رواية مسلم ورقيه بقلم نسنيم المرشدي
المحتويات
عمر اخيرا نطق بنبرة هادية
أنا اتعودت مقولش حاجة الا لما اكون حاسسها ومن جوايا عايز أقولها بجد إحنا شعب اتعود يجامل ويذوق ويركب في الكلام ونقول حاجات عكسنا خالص ومش شبهنا عشان نرضي اللي قدامنا حتي لو علي حساب سعادتنا ومشاعرنا فأنا ضد المبدأ ده انتي مشيتي لما محستيش الكلام اللي قولته وانا بحييكي علي تصرفك ده لاني مش عايز مجاملة أنا عايز وقت ما تكوني جاهزة للرد الحقيقي اللي من جواكي تقوليه وانا مش هرفضه ولا هزعل وكون أنك مردتيش عليا ده ميمنعش اني بحبك ولا هيقلل من احساسي نحيتك أبدا
أنا مش جاهزة لأي ارتباط في الوقت ده معنديش حاجة أديها للإنسان اللي هرتبط بيه مش عارفة مشاعري هتكون صادقة معاه ولا مجاملة انت مش بس فاجئتني بصراحتك انت حطتني في موقف بصراحة صعب جدا قصاد نفسي لاني بعافر اكون كويسة بس انا من جوايا متأكدة اني غير كده فكونك صارحتني بحبك لخبطني وخلتني مش قادرة اكون كويسة قدام اي حد حتي مش مع نفسي بس أنا بجد آسفة وبعتذر عشان انا حاسة اني قليلة الذوق فعلا معاك ولازم اعتذر واتمني تقابل واحدة تقدر حبك..
مش عايز أقابل حد غيرك..
أميرة
________________________________________
قلبها كان بيدق بسرعة بسبب كلامه وحاولت تبعده عنها بكل الطرق
فيه بنات كتير تستاهلك صدقني لو دورت كويس هتشوف كتير حلوين وأحسن مني
عمر رد عليها بنفس الثبات والتلقائية
صدقيني أنا مش شايف ومش عايز اشوف الا واحدة بس.. انتي
متصعبش الموضوع عليا لو سمحت يا عمر
نطقها لاسمه بالنبرة المكسرة اللي اتكلمت بيها أجبره يضحك بفرحة ورد عليها بلطف
أصعبها عليكي ايه بس بعد عمر دي
أميرة عيونها وسعت عليه بذهول بسبب انها مش قادرة توصل معاه لنقطة ترضيها سحبت نفس واتكلمت بنبرة مندفعة
عمر ضحك جامد واجبر نفسه يسكت لما لاحظ ملامحها المشدودة اتنهد واتكلم بحكمة
علي فكرة كلامي ده مش ضغط مني ولا بحاول أثر بيه عليكي أنا والله محترم جدا صراحتك وانا مش عايز اكتر من انك تديني فرصة نقرب من بعض وهتعامل معاكي بفطرتي من غير لا ضغط ولا أي تأثير وقرري وقتها شوفي حابة علاقتنا تكمل ولا لأ وانا متأكد أن ربنا هيراضيني بيكي!!
أميرة بصت له واستغربت نظراته عليها من غير كلام وسألته باهتمام
بتبصلي كده ليه
عمر رد عليها بعفوية
مستني رد منك
أميرة كانت متلخبطة جدا وحاسة أنه قفل عليه كل الابواب اللي ممكن تخرج منهم مكنتش عارفة ترد تقوله ايه توافق ولا ترفض بس احساس أنها ممكن تظلمه مسيطر عليها ومخليها بتفكر ترفض انتبهت علي صوته وهو بيتكلم
أميرة بصتله وهي بتعيد اول مقابلة ليهم مع بعض افتكرت كل مواقفه اللي كلها جدعنة وشهامة أسلوبه اللطيف والعفوي وفي نفس الوقت جرئ بس دايما بيجبرها تفكر فيه بسبب أسلوبه ده ليه لأ ليه متديش له فرصة يمكن تثبت له انها مش أهل للحب والارتباط وتكون عملت اللي عليها
بس مش يمكن يحصل العكس وهي اللي تحبه...
أميرة قطعت أفكارها وهي بتهز راسها برفض تام وبصتله وهي مترددة تقوله ايه سحبت نفس وقالت له
موافقة..
الإبتسامة اترسمت علي وش عمر والفرحة كان واضحة جدا عليه أميرة كملت كلامها قبل ما يتكلم
بس من غير ضغط انت وعدتني!
عمر هز راسه بتأكيد وهو بيرد عليها بحماس شديد
مفيش اي ضغط والله
أميرة هربت من نظراته عليها وبصت في الجهة المعاكسة ليه عكس عمر اللي مقدرش ينزل عيونه من عليها بفرحة كبيرة سكنت قلبه ...
