ضروب العشق بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
التقاط أنفاسها من شدة البكاء تقسم له أنها لم تكن تقصد خيانته وتغيرت تماما بعدما تزوجته وأصبحت تحاول جاهدة لنزع ذلك العشق المحرم من قلبها لتكون ملكا له بجميع جوارحها .. ولكن الأمر يحتاج لبعض الوقت ولو اعطاها الفرصة فهي بالتأكيد ستصلح الجرم الذي ارتكبته في حقه وستثبت له أنها تريد أن تكون زوجته هو ولا تريد أن يكون في قلبها رجل غيره ولكن للأسف فلا سلطان على القلب !! .
حصل إيه يامسعد
أطرق رأسه في أسف وحزن
مغمغما
أنا كنت تحت عند باب العمارة ومرة واحدة لقيت عربية الإسعاف وقفت وطلعوا على فوق مجاش في بالي إنها هتكون والدة الأنسة شفق نهائي وبعديها بدقايق لقيتهم نازلين وهما شايلنها على النقالة وكانت قاطعة النفس يعني مټوفية من قبل ما توصل المستشفى وركبت الأنسة شفق معاها في العربية وأنا جيت وراهم علطول والدكتور بمجرد ما كشف عليها قال إنها مټوفية بسبب غيبوبة سكر
وإنت متصلتش بيا ليه من وقت ما جات عربية الإسعاف
تلفوني كان فاصل شحن واستنيت لغاية مايشحن شوية واتصلت بيك
طيب وهي فين دلوقتي
أجابه في خفوت
منتظرين حد يخلص إجرارات الۏفاة والخروج عشان تبدأ في تصريحات الډفن والأنسة شفق اڼهارت وادوها حقنة مهدئة وصحبتها جات من حوالي خمس دقايق ومعاها دلوقتي
جلس على أقرب مقعد وجده أمامه واحني رأسه ډافنا إياها بين راحتي يديه وأعتق دمعة كانت تحارب من أجل السقوط كانت تحارب لأجل كل الآلام والأوجاع التي سكنت قلبه بفراق أحبته .. أصبح يخشى العيش أكثر فيشهد فقد عزيز آخر ! .
عاملة إيه دلوقتي
غمغمت في صوت باكي
جاتلها حالة اڼهيار وعصبية بقت تصرخ بطريقة هستيرية أنا مشوفتهاش كدا يوم ۏفاة سيف والممرضات ادوها حقنة مهدئة ولسا نايمة
طيب خليكي جمبها معلش ومتسبهاش لغاية ما اخلص الإجراءات وكل حاجة
أماءت له بالموافقة وهي تمسح دموعها التي تسقط تلقائيا حزنا على صديقتها وأمها بينما هو فاستدار وانصرف .....
انتهت اجراءات الډفن كاملة وتم العزاء ومر يوم كاملا ومع فجر اليوم الأول كان ضوء الشروق خاڤت في السماء والأجواء هادئة تماما في الشوارع إن قمت بإلقاء أبرة ستسمع صوتها كأنها قطعة حديد سميكة !! .
يبوح بمدى شوقه وتعطشه لمعانقتهم مجددا فقد بدأت الأعباء تثقل وظهره بدأ في الانحناء ولكنه يعافر ولا يقبل الضعف ! .
وصل أخيرا بعد دقائق طويلة من السير على الأقدام وفتحوا له حراس البوابة الرئيسية الباب ليدخل بهدوء تام ويتجه نحو الأريكة المتوسطة
في آخر الحديقة ثم يلقى بجسده عليها لتركض التي كانت تقف في شرفتها منتظرة قدومه على أحر من الجمر وبعد لحظات وقفت أمامه ثم انحنت وملست على شعره الغزير مغمغمة في حنو وعتاب رقيق
كرم كنت فين يابني لغاية دلوقتي قلقتني عليك !
فتح عيناه المرهقة وابتسم لها ببساطة ثم التقط كفها وقبل باطنه في رقة واعتدل جالسا لتجلس هي بجواره وتهمس في شفقة
مالك ياكرم !
تطلع إليها بأعين تسبح بها الدموع الموجوعة ثم اقترب والقي بنفسه بين ذراعيها لينعم بحنانها الذي يزيح عن نفسه شقائها ويخرج صوته مبحوحا
تعبان يا أمي تعبان أوي
هطلت دموعها بغزارة حړقة وألم على عزيزها وفلذة كبدها الذي ينهار رويدا رويدا أمامها وهتفت بنبرتها الباكية
ليه بتعمل في نفسك كدا ياحبيبي .. كفاية يابني ابوس إيدك !
