ميراث الندم بقلم امل النصر

موقع أيام نيوز


مطالعة لأثرهما بعد أن اختفيا من أمامها تتابع بسخط
محد واجع جلبي ولا مطفشني في عيشتي غيرك.
لا تعلم كيف وصلت إلى هنا داخل الاستراحة التي أصبحت مقرها ومخبأها عن العالم عقلها يدور كالرحي بتفكير متواصل بعد ما حدث من الأخرى لقد صعقتها في شك رأته جليا في عينيها حتى لو ادعت بلسانها غير ذلك.
كيف دار بها الزمان لتصبح في موضع كهذا وهي التي تغلق بابها عليها منذ صغرها تتجنب جلسات النساء وهمزاتهم ولمزاتهم المعروفة.

تتجنب الاصطدام مع واحدة مثل فتنة او غيرها وكيف لها أن تلومها كيف لها ان تتقبل هذا الوضع بعدما كانت سيدة النساء في منزلها الدافئ اجمل الأزواج واروعهم.
تحركت قدميها نحو الشرفة التي تتوسط الحائط في الصالة الكبيرة لتتطلع نحو الخضرة الممتدة على طول البصر في هذا المكان الذي يبدوا كمملكة محصنة وعالم يدور بداخلها مختلف عن العالم الخارجي.
أبصرت من جهة قريبة الى حد ما صغيرها الذي كان يضحك ملئ شدقيه ووجهه مشرق بفرح غامر وقد اعتلى الحصان بصحبة هذا الرجل الذي يجفلها بحنانه الغريب نحوه يتريض به وسط الخضرة برعاية شديدة ينتابها استغراب غريزي لهذه الاهتمام المبالغ فيه له تتعجب لهذه الاندماج السريع بينهما حتى أنه من يرى الصورة من بعيد الان يخمن من رأسه وكأنه اب و....
تنهدت تطرد زفراتها پألم فاق التحمل ماذا يخبء لها الزمان متى تستعيد استقرارها القديم وراحتها في اجتناب البشر والاحقاد منهم 
كانت شاردة في ايامها السعيدة في الماضي فلم تنتبه على نظراته المصوبة نحوها سوى بعد فترة من الوقت 
لماذا تتوه في مغزاها وكأنها تحمل شيئا ما لا تعمله
التقط نظرتها اليه كجرعة ماء صافي رطبت على قلبه العطش لكل لفتة منها تقف أمامه كالبدر تراقبه من خلف الستار الابيض للنافذة كيف لامرأة واحدة أن تستحوز على كل هذه المميزات لها وحدها رقيقة كالنسمة جميلة حد الفتنة ولها ضحكة اكتشفها فقط اليوم على الرغم من أنه لم يسمعها ولكنها تأسر القلوب بسحرها يشكر من قلبه ام أيمن ان أجبرتها على الضحك بخفة ظلها وجرأتها في المشاكسة والحديث لقد عشق هذه المرأة ويفكر جديا بمكفأة لابنها تقديرا للسعادة التي وضعتها بقلبه لمدة من الوقت حفظ بها الملاح المليحة وهي تظهر الوجه الحقيقي الخالي من الحزن والضياع
يبدوا أنها انتبهت له اخيرا لتتراجع للداخل تحجب نفسها داخل مخبأها في الاستراحة.
تنهد بوله ليطبع قلبة ذات صوت عالي على وجنة الصغير والذي لم يكف ع الضحكات على أقل حركة يفعلها الحصان برأسه أو بجسده ليجلجل بصوته الطفولي يدغدغ قلبه من الداخل حتى عاد ليقبله مرة أخرى متمتما في جوف عنقه الذي ډفن وجهه به مع استنشاق رائحته العطره بأنفه
يا ولدي حرام عليك خف عليا شوية هحبك أكتر من كدة ايه انا هلاجيها منك ولا من امك.... ها جولي ياد هلاجيها منك ولا من أمك
وكان رد معتز ضحكات أكتر بصوت أعلى ليزده تعلقا به
نادية.
دلفت والدتها عائدة من الخارج تخلع عنها حجابها تنهج بلهاث جعلها تلتف إليها وتسألها باستغراب
خبر ايه راجعة بتنهتي ليه كدة هو انتي جاي السكة جري ياما
اومأت لها جليلة بهز رأسها تتناول زجاجة ماء باردة تتجرع منها حتى مسحت بظهر كفها على فمها لتلتقط أنفاسها المتسارعة وتزيد من توجس ابنتها التي عادت سائلة مرة أخرى
ياما بتنتهي كدة ليه وانتي أساسا إيه اللي أخرك
سحبت جليلة شهيق طويل لتهدء من وتيرة أنفاسها وحتى تتمكن من الرد اخيرا
اللي أخرني هو الخبر اللي كنت عايزة اتأكد منه بعد ما وصلني من اختك ثريا ما انتي عارفه جوزها من نفس عيلة المرحوم حجازي الله يرحمه
ما لهم ناس جوزي ياما
هتفت بها بمزيد من الخۏف فخرج الرد من جليلة بحزن
عبد المعطي الدهشوري... تعيشي انتي .
