رواية مكتمله بقلم هدير محمود

موقع أيام نيوز

أنا هبلة يبقا تستاهل ديه بقا..بس بقا سيبني عشان ألحق أغير وأنزل أشوف الستات اللي تحت عندي نمرة الليلة الحنة والسهرة هتبقا صباحي
أدهم وقد رفع حاجبيه بدهشة نمرة هو أنتي يابنتي عندك ميول تشتغلي رقاصة وبعدين مش قولنا بلاش موضوع الرقص ده 
مريم بعناد ملكش دعوة أحنا ستات ف بعضينا بتدخل ليه
أدهم غامزا طب وهو جوزك ملوش نصيب يتفرج على النمرة ديه
مريم وكأنها فجأة تذكرت حديثه السابق فقالت بغيظ لأ ملهوش ومتقولش جوزك بس كلها كام يوم وتنسى الكلمة ديه وأبقا أتجوز بقا اللي ترقصلك وتعملك أحلى نمرة وأهم حاجة متنساش تكون متجوزتش قبل كده عشان تقدر تتعامل معاها عادي
قالت جملتها الأخيرة ولم تنتظر رده بل أنصرفت من أمامه مسرعة ودخلت الحمام
بدلت ملابسها وارتدت عباية مزركشة قد أعطتها لها زوجة عمها عفاف لترتديها يوم الحنة وحينما خرجت من الحمام وجدت أدهم قد أرتدى جلباب صعيدي وفوق رأسه طاقية ولف عليها عمامة بيضاء ف بدا وسيما بحق وما إن رأته حتى نظرت له في أعجاب قائلة 
شكلك حلو في اللبس الصعيدي شكلك صعيدي بجد
أدهم ضاحكا أمال أنا أيه ما أنا صعيدي
مريم بسخرية قال صعيدي قال ده أنا أول مرة اشوفك لابس جلابية
حوش يعني البت اللي اللبس الصعيدي مالي دولابها ما أنتي زيي لا تعايرني ولا أعايرك الصعيدي طايلني وطايلك
أنتا هتألف أمثال كمان
أدهم بفخر عيب عليكي أدهم بيعرف يعمل كل حاجة لأ وتعالي اتفرجي عليا وانا بأرقص بالعصاية عل المزمار وكمان هيكون في تحطيب وهرقص بالفرس كمان
مريم بانبهار بتهزر ! بتعرف أصلا 
طبعا أهو دول الحاجات اللي منستهومش وبحبهم التحطيب والرقص بالعصاية والفرس أبقي تعالي أتفرجي بس متخرجيش بصي كده من بعيد ل بعيد
مريم بفرحة ماااشي يلا أنا هنزل بقا
على فكرة أنتي كمان شكلك حلو جدا ف اللبس ده
مريم وقد نظرت له باسمة
شكرا يلا بقا عشان متأخرش
مااشي مستعجلة أوي يا أختي أنزلي
سلاام
هبطت حيث القاعة الموجود بها النساء في الدار وكانت الليلة رائعه حقا رقصت فيها مريم مع الفتيات الموجودات في مرح وسعادة وسمعت أيضا أغاني فلكورية شعبية صعيدية لم تسمعها من قبل وكانت تضحك كلما سمعت أغنية جديدة وحينما بدأ التحطيب خرجت وشاهدت أدهم دون أن يراها الرجال وكان مميزا في التحطيب وايضا في الرقص بالعصا أما حينما ركب الفرس ورقص به خطڤ قلبها أكثر نظرت له وقد هامت فيه حبا وقالت في نفسها أنه وسيم جدا بهيئته تلك ثم تنهدت تنهيدة طويلة وعادت أدارجها إلى قاعة النساء مرة آخرى
وفي اليوم التالي جاءت ليلة العرس وكانت في إحدى قاعات الأفراح الموجودة هناك كان الجميع سعداء خاصة مريم التي أحبت العروس بشدة ويبدو أنها لا تشبهها شكلا فقط لكنها كانت قريبة منها في الطباع ....