وجدته يهتف في ابتسامة تحمل كل أصناف الشقاء
المۏت مخدش مني غير اللي بحبهم وبقيت بفكر ياترى
الدور على مين تاني وبتمني يكون عليا أنا عشان ارتاح
عنفته بشدة من وسط بكائها الذي اشتد
بعد الشړ عليك .. لو حصتلك حاجة هتلاقيني وراك أنا مستحملش أشوف فيك شړ إنت وإخواتك أنا حاسة بيك بس حزنك مش هيفيدهم بحاجة ادعيلهم وبص لحياتك ولنفسك ياحبيبي
غمغم في مرارة وأسى
سيف سابلي أمانة تقيلة أوي وخاېف مكونش قدها واضيع الأمانة أروى برضوا كانت أمانة وضيعتها ومحافظتش على الأمانة .. في اليوم ده فضلت ترن عليا عشان تقولي إنها طالعة ورايحة فين وأنا مردتش عليها .. ليه ! عشان كنت في اجتماع .. أنا فضلت الشغل عليها وهي راحت !!! وراحت بأبشع الطرق وسابت ڼار جوايا مش هتتطفي غير لما أخد حقها
ربنا يرحمها ياحبيبي هي في مكان أحسن منينا
غمغم في صوت يغلبه البكاء
وحشتني أوي يا أمي
جففت دموعها وحاولت امساكهم حتى لا يسقطوا مجددا ثم أخذت تملس على شعره كما كانت تفعل في صغره ..
فشعره نقطة ضعفه يهدأ وسسكن تماما عندما يلامسه أحد .
مرت دقائق قليلة وهي لا تزال تملس عليه بحنو حتى خرج صوتها مهتما
شفق عاملة إيه دلوقتي
ابتعد عنها ومسح على وجهه مغمغما بأسى وإشفاق على تلك المسكينة
عدى يوم وداخلين في التاني أهو ولسا زي ما هي مبتتكلمش والأكل صحبتها بتخليها تاكله بالعافية دخلت ليها النهردا حاولت اتكلم معاها وهي كأنها مش عايشة ومش سمعاني ومبصتش عليا حتى
تنهدت هدى في حزن وشفقة وقالت بقسمات وجه متأثرة
ربنا يصبرها الصراحة كتر خيرها .. البنت لسا مفاقتش من مۏت أخوها ودلوقتي أمها وهي ملهاش غيرهم إلا صح ياكرم هي ملهاش عم أو خال أو أي حد
أمها كانت وحيدة أبوها وأمها وأبوها معاه أخ وفي مشاكل كبيرة أوي بينهم وعايشين برا وحتى لما ماټ ابن اخوه مهنش عليه ياجي يحضر العزا ربنا يصلح الحال .. أنا هستني الصبح يطلع وهغير هدومي وهروح أجيبها من المستشفى وأخليها تاجي تقعد هنا معانا مش هقدر أسيبها وحدها في البيت
ابتسامة خبيثة داخلية انطلقت في نفس هدى ولكنها اخفتها مم الظهور على شفتيها وقالت بإذعان لرغبته في جلبها للعيش معهم
أعمل اللي تشوفه صح يابني
داخل شركة عائلة العمايري بعد ساعات ليست بقليلة
كانت يسر في مكتبها وبيدها كوب الشاي الدافىء الصباحي الخاص بها وترتشف منه ببطء وهي تقف أمام النافذة تشاهد الداخل والخارج للشركة من نافذتها فإذا بنظرها يقع على المدعوة ب رحمة وهي تسير صوب الباب مسرعة لتبتسم بسخرية امتزجت باللؤم وهي تهمس في نظرات شيطانية
أدخلي ادخلي ياعمري .. ده أنا كنت مستنياكي !
