ميراث الندم بقلم امل النصر

موقع أيام نيوز


اخبرها عن مطلبه
أيوة يعني انت عايزني اروحلها النهاردة واشوف طلباتها ليه هو عزب لحج يجصر معاها
وه
تفوه بها ليردف لها موضحا
ما تفهمي يا روح وجهة نظري يا بت ابوي انا عايزك تجربي منها مش موضوع تشوفي طلباتها وبس لأ انا غرضي تعرفي كل حاجة عنيها انتي جولتي عليها كتومة وهادية ودا اتأكدت منيه بنفسي بعد ما شوفتها امبارح وحكت ع الضغط اللي كانت بتتعرضله من ناس جوزها دا لولا حماتها الله يباركلها هي اللي نصحتها تمشي الله أعلم كان حصلها ايه

بتركيز شديد وقد وصلها الان فحوى كلماته
فهمتك يا خوي انت فعلا عندك حج احنا شكلنا صح مجصرين فيها دي دا انا حتى لما كنت بزورها مكنتش بنفرد معاها لوحدي دايما كان يبجى في ما بينا ناس الله يباركلك يا واد ابوي انك خدت بالك منيه الموضوع ده..
اكتنفه الراحه بقولها وتفهمها الدائم له مما شجعه ليطلب المزيد
طب حيس كدة بجى انا عايزك متجربيش وبس لا دا انا عايزك تصاحبيها تعرف عنها كل شيء كل شيء يا روح بت عمك دي انا فهمتها زين على كد ما هي باينة زي النسمة كدة لكن شكلها راسها ناشفة وما بتمشيش غير بمخها والنوع دا بيحتاج اللي يساسه.
تطلعت له بانشداه وكأنها ترى وجه اخر لشقيقها مما جعله ينتبه على شرودها فصدح صوته متذمرا
خبر ايه يا روح ما تركزي معايا متخلنيش اعيد وازيد في الكلام دا انتي حتى نبيها وبتعرفيها من غير شرح.
ضحكت بمرح لا تستوعب انفاعله لتعقب مستغربة
طب انت ليه متعصب انا فهمت والله وجهة نظرك بس مكدبش عليك متفاجئة من اهتمامك دا غير ملاحظاتك الدقيقة عن نادية وكأنك فهمت شخصيتها كل دا من جعدة واحدة
انتابه في البداية شعور بالحرج لكن سرعان ما استطاع السيطرة عليه ليرد موضحا
انتي جولتيتيها بنفسك جعدة واحدة لكن اخوكي كبير عيلة يا ست روح يعني فريز في اصناف البشر اظن يعني واحدة زي بت عمك مش هتبجى شخصيتها اصعب من ان افهمها.
ازداد العبث على ملامحها لتردف مقارعة له
بس انت مبتفهمش في
صنف الحريم ولا بتجيك مرارة للحكاوي معاهم مش دا برضوا كلامك يا كبير عيلة الدهشان ولا انا بخترغ من مخي
يا بت ال.....
دمدم بها يطالعها بتوعد وقد وصله جيدا ما ترمي إليه بأنها كشفته.
...... يتبع
الفصل التاسع
مشت! مشت كيف يعني ايه اللي بتجوليه دا ياما معجول
هتف بها سند متسائلا أمام اعين الجميع بعد ما أخبرتهم هويدا بحديثها المشتعل منذ قليل مع سليمة
لتضيف على قولها بتهكم
ومش معجول ليه يا جلب امك هتكون مدسية في الأوضة فوج مثلا وبتلاعبنا الغميضة دي بتجول مشت من امبارح عشية يعني غفلتنا واتسحبت في الليالي سليمة شجعتها وانتهى الأمر.
انتهى الأمر كيف
صړخ بها سند ليتدخل عيسى ايضا يدلي بدلوه
مرة خالي خربطت كل الترتيب كان لازم نحسب حسابها من الأول المرة دى كانها مچنونة دي بدل ما تجف معانا لاجل حفيدها ما يجعد في تجلب البت علينا وتعصيها.
تلقت هويدا احتجاجهم صامتة بوجه متجهم عاقدة الحاجبين بشدة ونتيجة الشجار مع سليمة ما زالت تحمل اثارها على ملامحها. 
صاح سند يجفلها
ما تردي ياما سكتي ليه مش انتي سبب الوحلة اللي اتوحلناها دي اقنعتينا كلنا نتبع جدي عشان المصلحة اديها جلبت فوج روسنا كلنا.
هتفت بدفاعية عن موقفها
ويعني انا كنت مغسل وضامن جنة انا كل اللي كان في دماغي هو ان الزفت فايز يتحرم من ملكية البيت مكنتش عايزاه يشم ريحته لكن الملعۏن حظه طلع احسن مننيا كلنا ورث بمۏت الواد وبجى وصي على ولده.
