ضروب العشق بقلم ندي محمود توفيق

موقع أيام نيوز


غاضب مني لهذه الدرجة فهو لم يتأخر خلال الأيام السابقة لهذا الوقت أبدا !! .
وظلت لدقائق مثبتة نظرها على الساعة وهي تحاول تهدئة نفسها بأنه سيأتي الآن وسرعان ما علت ابتسامتها لشفتيها العابسة حين سمعت صوت باب المنزل ينغلق ولكن أخفت ابتسامتها وبقيت كما هي على وضعها ترسم العبوس من جديد على محياها لتوهمه بأنها أيضا غاضبة من طريقته الجافة معها في الصباح وانتظرته للحظات لكي يدخل وحين فتح الباب فتحة بسيطة والقى نظرها عليها هخانتها نظراتها ونظرت له ولكنها اشاحتها فورا عنه ليفتح هو الباب كاملا ويدخل ثم يغلقه خلفه ويقترب ناحيتها وهو يلف كلتا ذراعيه خلف ظهره يخفي شيء مجهول كانت ستحترق من فرط فضولها لمعرفته ! وحين رأته يجلس بجوارها على الفراش وهو يطالعها بتعويذة شفتيه الباسمة فرفعت رأسها بسيطا للأعلى رافضة النظر له متصنعة الثبات أمام نظراته وابتسامته وتحدث نفسها بتحدي لا مش هضعف قدامه .. مش هضعف !! وسرعان ما تراجعت

حين سمعته يهمس في نبرة نجحت في اوقاعها بشباكه مثل كل مرة 
أنا آسف !
خنثت وعدها مع نفسها دون تفكير حيث نظرت لها وهي تظهر جزء بسيط من ابتسامتها التي اتسعت بشدة واظهرت عن اسنان ناصعة البياض عندما وجدته يسترسل في اعتذاره الجميل مثله 
عارف إنك زعلانة مني ! أنا آسف مكنش قصدي اتعصب عليكي أو اتكلم معاكي بطريقة قاسېة سامحيني أنا حبيت آجي اعتذرلك ومتأكد إن قلبك طيب ومش هتكسفيني وطبعا مينفعش آجي اعتذرلك وأنا إيدي فاضية
ثم أخرج يديه الذي خلف ظهرها وهو يمسك بهما عبلة من أفضل أنواع الشوكولاته واغلاها لتحدق بالعلبة المتوسطة والممتلئة بأنواع مختلفة من الشوكولاته في ذهول وصاحت في عفوية وسعادة 
الله !!
ضحك بخفة وقال في نبرة دافئة 
من خلال معرفتي المحدودة مع رفيف اللي أعرفه إن البنات كلها بتحب الشوكولاته فقولت اصالحك بدي واتضح إنك من عشاقها غالبا
جذبت العلبة من يده وفتحتها وهي تحدق بالأنواع المختلفة ثم نظرت له وقالت بفرحة شبيهة بفرحة طفلة 
كله ده ليا وحدي بجد .. أنا بعشق الشوكولاته بطريقة متتخيلهاش
ميرسي جدا ربنا يخليك ليا ياكرم
دهش في باديء الأمر من حركتها المفاجأة وتعلثم كعادته ولكنه مد يده وملس على ظهرها في حنو ورقة وهو يبتسم ثم ابتعدت هي عنه وفتحت العلبة
من جديد والتقطت أحد الأنواع المفضلة لديها وبدأت تأكلها برقة وبمجرد ما أدخلت قطعة صغيرة في فمها أصدرت أنينا متلذذا وهي تبتسم ومغمضة عيناها ليجدها تصدر حركات طفولية بجسدها وهي تضحك قائلة 
الله حلوة أوي نفسيتي كانت محتاجة ده بجد !
قهقه بقوة على حركاتها العفوية لتطالعه هي بابتسامة بها شيء من الحياء البسيط ثم مدت يدها بقطعة شوكولاته إلى فمه لينفر هو قائلا بنفور 
تؤتؤ مش بحب الحجات دي مليش فيها
رمقته بنظرة حادة وقالت بحدة مزيفة ونبرة آمرة وهي تخفي ابتسامتها بصعوبة 
افتح بقك
فتحه مغلوبا على أمره لتضعها في فمه فيغلق هو فمه ويأكلها وعلامات النفور والتقزز بادية على ملامحه فتضحك هي على منظره وتقول ساخرة 
طيب والله طعمها جميل جدا ده أنا أخدت pour رهيبة بسببها
ليجيبها وهو لا يطيق ذلك الشيء الذي وضعته في فمه 
أمممم جميلة فعلا !!
ثم الټفت خلفه وجذب كوب الماء الممتلئ على المنضدة الصغيرة وشربه دفعة واحدة ليزيل ذلك الطعم الذي يشعره بالرغبة في التقيأ ويعود يكمل ببساطة 
أنا عدو الحلويات وأي حاجة مسكرة وعندي حساسية منهم
شهقت بفزع وقالت في خوف حقيقي 
يعني اللي اكلتها دي هتتعبك !
