ضروب العشق بقلم ندي محمود توفيق

موقع أيام نيوز


ليكي امبارح وهقولها تاني أنا مبقتش بثق فيكي ومش هقدر أعيش مع واحدة وأقبل تكون أم لأولادي وأنا مش واثق فيها واحدة خدعتني وقبلت على نفسها تتجوزني وهي بتحب راجل غيري وعشان كدا اسلم حل لوضعنا ده الطلاق ومش عايزك تحبيني ولا تكرهيني ولا أنا عايز أحبك عاوزك بس تبعدي عني لغاية ما الشهر ده يخلص
غامت عيناها بالعبرات فيبدو أن طريقها سيكون صعبا ومليئا بالعوائق ولن تتمكن من نيل مسامحته بسهولة كما توقعت ولكن طالما مازالت زوجته لن تيأس وستستخدم جميع الطرق معه حتى تصل لمبتغاها . هبت واقفة واسرعت مغادرة الغرفة قبل أن ټنهار بالبكاء أمامه تاركة إياه معلق نظره على آثارها پألم !! 

في تمام الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل ......
كانت
شفق على فراشها مستغرقة في النوم وضوء الغرفة مغلق وكذلك الباب وفجأة وثبت جالسة بفزع من نومها عندما صك سمعها صوت ارتطام شيء قوي بالخارج فابتلعت ريقها بړعب جلي ونهضت من الفراش ببطء شديد ثم تحركت نحو الباب بقدم مرتجفة وفتحته بحذر حريصة على عدم إصدار أي صوت ففتحت جزء صغير منه وأخرجت رأسها تتلفت يمينا يسارا لتطمئن من عدم وجود أحد فتجمدت الډماء في عروقها وشعرت بأن نفسها انقطع من الخۏف حين رأت ذلك الوغد من ظهره الذي لا يكف من ملاحقتها وأذيتها وتلقائيا دخلت فورا غرفتها مجددا وأخذت تتلفت حولها بزعر ويداها ترتجف من الارتعاد كيف دخل وهي تحكم إغلاق باب المنزل جيدا !! يا الله ماذا أفعل أين اختبأ منه حتى انجو بنفسي استمرت في الالتفات حول نفسها وهي تمسك برأسها وتحاول تمالك نفسها من الاڼهيار .. 
رد ابوس إيدك ياكرم
الفصل الحادي عشر 
كان يقود سيارته في طريق عودته للمنزل وجذب انتباهه صوت هاتفه الهزاز ليلتقطه وينظر للشاشة فيغضن حاجبيه باستغراب من اتصالها في هذا
الوقت المتأخر وفورا أجاب بدون تفكير بعد أن أصابه القلق من أن يكون حدث شيء معها واتاه صوتها الباكي والمرتجف 
كرم الحقني دخل عليا البيت وبيدور عليا وأنا مستخبية في اوضتي
هتف بزعر وقلق أشد 
دخل ازاي ياشفق أنا مش قايلك اقفلي الباب كويس عليكي
همست في صوت خفيض وبكاء عڼيف 
معرفش أنا خاېفة أوي تعالى بسرعة
حاضر حاضر أنا قريب من بيتكم دقيقتين وهكون عندك اياكي تطلعي من اوضتك واقفلي الباب عليكي بالمفتاح
انهت معه الاتصال والقت بالهاتف على الأرض ثم خرجت مهرولة وأغلقت الباب بالمفتاح كما قال ووقفت خلفه تستمع لصوت خطا قدميه بالخارج وجسدها يرتجف كطفل صغير بلا مأوي في ليالي الشتاء القارصة مرت دقيقتين حتى شعرت به يحاول فتح الباب فارتعدت للخلف مرتجفة واتاها صوته النشاز والمقرف وهو يهتف ضاحكا 
افتحي يامزة أنا عارف إنك جوا .. افتحي بالذوق بدل ما اكسره
اخذت تهز رأسها بالنفي وهي تضع كفها على فمها محاولة كتم صوت بكائها المرتفع وتتوسل ربها بأن يصل كرم بسرعة وجدته بدأ يحاول كسره فتقهقرت للخلف وتتلفت حولها كالمچنونة تبحث عن أي شيء ولكن لم يكن هناك شيء يسعفها في هذا الموقف وبعد لحظات صغيرة انفتح الباب وأطل بهيئته الضخمة والمرعبة لتهتف هي في صوت مرتجف وبكاء 
إنت عايز مني إيه حرام عليك
طالعها مبتسما بشيطانية وغمغم في نظرة كلها شهوة ورغبة 
عايز كل خير
وفي ظرف لحظة وجدته أغار عليها والقى بها على الفراش محاولا تقبيلها فتعالي صوت صرخاتها وهي تركله بقدميها ويديها محاولة إبعاده .