المهم انه ما هيجدرش يتصرف في البيت ولا يوجعه زي ما كان مخطط برضك دي متنسوهاش 
علقت بالكلمات نعيمة والدة عيسى بعد فترة من الصمت التزمت بها هي ووالدتها سکينة والتي كانت تغمغم بالذكر على سبحتها وكأن الأمر لايعنيها غير غابئة بالتدخل معهم في النقاش الدائر.
قلل عيسى يعارض قولها
برضك دا ما دا مش حل ياما احنا كدة وكاننا واجفين ارض طرية ممكن تغطس بينا في اي وجت خالي فايز ممكن في دجيجة نلاجيه واجف وسطينا هنا مع مرته الحرباية وعيالها العجارب لازم الراجل ده تتجطع رجله وما يبجاش له دخلة من أساسه.
ضړبت هويدا ببطن كفها على سطح الأخرى سائلة بنزق
ودي هنعملها كيف وليه اذا كان صاحبة الشأن نفسها بتجول مش عايزاها الوصاية سليمة حطت العجدة في المنشار عشان توجف الحال وليه مخلوله اتنازلت عن حجها في جوزها زمان ودلوك مش سائلة في البلوة اللي هتجع على راسها لما تخش عليها بت التنح السعرانة اللي ما بتشبعش ابدا من الصرف الواحد مش عارف يجول ايه والله.
تركها سند ليتجه بخطابه نحو جدته سائلا لها
وانتي يا ستي مش ناوية تجولي رأيك معانا في اللي حاصل ولا هتعملي نفسك غريبة انتي كمان طب حتى افتكري معتز ريحة الغالي ولا انتي كمان مستغنية زي مرت ولدك
قالها بخبث يغلفه الإستفزاز ليجعل المرأة تلتف إليه مجبرة ترمقه بنظرة حانقة قبل ان يخرج ردها
وانا إيه في يدي يا واد هويدا هو انا كان ليا شورة ولا جولة في الموضوع دا من اساسه انتوا اللي بتخططوا وتدبروا وانا جاعدة ومستنية النتيجة لا جادرة انهيكم ولا جادرة اكون معاكم ھموت على حبة عيني معتز وبنفس الوجت مش عاجبني عمايلكم.
تدخل عيسى يجادلها
مش عجباكي عمايلنا لكن عجباكي عمايل مرت ولدك خبر ايه يا جدة ما تساعدي معانا واقنعي المرة الهبلة دي توافج انا متأكد ان ليها كلمة على نادية.
اشاحت سکينة وجهها عنه مرددة بعدم اكتراث
انا جولت من الأول مليش دعوة متدخلونيش في اي حكيوة من مواضيعكم كفاية عليا مصېبتي في اللي راح ولا لوعة جلبي ع اللي جاعد في المستشفى ما بين الحيا والمۏت ربنا يجومك منها يا عبد المعطي....
قالتها لتذرف الدموع بتأثر ثم تجففها بطرف شالها ومن خلفها صفق عيسى يضرب بكفيه مرددا بسخط
يا باي على شغل الحريم اللي لا يحل ولا يربط نجعد احنا زيكم نندبوا بجى ونسيبها تطربج على راسنا يا سااتر.
عقب سند على قوله بتصميم
لا طبعا مش هنندبوا إحنا لازم نتصرف بسرعة توافج سليمة على شروتنا ونادية تبجى لواحد منينا ساعتها بجى نفضى لخالي... عشان نمضيه ڠصب عنه ع التنازل
وفي منزل هريدي الدهشان 
خرج من غرفته مجفلا على نداء أحد ابناءه ليفاجأ بناجي يقف بقلب الصالة وعدد من اقفاص الفاكهة موزعة في الأسفل حوله حتى غطت مساحة كبيرة كبيرة من الأرضية ليبادره بابتسامة ملأ شدقيه قائلا وهو يتقدم نحوه
أبو محمود توك ما صاحي يا راجل. 
رفع كفه يباغته بمصافحة رجولية مبالغ فيها مما زاد من ارتياب عزب الذي تلقف مصافحته بابتسامة مضطربة ليحاول أن يجاريه
بترحاب مفتعل
اهلا اهلا يا ناجي نورت البيت يا واد عمي بس ايه الحكاية والفاكهة دي كلها بتاعة مين
بتاعة مين
ردد بها من خلفه ليتابع بضحكة ساخرة
يعني
هكون جايبهم عندك امانة مثلا خبر ايه يا عم عزب دا حاجة بسيطة من خير الأرض جولت ادوجهم منها هي فين خالتي جليلة فين بجيت العيال عشان يفرحوا بالطرح الجديد
يا خالة جليلة. 
