقالت اخيرا
خلي بالك من نفسك وياريت تحاول تلاقي طريقة تتواصل بيها مع الناس اللي بتعزك وبتحبك
اردفت بكلمتها الاخيرة وتحركت تركض من أمامه هاربة حتى وصلت لغرفتها تفرغ شهقاتها بالبكاء الحارق وقلبها يأن بداخلها من هذا الألم الموجع الم الفراق والعجز في التقرب الى من تحب
اعمل حسابك يامرة انت قعدتك دي ماتتحسبش زيارة عشان تبقي عارفة
تفوهت بها نجية بعتب المحبين نحو شقيقة زوجها التي كانت تلف شالها حول رأسها ردت روحية بضحكة صاخبة
ماتحسبيهاش ياختي عشان انا اصلا ليا جيا قريب وهاقعد بالايام كمان ولا ايه رأيكم يابنتة
قالت الاخيرة موجهة نظرها نحو الفتيات سمر وندى التي قالت بمرح
تعالي ياعمتي واقعدي بالشهر كمان دا انت قعدتك حلوة قوي
ياختي يحلي دنياتك يابت ياقمورة انت تعالي هنا
براحة ياما على البت لتفعصيها سبيها لصاحب نصيبها
اردف الاخيرة بصوت ماكر وخفيض اثار ضحك الجميع فقالت روحية بمكر هي الأخرى
انا عارفة مين هو صاحب نصيبها وان شاء الله يتم اللي في بالي
لكزت سمر بمرفقها شقيقتها التي كانت تضحك بخجل فصدح الصوت الجهوري من قريب
العربية الأجرة وصلت يابت ابوي جاهزة انت وولدك ولا اقول للسواق يستني
لا ياواد ابوي احنا جاهزين وخلصنا
قالت روحية وهي تتحرك للخروج مع ولدها اردف سالم مرددا لهم
طب حتى كنت استنوا جية يونس من السوق اهو يسلم عليكم بالمرة
رد عيد من جهته
معلش ياعمي احنا كدة كدة جاين قريب
تانسوا وتشرفوا ياولدي
قالها سالم وهو يتحرك للخروج معهم ولكنه توقف فجأة على جذب ذراعه من يمنى التي خرجت فجأة من غرفتها فهمست له بجانب اذنه ببعض الكلمات قطب على اثرها سالم سائلا بدهشة
يمشي كيف يعني ازاي الكلام ده
هامشي زي الناس ما بتمشي ياعم سالم ماهو خلاص بقى ملهاش لازمة القاعدة أكتر من كدة
قال صالح ردا على سؤال الرجل والذي أردف
ياولدي انت لسة راسك لساها مخفتش ولا حتى الچرح اللي في كتفك لم زين استنى لما ربنا يعفي عنك بالمرة
ابتسم صالح بمودة قائلا للرجل
كل ده هين ياعم سالم مدام ربنا قدرني امشي على رجلي بعد كدة كل شئ بهون
ارتسم الحزن على ملامح سالم وهو يردد بصوت خفيض
يكون زعلت ياولدي لما بايتناك امبارح في اؤضة الخزبن بس ياولدي انت عارف ماكنش ينفع
اختي تشوف
والله عارف ياعم سالم ومزعلتش لا
قال صالح بمقاطعة وتابع
انا بس فكرت وشوفت الوضع كويس يعني لو حد شافني في بيتك دلوك هاترد عليهم انت وتقول ايه دا غير كمان الحكومة وقتل شعبان اللي انا مش عارف اي حاجة في تطوارته متنساش كمان السمعة اللي لبستني زور مش عايز حد يعرف صفتي ويجيب يعني اسم بناتك في أي حاجة شينة بالافترا الناس ملهاش غير الظاهر
قال الاخيرة بصوت خفيض وبه الخزي فردد سالم اليه بقوة
والله ياولدي انا عاشرتك وابصم بالعشرة على اخلاقك وأصلك الطيب بس انت قولت الناس ملهاش غير الظاهر منه لله اللي شوه سمعتك
اومأ له صالح بابتسامة بزواية فمه
اهو راح عند ربنا ياعم سالم وفي دار الحق دلوك ربنا اولى بيه
