ميراث الندم بقلم امل النصر

موقع أيام نيوز


عائدة لطابقها على الفور تتبعها عيناه وهذه الضحكة المتحشرجة معقبا خلفها
وه يا بوي لدرجاي انا مش باين جدامك.
توقف بعد لحظات على قول والدته
مخدتش بالها من الجلبية الجديدة المكوية ولا حتى وصلها ريحة العطر بتاعك.
تطلع اليها ليرى تجهما يعلو قسماتها وكأنها تخبره باستحالة مهمته غلبه العند كالعادة في الرد عليها 

معلش ياما شوية شوية تاخد بالها المكنش النهاردة يبجى بكرة الصبر الطيب 
اغلقت الباب فور خروجها والټفت لتبحث عن صغيرها لتذهب به الى وجهتها وقعت عينيها عليه على الفور وقد كان قريبا منها محمولا على ذراعيه يتحدث معه بأريحية وكأنهم أصدقاء بالفعل كما يخبرها دوما.
عمو خازي ساحبي.
وبرغم كل شيء وكل ما حدث في الأيام الفائتة برغم الانطفاء به وهذا الحزن الذي اثقل هامته وهجرانه للجميع الا هو لم تتأثر العلاقة بين الاثنان كل ما راه يرفعه اليه يبادله ابتسام لا يصدر الا له يتحدث معه وكأنه رجل كبير يشتكي اليه همه والعجيب هو استجابة صغيرها معه ينصت اليه ولا يمل الاستماع حتى وهو لا يفهم منه شيء لكنه تجده يربت بكفه الصغيرة على كتفه يهون عليه انه بالفعل شيء عجيب ما يجمع الاثنين.
طالت وقفتها في تأملهم حتى انتبه إليها فقام بإنزاله على الأرض مخاطبا
خلاص يا بطل روح كلم ماما ونكمل كلامنا بعدين. 
همس بالاخيرة ليخطف منه قبلة صغيرة قبل ان يتحرك مغادرا يلقي التحية دون أن يلتف اليها كعادته مؤخرا
مساء الخير. 
مساء النور.
رددت بها من خلفه تتبعه بعيناها لقد تبدل لرجل اخر قامته محڼية فقد الحياة التي كانت تشع مع كل خطوة يخطوها مهما تظاهر بالقوة ليخفي ما به لا ينجح
اسبوع مر منذ الواقعة الأخيرة والتي ترتب عليه الطلاق من زوجته وابتعاد فتياته الصغار عنه وحرمانه منهم برغم قدرته على الاحتفاظ بهم وذلك نظرا لصغر سنهم 
موقفه من شقيقته وما حدث اشياء تكسر الظهر انها بالفعل أصبحت تشفق عليه.
تنهدت بثقل تنفض رأسها من الأفكار المتلاحقة لتتناول كف طفلها والذي كاد ان يبتعد عنها ليواصل اللعب بالكورة المطاطية والتي تركها منذ قليل.
زام بصوت رافض لتتركه ولكنها اصرت لترفعه اليها وتهادنه بقولها 
الكورة جاعدة مكانها تعالى معايا تشوف خالتك روح الاول .
لسة برضك مش راضي يدخلي
توجهت بالسؤال نحو شقيقتها والتي كانت ترفع صنية الطعام من فرق الفراش من جوارها بعدما اجبرتها على تناول بعض اللقيمات والتي ردت تجيبها
ما هو بيطمن عليكي دايما يا روح لازم يدخلك يعني
قارعتها بإصرار
ايوة لازم يدخلي يا نادرة انا روحي متعلجة بيه وهو روحه متعلجة بيا في حد يجدر ينسى روحه
اطبقت على شفتيها الأخيرة لا تجد ردا لها لتلتف مغادرة بالباقي من الطعام تاركة الغرفة لها ولشقيقتها الكبري التي كانت تصلي في هذا الوقت وفور ان انتهت نهضت تطوي السجادة ثم لتخلع عنها رداء الصلاة قبل ان تتدخل بقولها
سيبي اخوكي في حاله يا روح ربنا يعينه ع اللي هو فيه فوجي انتي لنفسك بس وجومي من تعبك ده عشان تطلعيلوا وتشوفيه بنفسك.
تساقطت الدموع من مقلتيها لتعلق الأخيرة جوارها بسأم
يووه علينا عاد مش هنبطل احنا بكا ونواح..... خليكي كدة يا روح عشان متجوميش منها الرجدة دي تاني وتقضلي كدة لحد ما ټموتي ولا يجيكي المړض محدش هينفعك ساعتها يا ناصحة.
