رواية مكتمله بقلم هدير محمود

موقع أيام نيوز

يفكر ماذا سيفعل مع مريم كيف سيعيدها إلى شقته و حياتهمرة آخرى تذكر كيف طردها ليلة أمس كيف تعامل معها بشراسة كيف وبخها على فعلة لم تفعلها لن تسامحه أبدا هذه المرة ..ترك عمله وانطلق بسيارته نحو مسكنها القديم وحينما وصل إلى هناك كان متردد كثيرا فلم يكن يعلم كيف يعتذر إليها وماذا يقول واخيرا صعد الدرج ووقف أمام باب شقتها يضرب جرس الباب إذا بها
تجيبه من خلف الباب ويبدو إنها رأته من العين السحريه فقالت له بصوت قد أنهكه البكاء 
عايز أيه مني جاي هنا ليه 
مريم افتحي أرجوكي عايز اتكلم معاكي 
أيه عايز تطردني من هنا كمان بس للأسف ملكش حاجة هنا 
مريم افتحي بس نتكلم جوه مش هينفع نتكلم من عل الباب كده 
وأخيرا وبعد جدال فتحت له الباب وحينما رآها رثى لحالها كثيرا وعلم مقدار الجرم الذي ارتكبه فلقد كانت عيناها منتفخة من البكاء ويبدو أنها لم تنم ليلتها إلا في بكاء وألم كان هو من تسبب لها فيهما 
أديني فتحت عايز أيه 
أنا آسف سامحيني سيف حكالي على كل حاجة وفهمني الحقيقة 
والله وأفرض أن سيف حد وحش وقالك كده عشان يوقع بينا أو لأي سبب تاني تقوم تصدقه وتطردني من غير حتى ما تسمعني ومن غيرما تخليني أدافع عن نفسي هفضل لحد أمتا أدفع ف فواتير ناس تانيه هفضل لحد أمتا أتحمل غلطات ناس تانيه كل واحد حد يوجعه يطلع وجعه عليا وكأني مكتوبلي حاجتين أتجوز جواز اضطراري عشان الظروف وكلام الناس وأتجوز رجالة معقدة اللي متعقد من أمه واللي متعقد يا عالم من حبيبته ولا صاحبته ولا خطيبته الله أعلم كفاية بقا ارحموني وسيبوني في حالي ..أخرج بره يا أدهم المرادي بقا أنا اللي بقولهالك وأوعى تفتكر إني بقولهالك لمجرد إني أردهالك أنا فعلا مش عايزة أشوفك تاني بس قبل ما تخرج طلقني مش عايزة أفضل على ذمتك ثانيه واحدة.
أنا مش هطلقك يا مريم وحقك تقولي كل اللي أنتي عايزاه على العموم أنا هسيبك يومين تريحي أعصابك وهرجعلك تاني تكوني هديتي
متجيش تاني عشان أنا مش ههدا يا أدهم المرادي بالذات مش ههدا فاهم وأتفضل بقا عشان الناس اللي في الشارع ميعرفوش إني متجوزة مش عايزة حد يتكلم عني وإذا كان ابن عمي صدق عني الۏحش يبقا أي حد ممكن يصدق أي حاجة 
أنا ماشي يا مريم بس أرجوكي سامحيني أوعدك آخر مرة مش هثق فيكي فيها تاني وعد مني اللي حصل ده عمره ما هيتكرر تاني أبدا 
يا أما وعدتني ومحصلش حاجة
أنا وعدتك إني هحاول وأنتي بنفسك حسيتي إني اتغيرت فترة متنكريش التغيير 
أمشي يا أدهم أرجوك خلاص مش عايزة اتكلم تاني
ماشي براحتك يا مريم خلي بالك من نفسك ولو احتجتي أي حاجة كلميني واتفضلي موبايلك ومفتاح عربيتك نسيتيهم 
موبايلي أه لكن العربية لأ مش بتاعتي 
مريم أرجوكي أنا مش همشي إلا لما تاخدي مفتاح العربية مش هينفع تيجي الشغل بالمواصلات المسافة بعيدة جدا 
مين قالك مش يمكن أرجع المستشفى القديمة قالتها فقط لتثير استفزازه 
وهو السبب اللي سبتيها عشانه اختفى 
ملكش
دعوة أنا هعرف احمي نفسي كويس
مريم أنتي مراتي وأنا مش هقبل ب ده لو هتقعدي هنا لوحدك هتيجي المستشفى عندي وبالعربية ولو ده محصلش هترجعي البيت بالڠصب ولو مرضتيش هاجي أنا أعيش معاكي هنا وده بس لحد ما أعصابك تهدا فاهماني قال جملته تلك بهدوء وحزم في آن واحد 