حدق به قليلا سالم يزن برأسه كلمات صالح التي اصابت الحقيقة ثم أردف مستسلما
طب مدام كدة بقى اقعد قضي اليوم معانا وخلي المشي يبقى بالليل عشان الليل ستار واهو بالمرة تلحق تسلم على يونس ولا انت مش عايز تسلم عليه
رد صالح بابتسامة على مشاكسة الرجل
حرام عليك ياعم سالم هو انا لدرجادي غبي يعني عشان مقدرش جدعنة الراجل معايا في اخر ايامي معاكم
لا ياولدي اسم الله عليك
من الغباوة انا بس بنكشك
قالها سالم على ركبته بدعم ولكنه اجفل على دلوف محمد اليهم فجأة هاتفا
يابوي يابوي في ناس ضيوف
جاين يشوفوك
قطب سالم يسأله باستفسار
ناس مين يامحمد كمان اللي جات وانا اختى هي وولدها توهم مروحين على بلدهم
بتقولي مين ياسمر انت متأكدة من كلامك ده
سألت ندى بجزع شقيقتها لا تصدق ما تفوهت به امامها ردت الأخرى بتأكيد
يابت بقولك هو نفسه الشاب اللي جه عندينا سابق انا شوفته بنفسي وعرفته بس دا جدع بارد قوي مدام رفضناه يبجي بيتنا تاني ليه
انسحبت الډماء من وجه ندى وهي لا تدري سبب هذه الزيارة المفاجئة منه بعد ان اغلقت الموضوع حينما أبلغته برفض والدها ترى لماذا أتى الان وماسبب الزيارة الكريمة ذهبت عيناها نحو حقيبتها وهي تتذكر السلسال الذهبي الموجود بها
يانصبتي ليكون جاي يفضحني ويقول لابويا عليها انا نسيته ازاي بس ده
تمتمت بها محدثة نفسها بصوت خفيض لفت نظر شقيقتها
انت بتكلمي نفسك ياندى لتكوني كمان عايزاه الحزين ده وترجعي بقى تتقمصي وتعمليها موال من تاتي مع ابوك وامك
نفت برأسها ندى فقالت وهي تزدرد ريقها بتوتر
هو ابوكي قاعد معاه فين دلوقت
في
________________________________________
المضيفة اللى برة البيت اصل ابوكي مارديش يدخلوا البيت ولا اؤضة الجلوس حتى
كان سالم يستمع اليه صامتا مضيقا عيناه بتفكير لكل كلمة او فعل يصدر منه اثناء حديثه حتى اجفل اليه
سائلا
ساكت ليه يا عم سالم ماتتكلم وقول حاجة بدل ما انا قاعد كدة وكأني بكلم نفسي
رد سالم بهدوء
يعني عايز اقول ايه بس ياولدي لا حول ولا قوة الا بالله
يعني ايه مش فاهم فسر كلامك معايا ياعم سالم
زفر سالم بداخله قبل ان يميل اليه قائلا
افسر واقول ايه بس ياولدي انا قولتلك من المرة اللي فاتت انا مش هاجوز بتي لحد غريب دا سلو بلدنا واحنا ماشين عليه يعني مش عيبا فيك ولا في اصلك لا سمح الله عشان تيجي تكرلي تاريخ عيلتك والناس الكبيرة فيها
ياعم سالم هو انت هاتجوز بتك برة البلد دي هاتبقى في نفس المحافظة معاك يعني بمواصلة عربية هاتبقى عندها دا غير اني موافق على اي شرط انت تقول بيه ولو طلبت نجوم السما هاجيبها انا لندى ومش هاقول لا
قالها كرم بمحايلة فكان رد سالم
ياولدي هي غنيوة ماانت قولت الكلام ده المرة اللي فاتت واتكلمت على ظروفك المرتاحة وانا برضوا سمعت منك وقولت ايه اللي هايخليني اغير رأيي تاني
اللي يخليك تغير رأيك هو ان بتك عايزاني
قالها بدون تفكير فاحتدت عيناه سالم وقال موجها اليه
متابعة القراءة