ممكن اعرف الزفت أبن خالتك ده كان واقف معاكي وبيكلمك في أيه وبعدين مش قولتلك متقفيش تتكلمي معاه تاني ولا هو كلامي مبيتسمعش
مريم بتأوه وقد آلمها ذراعها من أثر قبضة يده أه أدهم سيب أيدي وبعدين واحد جاي بيكلمني أمشي وأسيبه وكان بيكلمني بكل أحترام وف وسط الناس يعني مش بيتكلم معايا ف مكان لوحدنا
أدهم بعصبية وهو مازال قابضا على معصمها لأ والله! كنتي خديه يا حبيبتي واتكلمي معاه ف مكان لوحدكوا وبعدين بيكلمك ليه أصلا
مريم بمشاكسةابن خالتي ويكلمني زي ما هو عايز
قالت جملتها الأخيرة لتثير غضبه أكثر وقبل أن ينطق هو وجد من يهتف باسمها ويرمقه پغضب 
مريم ! في أيه اللي بيحصل هنا وأنتا ماسك ايديها كده ليه 
نظر أدهم بغيظ شديد لهذا الواقف خلفها والذي لم يكن سوى ابن خالتها عمر شريف ف أجابة ببرود ولكن بداخله يثور غيظا وغيرة من هذا العمر لكنه قال 
ميخصكش
عمر پغضب حقيقي من أدهم وهو يراه يتعامل بهذا العڼف مع ابنه خالتة الرقيقة التي رآها للتو تتأوه من ضغطة أدهم على ذراعها والتي اشتدت أثر غضبه منه يعني أيه ميخصنيش أنتا
فاكر أن ملهاش ضهر
قبل أن يجيبه أدهم وجد أن هذا العمر هو من يقف أمامه حائلا بينه وبين زوجته وقد أخذها ل تختبأ خلف ظهره لتحتمي به منه ..
لحظة لحظة أدرك فيها أدهم ما حدث ..لم يفعلها عمر بل فعلتها مريم هي من استغلت انشغاله واندفاعه في الرد على عمر ف خلصت معصمها من قبضته واختبأت سريعا خلف ظهر هذا الوسيم ابن خالتها ..
وهذا جن جنون أدهم لېصرخ بها أتحتمي ب هذا الواقف أمامه منه ! أتخشاه هو هو من قالت أنه أمانها وسندها وحمايتها لتحتمي بآخر سوااه ف هتف باسمها صارخا 
مرييييم ! متجننيش عليكي تعالي قدامي حالا
لكنها أماءت رأسها بالرفض وهي على وشك البكاء ف التف نحوها عمر وتحدث معها بهدووء ليحتوي الموقف قائلا 
مريم بعد أذنك روحي عند الحاجة عفاف أنا عايز اتكلم مع الدكتور كلمتين اتفضلي أنتي وفي تلك المرة أماءت رأسها بالموافقة ثم قالت برقة 
حاااضر
وهذا ما أغاظ أدهم بشدة فقال بغيرة شديدة لم يستطع التحكم بها 
نعم يا أختييي
حاااضر يعني بتقوليلوا هوه حاضر ده على أساس من فينا اللي جوزك
تجاهل عمر حديث أدهم الغاضب ونظر مرة آخرى لمريم قائلا 
اتفضلي يا مريم
تركتهما وانصرفت أما هو ف ظل يحدث نفسه بغيظ قائلا 
ماشي يا مريم بقا بتقوليله حاضر وراحة تستخبي مني وراه وماشي يا سي عمر الشريف أنتا عاملي فيها مهند وعمال تنطنطلي
زي الفرقع لوز حوالين مراتي وعاملي فيها حامي الحما والله لأوريك قطع عمر هذا الصمت الذي غلفهما حينما انصرفت مريم من أمامهما قائلا
ها يا دكتور ممكن نتكلم بالعقل كده كلمتين مش هاخد من وقتك كتير
فقال أدهم محدثا نفسه 
أنتا اللي جتلي برجليك 
أدهم وهو يحك ذقنه متبرما محاولا أن يتظاهر بالهدوء الذي هو ابعد ما يكون عنه في تلك اللحظة خير يا بشمهندس 
عمر خير إن شاء الله بص من غير لف ولا دوران أنا هسألك سؤال وعايز أجابة صريحة ومباشرة عليه
أدهم وقد عقد حاجبيه بدهشة قائلا سؤال سؤال أيه 
أنتا ومريم في أمل أنكوا متطلقوش والأمور تتصلح بينكوا وتكملوا مع بعض 
أدهم وقد عقدت الدهشة لسانه صمت لحظات ثم أجاب بعصبية وأنتا عرفت منين أننا هنتطلق 
مريم قالتلي وأنا قولت أشوف إذا كان في أمل للصلح ولا لأ
أدهم بحدة وده يفرق معاك ف أيه 
أزاي أكيد طبعا يفرق معايا مريم بنت خالتي وأمرها يهمني
أيوه بقا أمرها يهمك أزاي يعني أيه لو أنا هطلقها هتتجوزها مثلا 
عمر بجرأة مقصودة خاصة بعدما رأى عنفه مع مريم مما دفعه ليثير حنقه وغضبه وغيرته أكثر وليه لأ هي بنت
خالتي وأنا أولى بيها وعلى فكرة لو كنت موجود مكنتش هتحتاج أنها تتجوزك أنا كنت كفيل إني أحميها من كلام أي حد حتى من غير جواز أو أخليها تسافر معايا دبي وأشوفلها شغل هناك ولو وافقت أنها تتجوزني كنت هبقا أسعد راجل ف الدنيا
أدهم بعصبية أنتا مچنون !جاي تقولي أنك عايز تتجوز مراتي!