رفعت رأسها اليها تخرج كلماتها بإجهاد
ما انا مش جادرة اوجف يا وجدان الظلم عفش ولما يجي من أجرب ما ليكي دي حاجة واعرة جوي بت عمك بنعمل معايا كدة ليه ان عملتها ايه عشان تفتش في حاجتي وبعدها تتهمني في شرفي دا انا لو واحدة غريبة عنها هتجدر اني ولية وليا حج الستر عليها مش تجيب وتكوم عليا من غير ما تعمل حتى حساب لكرامة جوزها ولا سيرة بناتها اللي ممكن يطولهم الأڈى لو الكلام اتوسع وكبر والتانية عمي بيوجف معاها وبجويها عليا والله العظيم دا حرام .
بجدية ليست بغريبة عن شخصيتها الواقعية دوما
دي حاجة مش غريبة على عمك ولا حتى غريبة عن فتنة نفسها اللي اتربت على ان غازي العيل الصغير خد مكان ابوها زي ما كانت بتسمع دايما ودا اللي خلاها عمرها ما حبته وعشان كدة دايما كانت بتحاول تكسر كلامه وهو يغلبها بسطوته عشان يكسر شوكتها وما تزيدش في الفرعنة على خلق الله لكن للأسف..... برضوا مجدرش عليها عشان نفس خبيثة.
اخوكي اتظلم لما اتجوزها واتظلم لما شال حمل عيلة كاملة متعلجة في رجبته وهو مسكين حتى شبابه ملحجش يعيشه زي كل اللي كانوا في سنه مش جادرة اجيب اللوم على جدك اللي شاف فيه صفات القائد اللي كد المسؤلية بس في نفس الوجت مش جادرة اسامح انه ورثة شيلة فوج طاجته
تنهدت بأسى تنظر في الفراغ متابعة
شيلة جلبت عليه الكره والجحود رغم كل اللي بيعمله.
الټفت اليها بنظرة تحمل داخلها لوما رأته جيدا روح لتقر مضيفة لها
وانا كمان عليا جزء من المسؤلية مش هو دا الكلام اللي عايزة تجوليه
انتي شايفة ايه
طبعا شايفة ان معاكي الحج
ارتخت معالمها بعد اعتراف شقيقتها بالحقيقة المؤلمة لتعقب لها
يعجبني شجاعتك يا بت ابوي.
طالعتها بنظرة ساهمة قبل ان تقطع الصمت بقولها
مش عايزاكي تزعلي مني ولا تتعصبي بس انتي حجانية يا وجدان حتى لو كان كلامك احيانا بيبجى جاسي بس يكفي انك بتراعي العدل ممكن اسألك سؤال.
فهمت الأخرى على المغزى من خلف كلماتها لتخرج بإجابة السؤال الذي لم ينطق بعد
لأ يا روح.
لأ ايه
لأ مش هينفع جوازك من عمر وانتي عارفة كدة كويس بس بتنكري.
سمعت منها للتتجمد ملامحها بأسى تعمدت تجاهله الأخرى لتتابع ببأس
أجيبلك من الاخر يا بت ابوي النسب دا زي اللبن يعني مينفعش يتعكر واصل ودا مكانش عكار وبس دا وصل للكرامة كرامة اخوكي من اللي بيتجال في حجه من عمك وبته هو كان مفكر أنه يجدر يكسره ويجوزك ولده لكن اخوكي رفض وسابه يضرب راسه في الف حيط بعد ما ضم بته جمبه ودا مخليه زي المچنون اخوكي واجف معاكي وفي ضهرك رغم كل اللي شايفه.
وانا هرفع راسه يا وجدان لو اضطريت ادوس على جلبي تحت رجلي كله الا كرامة اخويا ولا انه يتجرح بكلمة تتجال في ضهره. 
قالتها بقوة نابعة من داخلها لتستطرد بحريق قلبها الذي يأن ۏجعا
أما بجى اللي ظلمني واتسبب في كل اللي حصلي
انا واخويا فربنا كفيل بيهم منهم لله .
ونعم بالله. 
تمتمت بها وجدان من خلفها قبل ان تلتف نحو الباب مع دخول شقيقتها الأخرى نادرة تصحب من خلفها نادية والتي هللت بعزوبة فور ان دلفت الى داخل الغرفة
بسم الله ما شاء الله عيني عليكي باردة النهاردة ايوة كدة يا جمرنا اصحي ونوري الدنيا بطلعتك البهية
أيوة يا ولدي انا معاك اها.