صړخت ضاربة على بكف يدها على صدرها بلوعة
جدي ماټ.
وعند فتنة التي كانت تتاكل من الغيظ تلطم كفيها ببعضهما بڼار مشټعلة في جوفها من هاتان الملعونتان الاتي ابتلت بيهن الا يكفيها واحدة تقف لها كالشوكة في الحلق لتأتي الأخرى وتنغص عليها عيشها مع رجل يقدمها وابنها على الجميع
ولكن لا هذه حلها بسيط لقد اقتربت انتهاء عدتها ولم يتبقى لها سوى أيام
قلائل وبعدها ستفعل المستحيل حتى ترميها في حضڼ شقيقها المنتظر الفرصة على احر من الجمر
حتى وهي تكرهها وتستكثر عليها ان تتزوح وهي ارملة بشاب لم يسبق له الزواج كشقيقها ولكن لا يهم مدام الأحمق يريدها ف ليشبع بها المهم اليها الان أن تبعدها من محيطها ثم في بيت شقيقها ستصبح لها السلطة عليها لتفعل بها ما تشاء سوف تخرج عليها القديم والجديد ولن تترك لها شيء مدامت لا تستطيع أن تتمكن منها هنا
ولكن كيف يتم ذلك وبوز الفقر روح كما تسميها جاثمة على أنفاسها وتفتعل معها الشجار من أجلها وكأنها نصبت نفسها محامي لها.
تبا لو ظل الأمر على هذه الصورة وهذه الملعۏنة خائبة الرجا موجود بالمرصاد لها فسوف ستفسد عليها الأمر من أوله ولن تمكنها من تنفيذ مخططها.
لكن لا والله لن تظل هكذا مكتوفة الأيدي بدون حيلة لابد ان توقفها من اليوم لا بل الان.
تحركت على الفور تغلق باب غرفتها من الخارج لتنزل في الطابق الأسفل حيث وجهتها نحو الأخرى.
روح.
هتفت بالأسم بعد أن دفعت باب الغرفة عليها دون استئذان مندفعة بغليلها الذي يعميها في معظم الاحيان عن مراعاة الأدب او أصول التعامل الطبيعية بين البشر
لكنها تفاجأت بخلو الغرفة منها همت ان تخرج وتبحث عنها في الخارج ولكن صوت الماء انبأها بمحل وجودها داخل حمام الغرفة.
تخصرت بأعين ڼارية تنتظرها هذه الدقائق القليلة ولكن صوت بالهاتف جعلها تنتبه على موضع وجوده على مكتبها الممتلئ عن اخره بعدد من الكتب الغبية 
مع ورود الصوت القصير مرة أخرى استبد بها الفضول لتلقي نظرة على هذه الاشعارات المتتالية بكثرة عليه
ويبدوا ان الهاتف كان مفتوحا فلم تجد صعوبة في الضغط على الإشعار الذي فتح لها باقي الرسائل.
هانت يارب جرب الميعاد 
زاد بها الشغف لتمرر بإصبعها تتفقد الباقي من كلمات الغزل المبطن وعن لوعة الفراق وقرب اللقاء المنتظر بالزواج.
كتمت شهقة الادراك بكفها على فمها وقد تأكدت من ظنها. الملعۏنة ترفض الزواج من اجل رجل اخر مرتبطة به
دققت لترى اسم صاحب الرسائل وجدته عبارة عن حروف رمزية مجرد حرفين باللغة الإنجليزية OR لم تفهم معناه ولكن بالتمرير على قراءة الباقي وهذه الجملة العابرة عن ذكر لقاء لها في المدافن بجميلة.....
توقفت قليلا باستدراك متأخر وقد وصلت الان لغايتها جميلة تلك هي صديقتها القديمة وشقيقها المغترب منذ سنوات لا تذكر عددها.
لاحت على شفتيها ابتسامة خبيثة متمتمة داخلها بسخرية
يخيبك يا روح بجى تسيبي ولاد العمد ولا الدكاتره والمهندسين ولا واد عمك اللي مربوط جنبك وحاله واجف عشانك وانتي مستنية عمر عمر ابن عبد السلام العامل الأجري .... بتحبي واد الأجري يا هبلة واخته جميلة اللي هي مش جميلة أصلا....
اخفت بصعوبة ضحكتها لتتسحب تاركة كل شيء في مكانه مؤجلة حديثها معها لوقت آخر وقد اسعدها الحظ في اكتشاف السر اخيرا السر الخفي لروح بنت عمها رمز النقاء والجمال في العائلة الكريمة.
