ميراث الندم بقلم امل النصر
المحتويات
ردها
هكدب عليكي لو جولت صحاب بمعني صحاب بجد لأني كان في فعلا ايام الدراسة بس الأيام فرجتنا طبعا من بعد ما تجوزت انا على طول كان حجازي الله يرحمه هو صاحبي ودنيتي كلها.
قالتها بصوت مبحوح تكبح دمعتها من الهطول مباشرة تأثرت روح لتمسح بكفها على ذراعها بدعم تلقته لتكمل بما يجيش بصدرها
بس تصدقي انا فعلا اكتشفت دلوكت اني معنديش حد من سني افضفضله على فكرة الإحساس دا عندي من زمان لو تفتكري يعني انا طلعت لجيت خواتي البنتة كلهم متجوزين يدوب ولاد اختي بس اللي كانوا من سني حتى مرة اخويا لما جات عمرها ما بجت صاحبتي........
او يمكن عندي وانا مش واخدة بالي.
انتي فعلا مش واخدة بالك اخص عليكى يا جليلة الأصل .
قالتها روح بمزاج جعلها تضحك بحق مرددة بأسف
لا والله ما جصديش عليكي دا انتي حبيبتي....
قاطعتها بانفعال كاذب
حبك برص يا بعيدة ما تحاوليش تصلحي هي طلعت وخلصنا......
أصبحت تقهقه معها بضحكات خارجة من القلب والأخرى تدعي الڠضب حتى تمكنت من الرد اخيرا لها بجدية
أومأت لها بتفهم قبل تجاريها في القول
انا فاهمة وجهة نظرك على فكرة ما انا برضك كنت اصغر خواتي بس بصراحة اخويا غازي كان دايما معوضني يمكن عشان الڤرج ما بيني وبينه في السنين مش كبير جوي لكنه بيفهمني وافهمه.
كانت تهز رأسها بصفحة شفافة تظهر عدم اقتناعها نهائي بقولها مما جعل الأخرى تنهرها بافتعال
ردت بكذب مكشوف
لا يا عم وانا اجدر مش بتجولي انه بيفهمك ربنا يخليكم لبعض.
غمغمت من خلفها بصوت مكتوم.
مين يشهد للعروسة!
سمعتك والله.
هتفت بها روح لتشاكسها بمرح
بطلي خبث يا بت هريدي انا عندي ودن تجيب دبة النملة وهي ماشية فاهمة ولا لأ
فاهمة فاهمة.
رددت بها باستسلام مستجيبة للتباسط في الحديث معها لتتابع بغمغمة أخرى فور ان ابتعدت بوجهها قليلا
يا بت بطلي بجولك.
صاحت بالاخيرة منطلقة بالضحك والأخرى تستجيب للحديث الودي لتزيد من الألفة بينهم وقد حسمت روح بداخلها انها سوف تكون اقرب الافراد لها وقد انتبهت اخيرا لشخصيتها بعد ان لفت شقيقها نظرها لهذه النقطة
تبسمت داخلها مستغربة ان استنبط بذكائه هذه اللمحات القريبة من شخصيتها الملعۏن وكأنها درسها من جلسة واحدة عجبك لأمرك يا غازي!
شهقت تلتفت نحو صاحب الصوت بفزع وقد أجفلها بفعلته واضعة كفها بفعل غريزي على موضع قلبها في الأعلى ليزيد عليها بنظرة وقحة بسخرية
وه شوفتي عفريت اياك خير ايه يا نادية
قالها ثم دنى بعيناه نحو الصغير يخاطبه بود
ازيك يا باشا عامل ايه
تبسم له ببرائة كرد على تحيته اما
هي فقد اعتدلت
على الفور بوقفتها تتراجع بصغيرها الذي كانت تمسكه بيدها في الأسفل لترد بحدة
كان واجب تطلع صوت ولا تعمل أي حركة تعرفني بوجودك جبل ما تخضني كدة من ورا ضهري بكلامك.
تلقف قولها ليرد بعتب لائم استشعرت زيفه من نبرته
اخص عليكي يا نادية مكانش العشم دلوك بجينا اعداء يعني ولا غربا عشان تكلميني كدة دا احنا ياما كلنا على طبلية واحدة ولا نسيتي
لا منسيتش.
صدرت منها قوية لتتابع بڠضبها
ومنسيتش كمان ان كنت معتبراك اخويا ولا اكنك حتى شجيج حجازي الله يرحمه.
