رواية مكتمله بقلم هدير محمود
المحتويات
قلما يجد إمرأة تسوق بهذه السرعة هو نفسه لا يسوق بمثل هذه السرعة نظر لمريم ثم ربت على كتفيها قائلا
مټخافيش يا مريم بإذن الله حاجة بسيطة بس أنا عايزك تقوليلي بالظبط أيه اللي حصل معاكي في الفترة الأخيرة لو قادرة تتكلمي
عشان خاېفة ..أه خاېفة يا أدهم أنا دكتورة وأكيد فاهمة أن الأعراض ديه معظمها سببها الأورام خاېفة يكون عندى ورم خبيث خالتي ماټت بيه في نفس المكان
قاطعته مريم بخضة أثر كلمته الأخيرة قائلة وهو لو الرحم اتشال هبقى كده عايشة عارف ده معناه أيه إني عمري ما هبقى أم ده أمل كنت عايشة عليه وده اللي مخليني لسه عايزة الدنيا ولو الأمل ده راح خلاص يبقى ملهاش لازمة إني أعيش
أنتا! ..ثم ابتسمت ابتسامة تملؤها المرارة والحسړة أنتا أيه يا أدهم أحنا هنضحك على بعض ما أنتا عارف أننا كده كده هنطلق أحنا أصلا مش متجوزين يا أدهم وكلها فترة مؤقتة وكل واحد هيروح لحاله مش عشان تعبانة يعني هتضحك عليا بكلمتين أنا أصدق أن الزفت مروان ممكن يكون لسة بيحبني لكن لايمكن أصدق أنك
أنتا تحبني
لأ أبقى قوله هي اللي مچنونة وكانت عايزة ټموت
طب اسكتي بقا يا مچنونة ولا ھتموتي ولا نيلة وهتفضلي عايشة ترازيني
طول عمرك بومة والله فاكرة واحنا صغيرين لما كنتي بتقوليلي أوعى لو مت تتجوز البت ليلى فاكرة ليلى
ديه كانت بت رخمة أوى كنا كل ما نلعب مع بعض كانت تيجي تشدك وتقولك تعالا ألعب معايا
لأ بس أيه أنا مكنتش بسيبك وكنت بفضل ألعب معاكي
بس كنت بتجيبها وتخليها تلعب معانا
ياااااه أنتا لسة فاكر الكلام ده أنا قولت أكيد نسيته
حد ينسى الحب الأول في حياته حب الطفولة البريء
ده كان لعب عيال والدنيا خدتنا كل واحد في اتجاه ولما رجعنا الحب ده اتحول لكره لدرجة أنك حتى مبقتش طايق تشوفني ولا تتكلم معايا
ياربنا على قلبك
مريم فصيلة دمك أيه
أدهم بدهشة أيه ده زيي
أه والله تصدقي
أنا فصيلة دمي ممكن تاخدوا مني
ماشي يا دكتور بس لازم نعمل لحضرتك التحاليل الأول عشان نتأكد أنك تقدر تتبرع
محدش ليه دعوة أنا قادر وكويس وزي الفل خلصوا بقا
حاول سيف تهدئته قائلا بس يا أدهم لازم تعمل التحليل
يادكتور أدهم أنتا عارف أنه مينفع....
تعجبوا جميعا ف لا يعلم أحد أنهما متزوجين ومنذ متى ..نظر سيف لأدهم هو الآخر مندهشا فكيف له أن يخبرهم بزواجه منها وهو من أخبرها سابقا ألا تخبر أحدا بأمر زواجهما ..
ذهب هو وسيف لإخبارها بنتيجة الفحوصات والتحاليل
مريم نتيجة الفحوصات طلعت قالها سيف
خير يا سيف بس طالما أدهم واقف ساكت يبقا أكيد حاجة وحشة ?