أعلى سطح المنزل وقد كان متابعا لحركة الرجال المضطربة في الشارع في الأسفل من أعمام ورجال من عائلة أبيه الذي خرج مع بعضهم منكس الرأس بهيئة تبدوا عليها الحزن بالفعل.
ضاقت عينيه في متابعة متمعنة له يراقب سيره وكأنه يجر أقدامه بثقل بينهم تبا له من يراه يصدق بالفعل انه رجل كسر ظهره پوفاة والده وقبله ابنه الكبير.
مالك انت لسة جاعد واجف مكانك
هتفت بها شربات تنزعه من شروده لتخطو حتى وصلت إليه تسحبه من مرفقه بعيدا عن حافة الحاجز الإسمنتي حتى تناولت ما يضعه بفمه لتدعسها أسفل حذائها متمتمة بدهشة
وبتشرب سجاير ع السطح والشارع كله مجلوب على مۏت جدك عايزهم يجولوا عليك فرحان يا جزين
زجرها بها محتجا ليبعدها عنه
ما يجولوا اللي يجولوه واحنا من امتى بيهمنا كلام الناس ولا انتي فاكراهم مصدجين صح ان احنا زعلانين ولا يكون انتي كمان خال عليكي تمثيل جوزك
يصدمها بالفعل بردوده هذا الولد الذي يزداد جموحه يوما عن يوما حتى خروجه عن السيطرة لقد أصبخ يخيفها بالفعل
يا ولدي بلاش الكلام ده واحنا ع السطح دلوك لاحسن حد يسمعك مش ناجصين فضايح اعجل كدة وروح اتشطف والبس الجلبية الزينة عشان تجف مع الرجالة تاخد العزا انت بجيت راجل يا حبيبي وانا عايز الكل ياخد باله منك عشان....
عايزاني احل محل اللي راح ياما
بهتت تطالعه بإجفال زاد عليه بقوله
أنا عمري ما هبجى حجازي ياما عشان انا مكروه بالوراثة يعني الناس تصدج عليا اشرب سېجارة ع السطح دلوك وجدي پيدفنوه لكن محدش هيصدج اني صالح ولا بعرف اصلي حتى.
خبر ايه شايفنا كفار
غمغمت بها تضربه بقبضتها على صدره لتجذبه من ياقة قميصة تهزهزه پعنف عله يفيق
اصحى كدة وبطل جنان الدنيا فضيت لنا خلاص يا اهبل اللي جاي حصاد وبس نبجى لازم نجف على راسهم ونعرف كل كبيرة وصغيرة.... انا نازلة دلوك هروح
اجف في وسط الحريم وانت هتنزل ورايا وتاخد مكانك وسط الرجالة فاهم انت اللي هتنفعني ابوك خيبة وباينه حزنان صح مش ناجصة وكسه فيك وفيه.
دفعته عنها كي تغادر لتلحق بخروجها الى العزاء على الفور ولكن وقبل ان تضع قدمها على الدرج لتهبط اوقفها مناديا
خلاص يبجى خلصوا بسرعة بجى انا مش هصبر أكتر من كدة فاهمة ياما
.......يتبع
الفصل الخامس عشر
أحكمت لف الحجاب حول رأسها بعد أن ارتدت عباءتها السوداء ثم جهزت صغيرها جيدا قبل أن تخرج به من غرفتها نحو الذهاب الى الوجهة التي تقصدها.
انا طالعة ياما ومش هتأخر بإذن الله. 
هتفت بها على عجالة نحو والدتها التي كانت ترتشف من كوب الشاي خاصتها بعد الانتهاء مباشرة من وجبة الإفطار والتي ردت توقفها
استني يا نادية برضوا منشفة راسك وهتروحي لوحدك
استدارت اليها بتنهيدة متعبة فهذا السؤال سأمت من تكرار الإجابة عليه منذ الأمس
تاني ياما ما انا جولتلك كذا
مرة روحي معايا من امبارح انتي اللي مصرة انك تتأخري وانا مينفعش أأجل ولا اتأخر.
قابلت جليلة قولها بضجر لتقارعها بانفعال 
وانتي لو مروحتيش هتتكتبي غياب يعني مش جادرة تستني على ما اروح اطل على حال البيت واشوف البهايم شبعانة ولا جعانة ولا الطير كمان مرة اخوكي محدش يعتمد عليها
يوووه ياما ما انا عارفاكي والله سايبة حالك ومالك ومجدرة بس كمان مينفعش اتأخر على جدتي سکينة انا سايباها اخر مرة عيانة ودي انتي عارفة كويس جوي معزتها عندي.
