ضروب العشق بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
عايز يقلقني وقولت هطمن عليه كان
حبي ليه عميني عن كل حاجة ولما روحتله بعد الشغل هو كان محامي ومعاه مكتب خاص بيه فروحتله على مكتبه ولما دخلت عليه المكتب لقيته .. لقيته مع بنت وكانوا في وضع مش كويس بعديها فورا احنا فسخنا الخطوبة وحصلت مشكلة كبيرة بين بابا وإسلام مع ابوه وأمه واخواته ......
فرت دمعة متمردة من عيناها رغما عنها فجففتها مسرعة والقت نظرة خاطفة إليه فوجدته يحدق فيها بتركيز شديد ويستمع لما تسرده باهتمام لتكمل دون أن تنظر في وجهه وصوتها يحمل بحة البكاء وعيناها تسبح في بحر دموعها
سمحت لدموعها بالسقوط ثم نظرت له وأكملت وهي تعلق نظرها بنظره في أعين تنبض بالعشق
أحيانا كتير بقول يارب ليه مكنتش إنت أول حد يدخل حياتي ليه مكنتش إنت بداله على الأقل مكنتش هتكسر زي ما كسرني مكنتش هخسر ثقتك فيا ومكنتش علاقتنا هتبقى كدا بس برجع وبستغفر ربنا وبقول أكيد ربنا كان ليه حكمة وأنا اتعلمت كتير من التجربة دي ولما اتقدمتلي إنت أنا كنت لسا في عز صدمتي ومخرجتش منها وبحاول استجمع نفسي ومع ضغط ماما عليا وبعد
انزوت نظرها عنه مبتسمة بعدم حيلة بعدما توقعت رده الجاف ولكنها قررت أن تستخدم رده كورقة رابحة فتسكته بها بتاتا وتجعله غير قادر على التحدث حيث رفعت نظرها من جديد وجففت دموعها هاتفة في ابتسامة واثقة ونظرة كلها تحدى
يمكن هو ملوش لزمة بالنسبالك بس بالنسبالي ليه لزمة أوي كمان وكان لازم اقوله ليك !
لم تفشل للمرة الثانية في هدفها حيث خطفت أي رد يمكن أن يجيب به عليها فنظر لها بسكون ولا يعرف بماذا يجيب ليكتفي
بالصمت واشاح نظره عنها مجددا لتزداد ابتسامتها اتساعا في انتصار ثم تقول بشيء من المرح والضحك
عارف إول مرة شوفتك في المقابلة الشرعية قولت ده باين عليه معقد وتفكيره رجعي ومن نوع الناس اللي بتحب تفرض سيطرتها في كل حاجة وبيكتم الست ومفيش خروج مفيش فسح ومعرفش إيه بسبب إن كان باين عليك الالتزام والتدين جدا بس بعد كتب الكتاب اثبتلي العكس وكنت لطيف جدا آه خۏفت منك شوية منكرش في الشركة بس عادي وكنت جنتل أوي وإنت بتعتذر تاني يوم .. ولما كلمتني في التلفون ولقيتك بتقولي عايز تصالحني وش لوش ومعرفش إيه اكتشفت إني اتخدعت فيك وفي وش الملاك وقناع الاحترام والأدب اللي كنت بتلسبه قدام الكل ومكدبش عليك قلقت منك وقولت ده هيعمل فيا إيه ! بس هديت نفسي وقولت عادي يعني هو بيقول كلام بس وهو مطلعش كلام للأسف و إنت فعلا حاولت تستغل الفرصة بس باحترام برضوا
رأت ابتسامة ترتفع لشفتيه وهي تسرد له على افعاله وكيف كانت تظنه خلوقا بل في الواقع هو حتى الآن خلوقا معها ولم يريها الانحراف الحقيقي لتكمل هي
متسائلة في ضحك
قولي ومتكدبش كانت نوياك مش تمام صح بس شكلك تراجعت على آخر لحظة !
قال في ابتسامة عريضة وهو يبادلها جلستها المرحة
الصراحة ابقى كداب لو قولتلك غلطانة
أصدرت ضحكة بسيطة وتمتمت بخذي مزيف ومداعبة
وأنا قال اللي كنت مدياك الأمان وإنت كنت هتغدر بيا في نص النيل
اطلق ضحكة مرتفعة ثم هم بأن يجيب عليها ولكن صوت رنين هاتفه قطع جلستهم المرحة والأولى منذ زواجهم حيث التقطه وأجاب على المكالمة التي كانت تخص شيء خاص بالعمل ثم نهض واتجه نحو مكتبه ليتأكد من شيء وهو مازال يتحدث في الهاتف وتركها تتراقص فرحا وتكاد تقفز من السعادة .. فلقد نجحت اليوم في احراز اول نقاطها وقوي شعور الأمل في قلبها من جديد وازدادت إصرارا وعزيمة في إذابة الثلوج
المتراكمة على قلبه وتحول بينها وبين قلبه النقي والصافي والجميل ... !!