فى المستشفي في وقت متأخر مجدي اتفق مع الدكتور المتابع لحالة مسلم علي الخروج بشرط يكون تحت الملاحظه من تمريض المستشفي سهير بصت لمسلم وهما بينقلوه علي النقالة عشان يخرج برا المستشفي وقالتله
هتيجي عندي في البيت ومش عايزة اعتراض أنا مش هقدر اسيبك لوحدك بعيد عني ومراتك حامل يعني محتاجة اللي يرعاها هي كمان
مجدي تولي مهمة الرد علي سهير وقالها
يا فندم مش هينفع مسلم يرجع معاكي أنا متفهم طبعا أن حضرتك خاېفة عليه بس انا طلبت طاقم كامل من التمريض يكونوا تحت أمره يعني مش هيكون لوحده ده غير انهم محتاجين مكان يتوفر لهم عشان يقعدوا فيه مسلم هيفضل علي الوضع ده مش أقل ٣ أسابيع ويمكن اكتر حسب حالته ووضعه اعتقد مفيش مجال للنقاش في الموضوع ده ولو حضرتك حابة تقعدي معاه يبقي سهلتي علينا وعليكي المسألة دي ده بيت ابنك يعني مش هيكون فيه اي احراج ليكم
مسعد سمع كلام مجدي واقتنع بيه وهو اللي رد علي سهير
استاذ مجدي معاه حق يا سهير مسلم محتاج رعاية وبيتنا يدوب اخدنا لو انتي حابة تقعدي معاه روحي معاهم
سهير هزت راسها برفض وقالتله
لا طبعا رجلي علي رجلك مينفعش أسيبك لوحدك بس برده قلبي مش مطاوعني أسيبه لوحده ومكنش جنبه
أميرة اقترحت اقتراح يمكن يوافقوا عليه
ممم طيب انا عندي اقتراح ممكن أنا اقعد معاهم واطمنك أنا عليه وانتي من وقت للتاني تيجي بنفسك تشوفيه ايه رايك
سهير ملقتش اي منفذ غير أنها توافق بصت لمسلم وهي زعلانة أنها مش هقدر تكون معاه طول الوقت وقالتلهم
ماشي المهم يكون كويس
أميرة اتنهدت وقالت
يبقي اروح من بكرة علي لما اكون جهزت حاجتي ..
مسلم خرج برا المستشفي بمساعدة طاقم التمريض اللي هيروحوا معاه الفيلا دخلوه الإسعاف ورقية أصرت تركب معاه والباقيين قسموا نفسهم في عربيات وليد ومجدي وفادي ..
وصلوا الفيلا وطلعوا مسلم اوضته والكل وقف في التراس تحت يتكلموا مع بعض فادي كان مشغول بشخص واحد وهي رانسي حاسس أنه
________________________________________
مشدود لها من الكام مرة اللي شافها فيهم ضحكته كانت بتترسم علي وشه مع كل تصرف أو حركه بتعملها ..
وليد لاحظ نظراته عليها وقرب منه وقاله بهزار
هي شبكت ولا ايه
فادي بصله بعدم استعياب وسأله بعفوية
هي ايه
وليد خبطه في كتفه ورد عليه وهو بيبص علي رانسي
الصنارة!!
فادي ارتبك وبصله بإحراج ووليد ضحك جامد عليه وحاول يهديه لما حس بتوتره
احنا فيها نطلبهالك
فادي بصله وهو مش مصدق كلامه ورد عليه بتهكم
هي بيتزا هنطلبها دليفري وبعدين موصلتش معايا اني اتقدم يعني كل الموضوع اني مشدود لها بس
وليد بصله بطرف عينه وكلامه طلع بنبرة حادة
لا مشدود لها وتصاحبها وجو المقابلات ده عندكم هناك في أمريكا انما هنا إحنا في بلد محترمة يعني تلم نفسك
فادي عقد حواجبه بعدم اعجاب لكلامه وسأله بفضول
يعني المفروض يحصل ايه
وليد رد عليه بثبات
ادخلوا البيوت من أبوابها يا دودو ..
وليد مشي لما سعيد نادي عليه وساب فادي واقع بين أفكاره اللي اتلخطبت بعد كلام وليد رانسي كانت طول الوقت بتضحك وهي بترسم المواقف اللي هتهز ثقة مسلم في رقية بعد اللي عرفته من فادي ..
رقية كانت واقفة بينهم وهي حاسة بتعب شديد بسبب قلة اكلها ونومها في اليومين اللي فاتوا الدوشة بتاعت المكان زودتها من تعبها انسحبت من وسطهم وطلعت الاوضة اللي قعدت فيها اول ما وصلت الفيلا سندت راسها علي المخدة وهي بتحاول تفوق نفسها بس التعب كان شديد عليها وفي لحظات غابت عن الوعي ..
