رواية مكتمله بقلم هدير محمود
المحتويات
هي لتساعده في وضع الطعام على المائدة ثم تناولا طعامهما بعدما شكرته على مجهوده في صنع الغداء كما أثنت على مذاقه وأخبرته أنها من الغد ستتولى مهمة اعداد الطعام بمفردها وسيساعدها هو نهج ف مهما كانت تشعرتجاهه فلن تبوح له بشيء مما يختلج في قلبها
مرت الأيام سريعة وكانت مريم مشغولة مع دينا في تحضيرات حفل زفافها هي وسيف وهذا كان أفضل لها هي وأدهم حتى ينسى كلا منهما
ألبتة وأخيرا جاء يوم حفل زفاف هذا الثنائي المرح
كانت مريم قد أختارت فستان من اللون الذهبي ذو الأكمام مصنوع من طبقتين السفلية من الستان الذهبي وفوقها تغلفها طبقة من الشيفون تبدأ أسفل منطقة الصدر التي يوجد عل جانبيها رسمة رقيقة من الجبير كان الفستان رائعا حقا كانت تشبه الأميرات تماما لكنها محجبة ولكن حجابها هذا أضفى عليها براءة وجمال أكثر رفضت مريم وضع أي من مساحيق
شكلك حلو أوي
أنتي أحلى يا عروسة ومتكسفنيش بقا وبعدين أنسي بقا موضوع أدهم ده وركزي مع عريسك أحسن
الواد سيف مش متخيلة يا مريومة أننا أخيرا هنتجوز بحبه بحبه أوي
ربنا يسعدك يارب يا دندون أنتي وسيف تستاهلوا بعض والله
وفي تلك اللحظات طرق سيف باب الغرفة بحركات أشبه بالتطبيل لكن دينا صړخت فيه قائلة أوعى تدخل يا سف متستعبطش
بقا في عروسة بذمتك يا أدهم تقول ل عريسها متستعبطش عجبك كده يا صاحبي
قالت له دينا قبل أن ينطق أدهم هو دكتور أدهم معاك
اختبئت مريم خلف دينا التي ضحكت عليها بشدة ثم قالت بقولك أيه يا سيف خد أدهم وأمشي وخمسة كده واحنا هنخلص ونخرج
يعني مريم معاكي قالها أدهم
أيوه يا دكتور معايا والله أمال خطڤتها
أعوذ بالله منك ومن جوزك خلصوا بقا عشان عايزين يكتبوا الكتاب ولا نكتب من غيرك
أطمأنت الفتاتان أنهما فى أحسن حال وكل شيء رائعا وخرجت دينا وخلفها مريم وبينما كان الجمع منشغل برؤية العروس كانت عيني أدهم لا ترى إلا مريم التي ما إن تخطت دينا للأمام حتى ظهرت هي خلفها كانت تلك المرة الأولى التي يرى فيها أدهم زوجته ب هذا الجمال البريء الذي يأسر كل من يراه خطفته بطلتها تلك حتى أن عقد القران قد تم ولم يتبقى سوى أمضاء أدهم على أنه الشاهد الأول وكان سيف يناديه وهو لا يشعر ولا يرى سواها حتى جذبه سيف من يده قائلا أمضي الأول وبعدين بحلق يا عم النحنوح
لكزه أدهم قائلا لم نفسك يا عريس ثم مضى أدهم
بعدها قام المأذون بالاشهار حتى انتهى بالدعاء للزوج والزوجة
بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير
دعا كل من في القاعة لهما
وبدأ الحفل بالرقصة السلو كانت الرقصة الأولى للعريس والعروسة فقط لكن الرقصة التالية كانت لأي كابلز يود الرقص وكانت أغنية ماجدة الرومي ومجد القاسم غمض عنيك
كان أدهم مترددا هل يدعو مريم للرقص معه أم لا كان يود أن يجد حجة مناسبة ليرقص معها دون أن يعني هذا أنه يحبها لقد أراد أن يرقص معها لقد أراد تلك الرقصة أن يرى خجلها ووجنتاها التي تتورد حياءا الآن وأثناء تفكيره كان سيف يغمز إليه لكنه كان مازال شاردا في تلك الحجة......