عمر موضحا أنا مقولتش كده وبعدين أنا جاي أصلح الامور بينكوا لو كان في أمل ل ده وبعدين أنتا اتجوزتها أصلا عشان كلام الناس بعد كلام الحيوان طليقها عنها مش عشان بتحبها وعايزها وعشان تنفذ كلام أبوك لأنها بنت عمك ومحدش يتكلم عليها واللي فهمته من كلام مريم انكم مختلفين وعشان كده هتتطلقوا ومعتقدش أنك حبيتها لو كنت حبيتها كنت خليتها تحبك وكانت هتبقى سعيدة أكتر من كده
أدهم بنفاذ صبر وهي بقا اللي قالتلك كمان إني مش بحبها وهي مش بتحبني وكمان مش مبسوطة معايا !
لأ بصراحة هي مقالتش كده بس أنا بفهمها كويس وعارف ومتأكد أنها مش سعيدة معاك وبعدين المرة اللي فاتت لما أتقابلنا كنت بتتكلم معاها بطريقة جافة وسخيفة وبتتجاهل كلامها أصلا ده طبعا .شكلك مش عارف قيمة الست اللي متجوزها ف خلاص بقا سيبها للي يقدرها
أدهم پغضب اللي هو مين أنتا مش كده 
طبعا أنا
أدهم محاولا أغاظته وهو مين قالك أصلا أنها هترضى بيك حتى لو اتطلقنا متهيألي أنها رفضتك زمان وأكيد رأيها زي ما هوه
عمر بابتسامة ليثير حنقه أكثر متهيألي أنك غلطان أنا متأكد أن رأيها أتغير وأنها هتوافق تتجوزني دلوقتي
أدهم بدهشة وأيه خلاك بقا متأكد من كده أنتا قولتلها 
لأ طبعا أنا عمري متكلم مع واحدة متجوزة ف حاجة زي كده اللي مرضهوش لنفسي مرضهوش لغيري بس في حاجات الواحد بيحسها مش محتاج أسأل عليها أو اتكلم فيها وأنا حسيت أن مريم ممكن توافق تتجوزني لو اتقدمتلها بعد ما تنفصلوا وصدقني أنا مش بسعى ل ده بس هي قالتلي أن مفيش أمل أنها تكمل معاك
أدهم بحنق أسمع بقا يا اسمك أيه أنتا مريم مراتي وملكش دعوة بيها خااالص وأوعى تفكر حتى تنطق أسمها بلسانك مرة تانيه وملكش دعوة بقا نتطلق ولا نتجوز أعاملها حلو ولا وحش أحنا حرين ف بعض ومتدخلش تاني ف حاجة متخصكش
بس هي مش عايزاك هو بالعافية
أدهم وقد أوشك على افتراس عمر وأنتا مالك هي كانت قالتلك طلقني منه هي حتى لو مش مراتي ف هي بنت عمي يعني ف كل الأحوال أنا أقربلها منك وعل فكرة حتى لو طلقتها أنتا مش هتتجوزها فاااهم ولا حتى هتطول ضافرها وقسما بالله لو ما بعدت عن طريقي دلوقتي أنا مش عارف ممكن أتهور وأعمل فيك أيه أنا ماسك نفسي عنك بالعافية عشان خاطرها بس وأنك ابن خالتها لكن ثانية كمان وهخليك تزعل
على نفسك ومش هيبقا فيك حتة سليمة وبلهجة تحذيرية أردف بجد أحمد ربنا إني لحد الآن بعقلي معاك والله لو كان حد تاني قال اللي أنتا قولته كان زمانه متكوم في الأرض مكانه ف ثانية واحدة كمان قدامي هنسى أي صلة تربطك ب مراتي وساعتها بقا متلومنيش
شعر عمر بجدية حديثه وأنه قد وصل لأوج غضبه فقرر الانصراف من أمامه فلقدأدى دوره على أكمل وجه فأستأذن منه وتركه أما أدهم ف ظل يبحث عن مريم والتي كانت قد سبقته مع والدته ومجموعة من الفتيات وما أن وصلا للبيت نادى عليها بعصبية شديده قائلا 
مريم لو سمحتي عايزك فوق
حاضر ثواني هشوف ماما عايزة أيه وأجيلك
أدهم بنرفزة لأ استأذني منها حالا وتعالي
عفاف بصوت منخفض روحي يا بتي شوفي جوزك شكل عمر جام بالواجب ديري بالك على حالك وخليكي جوية خلاص بينك وبين سره اللي داسه عنيكي دنشة أوعاكي تضعفي ولا تتراجعي
مريم پخوف ربنا يستر أدعيلي يا ماما أنا خاېفة أوى
وفي تلك الأثناء صدح صوت أدهم من فوق ېصرخ 