قد استشعرت الحزم في صوته لذا رضخت لحديثه قائلة ماشي 
ماشي يلا سلام 
وبعد أن أعطاها ظهره ليرحل نطقت اخيرا وكأنها تذكرت شيء
وقف أدهم متصنما في محله لا يقوي حتي علي الالتفات إليها والنظر في وجهها ثم نطق أخيرا قائلا بلا وعيازاااي 
قائلة هبلة بقا تقول أيه
قاطعها أدهم قائلا بكل الأسى والحزن عليها 
أنا آسف 
أنتا آسف ليه أنا قولتلك عشان تعرف بس قد أيه حجم الۏجع والألم اللي جوايا وبالرغم من ده عمري ما ظلمتك ولا خدتك ب ذنب مش ذنبك زي ما أنتا بتعمل معايا ..امشي يا أدهم وسيبني لۏجعي 
قالت كلمتها الأخيرة وهي تغلق باب شقتها خلفه واڼهارت من البكاء كان أدهم يسمع صوت بكاؤها ويشعر ب شرخ في قلبه رثى لحالها كثيرا ف يبدو أن ما ما مرت به ليس بالقليل وليس أقل مما مر هو به ف كليهما كانا ضحاېا الحب ضحاېا أشخاص خائنين ليس المهم نوع الانسان بل المهم هو طبيعته وهذا هو ما أخطأ به أدهم أنه اتهم كل النساء بالخېانة ومن خانته وجرحته كانت واحدة فقط ليست كل
بنات حواء لقد ظلم مريم كثيرا وكأنه يعاقبها هي على ذنب الآخرى هي المچروحه الموجوعة بدلا من أن تجد من يطبب جرحها زادها جراحا آخرى وهو الطبيب ..سحقا لهذا المروان فوالله لو رآه أمامه الآن لحطم رأسه كيف له أن يخون تلك الفتاة الرقيقة ..وكيف لهو هو الآخر ويصيبه بالحزن والألم ..انطلق أدهم بسيارته عائدا
وفي الصباح ارتدي ملابسه سريعا لقد كان يريد أن يطمئن عليها وهويعلم أنها لابد وأن تحضر لعملها اليوم وهو يعلم أن جدولها تقريبا مطابق لجدوله ولكن حينما ذهب للمستشفى وسأل عليها أخبروه بأنها غيرت جدولها مع زملائها وأنها اليوم مسائي يبدو أنها فعلت ذلك حتى لا تراه لهذه الدرجة هي أصبحت لا تطيقه أصبحت تكرهه كما تكره مروان هذا ما دار بخلد أدهم في تلك اللحظة
مرت الأيام يوم تلو الآخر وهما لا يلتقيان تقريبا ولا تجيب على مكالمته الهاتفية يعلم من زميلتها نور أنها تأتي المستشفى وأنها بخير لكن لا يراها لأنها تقريبا غيرت معظم جدولها لهذا الشهر لكنه علم من نور أنها ستبات غدا في المستشفى فأصر أن يراها في هذا اليوم ليطمئن عليها ويقنعها بالعودة معه لشقته مرة آخرى وبالفعل نسق مع أحد زملاؤه ليبيت في المستشفى هو الآخر في هذا اليوم وأخيرا رآها كانت جالسة في مكتبها ومعها نور وحينما رأته خرجت لم تعلم نور بزواجهما لكنه أخبرها إنهما على خلاف وكانت تظن أنه يربطهما علاقة حب لكنهما لم يصرحا لأحد بذلك وحاولت أن تستخرج هذا الاعتراف من مريم لكنها فشلت فلم تريد أن تطفل عليهما وتركتهما يتحدثان على انفراد وحينما رأى أدهم مريم شعر وكأنها طفلته لا زوجته أو ابنه عمه بل طفلته التي اشتاق إليها كثيرا ويريد أن يضمها إليه لكنه قطعا لم يفعل بل اكتفى بإلقاء السلام عليها 
أزيك يا مريم 
أدهم !
أيه مش عايزة تشوفيني خالص للدرجادي يا مريم!
لأ مين قال! عادي 
أمال غيرتي جدولك ليه 
ظروف 
ماشي يا مريم مش كفايه بقا كده وترجعي بيتك 
ضحكت ضحكة ساخرة ثم قالت ما أنا في بيتي ومليش بيت تاني 
لأ يا مريم ليكي 
أنهي بيت ده ثم أردفت بسخرية اللي اتطردت منه !