أيوة يا خالة رئيسة عاملين ايه البنات معاكي
زين وعال العال اطمن عليهم دول في عنيا الجوز. 
تسلم عنيكي يارب انتي عارفة ان لولا وجودك معاهم والله ما كنت فرطت فيهم بس انا كمان مش عايز اكون جاسي ولا احرمهم من حضڼ الأم في السن الصغيرة دي حتى لو هي....... انا جلبي مطمن انهم في رعايتك انتي يا خالة رئيسة. 
تشكر يا ولدي ربنا يعديها بالستر تحب تكلم البنات.
ياريت يا خالة يرضى عنك يارب .
اللهم امين..... بت يا ايه انتي يا بت خدي كلمي أبوكي وخلي اخواتك يكلموه معاكي.
تناولت الهاتف الصغيرة وتحركت نحو غرفة شقيقاتها لتعود المرأة الى ما كانت تعمل عليه في السابق في طي الملابس وترتيبها داخل أدراج خزانة الملابس فجاء صوت ابنتها من خلفها باحتقان
بلاها منه الكلام ده والمحلسة ياما مش هيجيب فايدة اسأليني انا .
تركت رئيسة كوم الملابس من يدها لتستدير اليها قائلة
ومين جالك اني بعمل كدة عشانك حتى لو كان في مخي اني افتح طريج ود معاه يمكن يحن بعدها ويردك بس كله في الاخر عشان البنات هما اللي يستاهلوا مش انتي.
صاحت بها بتبجح اعتادت عليه معها
تاني برضك هتخربطي في كلامك معايا ما تراعي يا مرة انتي ان انا اللي بتك يعني انا الأحج انك تبصي لمصلحتي
اااه زي ابوكي كدة ما عمل يا عين امك 
اردفت رئيسة بتهكم لتقترب منها موجهة عينيها نحو خاصتي الأخرى مباشرة تخاطبها
انا اللي عايزة اعرفه دلوك عجلك كان فين لما خربتي الدنيا عليكي وعلى بت عمك غلطت معاكي في ايه عشان تععملي فيها كدة
انتي لسة هتسألي تاني خبر اييه هو انتي مسلطة عليا زيهم 
صړخت بها في وجه المرأة والتي لم تأبه لها بل واصلت
لاه مش مسلطة يا فتنة بس كمان انا مش حمارة عشان امشي على هواكي أو احط مركوب في خشمي وما اتكلمش ابوكي اللي فرحانة بيه وشايفاه واجف معاكي دا لو راجل صح كان سفخك بدل الجلم اتنين
يضربني انا جلمين
أيوة يضربك جلمين عشان ساعتها جوزك كان ڠصب عنه هيرضخ ويجبل بالصلح بعد عملتك المهببة لكن لا كيف يفوت الفرصة على واد اخوه كيف يخليها تعدي من غير ما يثبت للكل انه ميستحجش بجى دا فعل كبار بأمانة الله يا شبخة وانتي..... ايه استفدتي دلوك بعد اللي حصل
بوجه ممتقع تكتفت تطالع والدتها تهتز في وقفتها بانفعال مكبوت حتى خرج صوتها بفحيح
استفدت اني كشفتها وكشف وشها البريء جدامكم الكل بجى عارف بحجيجتها في العيلة وحجيجة الواد الأهبل اللي كانت موعداه بالجواز واللي لو حصل دلوك يبجى الكلام ثبت عليها دي عندي اهم من أي شيء لانها الحاجة الوحيدة اللي مبردة ڼاري ياما.
بنهاج شديد ارتدت رئيسة بأقدامها عنها للخلف لا تصدق كم الحقد الذي يسكن قلب ابنتها تعلم جيدا أنها ورثت هذا الجزء من والدها ولكنها تفوقت عليه انها بالفعل أصبحت مخيفة
على مدخل الغرفة توقفت قليلا ترمقه بأسى وقد كان واقفا
بشرفة غرفته يضع كفيه بجيبي بنطاله البيتي قاطب الجبين بملامح متجهمة ارتسمت جليا رغم شرورده.
تنهدت تجسر نفسها حتى اقتربت منه تخاطبه بتردد
مساء الخير يا عمر.
التف البها متجاهلا الرد على التحية ليسألها مباشرة
عملتي ايه روحتيلها
اضطربت تتهرب النظر عن قرب في الرد عليه 
بصراحة معملتش حاجة ومجدرتش اروح .
طالعها بحدة لتبرر له على الفور
يا واد ابوي ما انا مينفعش اروحلها بعد ما نبهت بالرسالة اللي بعتتها ان مروحش غير لما تبعتلي ثم كمان انا عرفت انها تعبانة صح.