قالتها بقصد لم يؤثر به بل اتخذه حجة ليدخل في صلب موضوعه
طب زين جوي الكلام ده بعني عارفانا ولاد اصول زيه يبجى ايه لزومه بجى انك تهربي وتسيبي البيت طب حتى راعي حج ولدك ولا افتكري جلب جداته اللي اتحرج جلوبهم بمۏت المرحوم ودلوك بفراج ريحته جالك جلب تعمليها يا نادية....
وانت مالك
صاحت بها مقاطعة له لتردف بعدم تحمل لهذا الضغط المقصود منه
بجولك ايه يا سند الله يرضى عنك انا جاية هنا اطمن على جدي وماشية وفر كلامك دا عشان مفيش منه فايدة...
قالتها وهمت لتذهب وتتركه ولكنه اعترض طريقها فور ان تحركت قدميها يوقفها ليردف غير ابها لرغبتها
انتي كمان عايزة تمشي ولا هامك يا نادية طب سؤال بس انتي ليه رفضاني دا بدل ما تساعدينا نجف في وش فايز اللي كل يوم بيبعت في الناس عشان يجي ڠضب عننا ويبرطع في البيت.... طب افتكري امك سليمة لما تاجي شربات وتذلها.......
كفاية يا سند.
هتفت بها تقاطعه بلهاث وقد اصاب بضغطه على هذه النقطة التي توجعها من الداخل حتى التمعت عينيها تحتج على فعله برجاء
سيبني يا سند خليني امشي وكفاية لحد كدة.
قابل خطوتها بخطوتين منه يغلق عليها طريق المغادرة ليردف بتصميم وقد اغراه ضعفها في هذا الوقت ان يزيد عليها حتى يأتي بنتيجة ما
لأ يا نادية مش هسيبك عشان تعرفي نتيجة اللي هيحصل لو استمريتي بعندك من غير ما تجدري العواقب هو انت ليه جاصدة تذلي الناس الكبيرة على اخر ايامها جدتي سکينة ھتموت على ريحة الغالي اللي حرمتيه منها .
ظهر الإعياء عليها بالفعل نتيجة الضغط المتواصل وهو لا يرحم ضعفها بل يزيد باستماتة حتى ټنهار مستسلمة ثم يسحبها معه الى المنزل او ربما يسعده الحظ ويأخذها للمأذون
كان هذا قبل أن يجفل باليد القوية التي حطت عليه پعنف لتجره من قماش قميصه بحركة مهينة يزأر كالۏحش بوجهه
بتعترض طريجها ليه يا ابن المنتول هي حصلت كمان للحريم!
انتفض سند يحاول فك قبضته عن ملابسه ليهدر بانفعال
اوعي سيب هو انا عيل صغير جدامك ياك ولا انت عشان كبير ناسك تبجى كبير علينا احنا كمان.
لم يتأثر باعتراضه بل زاد بهزه يكبح بصعوبة الفتك به حتى يجعله متسطحا بجوار جده الان في غرفة العناية يهدر له بفحيح شرس
انت تحمد ربنا اني كبير ناسي لأن لو غير كدة كان زماني دلوك ممرضغك في الارض تلحس تراب السيراميك اللي تحت رجلك.
خلاص سيبه يروح لحاله.
صړخت بها من جهتها عله يستمع وقد ارهبها فعله وهذا الجانب المتوحش به لقد كان مخيفا بحق طويلا وضخما وشراسة تثير الړعب بقلب كل من يقف امامه
وهي التي كانت تظن قديما ان سند بجسد فارع وطويل
أمامه بدا صغيرا بحق كالفأر المبلول يهزهزه كخرقة بالية لن تلومه المسكين ان بلل بنطاله الان.
لم يأبه بقولها بل استمر في اندفاعه والآخر في تحديه حتى ايقنت بوقوع قتيل لا محالة لتصرخ به اخيرا متذكرة أمر طفلها
كفاية بجى الواد هيتسرع بسببكم.
في هذه اللحظة فقط استطاع كبح جماح شياطينه ليدفعه من امامه بقوة ويتركه قبل ان يدنو من الصغير الذي التصق بوالدته يخاطبه بحنو.
إيه يا حبيبي دا احنا كنا بنهزر مع بعض أوعي تكون خۏفت.
ظل معتز على وضعه يزيد تشبثا بوالدته التي زاد بقلبها الجزع
على حال طفلها تحدجه بلوم تى يفهم أنه المتسبب في ذلك قبل ان يجعلها قول سند الذي عدل من وضع ثيابه ليدافع عن كرامته المهدورة أمامها قبل أن يذهب
افتكر زين ان عملتك دي لا يمكن هعديها يا كبير ناسك وانتي يا نادية الكلام ما بينا مخلصش .