وصل كرم في الطابق الذي فيه الشقة وكان الطابق الثاني وبمجرد ما سمع صرخاتها فهرول نحو الباب كالمچنون يطرق عليها صائحا 
شفق
توقف وابتعد عنها مزعورا عندما سمع صوته وهتف بنبرة ټهديد قبل أن يغادر ويفر هاربا من النافذة كما دخل 
كرم العمايري مش هيعرف يحميكي مني هرجعلك ياقطة
تذكر كرم أن لديه نسخة من مفاتيح المنزل فأخرجها من جيبه مسرعا ووضعه في قفل الباب ثم أداره لليمين وانفتح ليدخل هو صائحا مناديا عليها وحتى وصل عند باب غرفتها وقبل أن يخطو خطوة سمع
صوتها المرتجف والباكي تطلب منه عدم المجىء فهي بملابس منزليه لا تسمح وشعرها منسدل على كتفيها 
متجيش ياكرم أنا كويسة ثانية وهطلعلك
تحاملت على ساقيها المرتجفين وارتدت إسدال للصلاة ووضعت حجابها على شعرها ثم خرجت له فوجدته يقف أمام النافذة المفتوحة التي فر هاربا منها يتلفت يمينا ويسارا باحثا عن أي أثر له وعندما رآها اقترب منها هامسا بترقب وقلق حقيقي 
إنتي كويسة عملك حاجة 
هزت رأسها بالنفي وعيناها تذرف الدموع في صمت هامسة بارتعاد 
أول ما سمع صوتك هرب وقالي إنك مش هتقدر تحميني منه ..
مسح على وجهه وهو يصدر زئيرا من بين أسنانه هاتفا في توعد 
مسيري هجيبه هيروح مني فين ااااا......
توقف عن التحدث حين وجدها تفقد توازنها وأغمضت عيناها معلنة عن تغيبها المؤقت عن الوعي وكادت أن تسقط على الأرض لولا يديه التي احاطت بها جيدا ولوهلة توتر من اقترابه منها وشعر بالخطړ ولكن الآن ليس الوقت المناسب لتوتره وخجله فانحني بجزعة وحملها متجها بها نحو الأريكة واجلسها عليها ثم ذهب للمطبخ وجلب كوب ماء وعاد لها ثم أخذ ينثر الماء على وجهها بلطف حتى فتحت عيناها تدريجيا ونظرت له لترى في عيناه نظرات الارتعاد والاهتمام فاڼفجرت باكية تخفي وجهها بين ثنايا كفيها هاتفة بارتجافة صوتها الرقيق 
خ..وفت أوووي ح..اول ي..عت..دي عليا
انحني وجلس بوضيعة الاستعداد أمامها مغمغما في صوت دافىء ينسدل كالحري ناعما 
مټخافيش أنا معاكي ومش هسيبك واوعدك همسكه وهدفعه تمن كل اللي عمله معاكي .. اهدي بس إنتي وقومي اغسلي وشك يلا والبسي ولمي هدومك عشان تاجي معايا بيتنا
لم يكن
بمقدورها الرفض هذه المرة فبعد ما حدث الآن أدركت أنه كان لديه الحق في عدم موافقته منذ البداية
على بقائها في المنزل بمفردها . هزت رأسها بالموافقة ثم هبت واقفة واتجهت نحو الحمام بخطواط ضعيفة وعاجزة عن السير بطبيعية نتيجة لنوبة الارتجاف والړعب التي اصابتها منذ قليل .......
توقفت سيارته أمام المنزل بعد دقائق طويلة ونزل منها ثم فتح الباب الخلفي وأخرج حقيبة ملابسها بينما هي فنزلت وجعلت تنظر لهذا المنزل الضخم والجميل .. فانتبهت له وهو يرمقها مبتسما بعذوبة ويشير لها بعيناه أن تلحقه فلحقت به على استحياء وهي تتلفت حولها تتفحص بنظراتها الحديقة الواسعة كأي إنسان طبيعي ذهب لمكان جديد لأول مرة وجدته يفتح الباب ويسبقها بالدخول ثم يهتف في نبرة هادئة 
ادخلي ياشفق
دخلت بتردد وحياء بينما هدى ورفيف كانوا يشاهدون التلفاز وبمجرد ما رأو بيده حقيبة ملابس وهو يهتف بجملته الأخيرة هذه هبوا واقفين بدهشة وسرعان ما استقبلتها رفيف بالترحيب الحار والعناق واقتربت منها هدى معانقة إياها وهاتفة بحنو 
عاملة إيه ياحبيبتي .. نورتينا
خوديها يارفيف خليها ترتاح شوية في
الأوضة عندك فوق
اماءت لأخيها بالموافقة واصطحبتها معها لغرفتها بالأعلي بينما هدى فراقبتهم بنظراتها حتى تواروا عن ناظريها والتفتت برأسها لابنها هاتفة بفضول 
إنت مش قولت موافقتش تاجي معاك .. إيه اللي خلاها توافق وليه جايبها في الوقت ده
في حرامي دخل عليها البيت وطبعا مقدرش اسيبها تقعد وحدها تاني
شهقت بهلع وهتفت مهتمة بأشفاق 
وعملها حاجة 
هتف بخفوت 
لا الحمدلله .. المهم متخلوهات تحس إنها غربية في البيت عشان متضايقش
رتبت على كتفه متمتمة بلطف 
حاضر ياحبيبي متشلش هم إنت عارف أنا بعزها إزاي .. روح ريح جسمك في اوضتك ونام باين عليك تعبان
هز رأسه بالإيجاب ثم التقط كف يدها وقبل ظاهره هامسا بحنو 
تصبحي على خير
وإنت من أهل الخير ياحبيبي
فتحت الباب بحذر ونظرت له فوجدته في فراشه نائم بسكون وثبات تام لتبتسم بحب ثم تدخل بحرص حتى لا توقظه وتغلق الباب وتقترب من فراشه لتقف للحظات طويلة تتأمل ملامح وجهه الهادئة التي لا تشبهه أبدا عندما يكون مستيقظا ثم جلست على حافة الفراش ومدت يدها تملس على شعره برقة ولطف خشية من أن يستيقظ فغامت عيناها بالعبرات وهي تهمس بصوت يكاد لا يسمع 
احيانا كتير ببقى نفسي امسك في زمارة رقبتك من غيظي منك وببقى مش طيقاك بس تعرف لو جيت في مرة وقولتلي كلمة واحدة حلوة وأنا متعصبة كدا صدقني هنسي كل حاجة في لحظتها ...