مع صباح يوم جديد ومشرق داخل شركة العمايري .....
خرجت يسر من مكتبها تقود خطواتها ناحية مكتب زوجها لكي تعطيه بعض الأوراق المهمة الخاصة بالعمل بالرغم من أنها لا تريد رؤيته إلا أنها مجبرة على التعامل معه في الشركة من أجل العمل . وأخيرا وصلت أمام مكتبه وهمت بأن تدخل لولا السكرتيرة الخاصة به منعتها فورا باحترام مغمغمة
مدام يسر .. حسن بيه قال مدخلش حد نهائي
لوت فمها بأعين ڼارية وتمتمت بابتسامة صفراء
وهو أنا حد ياحبيبتي !!
توترت الفتاة بشدة وقالت باضطراب وصوت خاڤت
هو موجود جوا مع أنسة دنيا وقالي إنك لو جيتي وجبتي الاوراق تدهاني وأنا هدهاله لما يخلص مقابلته
طفحت حمم البركان الخامد داخلها وتأججت نيران الغيرة لدرجة أن وجهها ظهرت عليه آثار انفجار هذا البركان ! فهو لن يكف عن تحقيرها وإھانتها أمام الجميع .. يجلس مع فتاة في الداخل ويرفض دخول زوجته غير مبالي لوضعها أو كرامتها ولكنها تمكنت من التحكم في زمام ثورتها الداخلية وطالعت الفتاة بابتسامة قاټلة كلها شړ وغيظ ثم استدارت وعادت لمكتبها دون ان تعطيها شيء وهي تتوعد له بأنها سترد كرامتها التي بعثرها للتو .
دخلت في مكتبها ودفعت الباب پعنف خلفها ثم جلست على المقعد وهي تلف
به يمينا ويسارا وتقضم أظافرها من فرط غيظها وغيرتها وعقلها لا يتوقف عن التفكير وطرح الأسئلة ترى ماذا يفعل هذا المنحرف ! ولما يرفض دخول أحد عليهم ! فنهضت وقامت بتحضير كوب قهوة لم تجهزه لها بل له وبعد دقائق معدودة من تجهيزه كما توقعت اقتحم عليها المكتب ودخل ثم اغلق الباب وهتف بسخط
مسبتيش الورق ليه مع السكرتيرة !
اقتربت منه وهي تحمل على يدها كوب القهوة الساخن وتهمس بتصنع البراءة
معلش اتلهيت أصل جالي تلفون مهم ومشيت علطول عشان أعرف أرد
تقدم نحوها وقال ساخرا منها
لا والله وتلفون إيه ده بقى المهم !!
وقفت أمامه مباشرة تكاد تكون ملتصقة به وتمتمت في نظرات ثابتة وابتسامة لئيمة
فاكر اللي شوفتني معاه في الصورة وحكتلك عنه أهو هو ده كان بيتصل يطمن عليا لإني إمبارح كنت تعبانة جدا بس الحمدلله دلوقتي بقيت كويسة ده حتى كان عايز ياجي يشوفني بس قولتله لا متتعبش نفسك ولإني كمان مش فاضية
تبدلت ملامحه ولاحظت أنها اتخذت طريقا مغايرا لتسلك طريق الاغتياظ والاستياء فتبتسم هي بانتصار لتحقيق أول نقاطها ثم تسكب القهوة على قميصه ليرتد هو للخلف فورا مصدرا تأوها مټألما لسخونتها ثم بدأ فورا بفك أزرار قميصه في ألم حتى ينزعه عنه وهو يصيح بها بجموح عاتي
إيه الغباء ده !!
يخطأ مجددا ولابد أنه يصر على أن تزيد عقابها له فاقتربت منه وضغطت بقدمها على قدمه ليصدر هو تأوها مټألما أكثر فتقول هي بتأسف مزيف ودهشة
أنا
آسفة ياحبيبي مقصدش بسبب التعب بس حاسة نفسي من مظبوطة لسا
فهم أنها تفعل كل هذا عمدا حين قرأ نظرات الغل في عيناها فنزع عنه قميصه والقاه على الأريكة الصغيرة ثم جذبها من ذراعها هامسا في صوت مريب
اللي بتعمليه ده هتبقى نتائجه سلبية خلي في علمك بلاش حركاتك دي يايسر ومتعمليش نفسك ذكية عليا احسن اوريكي اللي عمرك ماشوفتيه مني
قالت ضاحكة باستهزاء واضح منه
نفسي جدا اشوف اللي مشوفتهوش منك ده من ساعة ما اتجوزنا وإنت بتقول الكلام ده بس واضح إنه كلام بس
ابعد عني ياحسن
ترك يدها وشعرها لتعتدل هي واقفة ويقع نظرها على صدره الذي يعطي أحمرار بسبب القهوة التي سكبتها عليه لتتنهد بعمق وإشفاق وتلتفت خلفها ثم تمد يدها في درج المكتب وتخرج مرهم
متابعة القراءة