البارت 13
وكانت مريم تقف على مقربة من دينا حتى تساعدها إن احتاجت شيء وأخيرا وجد أدهم الحجة ف ذهب إلى مريم واختطفها من بين الواقفين وبدأ في الرقص معها نظرت له مريم التي لم تتوقع أن يفعل ذلك وبتلك الطريقة ثم قالت
أدهم ! خضتني ليه عملت كده
أدهم بمكرأصلي شوفت خالد كان قريب منك وكان ممكن يطلب منك ترقصي معاه وساعتها أنا كنت هكسر دماغه ونقلب الفرح ل جنازة طب وليه ده حتى سيف صاحبي وأهو كله عشان سيف
يا سلام أيه الخيال الأوفر ده ومين قالك أن خالد هيعمل كده
ضحك قائلا يا بنتي الأفلام العربي كلها بتقول كده
ثم صمت برهة ونظر داخل عيني مريم قائلا بصراحة مش عايز حد يبصلك وأنتي حلوة أوي كده ..بغير
احمرت وجنتا مريم من أثراعترافه ثم نظرت في الاتجاه الآخر ..
نظر لها أدهم قائلا وهو يحاول أن يصلح ما قاله أنتي ناسية إني صعيدي وأنك
بنت عمي وزي أختي وأنا مقبلش أن حد يرقص مع أختي ثم أردف ليغير الحديث هو أنتي ليه اټخضيتي أوي كده لما شديتك وليه كمان دلوقتي مكسوفة أوي كده أيه أول مرة ترقصي سلو
أماءت رأسها بالايجاب وقالت بصوت خفيض وهي تنظرلعينيه مباشرة أه
نظر لها أدهم متعجبا وقد بدا غير مصدقا ثم قال معقولة!
أه والله وبعدين مستغرب ليه احنا مسلمين ومش طبيعي إني أرقص مع أي راجل غريب
مش قصدي راجل غريب أنتي كنتي متجوزة
ولا حتى معاه لأني معملتش فرح ومحضرناش أفراح ومفكرناش نرقص لوحدنا من غيرمناسبة يعني بس
سرح في حديثها وهو محدقا في عينيها وفجأة قال تعرفي أنك جميلة أوووي وبريئة كأنك ملاك
أحست مريم ب قلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها من شدة خفقانه ف شعر هو بذلك ف علم أنه قد أخطأ مجددا ف كيف قال ذلك لكنه لم يشعر بنفسه وهو يقول لها تلك الكلمات فأردف ليعدل ما قاله أو يفسده
هو أنا كل أما أقول حاجة هتتكسفي كده! ما احنا قولنا بقا أنتي بنت عمي وزي أختي يعني لازم أجبر بخاطرك وأجاملك حبتين تلاتة
مينفعش تسيبيني وأنا برقص معاكي وتمشي الاغنية خلاص هتخلص أهيه ثم مال على أذنيها قائلا بهمس مش بجاملك أوي يعني ثم غمز إليها ضاحكا
كانت الأغنية قد انتهت ف تركها وهو يعلم أنه أغاظها كثيرا ف تركها ل غيظها وذهب ل سيف ل يحتفل معه هو وأصدقائهم
سيارته لكنه لم ينطلق بل ركن سيارته وظل في انتظارهما حتى يخرجا من القاعة ليمشي خلفهما ل يعلم مكان سكنهما ومن ثم يستطيع معرفة كل شيء عنهما حتى يتثنى له الاڼتقام من مريم ف هي مثل أمه تماما ليس لهما أمان يستطعن الوقوع في الحب سريعا والټضحية برجالهن وخاصة بعد ما مر به في الشهور الست الأخيرة مع أمه ..
