رواية مكتمله بقلم هدير محمود
المحتويات
أيه يا أمي الحاجة المهمة اللي بتقولي عايزاني فيها
عفاف بهدوء ريداك تسيب مرتك تتحددت مع ولد خالتها على راحتها
أدهم بغيظ نعم ! يعني مكنتيش عايزة مني حاجة وبعدين أيه اسيبها على راحتها ديه ملهاش جوز يعني وبعدين هو قليل الذوق ازاي يطلب يشوفها من غير ما يسأل على جوزها
عفاف له يا ولدي متظلمهوش سجل عليك وأنا جولتله أنك مرضان ومجدرش تتدلى تسلم عليه وبعدين هو جلجان على بت خالته ولازمن يطمن عليها منيها هي
عفاف يا ولدي كيف بس اللي عتقوله ده ديه بت خالته وزي خيته وسمع الكلام اللي جاله خالها عنيها وجاله كمان أن بوك
جوزهالك عشان تتستر عليها ف جه يطمن منيها أنها زينة معاك
أدهم أه يعني زمانها قاعدة بترغي معاه وبعدين هو حتى لو مضايقة مني في حاجة أكيد مش هتقولها قدام أبويا يبقا هتفرق أيه أنا كمان أبقى موجود ولا لأ
أدهم وقد هب واقفا من مكانه نعم ! أبويا سابهم يعني هما دلوقتي قاعدين بيحكوا لوحدهم وأنا هنا أيه بقا رافع الاريال
عفاف بحزم يا ولدي عيب الحديت ده مرتك متطلعش منيها العيبة واصل وهو كمان رجال مليح وولد حلال وبعدين الدار كلياتها ناس رايحة جاية والباب أكيد مفتوح يعني مش لحالهم ولا حاجة
خليك يا ولدي أنا هدلى وأجعد معاهم وأرتاح أنتا
لأ أنا هنزل عشان أسلم عليه وأتعرف بيه وعشان يعرف إني موجود مش أباجورة
انهى كلماته وبدل ملابسه سريعا وهبط للأسفل كانت مريم قد أدت صلاتها وعادت لتجلس مع ابن خالتها وحينما سمعت صوت خطوات أدهم نبهته إلى ذلك
عمر وقد وقف لاستقباله أزيك يا دكتور أدهم مش دكتور صح
أماء أدهم رأسه بالموافقة
مريم وكأنها أرادت أن تعرف عمر جيدا ل أدهم مرة آخرى بشمهندس عمر ابن خالتو زهرة يا أدهم على فكرة هو شبه باباه جدا أصل باباه مش مصري تركي خالتو بنت المحظوظة اتجوزته وهو كان في زيارة هنا و....
قاطعها أدهم لأنه لا يريدها أن تتحدث عن هذا الواقف أمامه أو أي شخص آخر يخصه لقد شعر بالغيرة الشديدة منه على زوجته لأول وهلة فقال بحدة
عمر لأ طبعا مقصدتش كده أنتو بيت أصول وهي بنتكوا بردو بس أنا كنت حابب أطمن عليها أنتا متعرفش مريم غلاوتها عندي قد ايه
أدهم بضيق أحممم مدام مريم قصدك
مريم عمر مش محتاج يقولي مدام أو يحط ألقاب عشان يكلمني
أدهم وهو يجز على أسنانه محاولا أن يمتص غضبه والبشمهندس عمر بقا خاطب ولا متجوز ولا أيه ظروفك
لأ لسه ملقتش بنت الحلال اللي ټخطف قلبي كنت زمان بحب واحدة بس محصلش نصيب أعاد النظر ل مريم للحظة ثم استأذن في الانصراف بعدما سلم على أدهم وألقى السلام من بعيد على مريم ولم تنسى عفاف دعوته على فرح حفيدتها وهذا أغاظ ولدها بشدة وبينما كان في طريقه للخارج اصطدم ب ياسين وتمتم معتذرا بعدما عرفه بنفسه وتعرف عليه وانصرف دخل ياسين قاعة الاستقبال التي كان الجميع مازالوا بها فقال ضاحكا وهو ينظر لمريم
الواد ابن خالتك ده حلو أوي يا مريم ده أنا راجل وكان هاين عليا أخده مش كنتي تتجوزيه أهوه تحسني النسل
نظر له أدهم نظرة ڼارية
وقال بحزم ياسيين الهزار مش ف الحاجات ديه ثم عاود النظر لمريم مرة آخرى قائلا لو سمحتي تعالي معايا فوق عشان مش عارف الدوا فين
