رواية المطادر بقلم امل نصر
المحتويات
له برأسه نحو داخل الغرفة التي وجد نفسه صالح واقف امام مدخلها وحينما وقعت عيناه بداخلها صعق مذهولا لدقائق قبل ان يتمالك نفسه قائلا بعدم تصديق لرؤية الرجل الذي نهض يتقدم نحوه بفرحة غامرة
عمي فضل
يتبع
الفصل ١٦ بقلم امل نصر
هو مين اللي عندنا جوا في اؤصة الضيوف
تفوهت بها يمنى التي عادت من عملها في الوحدة لحالة طارئة اضطرتها للتأخر في العودة للمنزل ومصاحبة الطبيب حتى انتهى من الحالة جاوبتها سمر وكتابها الذي تستذكر منه في يدها
الراجل اللي اسمه صالح
قطبت يمنى قائلة بدهشة
دخل عليه صالح ازاي يعني
جاوبتها سمر وهي تهز كتفيها بعدم معرفة
زي مابقولك كدة اصله اول ماجاه بالراجل دخل بيه على اؤضة الضيوف وامر امي بتحضير عشا و انا واختك ندى قالنا نوسع سكة وندخل على اؤضنا وبعدها من غير سكات لقيناه ساحب صالح وداخل بيه على الاؤضة اللي فيها الضيف
تمتمت بها يمنى رغم تعجبها ثم اللتفتت تسأل سمر
طب هي ندى فين يعني ماشيفهاش معاكي يعني
اجابت سمر
ابدا ياستي اصلها حاولت تذاكر ولا تعمل اي حاجة من التطبيقات اللي بتاخدها في
المدرسة بس معرفتش تركز فقامت فجأة كدة وربنا هداها تساعد امك في المطبخ
ندى دخلت المطبخ
وكأن برؤيته قد استعاد حقه المهدور وكأن برؤيته قد عاد مرة اخرى صالح القديم الذي لا يحمل للدنيا هما ولا يعي بمشاكل او مصائب قد يعاني منها اخرون من وقت أن عانقه بقوة وهو مازال على حالته من التشت وعدم التركيز ينظر الى الرجل العجوز والى سالم بقلب يرتجف من فرط مايشعر به انه وجد اخيرا من بحث
ماببتكلمش ليه ياصالح معانا وترد
________________________________________
علينا
سال سالم فاجاب صالح
ووانتوا كنتوا بتقولوا ايه معلش مكنتش واخد بالي
ربت الرجل العجوز على ركبته
خير ياولدي كل خير هو انت سيرتك فيها غير كل خير
اومأ له صالح بابتسامة فقال سالم
رد صالح بامتنان وعيناه نحو الرجل
انت هاتقولي عليه وعلى جدعنته وأصله الطيب دا الوحيد اللي وقف معايا وقت الكل مااتخلوا عني وصدقوا عليا الباطل الوحيد اللي عمري ماهنسى وقفته معايا جمب القفص في المحكمة بعد امي ماقلبها وقف مع اول
وكان نفسي اشهد بالحق والله بس انت اللي مانعتني
هتف بها الرجل بكل حماس اوما له صالح قائلا
عارف ياعم فضل ومتأكد من كلامك بس اعمل ايه بقى مكنش ينفع اختي كانت تتفضح وسيرتها تبقى على كل لسان والأكيد انها كانت هاتكدبني قدام الناس من الخۏف دي كانت غلطتي ودفعت تمنه غالي لما سيبتها لشعبان يستفرض بيها ويستغل ضعفها و شخصيتها المهزوزة دايما
الله يفكرها بالخير ياولدي انا سمعت انها طلعت من المستشفى
و رجعت للقصر من تاني
هتف صالح بعدم تصديق
اختي انا رجعت للقصر من تاني طب ليه هي خفت ياعم فضل
رد الرجل
بأسف
حسب ماسمعت ياولدي هي لساها على حالتها
ردد خلفه سائلا
ولما لساها على حالتها طلعوها من المصحة ليه
هز برأسه بعدم فهم قائلا باقتضاب
معرفش
متعرفش !