رد أدهم اعوذ بالله من لسانك بصي يا مريم هو اللي ظاهر دلوقتي أنه فيه ورم في الرحم حجمه كبير جدا وده طبعا اللي بيفسر حجم بطنك اللي مكنش بيبان من لبسك الواسع وساكتة عليه كأنك عدوة نفسك والله مش عارف دكتورة أيه بس
وأديني عرفت أني ھموت استفدت أيه
رد سيف نيابة عن أدهم ټموتي أيه بس يا مريم بشروا ولا تنفروا يا حبيبتي
أيه حبيتك ديه أنتا كمان متلم لسانك يا سيف
قالها أدهم پغضب
مقصدش يا عم أدهم حاجة أنتا كمان
رد أدهم موجها حديثه ل مريم المهم دلوقتي يا مريم أننا نرفع نسبة الهيموجلوبين
في خلال ال 3 أيام اللي جاية عشان لازم نعمل العملية في أسرع وقت
هو الهيموجلوبين كام
6
أيه 6 ! ده قليل أوى
بجد والله طب كويس أنك عرفتي أنه قليل أوى مهو العند حتى في المړض كمان
جذبه سيف من ذراعه ثم قال له هامسا خف عليها شوية هي تعبانة الأفضل أنك تطمنها
مهي مستفزة بصراحة يا سيف وبتنرفزني قالها أدهم بصوت عالي وانفعال
أديني ھموت أهوه وأريحك يا أدهم
أجابها سيف يا بنتي والله تصدقي بقا هو عنده حق
رد أدهم بطلي بقا أسلوب الاستعطاف والاستمالات بتاعك ده مفيش حاجة تقلق كل الحكاية ورم ليفي وهنستأصله وخلاص
مال سيف
على أذنه قائلا الله يخربيت لسانك أنتا كمان بالراحة أهدى
وأنتا عرفت منين أنه ورم ليفي هو أنتا حللتها يعني
لأ بس طالما بتكبر بسرعة كده تبقى أورام ليفية
ملكش دعوة أنا بسأل سيف عشان متقولش استعطاف واستمالات ومعرفش أيه
أووف اسكتي بقا قالها أدهم بضيق
سيف بنفاذ صبر من هذا الثنائي ياااارب عليكي أنتو الاتنين تصدقوا بالله أنتو عيال والله أنا حاسس إني واقف في خناقة ف فصل بين اتنين ف ابتدائي أكبروا بقا وأرحموني ..دخلت دينا عند تلك الجملة التي قالها سيف فردت قائلة
والله عندك حق يا سيف دول مجانين والله جننوني وأنا في العربية مكنتش عارفة أركز في السواقة منهم
يالهوي هو أنتي اللي سوقتي بيهم
أه
طب الحمد لله أنهم وصلوا بالسلامة ديه مچنونة سواقة يا أدهم أعوذ بالله لما بركب معاها بتشاهد على نفسي
ضحك أدهم قائلا أه ما أنا جربت بس الحمد لله ربنا سترها معانا
ردت دينا بقا كده ماشي يا دكتور أدهم بس أنتا اللي قولتلي سوقي بسرعة
أحنا آسفين يا أستاذة دينا والله..لأ بصراحة يا سيف لولاها كنا أتاخرنا تمام كده يا فندم
دينا بفخر أيوه كده
ضحكوا جميعا وانصرفا سيف ودينا وبقى أدهم الذي ظل
متابعا لحالة مريم وكانت هي شغله الشاغل فقط طيلة الأيام التي قضتها في المستشفى كان لا يتركها أبدا حتى النوم ينام بجوارها على السرير المجاور وبعد ثلاثة أيام بدأت نسبة الهيموجلوبين في التحسن وأصبح الآن لابد من الجراحة فورا لاستئصال الورم لكن الورم كان حجمه كبير وقد يضطرا لاستئصال الرحم وكان لابد من أخبارها بذلك قبل العملية وأخبارها بمفاجأة آخرى قد قالها أدهم ل سيف بينما كانا واقفين خارج باب غرفتها وهي نائمة كانا يتحدثا سويا
يعني هتقولها وهتعملها العملية بكره
أه بس مش أنا اللي هعمل العملية
ليه يا أدهم أنتا بتهزر امال مين اللي هيعملها
دكتور أحمد محمود أنتا عارف أنه شاطر في النوعية ديه من العمليات صحيح أنا مش مرحب بفكرة أن دكتور يعملها العملية وكنت عايز دكتورة بس بصراحة الأشطر هو أحمد محمود سالي مش قد كده في العمليات ديه
والله أنتا اللي أشطر من الاتنين يا أدهم ودول يجوا بعدك
