رواية المطادر بقلم امل نصر
المحتويات
امتى بقى
قالت ندى
مش هارد عليكي ياسمر عشان انا واحدة مؤدبة
ردت يمنى ضاحكة
كمااان لا دا انت تتحسدي بقى دي اول مرة تحصل في التاريخ
سمر هي الأخرى
اه والنبي انا هاقول لامي تبخرك ياندى
استجابت ندى لمزاح شقيقاتها وشاركتهم بالرد حتى دوى صوت هاتفها يصدح بورود مكالمة هاتفية اعتدلت ندى تتناوله من فوق الكمود لترى الاسم فقالت سمر من الناحية الأخرى
________________________________________
دي دي اتصلت فوق السبعين مرة
ابتلعت ندى ريقها بتوتر فهذا الرقم الذي سجلته باسم فتاة يخص الشاب الذي لم تحدد بعد ماذا تفعل معه تدخلت يمنى تجفلها
يابنتي ماتردي على البنت هاتسيبيها كدة معلقة
رددت سمر
ماتروديش يا ندى وكنسلي عليها دي بت غتيتة صدعتني برناتها الغلسة
لا انا هاشوفها عايزة ايه عشان اخلص من زنها واقوم
من جمبكم خالص كمان عشان تذاكري براحتك ياسمر
نهضت من تختها وخرجت ذاهبة للحديقة في
الخلف ثم فتحت على خوف
الوو
وصلها الصوت المتلهف برجاء
اخيرا رديتي ياندى لدرجادي انا خوفتك مني
ردت بحرج
لا يعني هو مش موضوع خۏفت منك بس انا اساسا مكنتش فاضية عشان ارد عليك
رغم تململها من سؤاله ولكنها اضطرت تجاوبه على مضض
يعني كان عندينا ضيوف وابويا اصر اننا نحضرلهم عشا كويس كدة وطبعا انا اضطريت اساعد امي
انت بتعرفي تطبخي ياندى
قطبت مندهشة فجاوبت رغم غرابة اسئلته
لا مابعرفش اطبخ انا بس بساعد امي عادي يعني
وصلها صوته
صمتت تستمع لكلماته
وكأنه لا تجد من الكلمات كي ترد عليه تابع هو
على فكرة ياندى انا بعتلك صورة على الوتس ونفسي اخد رأيك فيها شوفتيها ولا لسة
لا مافتحتش لسة
رد من الناخية الأخرى
طب انا هاقفل دقيقة عشان تشوفي الصورة وبعادها هارن اسمع رأيك اوعي ماترديش
بعد غلق المكالمة فتحت ندى على رسائل الوتس لتجد صورتها بالرسم شهقت من روعتها وحينما فتحت على مكالمته قالت بفرح
الله ياكرم الصورة حلوة قوي عرفت ازاي ترسمني
رد من مكانه بغبطة
سألته بلهفة
معقولة ياكرم انت اللي راسمها بنفسك دي حلوة خالص
ايوة ياندي رسمتها من مخي كمان عشان تعرفي ان صورتك دايما في خيالي مابتروحش عارفة انا نفسي في ايه كمان
نفسك في ايه
نفسي ارسم صورتك وانت بشعرك
يتبع
الفصل السابع عشرا
بشعري كيف يعني هو انت عايز مني ايه بالظبط
سألته ندى بتوجس وقد انتابها الشك منه ومن مطلبه رد هو على تخوفها بتبرير
ماتفهمنيش غلط ياندى انا بس بقولك على اللي نفسي فيه فيها حاجة يعني لما اتخيل اني برسم وشك وشعرك الحرير نازل على جنابه فيها حاجة يعني لما احلم اني بلمس شعرك اللي انا متأكد انه هايكون جميل زي وشك القمر وطويل كمان مش هو شعرك يبقى طويل برضوا ياندى
ايوة طويل
اجابت ببلاهة ودون تفكير اكمل هو
لونه في سواد الليل ولا هو في لمعة سلاسل الدهب
لا انا شعري مش اصفر انا شعري لونه اسود
تبسم من مكانه مردفا له
انا برضوا اتخيلت كدة بيبقى شلال اسود بيتفرد على ظهرك وقت مابتسرحيه مش بقولك انك اميرة ياندى امتى بقى قلبك يحن وتخليني اشوفك بيه
استفاقت لنفسها قائلة بلهجة جعلتها حازمة
لو سمحت ياكرم ماتجيش السيرة دي تاني لاحسن ازعل منك
وصلها صوته سريعا