البيت فضي تماما ومجدي طلع يشرف علي الممرضين ويشوف احتياجاتهم بعد ما أمر فاطمة تجهز لهم جناح كامل لراحتهم بص لمسلم بإبتسامة وقاله
حاسس انك مرتاح هنا اكتر من المستشفي صح
مسلم هز راسه ورد عليه باختصار
اه طبعا
مجدي خرج وسابه يرتاح ومسلم كان مستغرب اختفاء رقية من وقت ما وصلوا الفيلا نادي بصوت عالي يمكن حد يسمعه
فاطمة.. يا فاطمة
في اللحظة دي رانسي خرجت من اوضتها بعد ما اتأكدت ان الاوضة عند
مسلم فضت سمعته وهو بينادي واستغلت الفرصة ودخلت عنده وهي بتضحك بحماس
نعم محتاج حاجة
مسلم رغم أنه مش عايز يخلق اي حوار معاها بس كان مضطر يسألها هي اللي قدامه
شوفتي رقية
ملامح رانسي اتشدت بضيق لما سمعت اسمها ورددت بهمس
كنت هستغرب لو منطقش اسمها..
مسلم ضيق عيونه عليها وسألها لما فشل إنه يسمع اللي قالته
بتقولي ايه مش سامع
رانسي قربت منه وهي بتتمايل بجسمها وقفت قصاده وردت عليه بجمود
للأسف الشديد مشوفتش البرنسيس بتاعتك فيه برنسيس تانية موجودة وهي أنا
رانسي نطقت اخر كلامها بغرور وتعالي انحنت عليه وكملت كلامها برقة مبالغة
ايه منفعش
مسلم نفخ بضيق وكان هيعترض تصرفاتها بس الاتنين انتبهوا لصوت فاطمة من برا وهي بتقول
يلهوي حصلك ايه بس يا بنتي
مسلم عيونه راحت تلقائي علي الباب وهو قلقان وحاسس أن فاطمة بتتكلم علي رقية صوت فاطمة وكلامها اكدله إحساسه
حد يلحقنا البنية جاطعة النفس
مسلم حاول يتحرك ويقوم بس فشل غمض عيونه بعصبية شديدة بسبب أنه مش عارف يتحرك ويروح يطمن عليها قلبه اتقبض أول ما شاف الممرضين بيجروا من قدام الاوضة بص لرانسي وقالها بتوسل
اعملي حاجة صح لمرة وروحي شوفي ايه اللي بيحصل وطمنيني
رانسي بصت له وهي مش حابة طلبه منها نهائي بس يمكن لما تعمل اللي طلبه منها تكبر في نظره وتكون أول خطوة أنه يشوفها ويحس بيها عدلت وقفتها وهزت راسها بموافقة رغم الرفض اللي جواها خرجت برا وهي بتابع اللي بيحصل يمكن تفهم حاجة ..
واحدة من الممرضات قربت من رقية وحاولت تفوقها فاطمة بصت لرقية بشفقة وحزن ورددت
ياعيني عليكي يا تري جرالك ايه ربنا يستر ويحميها هي واللي في بطنها
فاطمة نهت جملتها وهي بتبص لرانسي بغيظ وقابلت منها جمود في نظراتها رقية رجعت لوعيها وبصتلهم برؤية مشوشة وسألت باستفسار
ايه اللي حصل
الممرضة ردت عليها بعملية
انتي كنتي فاقدة الوعي ممكن تقوليلي آخر مرة اكلتي فيها كانت امتي
رقية بصت فوق وهي بتفتكر وردت عليها بنبرة تايهه
مش عارفة..
الممرضة هزت راسها باستنكار وقالتلها
واضح جدا أن الأنيميا عندك عالية لازم تهتمي بأكلك وتاخدي حديد قولي للدكتور اللي بتابعي معاه يكتب لك علي نوع مناسب ليكي
رقية اكتفت بهز راسها وفاطمة قربت منها واتكلمت بحزن
هحضرلك لقمة تاكليها وارجع لك طوالي
رقية ابتسمت بتعب وردت عليها باختصار
ماشي..
رانسي رجعت لمسلم ووقفت علي الباب وقالتله بنبرة واقفة
فاقت..
مسلم رد عليها بسرعة
خليها تيجي هنا
رانسي ردت عليه باندفاع شديد
لا مش للدرجة دي شوف لك حد غيري
رانسي سابته ومشت ومسلم نادي علي فاطمة لما شافها ماشية من قدام
متابعة القراءة