رددها خلفه بدهشة واستنكار خاطبه سالم قائلا
يمكن عايزين يعالجوها في بيتهم ياولدي
صالح وقد عاد اليه القلق مرة اخرى لينهش بقلبه ويكدر عيشه
وانا إيش ضمني انهم بيعالجوها صح مش يمكن عثمان بينتقم في اللي حصل لابوه في اختي
هدي اعصابك شوية ياولدي ماتخليش مخك ياوديك في حتت بعيدة
قال سالم بتهوين وأكمل العم فضلعلى كلماته
عمك سالم عنده حق وعلى العموم انا ممكن اروح واطقسلك من الجماعة اللي كنت شغال معاهم هناك واعرف ايه اللي حاصل مع البنية وان شاء الله اطمنك
ان شاء الله خير
رددها خلفه سالم ليطمئنه ثم تابع نحو الرجل
نورت البيت والبلد كلها ياعم فضل
دا نورك ياراجل طيب يابن الأصول ربنا يخليك ويباركلك في عيالك
قال فضل ردا على كلمات سالم اكمل صالح على قوله
والله ياعم فضل انا لو قعدت العمر كله اسدد في جميل العم سالم عمري ما هاوفي نص دينه حتى
ردد سالم
اعوذ بالله ماتقولش كدة ياولدي الفضل كله لربنا
رد فضل مشددا على كلماته
طبعاا لربنا بس من بعد ربنا يبقى ليك عشان راعيته وعالجته في بيتك وانت قلبك مش مطمن له ولا عارف اللي وراه ايه دي حاجة مايعملهاش غير واحد شجاع
مش هو وحده الشجاع اهل بيته كلهم شجعان وجدعان زيه
قالها صالح بصدق
وبداخل المطبخ
كانت نجية تعمل على الموقد في تسوبة الطعام بكل نشاط وسرعة لانجاز الأكل في مدة قصير بعد أن اجفلها زوجها بهذه الزيارة الغريبة للرجل الغريب وفي هذا الوقت من الليل هتفت على ابنتها دون ان تنظر اليها
خلصتي تخريط في البصل بابت
ردت ندى والدموع الحاړقة بفضل البصل اغرقت وجهها
لسة والله ياما البصل بتاعكم حامي قوي
استدارت اليها نجية قائلة بحنق حينما رأت القدر القليل الذي انجزته ابنتها
هما دول بس اللي ربنا قدرك عليهم قومي ياخايبة قومي خليني اكملهم انا بلاخيابة
اردفت نجية وهي تجلس مكان ابنتها بعد ان دفعتها لتقف وتقوم هي بالمهمة الصعبة دنت ندى بوجهها تحت الصنبور لتغسل بالمياه وترطب عيناها رددت والدتها بسخرية
كل ده عشان بصلة واحدة قطعتيها امال لو كانوا اتنين بس ولا خرطتي الصنية كلها كنا وادناكي الاسعاف على كدة بقى
انتي بتقولي فيها ياما دا انا عيني لساها حړقاني والنعمة حكم انا عيني حساسة وانتوا بصلكم حامي
ردت نجية مبتسمة
مش موضع حساسة ولا بصلنا هو اللي حامي الموضوع هو ان عينك لساها ماتكوتش
سالتها ندى باستفسار
يعني ايه ماتكوتش ياما
قالت نجية بملل
ېخرب عقلك ياشيخة هو انت جاية من البندر يابت عشان متعرفيش متكوتش يعني مرة في مرة عينك هتاخد على ريحة البصل لما تستمري في التقطيع وعنيكي تاخد عالريحة الحامية
شهقت ندى
ايه عايزاني اقطع تاني كمان لا ياخيا انا هجيبلي كبة تخرط بالكهربا بلا ۏجع قلب
مصممصت نجية بفمها مسنتكرة
ۏجع
قلب! والنبي لو عملتي ايه وبرضوا وراكي وراكي التخريط بالسکين جلع بنتة ماسخ
ضحكت ندى قائلة
برضك انا جلعي ماسخ يا نجية الله يسامحك
دلفت اليهم يمنى قائلة بمزاح تشاكس والدتها
مساء الخير عليكم ياجماعة ها عايزني اساعد معاكم ولا انتوا خلصتوا
مصمصت نجية دون رد وندى ردت بمزاح هي الأخرى
والله مش عايزين نتعبك يادكتورة يمنى بس لو انت عايزة خلاص بقى هاتتبرعي من نفسك وتدخلي تساعدي دا يبقى كرم منك
كرم منها !
