رواية المطادر بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز


پغضب 
انت واعي للكلام اللي انت بتقوله دا يطير في رقاب 
ازدرد ريقه كرم ورد على تخوف 
ياعم سالم انا مابطلبش منك حاجة عفشة ولا شينة انا كل اللي طالبه منك هو حلال ربنا من واحدة انا بحبها الحب حلله ربنا يعني ارحم انت بقى وحس بينا انا عايزها وهي عايزاني تقف ليه انت في طريقنا وتحرمنا من بعض 

صمت قليلا سالم يحدق به بنظرة مرعبة قبل أن ينهض فجأة قائلا بصوت خفيض ومريب 
اسمع ياض انت تلم نفسك من هنا وعلى موقف البلد عدل قبل مااخسر حباية العقل اللي فاضلين جوايا واطلع بندقيتي اخلص عليك واډفنك حي مكانك وملكش عندي ديه 
نهض كرم يرد باحتداد متسارع الانفاس 
بس انت كدة هاتبقى راجل ظالم بتحرمني من اعز حاجة عندي ومن حلال ربنا انا مش
جاي اشحت منك 
أومأ له سالم برأسه نحو الباب بأعين مخيفة وهو يجاهد لعدم التهور 
كلمة تاني ومش هاسمي عليك على الباب اللي قدامك ده دلوقتي حالا اخلص يااااض  

وعند صالح الذي كان مستلقي في فراشه بعد ان فارقه الليلة الفائتة انتفض فجأة على صوت الصړاخ الخارج من قلب البيت اعتدل بجزعه وخرج سريعا على مصدر الصوت ليجد يمنى ووالدتها وسمر ملتفون حول سالم يحاولون للفصل بينن وبين ابنته ندى التي كان ممسك بشعرها بقوة وهو يهدر عليها 
ردي يابت الكل الواد ده انت اللي باعتاه ولا لأ 
ندى وهي تصرخ بين يديه مټألمة 
والله مااعرف بجيته يابوي هاتلي مصحف وانا احلف عليه قصادك 
صاحت نجية على زوجها 
بتقولك انها ماتعرفش سيبها ياسالم البت هاتموت في يدك 
مع اصرار سالم تقدم صالح على تردد ليحاول معه هو الاخر 
صلي على النبي ياعم سالم ايه لزوم الضړب بس 
هتف سالم بقوة مخاطبا ابنته 
امال الواد ابن الفرطوس دا جايب الجرئة دي منين يدخل بلد غريبة ويلح في طلب الجواز لا وكمان يقولي بتك عايزاني عرف منين ان انت عايزاه يابت الكل 
جحظت عيناها
ندى وارتشعت شفتاها وقد اصبح وجهها كتلة حمراء فقالت پبكاء
كداب يابوي والنعمة كداب انا قولتلك انه بعتلي واحدة قريبته تسالني يمكن هي اللي الفت من مخها ولا هو اللي بيتبلى عليا انا ايه ذنبي ياناس 
ضغط صالح بقوته حتى فرق الرجل
واحد بارد ورامي دمه علينا ايه ذنب البت عشان تيجي وتنشدلها كدة دي مش عوايدك دي ياابو محمد 
تلاحقت انفاس سالم وهو يجاهد
لضبط النفس 
انا دمي بيغلي والشيطان صورلي مية حاجة قدامي الواد ده كان هايخليني ارتكب چريمة دلوقت اعمل ايه انا بقى لما الاقي واحد يقولي جوزني بتك ياظالم وماتحرمناش من بعض 
التفتت الجميع پذعر نحو سالم بعد سماع جملته حتى ندى التي توقف بكاءها فجأة فقالت نجية بازدراء 
واسمه ايه الحزين ده اللي بيخربط بالكلام ده
يقطعه ياشيخة ويقطع سيرته
قال اسمه كرم قال
الټفت صالح نحو ندا بعد سماع الاسم ينظر إليها پصدمه وقد تذكر محادثتها أمس مع شخص ما بنفس هذا الاسم
الفصل ٢٥
ډافنة وجهها في جبلبابه بين يديها تتنشق رائحته وكأنها الحياة وهي تبكي بحړقة ألم الفراق متى جاء وكيف تغلغل عشقه بداخل قلبها لاتعلم كيف ستقضي الباقي من عمرها وقلبها معلق بعشق مستحيل لاتعلم كيف لها أن تتزوج من رجل اخر وهناك من امتلك وجدانها بل والنفس الذي تتنفسه لاتعلم نزعت الجلباب عن وجهها بصعوبه بعد أن اغرقته بدموعها لتطويها داخل الحقيبة الجلدية الصغيرة ومعها بعض الاشياء الخاصة به كالمحفظة وبطاقة الهوية التي اظهرت صورته