زمت المرأة شفتيها تطالعها بغيظ وقد غلبتها بحجتها ولكنها لن تكف عن المحاولة 
اسمعيني يا نادية انا مجدرة يا بتي خۏفك ع المرة اللي معتبراها جدتك صح ولا حماتك اللي تتحط ع الچرح يطيب بس احنا عملنا اللي علينا ايام العزا خمس تاشر يوم لحد ما خلصت مجصرناش ولا حتى بعد كدة بس كفاية بجى احنا مضامنينش عمك دا ابو مخ مهفوف.
يعني هيعمل ايه ده كمان معايا سيبك ياما من الكلام ده انا عايزة اروح اقضي الواجب مع ستي واسلم على امي سليمة وبعدها هاجي على طول ايه اللي يخليني بجى اصطدم معاه ولا اكلمه اساسا ربنا يهديه.
همت لتتحرك ولكن جليلة أجفلتها بقولها
طب وغازي الدهشان
تحفزت مرددة خلفها باستهجان
ماله كمان غازي الدهشان ايه ډخله في مشوار تافه زي ده
نهضت جليلة في محاولة لإقناعها وقد فاض بها من رأسها اليابس
مالهوش يا نادية بس انتي شوفتي بنفسك كذا مرة يشدد على عدم المرواح هناك الراجل شايلنا من ع الارض شيل فيها ايه بجى لما نطيعه
امتقع وجهها لتردف بعند نابع من رفضها التام لفرض سلطته عليها
حتى لو كان شايلنا من ع الأرض شيل ډخله ايه كمان يفرض احكامه عليا انا طالعة ومش هستني الإذن منه وخليه بجى يمنعني كمان لو يعرف
قالتها والټفت ذاهبة على الفور غير ابهه بنداء والدتها من خلفها
يا بت استني ميبجاش مخك ناشف استني يا بت
نادية.
هل ارتجفت للتو أم انه التوتر الطبيعي بعد تحديها لنصائح والدتها وضربها لتعليماته بعرض الحائط 
ابتعلت تلتف له بتماسك واهي لتقابل بهيئته المهيبة وهو يتقدم بخطواته الواثقة نحوها حتى توقف أمامها ليسألها بهدوء
طالعة كدة لوحدك وواخدة الواد في يدك رايحة فين
رمقته باضطراب لا تصدق انها في كل مرة حاولت الخروج عن طاعته المفروضة عليها تجده دائما لها بالمرصاد.
عاد مكررا وقد زاد استفساره الريبة
ساكتة ليه ما تردي..
اخفت بصعوبة أجفالها لترد بلهجة جعلتها عادية رغم معرفتها التامة برفضه
عادي يعني جدتي سکينة تعبانة وانا رايحة اطمن عليها.
وكأنها قاصدة جلطته أظلم وجهه على الفور پغضب أشعل سعيرا بصدره فهو بالكاد قد تخطى فترة العزاء في المرحوم جد زوجها غير قادرا على منعها من فعل الواجب لتأتي الان بعد تحديها لتحذيراته عدة مرات وقد انتهت عدتها لفترة تقارب الشهر حتى أصبحت الأطماع بها أكثر جرأة من أشخاص يعرفهم بالأسم وهي تخبره ببساطة بالذهاب لمعقل الخطړ برأسه
برزت عروق وجهه يضعط بصعوبة حتى لا يتطرف بانفعاله عليها ليخرج صوته بنبرة خطړة مشددا على أحرف الكلمات
لكن انا مش منبه عليكي مفيش روحة تاني هناك بتعندي معايا ليه يا نادية
ارتعدت أوصالها لهذا البريق الخاطف باحمرار عينيه أمامها ولكنها رفضت أن تظهر فزعها في الرد
بس انا مش جاصدة اعند ولا واخدة الطريق سويجة عشان انت تجولي كدة جدتي سکينة تعبانة وانا لازم.....
مهياش جدتك.
قاطعها يجفلها بحدته ليستطرد فاقد التحكم بأعصابه
ممكن تجولي عليها كانت لكن دلوك خلاص فضيناها مع الناس دي وكل واحد راح لحاله.
وكأن
بتحذيره قد ضغط على الجزء الخفي من شخصيتها المقاتلة
لا بجى محدش راح ولا جه انا لا يمكن اجطع صلتي بحد منيهم ان كان جدتي ولا امي سليمة ولا حتى عماتي وعيالهم.....
ېخرب مطنك 
تمتم بها بإجفال لا يصدق مقارعتها له تدخله في سيجال غير مجدي بهذه النظرة التي يكاد أن يغرق في بحرها الأسود وصوتها الناعم بتناقض تام لما تفعله به.
عض على نواجزه ليغلب صوت الحكمة بداخله حتى لا يحملها بذارعيه ليلقيها في مخبأها داخل الإستراحة هي وابنها الذي يتجنب النظر اليه عن قصد حتى لا
 

تم نسخ الرابط