صعدت خلفه وهي تعلم أنه في أوج غضبه كانت تدعو الله أن يقيها شړ عصبيته وما أن وصلا لغرفتهما حتى أغلق الباب خلفها ونظر لها پغضب قائلا
ممكن افهم بقا الهانم قعدة كل ده مع ابن خالتها لوحدها ليه وبتتكلموا ف أيه وقالك أيه وقولتيله أيه ولما لاقيتي عمك راح يصلي مستأذنتيش وقومتي ليه
مريم ببرود وهو أنا
هرد على كل الأسئلة ديه كلها أزاي
طيب جاوبيني الأول ليه قعدتي معاه كل ده
عادي يا أدهم كان بيطمن عليا وبعدين ما الباب كان مفتوح والناس رايحة جاية و بعدين الوقت خدنا محسناش بيه وبعدين كل ده أيه ديه يدوب نص ساعة
أدهم پغضب وهي النص ساعة قليلة يعني أيه كنتي عايزة تقعدي معاه سنه وبعدين اتكلمتوا في أيه كل ده
مريم بتأفف مقولتلك يا أدهم كان بيطمن عليا
أدهم بغيرة يعني أيه بيطمن عليكي يعني قعدتي تشتكيله مني بقا وأنك مش طايقاني وكده
لأ يا أدهم مفيش حاجة من اللي بتقوله ده حصلت ممكن بقا ننزل نقعد مع الناس اللي خدتني وطلعتني وسبناهم من غير سبب أنا هنزل أشوف ماماعفاف وأنتا أقعد مع أخواتك
أدهم مستطردا حديثه بغيظ وكأنه لا يسمعها والهانم بقا طبعا سي عمر نساها تقوم تصلي الظهر صح
لأ طبعا منسيتش وصليته الحمد لله في حاجة تاني
أدهم بحزم ياريت متتكلميش مع اللي اسمه عمرالشريف ده تاني
مريم ضاحكة عمر الشريف أيه قولتلك عمر شريف وبعدين قولتلك ده ابن خالتي يعني أيه متكلمش معاه
أدهم بعصبية عمر شريف ولا عمر الشريف مش هتفرق متتكلميش مع الشيء ده تاني إلا ف وجودي أنا مفهوم
أوووف أنتا لا تطاق بجد أنا نازلة سلام
أدهم وكأنه تذكر شيئا أستني
مريم بحنق ياربي عايز أيه تاني
الواد ده كان بيلمح لأيه لما سألته خاطب ولا متجوز بصلك كده وقالي كنت بحب واحدة بس لسة ملقتش اللي ټخطف قلبي زيها يقصد أيه هو كان في بينكوا حاجة
مريم وقد صمتت للحظات ثم قالت بتردد حاجة حاجة أيه
يعني كان بيحبك كان يقصدك أنتي بكلامه
مريم وهي تفرك يدها بارتباك واضح ثم شبكت اصابعها قائلة معرفش بس بصراحة هو كان في مشاعر كده من ناحيته زماان وأحنا ف الجامعة تقريبا وأنا قولتله أنه زي أخويا وهو أكيد نسي الموضوع فأكيد بيتكلم عن واحدة تانية قابلها بعد كده لأن متهيألي ده كان لعب عيال ومشاعر مراهقة
أدهم صائحا پغضب متهيألك أيه ياهانم هو كان يقصدك أنتي بدليل نظرته ليكي من النهارده مش عايزك تتكلمي مع سي بتاع ده تاني إلا وأنا معاكي تمام ويفضل متتكلميش معاه أصلا
هو تحكمات وخلاص وبعدين أنتا مالك أنتا ناسي أن كلها أيام ونتطلق وهتكون زيك زيه
أدهم پغضب بقولك أيه يا مريم متعصبنيش مين ده اللي زيي زيه وبعدين لما نبقى نتطلق بقا نبقى نشوف عمر شريف بتاعك ده هيكلمك أزاي يلا خليني أحسره على شبابه
أنا مش هقعد أهري معاك ف أي كلام أنا نازلة
نزلت وتركته في عصبيته كان قد كور قبضة يديه وظل يضرب بها يده الأخرى في غيظ شديد وقبل أن ينزل هو الآخر وجد هاتفه يرن وكان المتصل هو حازم صديقه فأجابه على الفور
زوما حبيبي أزيك يا عريس الغفلة
حبيبي يا أدهوم وبعدين هو أنا لسه بقيت عريس
طبعا يا صاحبي مش روحت أتقدمت وطلبت من والد ليلة تكتب الكتاب علطول وهو وافق خلاص تبقى عريس يا عم
طب سيبك مني صحيح اللي سمعته ده أنتا ومريم بجد هتتطلقوا