________________________________________
بها كم كان جميلا ووسيما قبل سجنه وظلمه وضعت معه ادويته وبعض الأشياء الضرورية التي قد تلزمه في منفاه طريدا في الجبل 
بت يا يمنى خلصتي ترتيب الشنطة 
قالت نجية بعد أن دلفت فجأة لداخل الغرفة دون استئذان مسحت يمنى بكفها على وجهها لتمحو اثار الدموع العالقة ولكن قد فات الاوان 
كنت بتقولي حاجة ياما 
قالت يمنى وهي تلتفت لوالدتها التي تسمرت محلها بعد رؤية ابنتها ردت نجية وهي تناولها حقيبة بلاستيكية كبيرة 
كنت جاية اسألك خلصتي ترتيب الشنطة ولا لسة عشان اديكي الكيس دا تحطيه جمب حاجة صالح 
قالت يمنى تداري ارتباكها 
في ايه اللي حطاه الكيس ده ياما 
الكيس ده في وكل ونواشف يقضي بيها ايامه على ما ربنا ياخد بيده ويشفى عنه هناك 
قالت نجية فردت يمنى بابتسامة شاحبة 
كويس ياما كويس قوي دا هايدعيلك اكيد 
قالت نجية بمغزى 
انا مش عايزاه هو يدعيلي انا كفاية عليا انت بس تفوقي لنفسك وتطلعي من الأوهام اللي انت عايشة فيها 
حدقت في والدتها پصدمة فتابعت نجية
كان قلبي حاسس من الأول بس كنت بكدب نفسي اصحي يايمنى وقومي اغسلي وشك وتعالي برة اقعدي معانا زيك زي بقية اخواتك صالح حبناه ولا كرهناه برضك في الاخير ماينفعكيش وانت عارفة من غير ماقولك صح ولا لاه يابت بطني 
اومأت برأسها لها يمنى بأعين دامعة تظهر حجم الالم بصاحبها 
صح صح قوي ياما 
بوسط الردهة الفسيحة للمنزل كان جالسا بينهم على كنبة خشبيه بجوار سالم ومحمد والبنات سمر وندى في الجهة الأخرى ومعهم والدتهم التي انضمت اليهم اخيرا بعد ان فرغت من مجموعة الاطعمة التي احضرتها لصالح يتعرف ويتسامر معهم بعد ان قضى معظم اليوم بينهم وتناول وجبتي الغذاء والعشاء معهم وكأنه احد أفراد الأسرة 
يعني انت على كدة في
ثانوي عام بقى ياسمر طب حلمك تطلعي ايه 
ردت سمر بتفاخر على سؤاله 
ناوية بآذن الله ادخل هندسة عشان انا شاطرة في الرياضيات وبجيب فيها النهائيات 
ايوة ياختي شاطرة بس هلكاني في الدروس 
قال سالم بتدخل في الحديث معهم زامت سمر بتأفف 
ماهي الدروس لازم يابوي ولا
انت فاكرني يعني هاجيب النهائي كدة لوحدي من غير مساعدة ماينفعش طبعا 
ابتسم صالح وهو يرى رد فعل سالم الذي التوى ثغره بامتعاض قبل ان يردف 
والنبي انتوا ولا حاجة نافعة معاكم لا اللي داخلة ثانوي رحماني ولا اللي داخلة فني برضك رحماني كلكلم ناحلين وبري وبس 
قلبت ندى عيناها دون رد على كلمات ابيها ولكنها تفاجأت بنظرة غريبة من صالح نحوها قبل ان يتجه نحو محمد يسأله متصنع الجدية 
وانت ياأستاذ محمد مش ناوي تقولنا بقى انت نفسك تطلع ايه عشان ناخد فكرة يعني 
هادخل الزراعة عشان ابقى مزارع 
هي الساعة كام دلوقت 
اجابه سالم وهو ينظر بساعة يده 
الساعة داخلة على تسعة ونص يعني اصبر شوية على ما الحركة تهدى في الشارع عشان ماحدش يشوفك وانت طالع 
خلاص طب انا عايز ادخل استنى في الجنينة ينفع 
قال صالح وهو ينظر بيأس لباب غرفتها التي اندست فيها ولم تخرج منها منذ ساعات  
رد سالم وهو ينهض معه 
ادخل ياولدي البيت بيتك بس بقى انا هاطلع برا البيت عشان اراقب حركة الناس في الشارع وبالمرة استنى يونس اللي اتأخر قوي النهاردة مش عارف ليه لا وكمان مابيرودش على تلفونه 
ردد من خلفه صالح 
خير ان شاء الله
ياعم سالم ماتقلقش 
بعد قليل 