لا ياندى بلاش تزعلي مني وترجعيني لعذابي في بعدك وجفاكي من تاني دا انا مصدقت انك حنيتي ترودي عليا وسمعت اخيرا صوتك صوتك اللي نبرته احلى من كل الاغاني
صمتت وقد اعجبها الغزل فشعر هو بذلك فااكمل
ووشك اللي زي البدر في جماله بيغريني ارسم صورتك تاني وتالت ورابع واڠرق بيها حيطان البيت وحتى سقف الاوضة بتاعتي
ردت بخجل وانتشاء من غزله لها
طب خلاص طيب كل دا فيا انا هو انا حلوة قوي لدرجادي يعني
حلوة قوي قوي ياندى ياما نفسي تحسي بالحب اللي انا شايلهولك في قلبي ياما نفسي اسمعها منك الكلمة اللي هاتحييني وتحسسني اني عايش بحق
سألته بعدم فهم
كلمة ايه اللي انت عايز تسمعها مني
كلمة بحبك قولي بحبك ياندى خليني اعرف انام النهاردة وارتاح
صمتت بعدم معرفة لا تعلم كيف تنطقها فتابع هو بإصرار
قولي ياندى ريحي قلبي قولي
ردت بتوتر وارتباك
اقول ازاي يعني ممعرفش انا
وبصراحة اتكسف اقول حاجة زي دي
زاد بإلحاحه الغريب
لا يا ندى ماتقوليش كدة انا وانت مافيش مابينا كسوف رددي ورايا وانت تعرفي تقوليها بحبك ياكرم
صمتت مرة ثانية والح اكثر
حرام عليكي ياندى قولي بقى وريحيني ابوس ايدك بحبك ياكرم
اذعنت تحت الحاحه اخيرا فقالت دون ان تشعر بمعناها
بحبك ياكرم
انطلق تهليله عبر الاثير بغير تصديق وكأنه ربح الجائزة الكبرى
الله عليك الله عليك ياحبيبتي انت ايوة كدة انعشي قلبي واحييه بعد ما كان بېموت مني الايام اللي فاتت
عارفة ياندى انا عشان المناسبة الحلوة دي مجهزلك هدية
التمعت عيناها ببريق الفرح ولكنها حاولت الا تظهر ذلك في صوتها وهي تسأله بجدية
هدية ايه انا ماينفعش اخد منك هدايا
دي هدية
________________________________________
بسيطة يا ندى مش مستاهلة يعني
ايوة بس انت مش خطيبي عشان اقبل منك
قالت بدلال استغله هو
قريب قوي هاتبقي مراتي ياندى بس انت اقنعي ابوكي وامك وانا مستعد اخليكي تكملي سنتك في بيتي هنا واساعدك كمان في الدراسة بس
انت ساعديني الاول عشان يقبلوا
تبسمت بانتشاء على تعلقه بها فقالت بلطف
حاضر ححاول اقنع امي
وهي تقنع ابويا
انهى العم فضل سهرته واصر على العودة الى بلدته رغم الحاح سالم عليه بالمبيت ولكن قبل ذهابه طلب من سالم رؤية ابنته التي قامت بمساعدة ابيها في رعاية صالح ووالدتها التي اصرت بحنان الأم على علاجه تقدمت نجية نحوه مرحبة
يامرحب يامرحب نورت بلدنا ياحج
صافحها الرجل قائلا بسرور
يامرحب بيك ياشيخة العرب والله الواحد معارف هايودي جميلك دا فين يابنت الأصول
جميل ايه بس ياحج احنا مجرد اسباب وربنا هو الشافي المعافي
ونعم بالله بس برضك ! انا راجل اقول الحق ولو على رقبتي ناس غيركم مكانوش هايرضوا ابدا انهم يعالجوا صالح وانتم ظانين انه مچرم وماتعرفوش اصله الكريم لكن ارجع واقول ايه هو راجل طيب عشان كدة وقفلوا ناس زيكم ولاد حلال
مساء الخير
دوت من قريب بصوتها الرقيق جعلته يعتدل في وقفته وهو ينظر لها بهيام اثارت انتباه الرجل العجوز الذي رحب بها بأبوية قائلا
يااهلا يااهلا ياست ابوكي انت بقى يمنى
اومأت برأسها اليه وهي تقترب لتصافحه بخجل وابتسامة جميلة
ايوة انا يمنى ااهلا بيك ياعمي
رحب فضل معجبا بها وعيناه تتنقل نحو صالح كل ثانية
دا انت صغيرة قوي يابت دا انا افتكرتك كبيرة عن كدة
اومأت مبتسمة بصمت فتابع هو مخاطبا اباها