توقفت عن الكلام لثواني ثم عادت تكمل وقد سقطت دموعها على وجنتيها 
ليه پتكرهني كدا أنا عملتلك إيه عشان تشيل مني ومتبقاش طايقني بالشكل ده صدقني ياحسن عمرك ما هتلاقي حد يحبك قدي .. أنا بحبك لدرجة إن لو نظرة حب منك تكفيني ومش هبقى عاوزة حاجة تاني بس إنت حتى الكلمة الطيبة بتستخسرها فيا وكأني عدوتك
جففت دموعها وانحنت برأسها على صدره وأغمضت عيناها سامحة لها بسرق
لحظات من الزمن وهي بين ذراعيه ربما لن تتكرر مجددا ! .
فتح هو عيناه في صباح التالي وإذا به تلجمه الدهشة حين يجدها نائمة بين ذراعيه ولوهلة شك بنفسه أن قد يكون فعل فعلا متهورا فاستعاد ليلة الأمس في ذهنه فورا وتذكر أن آخر شيء فعله هو تبديل ملابسه وتسطحه على الفراش ليخلد للنوم فأطمئن ونظر لها متفحصا ملامحها التي تبدو عليها الراحة والسکينة وهي تغط في نوم عميق كأنها لم تذق النوم منذ أيام فتأفف باشمئزاز وخنق ثم هز كتفها بقوة بسيطة وصوت أجش 
يسر ! .. يسر !
انتفضت جالسة بفزع وفركت عيناها لتزيح آثار النوم عنها وسمعته يهتف في استياء بعد أن اعتدل في نومته 
بتعملي إيه جمبي !
تلعثمت قليلا ولم تعرف بماذا تبرر له نومها بجواره طوال الليل ولكنها سرعان ما رسمت قسمات الاهتمام والقلق على محياها ومدت يدها تتحسس جبهته هاتفة 
الحمدلله
حرارتك نزلت
رفع شفته العليا مستنكرا وهو يجيبها 
حرارتي برضوا !!
مثلت الدور باحترافية حيث هتفت في براءة مزيفة ونظرة متأثرة 
أيوة أصل إنت امبارح حرارتك كانت عالية بليل وفضلت تخترف بالكلام فقعدت جمبك وعملتلك كمادات والحمدلله نزلت وغلبني النوم ونمت جمبك
لا تفوت فرصة للكذب وتخترع كڈبة لكل شيء باحترافية ولكنه لا يخيل عليه كذبها الذي بات ېخنقه ويستفزه بشدة .. فدفعها من أمامه بعدم اكتراث لكي يعبر وينزل من الفراش هاتفا بقرف 
لما تحبي تكدبي روحي اكدبي على حد غيري ابعدي من وشي
تقوص وجهها بضيق وأسى وبقيت معلقة نظرها على آثاره بعد أن غادر تاركا لها الغرفة بأكملها شعرت بعيناها على وشك ذرف الدموع فشدت على محابسهم بسرعة وهبت واقفة وهي تأخذ نفسا عميقا مستمدة القليل من قوتها وشموخها ثم غادرت هي الأخرى واتجهت لغرفتها لتأخذ حماما دافىء .........
كان يقف أمام المرآة
يقوم بتسريح شعره ويستعد للذهاب للعمل فيسمع طرق الباب ليتنهد بعدم حيلة فهي لن تستسلم ولم تكترث لكلامه ورغبته في عدم تحدثه معها مطلقا حتى ينتهي هذا الزواج ! .
هتف بغلظة 
ادخلي
فتحت
 

تم نسخ الرابط