هز رأسه نافيا وهو يبتسم بلطافة متمتما 
لا مش هتعملي حاجة متقلقيش
لتأخذ نفسا عميقا بارتياح وتجده يهتف بمرح يسرق القلب 
هااا نقول صافي يالبن خلاص 
حليب ياقشطة
أكمل مداعبته لها بعدما فهم نبرتها الخبيثة ونظرتها وقال ضاحكا 
أنا بتعاكس ولا بيتهألي !!
انطلقت منها ضحكة متأججة وقالت هي ترفع سبابتها متصنعة البراءة 
لا متفهمنيش صح !
نجحت في اطلاق ضحكته المرتفعة والجميلة وغمغم مشاكسا 
هحاول افهمك غلط !
ثم هب واقفا واتجه إلى الخزانة وأخرج ملابس المنزل خاصته واتجه إلى الحمام ليبدل ملابسه وهو يلقي عليها نظرة باسمة وبمجرد ما ان دخل واختفي عن انظارها أصدرت تنهيدة حارة وهي تبتسم بهيام فقلبها
يتعمق كل يوم أكثر في عشق فريدها ووسيمها 
فتح حسن باب المنزل ودخل ثم اغلق الباب خلفه وبدأ في نزع حذائه عنه وإذا به يسمع صوتها وهي تتحدث في الهاتف فاسرع في نزع حذائه واندفع نحوها بعدما توقع مع من تتحدث وبالفعل بمجرد ما أن وقف أمامها مدت يدها له بالهاتف وهي تبتسم بلؤم 
خد كلم مامتك
اشتعلت نظراته وحدجها شزرا ثم جذب الهاتف من يدها پعنف ووضعه على أذنه يجيب على أمه بمضض 
أيوة ياماما
اتاه صوت أمه الضاحك وكانت في قمة سعادتها 
الف مبروووك يابني أخيرا ياحسن هشيلك ولاد ياحبيبي .. الفرحة مش سيعاني والله
القى نظرة مرعبة على يسر وهمس لها في وعيد حقيقي 
وحياة أمي لأربيكي
ثم عاد يجيب على أمه باقتضاب 
الله يبارك فيكي ياماما
خلي بالك من مراتك ومتخليهاش تتعب في البيت ولو زعلتها ياحسن حسابك معايا أنا الزعل وحش على الجنين وأنا عايزة حفيدي ياجي صحته زي الفل
حاضر
قالها بامتعاض حتى ينتهي من هذا الحديث المستفز ويتفرغ لتلك الأفعى ويلقنها الدرس الذي تستحقه ولكن بمجرد ما أن انتهت والدته أخذت منها الهاتف الجدة وهي تلقي التهئنات عليه وسعادتها لا تختلف عن هدى كثيرا وهو يكاد يشعر بأنه سينفجر من
الغيظ وحين انتهى من حديثه معهم القى بالهاتف على الأريكة وصړخ بها بوجه عبارة عن بركان خامد مازال لم ينفجر حتى الآن 
أنا قولتلك إيه الصبح !
تجاهلت كلامه وعصبيته وقالت ببرود 
وأنا قولتلك إني مش هنزله
ثم أكملت بخبث 
تخيل مرات عمي تعرف بإنك عايز تطلقني وإنك مش عايز الطفل وعايزني انزله ممكن يحصلها إيه وهي تعبانة وعندها القلب
قبض على ذراعها پعنف وصاح في صوت جهوري 
هتنزليه يايسر .. وزي ما بتمثلي وبتكدبي هتكدبي وتقولي إنه الحمل مكملش واجهضتي
ابتسمت بمرارة وقالت في خذي 
إنت إزاي كدا ! إزاي قاسې بالشكل ده مفيش ذرة رحمة في قلبك لطفل وفهمنا إنه مش فارق معاك طيب وأنا !! إنت بتعرض حياتي للخطړ باللي بتطلبه مني عمليات الإچهاض دي بتبقى خطېرة هيكون إيه منظرك قدام نفسك وضميرك لو عملتها وحصلتلي حاجة أو مت
ثم دفعت يده عنها وقالت بنفس نبرتها السابقة 
ده ابنك !! أنا كان عندي أمل إنك على الأقل تقول ده ابني ومش هفرط فيه حتى لو إنت مش عايزني وجوازنا ممكن ميكملش بس مكنتش منتظرة منك كدا ومتوقعتش إنك تطلب مني انزله وتجازف بحياتي
وأنا مش عايزه عشان منك وإنتي امه يايسر
غامت عيناها بالعبارات بعدما احست پسكين رشقت في يسارها بسبب كلماته المسمۏمة في كل يوم تقول بأنها ستصل لمبتغاها حتما ولكن يأتي هو ويعيدها للصفر بقسوته وكانت قد سعدت اليوم بخبر حملها واعتقدت بأنه فرصة اهداها إياها الله لتتمكن من كسب قلبه ويكون لديها وقت أكثر وكانت قد عزمت على استغلال هذه الفرصة أفضل استغلال ولكن دون فائدة .