أنا لأ يا سيف وده أمر مفروغ منه مقدرش مريم بنت عمي ومقدرش اتخيلها مريضة عندي
بنت عمك بس يا أدهم عليا أنا بردو
أه يا سيف بنت عمي بس وبطل بقا كلام في الموضوع ده
ماشي خلينا بقا ف موضوع العملية طب متسألها يمكن تكون تعرف دكتور أو دكتورة شاطرة في العمليات ديه
ماشي نسألها بس ده أفضل واحد
هنا بدأت مريم في فتح عينيها والاستيقاظ وقد كانت سمعت حديثهما لكنها آثرت ألا تستيقظ حتى ينتهيا من حديثهما ف أذنت لهما بالدخول ثم قالت متسائلة
أيه خير انتو الاتنين عندي ليه
قال أدهم احنا هنا ل سببين أولا تعرفي دكتور أو دكتورة نساء شاطرين في العمليات ديه
أه طبعا أعرف
مين
نظرت له داخل عينيه أنتا يا أدهم
تهرب من نظرتها تلك غيري يا مريم حد تاني
لأمعرفش غيرك ومش عايزة حد تاني
أنا منفعش أنتي عارفة لو حد قريبك يبقا صعب تعمليله عملية والأفضل يكون غريب
اعتبرني غريبة وبعدين أفتكر أنك پتكرهني وأنتا بتعمل العملية
لأ والله بكرهك ! أنتي شايفة كده ماشي تمام حتى لو بكرهك في اللحظة ديه مش هحس ب كده
أدهم أنا مش هآمن على نفسي مع حد تاني غيرك
وهنا لم يستطع أدهم أن يعترض بأي كلمة ولم يرد على جملتها تلك سوي ب حاضرثم أردف قائلا بس في حاجة تانية يا مريم
أيه
سيف ممكن يقولهالك
قالت بحزم أدهم أنتا الطبيب المختص اتفضل قول
الورم زي مقولتلك أنه حجمه كبير وملتصق بجدار الرحم ولو مقدرناش نتخلص من الالتصاقات ديه ممكن نبقى مضطرين أننا..أننا نشيل الرحم
لأ ارجوك يا أدهم حاول اعمل كل جهدك أنا نفسي أبقى أم
أكيد هعمل كل اللي أقدر عليه ..أكيد يا مريم على العموم متقلقيش بإذن الله كله هيبقا تمام هو بس احتمال وارد فقولت لازم تعرفيه بس مټخافيش
مش خاېفة يا أدهم طول ما أنتا دكتوري أنا واثقة فيك
يارب أكون عند حسن ظنك
أكيد بإذن الله
وفي الصباح جاءت دينا لتكن بجوار مريم التي تم تحضيرها للعمليات وأثناء التخدير أمسك أدهم يديها مربتا عليها بحنو قائلا
مټخافيش
أبتسمت له ثم غطت في سبات عميق كانت العملية صعبة للغاية واستمرت حوالي أربع ساعات متواصلة لكن أخيرا تم استئصال الورم الذي كان حجمه كبير للغاية واستطاع أدهم بمهارته بالرغم من صعوبة العملية أن يجتازها بنجاح دون أن يضطر لاستئصال الرحم وأخيرا انتهت العمليه دون قضاء أمل مريم في حلم الأمومة وبقى شيئا واحدا
وهو الاطمئنان أن الورم ليس بخبيث فأرسل أدهم عينة من الورم لمعمل الباثولوجي للكشف على نوع الورم وبعد حوالي ربع ساعة بدأت مريم تستفيق وكان بجوارها هو ودينا وسيف نظرت وقتها ل أدهم نظرة متسائلة فهم مغزاها
فورا فأجابها بابتسامة قائلا
مټخافيش هتبقي ماما عادي في أي وقت مش قولتلك اطمني
ابتسمت مريم قائلة شكرا يا أدهم
ششش المهم دلوقتي ترتاحي يلا بقا نامي ومتفكريش في حاجة
والنتيجة بتاعت نوع الورم هتطلع أمتا
ها قولنا أيه ارتاحي بس النهارده والنتيجة هتطلع بكرة بإذن الله ومش هيكون فيها حاجة وحشة متقلقيش أدعي أنتي بس وربنا هيكرمنا بكره إن شاء الله
حاضر
غطت مريم في سبات عميق أما ادهم ف كعادته ظل بجوارها لكنه طيلة ليلته لم يغمض له جفن من القلق على نتيجة معمل الباثولوجي
وفي الصباح اتصل بالمعمل وأخبروه بأن الورم ما هو إلا مجموعةأورام ليفية متجمعة ومتحدة معا يصل عددها لأكثر
من ثلاثون ورم ليفي صغير ف كونت ورم واحد كبير وهي حالة نادرة من الأورام الليفية لكن لا يوجد منها أية خطۏرة على الاطلاق ..