كانت قد ذهبت إليه بعد شجاره مع أدهم ولكمه أياه جاءت إلى شقته ظلت تبكي وتتوسل له كي يسامحها ويعود ف يعيش معها في شقتها وانها لن تتركه مرة آخرى وأبدت ندمها الشديد على تركها إياه وأخبرته أنها مريضة وربما ټموت قريبا ولا تريد أن يبقى أخاه وحيدا ولا تريد أن ټموت وابنها الأكبر يكرهها ستظل معه وطلبت منه أن يأتي ليعيش معها هي واخيه من الأم الذي كان عمره ثماني سنوات والتي أنجبته من زوجها الأخير أما بقية أخواته من الزوج الذي يسبقه كانا قد تزوجا ولم يتبقى إلا هذا الولد ومروان التي أخبرته وهي تبكي وتتوسل له أنها لا تريد في الدنيا إلا أن تبقى معه ومع أخيه حتى تشبع منهما قبل أن ټموت
سامحها مروان لأنه أراد ذلك سامحها لأنه أراد أن يشعر بحنانها ذهب ليعيش معها في شقتها مع أخيه الأصغر وبعد أقل من شهر اقترحت أن ينتقلا للعيش بشقته بحجة أنها الأقرب لمكان عمله وحدث ذلك بالفعل لكنها كانت تتركه كثيرا وتترك أخاه معه متحججة بالعمل ف لقد كانت تخبره بأنها تعمل بإحدى الشركات ك مديرة قسم تسويق وكان يخبرها أنه عليها أن تستريح لكنها كانت تخبره أنها تود أن تترك للصغير بعض المال وظل هو مصدق لتلك الكذبة حتى جاء هذا اليوم الذي كان يتحدث فيه مع أخيه ويسأله هل كان يجلس بمفرده حينما تذهب والدته للعمل أخبره بأنها لم تكن تعمل إلا حينما جاءوا إلى هنا يقصد شقة مروان
تعجب مروان من حديث أخاه وساورته الشكوك وكانت والدته تعود في أوقات مختلفة كل يوم وأيضا لا تتحدث عن عملها هذا ألبته وهو لم يسألها كان مهتم فقط أن يشبع من حنانها لكن بعد حديث أخيه حاول أن يوجه لها بعض الأسئلة بخصوص عملها أو حتى بخصوص مرضها وكانت أجابتها غير مقنعة بالمرة فقرر أن يراقبها ليعلم إلى أين تذهب كل يوم وبالفعل علم الحقيقة ف لقد وجدها تذهب لشقتها وكان هناك رجل وجده يدلف إلى الشقة قبلها ومعه مفتاح جن جنونه وطرق على الباب ولما
فتحت والدته ثار عليها واتهمها بالخېانة لكنها أخبرته أن هذا الرجل زوجها ولم يصدق إلا حينما أحضرت له قسيمة الزواج فسألها لما لم تخبره بأمر هذا الزواج وطالمها أنها متزوجة لما أتت إليه وأخبرته بما قالت
أجابته بأن زوجها هذا لا يريد ابنها ذو الثماني سنوات لذا قررت أن يكن
مع أخيه الأكبر حتى تتطمئن عليه إذا أتت إليه فقط ليصبح رفيقا لابنها الصغير أي أم هذه تضحي بالكبير قديما من أجل نفسها وتضحي أيضا بالصغير وټجرح الكبير أيضا من أجل نفسها كيف يقولون أن المرأة مضحية وانها أم بالفطره وإن كانت الأمومة
كذلك ف ما تكون هذه المرأة ما كنهها بعدما علم مروان بحقيقة نواياها وانها جاءت إليه فقط حتى تلبي رغبات زوجها الجديد أخبرها أنه لا يريدها في حياته مجددا ولا يريد أن يراها مرة آخرى أما أخوه فأنه سيعيده إليها وتتصرف هي معه أو تتركه كما تركته هو من قبل ف هذا ليس جديد عليها لكن أباه قد ماټ فأخبرها ساخرا أن تضعه في ملجأ ظلت تبكي وتخبره أنها إمرأة ولا تستطيع العيش بدون رجل وعليه أن يتفهم مشاعرها لكنه قبل أن ينصرف أخبرها أنها دوما تتصرف كإمرأه فقط وتنجرف وراء رغباتها لكن عليها أيضا أن تتصرف كأم ولو ل مرة وحيدة ومشى وتركها وهو يغلي كالبركان كان يريد الاڼتقام من كل إمرأه وحينما رأي مريم وهي ترقص مع أدهم حدث نفسه أنها مثل أمه تماما ليس في الشكل فقط لكن في الأنانية لذا سيذيقها مرارة أفعالها سيعاقبها على تركها
أياه والزواج من آخر ....