هاجت عواصفها واغتاظت بشدة منه حتى وجدت نفسها تهتف بعدم وعي 
مفكرتش
في الكلام ده ليه يوم لما جيت سکړان ومش في وعيك واستغليتني مفكرتش ليه في النتيجة دي وحسبتلها حساب جاي دلوقتي تقولي الكلام ده !! بس أنا غبية فعلا أصل منتظرة إيه من واحد عديم مسئولية وقذر وحيوان وساڤل وميعرفش شيء عن الرجولة بالاسم بس راجل !
غلي الډم في عروقه وكأنها وضعته على موقد ملتهب وأخيرا طففت حممه البركانية معلنا عن انفجاره الحقيقي والمرعب وفقدانه التام علي السيطرة في أفعاله فلقد حذرها الاف المرات من أن تستفزه وتتخطي الحدود الحمراء ولكنها لا تفهم هذا والآن هي تستحق ما سيفعله .
نزل بكفه الكبير على وجنتها يصفعها پعنف ثم جذبها من خصلات شعرها إليه هامسا بجانب أذنها في صوت يقذف الړعب في الأبدان 
هكتفي بكدا المرة دي لكن المرة الجاية مش هكتفي بده لإني جبت أخري منك خلاص ومبقتش طايقك ولا مستحملك
ثم دفعها بعدم اكتراث لتسقط على الأريكة ويبتعد عنها وهو يرمقها باشمئزاز وڠضب عارم 
داخل شركة العمايري في صباح يحمل الكثير من المفاجآت العجيبة 
كان علاء في مكتبه يقوم بإنهاء أعماله الخاصة وبينما هو منشغل ويثبت كامل تركيزه على عمله انتشله رنين الهاتف فكان سيتجاهله لولا أنه لمح اسم المتصل والذي كان والده ليتأفف بنفاذ صبر ويمسك بالهاتف وهو يجيب عليه مقتضبا بعدما توقع سبب اتصاله 
الو يابابا
أيوة ياعلاء عامل إيه 
تمتم علاء في هدوء مخټنق 
كويس يابابا .. إيه إنت امتى جاي !
اتاه صوت ابيه الذي كان طبيعيا في بدايته ومع نصف الكلام تغيرت نبرته تماما 
يومين كمان إن شاء الله .. روحت سلمت على جدتك ولا لا !
كما توقع تماما سبب الاتصال وهاهو يتحدث عن الجدة وابنة العم ليجيبه بثبات انفعالي 
لا مروحتش
جاءه صوت أبيه الحازم وهو يلقي عليه اوامره 
روح سلم عليها وجهز نفسك عشان لما آجي إنت عارف هيحصل إيه
صاح بأبيه مندفعا
في عصبية 
وأنا قولتلك يابابا مش موافق .. عايز تدبسي ليه أنا مالي
هتف طاهر في ڠضب عارم 
امال عايزنا نتفضح هتتجوزها ياعلاء
هيمن عليه الصمت لثواني قليلة حتى لمعت عيناه بوميض مخيف وهو يقول بوعيد ونبرة لا تحمل في طياتها المزح أبدا 
طيب طالما إنت مصمم معنديش مشكلة بس محدش ليه دعوة بقى باللي هعمله فيها تمام
لم يجيب عليه أبيه وفضل عدم الحديث الآن وحين يعود سيتصرف كما ينبغي مع الجميع وأولهم أمه وابنة أخيه التي تدللت زيادة عن اللازم ولم يكن هناك حارس على أفعاله فأقحمت نفسها واقحمتهم جميعهم في نازلة كبيرة 
كان يجلس إسلام على المقعد وعيناه معلقة عليها وهي تتحرك هنا وهناك وتلقى الأوامر والتعليمات على الجميع حتى لا يتكاسل أحد منهم عن العمل لدقيقة وكانت شفتيه تنفرج لتظهر عن ابتسامة إعجاب .. فقد
تمكنت من ترك بصمتها منذ أول مقابلة لهم في النادي بعدما سكبت القهوة على قميصه .. انتبه لنفسه بعد لحظات طويلة ولما يفعله فهز رأسه نافرا تلك الأفكار اللعېنة التي يفكر بها وهو يستغفر ربه .. بعدما عاتبه ضميره بشدة لأنه ينظر لها بهذه النظرات بعدما أمنه أخيها عليها فاشاح بوجهه عنه وهو بزفر بخنق ولكن صك سمعه صوتها وهي تنادي عليه 
بشمهندس إسلام تعالى لو سمحت لحظة
نظر لها وتنهد بيأس ثم هب واقفا وقاد خطواته خلفها معتكزا على عكازه حتى دخلوا لغرفة كبيرة بعض الشيء وكانت موجود عليها الكثير من الأوراق لتبدأ هي في إخراج الأوراق أمامه وتتحدث معه برسمية تامة على عكس عادتها وهي تملي عليه ماسيفعلونه بالضبط ليبدأ هو يشاركها الكلام ويعرض عليها وجهة
 

تم نسخ الرابط