خرجت له المرأة على النداء تتلقفه بابتسامة مرحبة رغم تعجبها هي الأخرى لفعله
انا هنا يا ولدي جيت اها بسم الله ماشاء الله ايه دا كله
اشرق وجهه برؤية الصغير الذي كان ممسكا بيدها ليردف ردا على كلماتها
دا خير ارضنا يا خالة وانتي عارفة انها زينة وعافية وانا بصراحة بجى جايب الهدية دي لمعتز باشا خليه يدوج خير جدوده ويعرف بأصله الزين جرب يا واد .
قال الأخيرة يتناول كفه منها يقربه إليه نحو الفواكه يخاطبه مع دعوة بقية الأطفال معه
تحب المانجا ولا الجوافة ولا التين ولا أجولك إنت تاخد تفاح عشان حلو زيك.
تلقى معتز دعوته ليمسك بعدد من القطع يقضم واحدة ويرمي الأخرى حينما تعجبه غيرها بمرح طفولي وكأنه وجد لعبة جديدة مع تذوقه للعديد من الأنواع المختلفة أمام دهشة جليلة وامتعاض عزب لتعجل هذا الأحمق بأفعاله وكأنه يقصد لفت نظر شقيقته التي هي كارهة من الأساس.
معتز.
صدر الصوت كصيحة وقد ازعجها كم الفوضي التي تسبب بها طفلها بالإضافة لتناوله العديد من الفاكهة بشكل عبثي لم يعجبها
لتتقدم نحوهم بخطوات مسرعة ترفعه اليها ناظرة لهم باستنكار لم يؤثر في ناجي الذي تهلل وجهه برؤياها ليردف بتفاخر
ما تسبيه ينجي على كيفه الواد مبسوط. 
مبسوط. 
تمتمت بالكلمة باستتهجان واضح ناقلة بنظرة لوم نحو والدتها وشقيقها قبل أن تعقب له
متشكرين جوي بس انا ولدي كدة ممكن تجيله حساسية دا غير انه بجع هدومه عن اذنكم هروح اغير له.
هتف يوقفها قبل ان تواصل طريقها مغادرة
طب مستعجلة ليه ماتسيبي الواد معانا شوية خليه يفرح مع العيال وبعدها سبحيه زي ما انتي عايزة هو اساسا جمر ومش مستاهل .
همت ان تجفله برد غبي عله يرتجع من البدايه عنها ولكن شقيقها كان الأسبق برده
لا خليها تروح تسبحه احسن هو اساسا عامل زي البسكويتة وما بيتحملش روحي نضفيه يا نادية روحي.
تلقت دعوته بترحيب شديد لتطلق قدميها للهواء مبتعدة عن محيطهم على الفور اغتاظ ناجي يرمقه بنظرة حاړقة تجاهلها عن قصد كي يوجه خطابه لوالدته
روحي ياما اعمليلنا كوبايتين شاي بسرعة ياما ونبهي ع الواد محمود يدخل الجفاصة دي جوا
أجف هنا يا عم عبد الباسط. 
هتفت امرة الرجل المسن برقتها ليتوقف بالسيارة التي يقودها لوسط الطريق الزراعي حتى تسائل بعدم فهم
بس احنا لسة جدامنا مسافة على ما نوصل لبيت هريدي الدهشان.
ردت وهي تعدل من وضعها حتى تترجل من السيارة
عارفة والله بس انا هاخد الحتة الصغيرة دي على رجلي عايزة امشي وسط الخضرة والهوا اللي يرد الروح.
ترجل خلفها ليعلق عارضا عليها من واقع عمله
وماله يا ست البنات امشي انا كمان معاكي الخطوتين دول واوصلك واهي العربية جاعدة مكانها ومحدش يجدر يجربلها عشان معروف دي بتاعة مين
أهدته ابتسامة عذبة ترفض بلطف
وبعدها ترجع تاني على رجليك لا يا عم انا كبيرة واعرف اوصل لحالي وعارفة السكة كمان يعني مش هتوه.
ضحك الرجل يتابع خطواتها ليتمتم من خلفها بمحبة
ربنا يبارك فيكي يا بنتي ويسعدك بروحك الحلوة دي يا ست الناس يا روح .
أما هي فقد واصلت تخترق المساحات الخضراء عن معرفة سابقة بكل شبر منها حتى توقفت أمام الشجرة العزيزة والملتصقة بعدد من النخلات الصغيرات ليخفق قلبها بدوي صاخب داخلها روحها المتعلقة بها وبالذكريات التي تحملها لها كانت تتواتر بذهنها سريعا وغبطة تغمرها وكأنها تملك الكون بأجمعه ذكريات من عمر طفولتها ما زالت تحمل اثرها وعشق كبر مع كبر العمر.