كان واقفا بالحديقة الخلفية للمنزل اسفل شجرة الجميز ينظر للخضرة في الظلمة القاتمة ويستمع لصوت الليل بها بعد أن فقد الأمل بتوديعها وقد اقتربت ساعة رحيله وهو مازال ينتظر ظهروها قبل ان يدلف اباها ويخرج معه فجأة شعر بوجودها خلفه تقافزت دقات قلبه داخل صدره مع شعوره بكل خطوة تخطوها وهي تقترب منه أغمض عيناه يستمع لنبرة صوتها الحنونة وهي تردف بخجل من
خلفه 
اا مساء الخير 
التف اليها قائلا على الفور 
مساء الفل اتأخرتي ليه انا كنت خاېف لامشي من غير ما اشوفك 
اجفلها بسؤاله فقالت وهي تناوله ورقة بيداها 
اصل كنت ببحث على النت على الأدوية المناسبة لحالتك وسألت دكتور كمان قالي على شوية نصايح دونتها هنا في الورقة  
نظر للورقة جيدا ثم اردف وهو يرفع عيناها اليها 
بس انا چرحي خف من ساعة ما شوفتك يايمنى وكل اللي باقي دلوقت چروح سطحية مسيرها تخف مع الزمن لوحدها 
قالت بتوتر 
النصايح دي ضروري تلتزم بيها عشان بس ما يحصلش تطورات متنساش انك مدخلتش مستشفى ولا عملت تحاليل وأشعة 
لو تعبت يا يمنى هانزل من الجبل اطل عليكي واكحل عيني برؤياكي وانا متأكد ان ساعتها هاخف على طول 
ياشيخ والنبي بلاش كلامك ده انا اساسا 
شهقت ولم تستطيع اكمال جملتها فتحركت لترتد وتعود ولكنه أوقفها 
يمنى استني طيب ممكن منك طلب 
تسمرت محلها قليلا تناجي التماسك قبل ان تستدير اليه بثبات زائف 
طبعا اكيد قول اللي انت عايزه 
ممكن تبقي تراعي وردة وتصاحبيها في المواعيد اللي بتحضرها في
________________________________________
عيادة الدكتور اصل انا اخري المحها من بعيد لبعيد على ما ربنا يحلها  
ردت يمني 
اكيد هايحلها ان شاء الله ويجمعكم ببعض انا واثقة عشان قلبي حاسس 
طب مش حاسة بحاجة تاني يايمنى 
قال وهو ينظر لها برجاء منتظر الإجابة منها فتابع 
اصل انت صافية قوي وعندك من الطيبة اللي تفتح الف باب مقفول 
تبسمت بشحوب وردت وهي تومئ برأسها 
مش في كل الاوقات الطيبة بتنفع صاحبها بس لو سألتني عنك هاقولك بقلب مليان ان انت ربنا هاينصفك ويجيب حقك دا اللي انا حاسة بيه دلوقت 
نظر اليها جيدا يتحقق من كلماتها التي كانت تردفها بكل تصميم حتى اجفل الاثنان على صوت محمد وهو يهتف عليه 
ياصالح تعالي كلم ابويا جوا عشان في ضيوف عايزينك 
ردد بدهشة وعدم تصديق 
في ضيوفى عايزني انا ! طب ازاي 
خطا الى داخل البيت حتى اذا وصل الى الصالة تسمر واقفا محله وكان صاعقة قوية ضړبت رأسه وهو ينظر الى اخر شخص يتوقع حضوره جالسا بين سالم و يونس وكانه واحد منهم 
دا ايه اللي جابه ده هو في ايه بالظبط 
اردف بها صالح وهو يوجه نظرات الإتهام نحوهم فرد يونس على الفور 
قبل ما تتهمنا ومخك يروح شمال اسمع من الراجل واعرف هو عايز منك ايه 
صح ياوالدي انا لو مطمنتش لكلامه ماكنتش سمحتلوا أبدا انه يدخل بيتي 
قال سالم فرد صالح بعتب 
اطمنتلوا ! انت برضوا ياعم سالم اللي بتقول كدة دا ولده ابن النج 
متكملش ياصالح 
قالها عثمان بمقاطعة وهو ينهض بملابسه الباهظة وهي لا تلائم ابدا المكان فقال متابعا وهو يخطوا نحو صالح رافعا كفيه في الهواء 
إيديا الاتنين اهم رافعهم قصادك فاضين مافيهمش سلاح هدومي اللي لابسها تعالي فتشها بنفسك زي ماعمل معايا يونس وعم سالم جايلك لوحدي مش معايا رجالة ابويا اللي طاردوك ولا حتى حراسي انا مش
جايلك وانا ناوي على شړ 
امال جايلي ناوي على ايه 
سأله صالح بعدم تصديق فرد عثمان متجاهلا تهكمه 
جايلك في خير يا صالح 
اعتلت شفته ابتسامة ساخرة وهو ينظر اليه قائلا 
جاي في خير للي قتل ابوك ! هو انت
 

تم نسخ الرابط