أدهم بدهشة وأنتا عرفت منين
هكون عرفت منين يعني أكيد من ليلة المهم ليه أيه اللي حصل يعني الكلام ده بجد
أدهم بحزن أه يا حازم بجد لما نرجع القاهرة هنروح للمأذون ونتطلق ليه بقا تقدر تقول نصيب..نصيبنا مع بعض انتهى لحد كده
ليه يا صاحبي أنتو باين عليكوا بتحبوا بعض أوي لو في أي خلاف بينكوا نحاول نقعد مع بعض ونحله
مفيش خلاف ولا حاجة
هنتطلق من غير سبب زي مقولتلك نصيب
أنا مش قادر أفهمك يا أدهم هي مراتك ديه تتساب بأخلاقها وتدينها وجمالها وكل المميزات الكتييير اللي فيها أي راجل لازم يمسك فيها بأيده وسنانه مش يقول نصيب وميعافرش عشان يحافظ
عليها
أغتاظ أدهم كثيرا من مدح حازم لزوجته فقال پغضب خلاص بقا ياحازم ولو سمحت مش عايز حد يدخل في الموضوع ده
حازم بعد صمت لحظات أدهم مش هينفع تطلقها.. على الأقل دلوقتي
أدهم بدهشة أشمعنا يعني دلوقتي
حازم بتردد أنا مكنتش عايز أقولك وأقلقك بس مضطر عشان مريم تفضل ف حمايتك وتحت عنيك مش هينفع تسيبها دلوقتي خاالص وإلا مريم هتكون في خطړ
أدهم بقلق خطړ! خطړ
أيه في أيه يا حازم قلقتني
البارت 29
أدهم بقلق في أيه يا حازم قلقتني
جاسر هرب من السچن ومريم وليلة وأحنا كمان معرضين للخطړ بس طبعا البنات هما الأهم أنا...
قاطعه أدهم قائلا جاسر مين اللي هرب وهرب أزاي وخطړ أيه
حازم موضحا جاسر السيوفي يا ادهم اللي كان هيخطف البنات
أدهم بعصبية وهو يعني أنا بسألك عشان تعرفني عليه أناا قصدي هرب أزاي وأمتا
هرب من يومين من وقت ما سافرتوا ومقولتلكش عشان مرضيتش أقلقك ولسه جاري البحث عنه بس أنتا عارف بردو أنه مش هيتقبض عليه بسهولة المهم البنات يبقوا ف حمايتنا وتحت عنينا علطول عشان كده أنا أصريت إني أكتب كتابي أنا وليلة الأسبوع الجاي وقولتلهم الفرح والحاجات ديه خليها ف الډخلة وفهمت أبوها أن في خطړ عليها عشان كده وافق على كتب الكتاب بالسرعة ديه وقولتله كمان ميقولهاش عشان تعيش حياتها طبيعي من غير متقلق وهتفضل بردو تحت عنيا حتى لو مش معاها و أنتا ومريم ف أمان طالما أنتو بعيد عنه وكمان أنتا مش هتسبها لوحدها خالص حتى لو في الشغل ويفضل أنتا كمان متقولهاش عشان متقلقش فاهمني
أدهم پخوف ربنا يستر أنا مش مصدق بجد اللي بسمعه مش عارف أزاي واحد زي ده قدر يهرب وهنفضل كده في القلق ده كتيير
متخافش والله هجيبه هي مسألة وقت أهم حاجة أنتا متسيبش مريم دلوقتي خالص لحد ما نقبض عليه أجل مسأله طلاقكوا ديه
ماشي أكيد مش هسيبها يعني ..وخد بالك من ليلة أنتا كمان
بإذن الله يلا أشوفك على خير يا أدهوم
بإذن الله أول ما ارجع من الصعيد هكلمك ونتقابل ولو في جديد كلمني
أكيد طبعا يلا سلاام
سلام
أغلق حازم الخط وأنتهت المكالمة بينه وبين أدهم الذي شعر بالقلق الشديد يعصف بكيانه لم يكن قلقا على نفسه بل كان كل ما يشغل باله هي زوجته وحبيبته هبط إلى أسفل وجلس مع أخوته لكنه كان شارد الذهن أما مريم فقد كانت مع بقية النسوة في القاعة الآخرى وحينما صعدا غرفتهما بدلت ملابسها وقرأت وردها اليومي ونامت أما هو فقد جفا النوم عيناه كان ينظر في وجهها بين كل لحظة وآخرى حتى يطمئن أنها مازالت بجواره وأنه لم يصبها مكروه ...