يا إبن ال........
كتم سبة وقحة يكبل نفسه بصعوبة عن اللحاق به وتأديبه ف الأهم امامه الان هو معتز والذي الم قلبه بهذه النظرة الفزعة التي يوجهها له بالإضافة لسخط والدته والذي لن يلومها عليه استدرك متذكرا جلسته السابقة معه ليخرج له علاقة المفاتيح ومتحكم السيارة يرفعهم أمامه لترضيته مرددا
ايه رأيك تاخد العربية وتمشي بيها
تهللت اسارير الصغير وانبسطت ملامحه ليتناولهم بكفيه الصغيرتان بمرح وكأنه قبل الصلح ونسي ما كان منذ قليل.
ابتهج غازي لفعله حتى رفعه اليه بذراعه يحمله دون استئذان منها يخاطبه
ايوة كدة يا بطل ياللا بجى عشان تسوج بينا...... ياللا معانا انتي كمان يا نادية.
رفرفرت بأهدابها قليلا لتسأله بعدم تركيز
ياللا إيه
رد بانفعال من يملك الحق
ياللا عشان تروحي معانا ولا انتي عايزة تستني تاني في المستشفى الخربان ده بعد اللي حصل فوضيها بجى وخلينا نمشي ولا انت عايزة العركة تحبك من تاني مع اي حد من طرف الواد اللي مشى ده.
برفض قاطع وراسها تهتز باحتجاج
من غير عرايك ولا بلاوي زرجا انا اساسا كنت ماشية يعني شوف مصلحتك انت اللي داخل المستشفي عشانها وانا هشوف حالي .
هتف بحزم لا يقبل الجدال
تشوفي حالك فين انتي ملكيش جعدة تاني هنا اكتر من كدة وانا كلامي مش هعيده حصلينا انا والواد هنسبجك ع العربية.
قالها وتحرك على الفور يذهب بطفلها من أمامها دون انتظار لتتسمر محلها برهة من الوقت تستوعبفعله وقد تملكها الزهول والڠضب لكن سرعان ما استفاقت لتركض للحاق بهذا المچنون مرددة
استني عندك أجف بجولك واخد الواد ورايح بيه على فين
في منزل فايز
والذي كان جالسا على الأرضية مربعا قدم والأخرى مثنية ليسند ذراعه الممسك بذراع الشيشة التي يكركر بها بمزاج رائق وجواره زوجته تضيف على الجلسة بلمساتها ان تعدل من وضع الفحم المتجمر تضحك وتتباسط معه كي تسحب من فمه الكلمات بنعومتها
جدع يا فايز يعني انت جولتولوا انك مراعي صلة الرحم ومش عايز تكبر الموضوع لاجل هيبة العيلة ولا الكلام والحديت عليها
أيوة امال ايه
قالها متابعا بزهو
دا جالي ان هيبجالوا وجفة مع البتين وعيالهم عشان انا راجل بدافع عن حجي لكن هما فين حجهم مدام اتنازلوا الأول ميرجعوش دلوك يشتكوا.
تدخل مالك والذي كان جالسا على طرف الكنبة الخشبية من خلفهما
انا شايف جعادنا لحد دلوك كله وجف حال علينا يا بوي ما نبلغ عليهم البوليس وهو ياجي يلمهم دا انت وارث جزء من ملك ولدك االي ماټ لكن هما فين ورثهم
سمع منه ليعض على شفتيه بحنق يخاطب زوجته
جولي للطور دا يجفل خشمه ويبطل هرتيل بالكلام وخلاص عمال يجول بوليس وبلاوي زرجا عايز يفتح علينا فاتحة المخبل هو فاكرها هينة ياك
أومات برأسها له بموافقة ردا عليه قبل ان تنقل لابنها بتوعد
عندك حج يا اخوي وانت يا واد ابوك بيتكلم صح احنا روحنا واشتكينا للكبار عشان يجيبوا حجنا ويجفوا
معانا لكن لو عملنا زي ما بتجول الكل هيجلب علينا ابوك راجل مش هين.
اومأ لها برأسه وقد أنعشه الوصف والتفخيم به لكن الاخر لم يعجبه الأمر فواصل الجدال
يعني هنجعد تحت امر فلان ولا علان والعيال دي حاطة يدها ع الارض وعاملين فيها اصحابها دا جدي لو حط راسه من عشية محدش فينا هيعرف كان مخبي ايه ولا يملك كام من الفلوس ما تتكلمي ياما احنا هنفضل لحد امتى مستنين
يعجبها قوله ولكنها تخشى ڠضب الأخر فكانت تنقل عينيها بينهما بتردد قطعه فايز بحزم
في ولا مفيش انا جولت نستنى الكام يوم دول مدام سيبناها في يد الكبار يبجى خلصت على كدة ومننفعش نتعداهم فاهم يا مخبل يا ابن المخبلة.