يا مريم خلاص بقا ارجوكي سامحيني وارجعي بقالك أكتر من أسبوعين قعدة لوحدك في الشقة طب بذمتك موحشتكيش أوضتك موحشكيش الفوتيه بتاعك 
لأ مفيش حاجة وحشتني ولقد كانت تكذب فلقد اشتاقت هي الآخرى لغرفتها في بيته والفوتيه لكن أكثر ما اشتاقت إليه هو أدهم نفسه لا تعلم كيف ولما اشتاقت إليه ف هي ما إن رأته حتى شعرت هي الآخرى بنفس الحنين الجارف إليه دق قلبها طويلا حينما رآه 
لقد تعلق كلا منهما بالآخر دون أن يشعرا يبدو أن العشرة قد خلقت بينهما الألفة فتآلفا قلبيهما لكن 
الحمد لله بخير وأنتا
الحمد لله ناقصني إني اتطمن على مراتي 
متقولش مراتي بس بدل ما حد يسمعك ويغير صورته عنك أنتا مينفعش حد يوصمك الوصمة ديه خصوصا لو من واحدة زيي خاېنة
مريم من امتا بقا قلبك أسود كده خلاص بقا بقالنا شهر مش بنشوف بعض ولما بتشوفيني بتأنبيني أو بتخبطي فيا بقيتي كده أمتا 
من شهر 
طب ارجوكي ارجعي بقا للي كنتي عليه قبل الشهر
أه قصدك مريم الهبلة لا لا أنسى لا يمكن ترجع تاني مستحيل 
ماشي هترجعي بيتك أمتا 
أدهم أنتا مبتزهقش أنا مش هرجع البيت ده تاني أبدا فاهم 
فاهم يا مريم ..طب ممكن تطمني على نفسك بلاش أنا يا ستي روحي ل دكتورة سالي دكتورة شاطرة وهتطمن عليكي 
أنا كويسة يا أدهم هتتعبني بالعافية 
يارب دايما تبقي كويسة ..على فكرة شكلك حلو أوي النهارده 
لا والله وده من أمتا 
هو أنتي مش عاجبك أي حاجة مني خالص 
لأ مستغرباك بس 
عندك حق بس فعلا أنتي ملكيش ذنب في أي حاجة 
طب أنا همشي يا أدهم عشان أشوف دينا 
مريم بحدةسيب أيدي يا أدهم مش عايزة اتكلم معاك 
وفجأة ظهر شاب آخر سمع حديث مريم وكانت قد لفتت أنتباهه من أول الحفل فحاول الاقتراب منها لكنها صدته فوجد أن الآن الفرصة سانحة فوقف بينهما وحاول أن يفلت يد مريم التي في يد أدهم ونظر له قائلا 
ما قالتلك سيبها ولا مبتسمعش وهنا أمسك ب مريم التي خاڤت وتراجعت للخلف 
أما أدهم ف سكت لحظة ل يعي ما يحدث حوله ثم نظر لهذا الشاب قائلا وأنتا مال أهلك بتدخل ليه ف اللي ملكش
فيه 
قسما بالله لو مكنتش ف فرح صاحبي لكنت كسرتلك ايدك ..ايدك متمدش تاني على مراتي يا حيوان 
مراتك 
قالها هذا الشاب متعجبا وكأنه لا يصدق ونظر ل مريم التي وجدها صامتة أي أنها مصدقة على كلامه ف اصفر وجهه وبهت ولم يعلم ماذا يقول ثم أردف قائلا
أنا آسف مكنتش أعرف انها مراتك كنت فاكرك بتضايقها فقولت أدافع عنها بس 
لأ قولت تعمل نمرة يا حيلتها اتكل على الله بقا بدل ما اتهور عليك 
انصرف الشاب ومريم مازلت ترتعش خوفا ولى أدهم ظهره لها وهي مازالت تختبأ خلفه ونظر لها مطمئنا إياها 
مټخافيش ده عيل أهبل وبيعمل نمره عشان يعجبك ميعرفش أنك مراتي 
بعدما استعادت نفسها قالت أنتا أزاي تشدني كده وجعتني جدا 
أنا آسف والله محستش إني شديتك جامد
بس لما الحيوان ده لمسك كنت هتجنن 
ما أنتا طول عمرك مچنون يلا هروح أشوف دينا 
تركته وانصرفت وظل هو واقفا بمفرده يذهب ليبقى مع سيف قليلا ثم ېختلس نظره إليها وهكذا حتى انتهى الفرح وأصر ألا تعود بمفردها وهي أصرت ألا تركب معه ف صار خلفها بسيارته حتى اطمئن عليها وأوصلها ل بيت والدها ....