مررريم
حاضر يا أدهم طالعة اهوه
صعدت حيث غرفتهما وهي تدعو الله أن تمر تلك الليلة بسلام وما
بقا رايحة تستخبي مني وراه ليه إن شاء الله هو أنا مچنون ولا أيه
مريم شارحة لأ يا أدهم مش مچنون بس عصبي أوي وانتا بجد كنت متعصب جداا وكنت واجعني أووي وبصراحه خفت منك
ادهم پغضبخۏفتي مني من أمتا أنا أذيتك أه ممكن أكون اتعصبت وشديت ايدك جامد بس الأكيد واللي أنتي واثقه منه إني لا يمكن أعمل أكتر من كده
مريم بمهادنة خلاص يا أدهم أنا آسفة مقصدتش أنك تفهم كده بس عصبيتك بتخوفني وده مش بايدي واديني اعتذرتلك بالرغم أنك غلطت لما شدتني بالمنظر ده وأنا مش عايزه منك اعتذار ممكن أمشي بقا 
أدهم وقد تملك الڠضب منه تمشي فين يا دكتورة لسه نيجي بقا للأهم ثم اردف قائلا 
أحكيلي بقا يا هانم أيه اللي قولتيه للبيه ابن خالتك عشان يتجرأ ويجي يقولي أنه عايز يتجوزك لما نتطلق 
مريم بدهشة عايز يتجوزني أنا!هو قالك كده 
أدهم بعصبية شديدة أيوه يا هانم ممكن أعرف بقا أيه اللي خلاكي تقوليله على موضوع طلاقنا ده وياترى بقا قولتيله كمان على طبيعة علاقتنا وأيه اللي عملتيه حسسه أنك عايزاه وأنك مش هترفضيه المرادي
طيب ممكن تهدى عشان نعرف نتكلم أولا أنا قولتله على موضوع طلاقنا عادي يعني لأنه سألني عنك وعن حياتنا وليه مخلفناش وكده ومعرفتش أكدب عليه قولتله أن حياتنا مش مستقرة مع بعض وأن شخصياتنا مختلفه جدا وهنتطلق عشان مش مرتاحين مع بعض بس ومقولتلوش أي حاجة عن طبيعة علاقتنا ولا عملت أي حاجة ممكن تحسسه إني عايزة أتجوزه
أدهم بنرفزة مين ده أصلا عشان تكلميه عن موضوع يخصنا وكمان موضوع محدش يعرفه غيرنا مش ممكن كان أتكلم قدام ماما ولا بابا
أكيد لأ عمر مش أهبل وأنا فهمته أن محدش يعرف حاجه غيره وده باعتباره ابن خالتي وكمان هو جدع وأنا هحتاجله الفترة اللي جايه عشان يظبطلي حوار السفر معاه ل دبي
أدهم پغضب نعم يا أختييي ! تسافري معاه بصفته أيه وبعدين السفر بقا حلو دلوقتي ما أنتي قولتي مش عايزة أسافر
أهدا شوية يا أدهم وبعدين الكلام كان على أمريكا لكن دبي ف بلد عربي وناس شبهنا وعادتهم شبه عادتنا ولغتنا والدين واحد وبعدين أنا قولتلك مش هسافر معاك أنتا بالذات
أدهم بنرفزة أه طبعا أنا بالذات لأ لكن عمر الشريف بتاعك ده أه وماله مهو حبيب القلب القديم
أدهم لو سمحت ملوش لازمة الكلام ده وبعدين قولتلك إني عمري ما حبيته وأنه زي أخويا بس طالما بقا أنتا قولت كده يبقا عندك حق وليه لأ أنا كل مرة كنت بتجوز رجالة غلط خلاص المرادي أتجوز بقا راجل بيحبني وعايزني من زمان ويتمنالي الرضا مش راجل واحد هزه بكلمتين على الأقل عمر هيتجوزني وهو راضي بكل ظروفي ومش بس كده ده كمان هيكون
فرحان بيا مش هيشك فيا
أدهم بعصبية وڠضب مش هيحصل يا مريم والله مهتتجوزي ولا زفت عمر ولا غيره عايزة تتجوزي يا مريم عايزة تكوني ل راجل تاني غيري أزاي قلبك طاوعك تنسي حبك ليا ولا حلاوته نستك الراجل اللي قولتي أنك عمرك ما حبتي غيره
مريم بحزن لأ مش حلاوته اللي نستني حبك وأنتا الصادق اللي نساني بعدك عني وخۏفك من قربي اللي نساني وخلاني دوست على قلبي اللي قولته وعملته
كان يستمع لها وقد فاض به الكيل لم يعد يحتمل أكثر من هذا لابد أن يفصح لها عن السر الذي أضناه
تم نسخ الرابط