شهقت بها نجية رافعة شفتها بغيظ وتابعت
تصدقي يابت انا الغلطانة اللي دخلتك معايا المطبخ ياخايبة انت ياللي معرفاش تقطعي بصلة صغيرة
فغرت فاهها ندى قائلة بتصنع الحرج
اخص
________________________________________
عليكي يانجية كدة برضوا تكسفيني قدامها
يعني على اساس اني مش عارفة لوحدي اتقلبي يابت بعدي خليني اشرف واشوفكم عاملين ايه
قالت يمنى وهي تدفع شقيقتها لترفع الغطاء من الاوني التي على
الموقد وترى مابداخلها هتفت باستمتاع
الله ياندى ريحة الأكل وطعمه حلو قوي انت اللي عملاه صح
طب اترزعي بقى ساعدي يابت الفرطوس مدام جايا وليكي نفس تهزري
انت متأكد من كلام ده
هتف بها عثمان نحو الرجل الذي يعمل معه
ورد الرجل
زي ما بقولك كدة ياباشا قعد مع الراجل الغريب اليوم كله روح بيه على بيته وبعدها مشيوا من بلدنا خالص
سأله عثمان
طب ماتعرفش راح بيه على فين
اجاب الرحل
راحوا على نفس البلد اللي احنا بقالنا كام يوم بنلف فيها كعب داير ندور عليه !
طب وعلى كدة بقى عرفتوا البيت
قال الرجل بنظرة منخفضة تحمل الأعتذار
للأسف ياباشا الوقت كان ليل والراجل اللي كان بيراقب تاه منهم في الموقف العمومي للعربيات
ردد رافعا حاحبه بشړ
بقى فضل مراقب اليوم كله وعلى
اخر لحظة يتوهوا منه في الموقف
بيقول ان العربيات كانت شبه بعض واتلخبط بينهم في اللون
جز عثمان على فكه من الغيظ نحو الرجل الواقف امامه مطرق رأسه ينظر نحو الأرض ثم قال بنبرة امرة
طب اسمع اما اقولك عايز الراجل بتاعك يفضل متابع فضل عطول بعد مايوصل على بيته هنا وتوقف رجلين على اول البلد اللي بتقول عليها عشان لو في حاجة من اللي في بالنا يبقى اكيد هاتظهر الايام اللي جاية
بعد ان تناولوهم لوجبة العشاء مع الضيف الجديد اصر سالم على عدم ذهاب الرجل دون ان يرتشف معهم الشاي و يتناول من الفاكهة التي اقتفها محمد من شجرة الجميز التي تطرح حديثا تزوق فضل لقطعة منها يتلذذ بصوت عالي نحو محمد
الله على الطعم الحلو جميزتك بتطرح حلو قوي يامحمد
ردد محمد بفخر
ايوة امال ايه عشان انا مراعيها زين وبسقيها دايما عشان تفضل حلوة ومورورة وتطرح فاكهة طازة
ربت فضل على رأس الصغير متمتا بآعجاب
ماشاء الله عليك ربنا يحفظك ويبارك فيك
امم سالم خلفه بالدعاء ثم قال
عارف ياعم فضل اهو محمد ده كنت بحلم بخلفته من وانا لسة شاب صغير اتجوزت واول ماالمرة ما حبلت قولت اهو جايني الواد اللي هايساعدني ويرفع راسي وطلعت اسم النبي حارسها يمنى حمدت ربنا وحطيت عشمي في الخلفة التانية وطلعت ندى وبرضوا حمدت ربنا رغم ان كان نفسي تطلع واد وحبلت المرة في العيل التالت وبرضوا اتعشمت وربنا اراد تطلع بنية وسميتها سمر بس بعدها بقى استكفيت وقولت للمرة وقفي على كدة وربنا يقدرني على تعليمهم رغم ان كنت هاموت برضوا عالواد بس انا اعتبرته امتحان من ربنا ومارديتش اسلم نفسي للفكر واتعب الولية في الخلفة لما يحصلش وادخل في الدوامة العفشة دي حكم انا شوفت ناس كتير كدة الواحد يهلك مرته في الخلفة او يتجوز واحدة واتنين وتلاته ومافيش حاجة بتم غير اللي ربنا بيه رايد طب وعلى ايه انا خليتها على ربنا وحمد لله ماخذلنيش وكرمني بمحمد بعد خلفة اخر بت ب٧ سنين من غير تخطيط ولا ۏجع قلب
قال فضل
عشان صبرت واحتسبت من غير ماتعترض على حكمه رضاك وريح قلبك
رد على كلماته سالم
الحمد لله فضل ونعمة ربنا يحفظلي التلاتة دول ضي عيني والله
انتبه الثلاثة فجاة على صمت صالح بجواره فسأله سالم
صح انت ساكت ليه ياصالح ياولدي واكنك مش قاعد معانا في القعدة اساسا
الټفت صالح نحوهم ثم انتبه نحو فضل يسأله
مين في القصر يقدر يساعدني يرضى يساعدنا في دخوله من جوا
ساله فضل بانتباه
وانت عايز تدخل القصر ليه
اجابه
متابعة القراءة