مرت الأيام التالية بهدووء شديد مريم مندمجة مع بقية نسوة الدار والعروس وأدهم منشغل بالتفكير
في هروب جاسر وكيف سيقنع ابنه عمه بعدم طلاقهما الآن دون أن يخبرها عن السبب حتى لا يثير قلقها ....
في ليلة الحنة كان الطقس شديد البرودة وحينما صعد غرفته ليبدل ملابسه وجدها أمامه وحينما رآها لم يتمالك نفسه من الضحك على هيئتها ف لقد كانت ترتدي جاكته وكان كبير عليها جدا يصل قبل ركبتها بقليل وأكمامه طويلة عليها وترتدي في قدميها جوربه الصوفي كانت هيئتها للضحك حقا وحينما لم تتوقف ضحكاته الساخرة نظرت له مريم بغيظ وهي تحاول كتم ضحكاتها هي الآخرى قائلة
أيه اللي بيضحك كده يعني شوفت أراجوز!
أدهم وهو يضحك بشدة أكتر هههههه همووت والله مش قادر منظرك يفطس من الضحك أيه اللي أنتي لابساه ده وعامله ف نفسك كده ليه وبتسأليني أيه اللي بيضحك أنتي مبصتيش على نفسك ف المراية يعني أنتي بذمتك مش عايزة تضحكي ده أنتي ماسكة نفسك بالعافية
الله بردانة جدا ولقيت الجاكيت بتاعك حلو وبيدفي ف لبسته هعمل أيه يعني أنتا اللي كبير
أدهم وهو يضحك أنتي اللي
صغيرة يا حبيبتي مش أنا اللي كبير طب وبالنسبة ل شرابي أيه طمعتي ف كل حاجاتي
بردانة يا أدهم وبعدين شرابك صوف وتقيل ولقيته بيدفي هو كمان ف لبسته
أدهم محاولا تمالك نفسه من موجة الضحك التي انتابته مريم بجد مش قادر منظرك فظييييع وانطلق بضحكاته مجددا
مريم بضيق طفولي أوووف أدهم بقاااا وبلهجة تحذيرية أردفت قائلة ماشي براحتك أتريق أتريق وياريتني بعد كل اللي لبسته ده أتدفيت لسه ايدي ورجلي متلجين معرفش أنا أعمل أيه ف نفسي طول الشتاء أيدي ورجلي زي الميتين
ا
أدهم خلاص بقا بغير والله
أدهم ببراءة مصطنعة وهو أنا عملت أيه بس! طب بصي خلاص والله مش تعالي بس
مريم غير مصدقة بجد ولا بتضحك عليا
أدهم مبتسما ابتسامة قد سلبتها لبها أنا حلفت يا مريم أكيد مش هحلف كدب تعالي والله
تحركت نحوه وكأنها منومة تنويما مغناطسيا أثر ابتسامتة الرائعة أخترق عيناها بنظرته الحانية وحينما تقابلت عيناهما شعر كلا منهما بالدفء يغمره فارتبك بشدة من أثر لقاء أعينهما وحتى يتخلص من هذا الشعور بالارتباك ترك يدها ضاحكا
كفاية عليكي كده أنتي سقعتيني جيت أدفيكي بردتيني
ضحكت هي الآخرى وقالت هو أنا كده بردتك أنا هوريك البرد بجد بقا
حرام عليكي يا مفترية أيدك تلج تقومي تحطيها ف قفايا منك لله يا شيخه ده كأنك حطتيلي تلجة أعوذ بالله روحي شوفيلك جوانتي البسيه ف أيدك
مريم ضاحكة والله ما بيفرق يا ابني بردو بتفضل أيدي سقعة وأنا لابساه مفيش فايدة على رأي عمك سعد زغلول
أدهم ضاحكا خليتي سعد زغلول باشا عمي كمان ياخوفي يطلع أحمد عرابي جدي
مريم بجدية مصطنعه احنا هنهزر عرابي مين ده اللي جدك ثم استطردت وهي مازلت تضحك عرابي ده يبقا جوز خالتك
فين خالتي كانت سمعتك وظبطتك
مريم بجرأة مصطنعة ولا بخاف لأ ده أحنا جامدين أوي
والله أنتي بق لو حد زعقلك بس بتروحي تتكومي ف أي ركن وتقعدي ټعيطي
بتتريق عليا يا أدهم مااشي وبعدين ده كان زمان لكن دلوقتي....
أكمل أدهم ضاحكا لكن دلوقتي أهبل من الأول
قذفته مريم بالوساده في وجهه مش
متابعة القراءة