انتهى الفرح وودعا العروسان بعدما تمنوا لهما السعادة واتفقا على أن يزورهما هو ومريم بعد عودتهما من السفر ف لقد حجزا للسفر في إحدى فنادق الغردقة وكانت هذه هدية أدهم ومريم لهما
ركب أدهم سيارته وهما للعودة إلى شقتهما وكانت هي تستشيط منه ڠضبا أما هو فقد كان صامتا حتى وصلا للمنزل وحينما دلفا للداخل نظر لها قائلا
عقبالك
شكرا
أكيد هيبقى شكلك حلو أوى في فستان الفرح الأبيض ف فرحنا ملبستيش فستان متخيلك هتبقي زي الأميرات كده شبه الأميرة كيت
قالت بحزن أنا كمان معرفش شكلي هيبقا أيه ف الفستان الأبيض ثم أردفت پألم عشان ملبستهوش قبل كده وشكلي مش هلبسه أصلا
أدهم بدهشة ليه ملبستيش فستان فرح أول مرة
لأ ملبستش عشان كانت ماما لسة متوفيه واضطريت أوافق عمي على إني أتجوز بسرعة عشان كان عايز يطمن عليا ومعملناش فرح زي ما قولتلك
أنا عارف أنك معملتيش فرح لكن معرفش أنك كمان ملبستيش فستان أبيض
الظاهر مكتوب عليا إني ملبسش الفستان اللي طول عمري كنت بحلم أشوف نفسي بيه
لأ إن شاء الله ربنا يرزقك بالراجل اللي يسعدك ويعملك أحلى فرح وتلبسي أحلى فستان أكيد هتكوني أجمل عروسة بس أبقي اعزميني بقا
والله! ماشي حاضر هبقا أعزمك بس أنتا هتيجي يعني لو عزمتك
طبعا مقدرش أتأخر عن بنت عمي أبدا
.يلا تصبح على خير
ولم تنتظر رده ودخلت غرفتها تبكي من غيظها وألمها وهي تتسائل في نفسها هل أدهم حقا يراها ابنه عمه فقط هل يتمنى من قلبه أن تتزوج من رجل آخر سواه كيف وما تشعره تجاهه هي تشعر بحبه لها بعض الأوقات لكن أوقات آخرى لا تشعر بشيء لو كان لا يحبها وأخيرا وبعد طول تفكير وبكاء نامت
أما أدهم ف دخل غرفته وهو مشدوها من سؤال مريم ف كيف جرؤت على أن تسأله هذا السؤال وهي كانت تستحي حتى من النظر في وجهه يبدو أنه أغاظها كثيرا حتى تفوهت بتلك الكلمات وهل صمته هذا هو الحل ظل هو الآخر متحيرا في أمرهما حتى استسلم للنوم
وفي الصباح لم ترغب هي في تناول الفطور وهو لم يلح عليها وذهبا معا لعملهما مر يومهما بلا جديد حالات وعمليات ولاشيء آخر ثم عادا معا حاول أدهم أن يتجاذب معها أطراف الحديث لكنها كانت غير راغبة في ذلك ف تركها وشأنها دخلت مريم غرفتها وظلت تقرأ كانت لا تخرج من
غرفتها إلا لأداء الصلاة فقط وتعود لتكمل القراءة مرة آخرى وأصرت على تجاهله ف هي لا ترغب في الحديث معه ..
مرت الأيام الثلاثة التالية تماما ك هذا اليوم هي تتجاهل أدهم وهو لايريد أن يضايقها وفي هذه الأيام علم مروان عنهما الكثير فلقد كان يراقبهما منذ يوم الفرح علم مكان عملهما ومكان شقة أدهم وأشياء كثيرة عنهما..
في اليوم الرابع أراد مروان أختبار ثقة أدهم في مريم وأيضا محاولة ل هز الثقة إن كانت موجودة ف اتفق مع شاب زميله أن يذهب للمستشفى ويتصنع بأنه مريض ويطلب الدكتورة مريم بالأسم أن
متابعة القراءة