ملكش حق ياسالم ياراجل لما حكتيلي عنيها مقولتش ليه انها زي البسكويتة الحلوة كدة صغيرة ومنمنمة
اعتدل يونس في جلسته يتحمم پغضب قائلا
بسكويت ايه والكلام الفاضي دا ياعم الحج ماتخلي بالك من كلامك
ضحك فضل بصوت مجلل يردف ليونس
وماقول بسكويتة ولا عصفورة حتى هو انا شباب عشان تخاف مني دا انا في عمر جدها ياراجل
اخفض يونس عيناه وقد اسكتته الحجة ولكنها ارتفعت مرة ثانية على قول فضل المشاكس
بس اقولك انا لما شوفتها برضوا اتفتحت نفسي
احتدت معه نظرات صالح وسالم ايضا فتابع فضل بمكر
ياخوانا مش ليا دا انا بقولكم اتي قد جدها انا قصدي على واحد في معزة عيالي
اردف بها وعيناه نحو صالح الذي تمتم حانقا بداخله من الاعيب الرجل العجوز رد سالم من الناحية الأخرى
دا انت بحورك غريقة قوي ياعم فضل
ضحك جميعهم على قول سالم واستمرت الجلسة الودية الجميلة مع العم فضل لنصف الساعة تقريبا قبل ان يتركهم الرجل ويغادر عائدا الى بلدته عاد ايضا صالح الى غرفته وقد انتابه بعض الراحة من رؤية الرجل الطيب والمعاملة الكريمة من اهل المنزل ولكن كالعادة لا تكتمل معه الراحة والقلق عاد ينهش بقلبه خوفا على شقيقته التي عادت للقصر الملعۏن مرة أخرى وهو لا يعلم ماحالها الان ان كانت تتلقى معاملة جيدة ام سيئة في هذا البيت هل رحموا ضعفها ام ينتقموا منه فيها فرك بكفه على صفحة وجهه يتمنى ان يطمئن قلبه عليها في خضم ذلك القلق والحيرة الشديدة تذكر ابتسامتها الجميلة ورقتها في الرد على العم فضل الماكر والذي اوشك على فضحه امامهم بتلميحاته الخبيثة والتي لم يفهماها سواه وذلك لتاريخ عشرتهم الطويلة مع بعض ولكن المحير له الان كيف علم هذا العجوز مابقلبه ام يكون قد رأى وميض عشقها في عينيه ام ماذا يكون كيف عرف هذا الخبيث ليشاكسه هكذا بكل ثقة
حينما عاد سالم ليلا بعد توصيله للضيف حتى الموقف العمومي لسيارات البلدة وجد شقيقه يونس في انتظاره جالسا بتحفز على الكنبة الخشبية في مدخل المنزل تبسم له سالم قائلا
وقدرت تسهر تستناني وانت جاي من مشوار السوق ومهدود حيلك
اجابه يونس بامتعاض
وانام كيف وانا بيتي بقى كيف الشارع والناس الغريبة داخلة طالعة فيه من غير احم ولا دستور
رد سالم وهو يجلس بجواره على طرف الكنبة الخشبية
ناس مين اللي غريبة بس ياواد ابوي هو في حد يقدر يدخل البيت من غير
شورة صحابه يايونس وان كان على الراجل الضيف فاانا اللي جبته بنفسي وسحبته سحب من بلده كمان
كمااان ! انت اللي جبته بنفسك ياسالم وانت تعرفه منين دا اساسا ولا يكونش بقيت مرسال كمان للباشا اللي جوا اسمع ياسالم انا مسكت نفسي ومارديتش اكسفك قدام الراجل الغريب رغم ان دمي كان بيغلى وانا شايف الواد ده قاعد معاكم واكنه من اهل البيت في ايه ياسالم هو الواد ده بقى وارث معانا عشان يجيب ضيوفه كمان نضايفهم في بيتنا
اومأ له سالم بيداه
اهدى بس انت وانا هاحكيلك على كل حاجة
هاتحكيلي ايه بقى لا يكون هاتقولي كمان انك اكتشفت انه برئ وان الطلقة اللي كانت في دراعه كانت هزار مع
________________________________________
واحد صاحبه
تبسم سالم من طريقة شقيقه ثم قال بجدية
لا ياسيدي مش هاقولك هزار ولا اي حاجة من الكلام ده انا بس هاحكيلك
اللي قالهولي صالح واكدهولي الراجل الضيف النهاردة
بداخل غرفتها يمنى
متابعة القراءة