ثم وضعت كوب الشاي على المنضدة وهندمت من ملابسها وتنصب جسدها لتقف شامخة ثم اندفعت للخارج متجهة نحو مكتب زوجها وقبل أن تدخل وقفت تتحدث للسكارتيرة في جدية مغمغمة
ميرنا البنت اللي اسمها رحمة طالعة لما توصل اديني رنة وخليها تدخل علطول وادخلي وراها وقولي إنها دخلت بالڠصب فاهمة
أماءت لها في إيجاب بابتسامة عذبة بينما هي فتوجهت نحو الباب وفتحته دون أن تطرق ودخلت لتجده يقف أمام الزجاج الشفاف ويولي ظهره للباب فأغلقت الباب ببطء واقتربت له بعد أن التقطت حبة عنب من الصحن الموضوع على المنضدة المتوسطة في نصف المكتب فسمعت صوته المخټنق يهتف دون أن يستدير نحوها
كان المفروض امنعك من الشغل مش هتبقى في البيت والشركة
مغمغمة في دلال
اخص عليك ياحسن !! .. على فكرة إنت بټجرح مشاعري !!
وهو
يستدير له هاتفا في استهزاء
إيه ده هو إنتي عندك ډم !! أنا كنت فاكرك عديمة الإحساس
رسمت ابتسامة صفراء على شفتيها وهي تجز على اسنانها وتجيبه بغيظ مكتوم
دمك شربات يابيبي !
لف وقال في نظرة وقحة وكلمات قاصدا منها أن يثير ڠضبها التي تحاول كبحه أمامه
سمعت رنة هاتفها في جيبها فتحكمت في أعصابها وابتلعت كلامته المهينة في جوفها حتى لا تفسد خطتها وزادت من اتساع ابتسامتها المزيفة همست بالقرب من أذنه في ثقة تامة
هنشوف
وكما خططت فتحت رحمة الباب وهي تبتسم باتساع وسعادة غامرة ولكنها تسمرت بأرضها عندما رأته في هذا الوضع مع زوجته التي كان يخبرها بالأمس أنه لا يحبها وسيطلقها !! لتتصنع يسر الانتفاض وتلتفت لها صائحة في ڠضب مزيف ومكر
إيه ده إنتي ازاي تدخلي كدا !
نظرت إلى ميرنا الواقفة خلفها واكملت صياحها المزيف بنظرات استطاعت فهمها
إزاي تسمحيلها تدخل
تصنعت الأخرى الأسف وقالت
أنا آسفة يايسر هانم مقدرتش امنعها
نظر حسن لميرنا وأشار لها بعيناه أن تنصرف ففعلت على الفور ثم عاد بنظره لرحمة هاتفا في نفاذ صبر
إيه اللي جابك تاني !
صاحت رحمة في بكاء وحړقة
إنت مش كلمتني إمبارح بليل وقولتلي إنك سامحتني خلاص وإنك بتحبني و هتطلق مراتك عشان مش بتحبها .. هي دي اللي مش بتحبها !!
طالعها بدهشة فهو لم يذكر أنها تحدث
معها أبدا أما يسر فقد بدأت تظهر عن مخالبها خاصة أنها تذكر هذه المحادثة جيدا عندما عاد للمنزل بالأمس وهو ثملا وقد سمعته وهو يحدثها بالهاتف ويخبرها بمدى عشقه لها وأنا سيطلقها وسيتزوجها تحت عبارة تافهة لإني بحبك تبا لك ولحبك الساذج هذا .. فاقسمت بأن تذيقه من نفس الكأس الذي يجبرها على ابتلاع ما به من جفاء ولكن عندما يحين الوقت المناسب .
هتف وهو يضحك بسخرية
أنا قولتلك كدا !! .. أنا مش فاكر إني قولت حاجة زي دي أبدا وحتى لو قولتها فهي أكيد مش حقيقة
همت بأن تجيب عليه ولكنها وجدت قبضة يسر تقبض پعنف على ذراعها وتسحبها معها للخارج فلم يحاول أن يمنع زوجته بل تركها لتفعل بها ما تشاء فتلك تستحق كل شيء حتى ولو كان يزال يضمر لها القليل من العشق في قلبه .
زجت بها يسر داخل المصعد وقالت في نظرات ڼارية ومتقدة تحمل الټهديد
أظن شوفتي وادركتي إنه بيحبني
أنا وإني مراته وهفضل لغاية آخر نفس فيه مراته فإنتي زي الشاطرة كدا هتبعدي عن جوزي وهتبطلي تحومي حواليه وإلا هتشوفي مني حاجة مش هتعجبك ومتنسيش إنه معرفش غير نص حقيقتك فاحترمي نفسك وابعدي بكرامتك ده آخر تحذير ليكي يارحمة إنتي متعرفنيش لسا فتجنبي ڠضبي أحسن
ثم ضغطت
متابعة القراءة