يا روح يا روح تعالي شوفي عمر ركب ع النخلة وبيبلغك انه هينتحر ويرمي نفسه من فوجيها 
ينتحر من فوج ايه
قالتها لتترك اللعب مع بعض الفتيات ثم اتت مع شقيقته التي اجادت التمثيل لتعقب على فعله
شايفة اهو زي ما جولتك لسة جاعد على وضعه.
سمعت منها لتتخصر مندمجة معهما
انزل يا عمر بلاش التهور لاحسن يحسبوك علينا نفر ولا حاجة.
عبس يخاطبها بلوم
بجى هو دا اللي ربنا جدرك عليه دا بدل ما تهاوديني في الكلام زي ما بيعملوا في التلفزيون.
ضحكت تتحداه بالكلمات
لاه احنا معندناش الحاجات دي إنت اخترت ترمي نفسك من فوج النخلة اللي يدوبك تجيب طول اخويا غازي هنعملك ايه بجى مش انت اللي اخترت ما تجوليله يا جميلة.
اجوله ايه دا كان مفكرك هتزعلي وترمي نفسك وراه إنزل يا عم انزل دي باينها مش فارج معاها.
قالتها جميلة ليتلقف جملتها سائلا
صح انا مش فارج معاك يا روح.
لم تجيب وظلت ترمقه بابتسامتها الخلابة فتابع بمحايلة
وحياة اغلى ما عندك يا شيخة لتجولي فارج معاكي ولا ارمي نفسي صح انا مش ھموت بس
والله ممكن رجلي تتكسر.
زحف بقلبها الړعب لمجرد التخيل فردت تخرج عن صمتها
وانا ميهونش عليا رجلك يا عمر فارج معايا خلاص استريحت 
استريحت جوي.
قالها ليهبط سريعا بشقاوة أذهلتها حتى وصل إلى شجرة التين ليقتطف منها أطيب الثمرات حتى هبطت اقدامه للأرض يعطيها احداهن قائلا
طب بمناسبة الكلام الحلو ممكن تجبلي مني الهدية البسيطة دي.
تناولتها منه لتقضم قطعة صغيرة منها وترد عليه بامتنان
حلوة يا عمر احلى واحدة كلتها في حياتي
عادت من ذكراياتها وكأن الطعم الجميل ما زال بفمها تمرر كفها على أوراق الشجرة العجوز مدمدة
وحشني أيامك يا غالية يا ريحة الحبايب امتى بجى تنعاد من تاني هونها يارب
دفعت الباب لتدلف إليها داخل غرفتها بعد أن سمحت لها بالدخول لتجدها مستلقية بنصف نومة تراقب صغيرها الذي كان يلعب بألعابه على ارضية الغرفة وشرود يعتلي قسمتها حتى انها لم تنتبه بدخولها.
رفعت روح صوتها قائلة بالتحية
مساء الخير عاملة ايه يا احلى البنات
اعتدلت على الفور لتجلس بجذعها مرددة لها بحرج
رووح معلش اعذريني افتكرتك مرة اخوي ولا واحدة من خواتي.
او امك ولا انتي نستيها دي
قالتها روح بتفكه استجابت له نادية بابتسامة طفيفة لتتقبلها اخوي بعد ان بادرتها روح بفتح ذراعيها لها حنونة وجميلة هذا دائما ما تشعر به نحوها
جلست معها بعد ذلك لتسألها بوضوح
ممكن بجى افهم ايه سبب جفلتك على نفسك دي بټحبسي نفسك يا بنت الناس طب ما تعمليش حساب لنفسك يبجى اعملس حساب للعيل الذي عايز يلعب ويعيش سنه ده
نقلت بنظرها نحو ابنها بصمت تتذكر حالة العصيان التي اتخذتها منهجا منذ الصباح منذ أن تفاجأت بهذا المدعو ناجي يحتل المنزل بالفواكه التي قد أتى بها ليأخذ جلسته بعد ذلك لفترة طويلة مع شقيقها فكانت غرفتها امانا لها قاصدة عدم الخروج حتى من بعد ذهابه لا تريد تعليقا سخيفا من زوجة شقيقها ولا تبريرا بريئا من والدتها.
رفعت رأسها لروح تعقب على قولها بنفي
ومين جالك اني حابسة نفسي..... هي بس شوية خنجة أحيانا بتيجي مع الواحد وبعدها تروح من نفسها محدش بيخفف عني ولا ينسيني غير جاعدة ولدي جمبي هو عندي بالدنيا .
حبيبتي ربنا يخليهولك يارب .
تمتمت بها روح بتفكير جلي قبل ان تسألها بفضول
انا اسفة يا نادية لو هتدخل بس يعني هو انتي معنديش اصحاب يزوركي وتزوريهم متجوزين بجى ولا مش متجوزين او يكونوا من ايام المدرسة مثلا
انتظرتها اجابتها لبعض اللحظات وكأنها تبحث عنهم داخل ذاكرتها قبل ان يخرج
 

تم نسخ الرابط