وجه له الكلمات دون أن يكلف نفسه عناء لف رأسه نحوه مما زاد على حنق الاخر لينهض مغادرا على الفور أمام نظرات شربات التي كبحت كالعادة ڠضبها لتبسط وجهها بالابتسام متقبلة الإهانة دون اعتراض مدامت في النهاية تصل لغايتها
فاهمين يا خوي فاهمين انت بس متعصبش نفسك تحب احضرلك حجر تاني ولا اغيرلك مية الشيشة من أصله.
رمقها بنظرة كاشفة فقد اصبح يفهمها اكثر من كل شيء ليتمتم بنزق
اهو دا اللي باخده منك انتي وعيالك واحد يشد والتاني يرخي على اساس اني مش فاهم ولا واخد بالي منيكي انت وولدك جطيعة تاخدكم كلكم.
بخطوات مسرعة خلفه تقارب الركض كي تجاري خطوته الواسعة توقفت اخيرا اعلى الدرج الرخامي وذلك لتوقفه بصغيرها أمام السيارة السوداء الفارهة يشير لها بيده يدعوها
تعالي ياللا انتي لسة هتوجفي
مكانك.
طالعته بلهاث وكأنها تسمرت محلها لا تصدق فعله لقد اجبرها العدو خلفه كالجرو بعد ان خطڤ صغيرها وسبقها به والذي اسعده الأمر هذا الأحمق حتى ظنها لعبة ليطلق الضحكات مستمتعا بعدو والدته خلفه.
بقلة حيلة استجابت تحرك اقدامها حتى وصلت إليه وقبل ان ينبت فاهاها ببنت شفاه وجدته يفتح باب السيارة لها بفعل تراه فقط في الأفلام يدعوها
ممكن تدخلي على طول من غير ۏجع جلب ولت وعجن.
اشتعلت عينيها ليتوهج اللون الأسود بصفاء نحوه رغم حدتها في الحديث
بتفتح باب العربية ليه هو انا مش جولتك اني هينفع اركب معاك انا اتصلت باخويا وزمانه جاي.
كاذبة.
تفوه بها داخله قبل ان يقارعها بقوله
وان شاء على ما ياجي اخوكي هتجعدي هنا مستنياه طب افرضي انا تبعت جنانك وسيبتك ومشيت وبعدها رجع الواد ده اتعرضلك من تاني ساعتها ما تلومنيش لما تلاجيني مفرغ طلق الفرد بتاعي كله في صدره .
قالها بشراسة ارعدتها وقد وصلها انه جاد في تهديده بهذه النظرات المتحفزة لن يثنيه شيء ما دام يأخذ الأمر على كرامته.
ابتلعت غصة حلقها لتذعن مرغمة لرغبته ولكنها تراجعت لتفتح الباب الخلفي إلا أنه فاجأها بقوله
وه يا بت عمي عايزة تركبي من ورا وانا ابان كيف السواج الخصوصي عندك ترضهالي دي يا نادية وانا كبير عيلة
توسعت حدقتيها بإدراك سريع أنه يريدها تجلس بجواره في الأمام لتردف له بلهجة لائمة
ما انا جولتلك من الاول ملهاش لزوم روح انت على طريجك وانا هوجف تاكسي........
نادية......
قطع بنداءه باسمها ليكمل بحزم امر
اركبي على طول ومفيش كلام تاني انتي مع واد عمك كبير عيلة الدهشان مش عيل صغير الناس تجول وتحكي في سيرته
لقد غلبها ادحض حجتها وخمد مقاومتها فلم يعد بإمكانها سوى الاستسلام لتدلف صافقة الباب بقوة بعد ان استقلت بجواره على غير ارادتها.
تبسم هو داخله ليطبع حانية على وجنة الصغير الذي لم يهابه حتى
الان ليهمس له بجوار اذنه قبل ان يتخذ مقعده بجوارها ويقود
ايوة كدة يا صاحبي عايزاك دايما في ضهري دا انت حبيبي والله.
انتظرته حتى دلف معها داخل السيارة ليأخذ وضعه على مقعده قبل أن يتولى القيادة ويدير المحرك حتى تتمكن من أخذ صغيرها ولكنها تفاجأت بفعل معتز الذي هلل بصړاخ وشغف يضع كفيه على
متابعة القراءة