ذهب أدهم لمريم ليطمئنها ويطمئن عليها وأخبرها بالنتيجة فرحت كثيرا وحمدت الله على فضله ثم نظرت إليه وسألته مرة آخرى
يعني بجد يا أدهم أقدر أخلف
بإذن الله تقدري تحملي من بكره لو حبيتي
ابتسم سيف ثم غمز ل أدهم قائلا هي الست حابة أهيه أتشطر أنتا بقا وهاتولنا بيبي حلو ورخم زيكوا كده
ضحكت دينا وسيف أما أدهم ومريم ف كان الصمت هو ردهم الوحيد توتر أدهم كثيرا من مزحة صديقه ثم أستاذن منهم وانصرف بعدما جذب سيف من ذراعه ليخرجه معه وحينما خرجا من الغرفة نظر له پغضب وصاح منفعلا
أيه يا سيف..أيه الهزار السخيف ده
أولا ده مش هزار يا أدهم أيه مش هتبطلوا استعباط بقا
استعباط أيه ! ما أنا لسه قايلك أن مفيش أي مشاعر بينا كل الحكاية أنها بنت عمي وجوازتنا ديه هتنتهي عاجلا أم آجلا ومش هتبتدي أصلا هتفضل كده في نفس الاطار ده لحد ما تنتهي فاهم يا سيف
لمصلحة مين يا أدهم اللي بتعمله ده ومتقولش بقا الكلام الأهبل بتاع بنت عمي ومعرفش أيه عشان أنا مش عبيط أنا ليا عين وأعرف أفرق كويس بين مشاعر الأخوة والقرابة وبين مشاعر الحب
أنا مبحبش حد يا سيف ومش عايز أحب حد فاهم ولو سمحت متتكلمش ومتدخلش في الموضوع ده تاني أنا ومريم متفقين على كل حاجة وكل واحد فينا فاهم كويس طبيعة العلاقة بينا
جملة أخيرة يا أدهم أنتا ومريم بتستهبلوا على بعض أنتو الاتنين بتحبوا بعض لكن بتكدبوا على نفسكوا على العموم براحتكوا سلام يا صاحبي....
تركه سيف وانصرف أدهم إلى غرفته ليجلس بها منفردا يفكر حينا ف كلام صديقه ويطرده حينا آخر من رأسه ..أما في غرفة مريم فقد كانت دينا تتحدث مع مريم حديثا موازي لحديث سيف وأدهم قالت دينا لها
ممكن أعرف اتضايقتي ليه من كلام سيف
كده يا دينا عشان أنا وأدهم ولاد عم وبس وجوازنا ده هيفضل على الورق ومكنش ينفع سيف يقول كده
والله! أنتي وأدهم ولاد عم بس تصدقي صدقت أنتو بتستعبطونا ولا أيه مبنشوفش احنا اهتمامه بيكي الفترة اللي فاتت وقلقه عليكي أدهم منمش طول الفترة اللي فاتت كان جنبك في كل لحظة مكنش بيرضى يروح ينام في البيت كان بينام على السرير اللي جنبك مش بس كده سيف حكالي على الخناقة اللي عملها غير ما يطمن على نفسه ويشوف إذا كان ينفع يتبرع ولا لأ ولا خضيته عليكي لما عرف من سيف أنك تعبانة وحاجات من ديه كتير تقول وتأكد أن العلاقة بينكم مش مجرد علاقة قرابة أنتو بس اللي حابين تضحكوا على نفسكوا وأنتي يا مريم عايزة تفهميني أنك مبتحبيش أدهم ده أنتي مطمنتيش إلا لما جه مرضتيش حد غيره يعملك العملية ولا نظرة عينك لما كان شايلك وأحنا جايين المستشفى أيه كل ده بيتهيألنا
كفاية ..كفاية يا دينا مفيش حاجة من اللي بتقوليها حقيقة أنا مبحبش أدهم ومش هحبه هو ابن عمي وبس وقريب هنتطلق وكل واحد هيشوف حياته
كان أدهم يستعد للدخول للاطمئنان على مريم بينما سمع جملتها الأخيرة التي قالتها ل دينا فانتظر ثواني ثم طرق على الباب ليستأذن بالدخول نظر ل مريم قائلا
مريم أنتي هتقعدي هنا حوالي أسبوع لحد ما نتطمن عليكي ونتأكد أن كله بقا تمام والچرح يكون خف خالص ..صحيح المستشفى مدياكي أجازة أسبوعين أهو ترتاحي شوية
أنا فعلا محتاجة للراحة ديه
أه وأنا كمان هروح النهارده أبات في البيت عشان أنتي عارفة روك لوحده أنا كنت قايل ل احمد يحطله أكل بس أنتي عارفة أنه مبيحبش الكلاب ف بيعمل ده مضطر وعشان مش هينفع أبات هنا كل يوم
أه طبعا متشغلش نفسك بيا أنا هخلي أي حد من الممرضات يبات معايا
ما أنا أكيد كنت هعمل كده مكنتش هسيبك
متابعة القراءة