مرت الأيام سريعا وهو لم يمل من المحاولة في اقناعها للعودة إلى بيته وهي لم تمل من الرفض والمعاملة السيئة له لن تنسى أهانته لها بتلك السهولة مر أكثر من ثلاثة أشهر وهي تعيش بمفردها في شقة والديها وبين الحين والآخر تذهب لها دينا وأحيانا تقضي ليلتها معها وصار سيف يغار كثيرا من علاقتهما وقد عادت العلاقة بين سيف وأدهم كما كانت وكان دوما يطمئن على مريم من صديقه ف هي لا تريد أن تجيب على مكالماته ألبته حتى هذا اليوم الذي مرضت فيه كثيرا وأغمى عليها أكثر من مرة والألم كان يعصف بها غير أن الڼزف استمر أكثر من أثنا عشر يوما ولم يتوقف شعرت أنها ستموت بمفردها في شقتها فاتصلت ب دينا التي بدورها اتصلت ب سيف بعدما طلبت منها ذلك ليذهبا بها إلى المستشفى أما سيف فتردد كثيرا هل يخبر أدهم بما حدث أم لا
استغفر الله العظيم وأتوب إليه
البارت 11
أما سيف فتردد كثيرا هل يخبر أدهم أم لا لكنها زوجته لابد أن يعلم وإلا سيخسره هذه المرة للأبد فاتصل به وأخبره بما حدث ف طلب أدهم منه أن يظل هو في المستشفى حتى يعد ما قد يلزمه حتى يحضرا وبالفعل لحظات وكان قد انطلق بسيارته متجها نحو شقة عمه وفي طريقه اتصل
ب مريم فأجابته دينا 
ألو مريم ..مريم ردي عليا أنا أدهم 
أيوه يا أدهم أنا دينا
أيوه يا دينا مريم عاملة أيه
مريم تعبانة أوي يا أدهم 
طب تقدر تتكلم 
بتقولك لأ
طب دينا افتحي الاسبيكر 
حاضر ثواني ..فتحته 
مريم مټخافيش أنا جاي علطول أنتي كويسة مټخافيش دينا نيميها على الأرض وأرفعي رجليها بمخدات السرير فهماني 
اه 
سيبي الموبايل أنا هفضل معاها ..مريم عشان خاطري ردي عليا بكلمة واحدة عايز أسمع صوتك عشان اطمن عليكي 
ردت مريم ب وهن شديد أنا كويسة الحمد لله متتعبش نفسك سيف زمانه جاي 
أنا مش هرد .. أخس عليكي يعني سيف ودينا أولى أنهم يبقوا جنبك مني أنا للدرجادي يا مريم عموما أنا قولت ل سيف يفضل في المستشفى عشان لو احتجناه في حاجه أنا هاجي حتى لو مش عايزاني
هنا عند تلك اللحظة قد خارت كل قواها بل هي لا تريد سواه لكن كرامتها هي التي جعلتها لا تتصل به فقالت بوهن شديد
مستنياك متتأخرش عليا أنا محتجالك أوي يا أدهم 
حاضر يا مريومة مش هتأخر والله
كانت تلك هي المرة الأولى منذ أن تزوجا تسمعه يدللها 
ساق أدهم بأقصى سرعته ووصل في غضون نصف ساعة وهذا زمن قياسي نظرا لبعد المسافة بين البيت والمستشفى ..ها هو يصعد درجات السلالم كأنه يطويها تحت قدميه حتى وصل أخيرا إلى باب شقتها خبط ففتحت له دينا لم يسلم عليها بل اتجه فورا ناحية مريم التي كانت قد أغمى عليها مجددا رفع قدميها إلى أعلى وطلب من دينا محاولة تثبيتها أما هو ف جلس على ركبتيه وظل يدلك أصابع يدها وما أن وضع يداه على وجنتيها حتى بدأت تستفيق رويدا رويدا ثم قالت 
أدهم أنتا جيت 
أه جيت أنتي كويسة 
تعبانة أوي يا أدهم 
دينا ساعديني معلش نلبسها هدومها نظرت له دينا ومريم في آن واحد وقال بعد أن فهم نظراتهما
مراتي والله مراتي ومش وقته الكلام ده خلينا نخلص بسرعة
ساعداها في ارتداء ملابسها في عجالة وحملها أدهم بين ذراعيه بعد رفض ومحاولات منها لتنزل على الدرج دون أن يحملها وأخيرا فعل ما أراد وهبط بها سريعا وكان يحدث دينا أثناء سيرهما قائلا 
دينا اركبي معاها ورا وأنا
هسوق 
أجابته دينا قائلة عربيتي اللي راكنة وراك خليني أنا أسوق وأنتا خليك معاها ورا عشان أنتا دكتور لو حصل حاجة تعرف تتصرف وعشان تعرف تركز 
مش هينفع أنا هسوق بسرعة وأكيد أنتي مش هتسوقي زيي 
لأاا متخافش أنتا متعرفنيش أكيد أنا بسوق أسرع منك أركبوا بس وامسكوا نفسكوا
ف يبدو أنها تعاني من انيميا شديدة كانت دينا تسوق بحرفية شديدة مما أثار تعجب أدهم ف
تم نسخ الرابط