عرفتي منين
من اختها نادرة اصلي جابلتها في الطربج وانا جاية على هنا بتجول ان بجالها أكتر من سبوع
راجدة والدكاترة رايحة جاية عليها.
سألها بخشونة اختلطت بقلقه
ولما هي بالحالة دي مخطفتيش رجلك وروحتي عدلي عليها ليه ايه اللي جابك على هنا جبل ما تروحي وتطمني عليها
ابتلعت بتوتر شديد لتردف الكلمات بصعوبة
ما هي كمان جالتلي مينفعش اروحلها. 
انتي بتجولي ايه
صاح بها يزيدها ارتباكا في الرد عليه
والله زي ما بجولك كدة انا مش فاهمة ايه اللي حاصل معاها بس واضح كدة ان الموضوع فيه نكد..... بخصوص جوازك بيها عشان كلام نادرة كان واضح معايا لما جولت اني عايزة اروحلها اطمن عليها..... جالتلي استنى على زيارتك دي على ما نشوف الدنيا هترسى على ايه
يا سلام. 
تمتم بها زافرا بحدة ليلتف نحو الخارج يستند بكفيه على حاجز الشرفة الحديدي يردف بتفكير متعمق
طب لو كانت تعبانة صح مش جادرة تضغط وتكتب حتى رسالة تجولي ع اللي بيها حاسس جلبي مش مطمن يا جميلة.
كانت تشاركه نفس الشعور ولكنها مجبرة الا تزيد عليه بظنونها لابد من التريث والصبر حتى تتضح الامور 
دوى هاتفه بصوت ورود مكالمة رفعه اليه على الفور بلهفة ظنا أن تكون هي لكن خاب امله برؤية الرقم الاخر ليغلق بقرف حتى اثار الفضول لدى شقيقته لتسأله
نمرة مين دي اللي كل شوية تجفل في وشها
اجابها بعدم اهتمام
ناس كان بيني وبينها مصالح وخلاص فضت على كدة يعني ما عدتش ليها عازة خلاص.
اسفل المظلة التي وضعت في الهواء الطلق داخل احدى حدائق الفاكهة الكبرى وقد جلس يراجع مع إحدى المختصين ملف كامل عن المصروفات والخسائر وما تم تعويضه من ارباح ببيع طلبيات كاملة وما تم تخصيصه للتصدير.
كويس يا شنودة براوة عليك الحسابات بالملي 
اومأ المذكور بكفه على صدره بامتنان يجيبه
الله يبارك فيك يا كبير احنا بس بنراعي ضميرنا في الشغل ودي اهم حاجة.
طبعا امال ايه جدع يا شنودة سيبني انت دلوك اراجع عليهم براحتي 
ذهب الشاب وتركه يراجع بتأني في الأوراق أمامه حتى أتى عارف ينضم اليه ليجلس على الكرسي المجاور له
عم غازي اخبارك ايه يا كبير
ترك الأخير ما بيده لبعطيه كامل الانتباه في الرد عليه بروتينة
زين والحمد لله اهي ماشية. 
لم يكن عارف بالغبي حتى يتجاهل هذا الجمود منه خصوصا وهو يرى تعمد الهرب بعينيه عنه
غاااازي احنا اكتر من الأخوات حطها في بالك دي.
تطلع اليه بتمعن ليسأله بوضوح
يعني عايز تفهمني انك واخد الموضوع عادي والله ما اصدج انا نفسي مش جادر اجل عيني فيك.
ليه بجى متحطش عينك في عيني انت واد عمي وهي بت عمي اللي انا حافظ وعارف تربيتها زين.....
توقف برهة ثم تابع بتنهيدة مثقلة
حتى لو كان عجلها شرد في حتة تانية او جلبها مال لغيري زي ما هي شايفة.... لكن انا متأكد من أخلاجها ودي مفيهاش نقاش.
طالعه بنظرة غامضة تحمل داخلها الكثير والكثير وكأن الكلمات احتجزت داخله ولا يقوى على الإفصاح عنها ليأخذ وقتا في هذه الحيرة حتى قطع ليطرق بعصاه عن الأرض متمتما
الله يلعنك يا فتنة مش جادر ادعي ولا ازود عليكي.... منك لله.
حاول عارف تهدئته ملطفا بالكلمات
شيلها من مخك يا واد عمي متستهلش التفكير فيها والله.
هي متستاهلش بس عيالي يستاهلوا وانا إيدي متربطة مش هاين عليها احرمهم من امهم في العمر ده.
شرد بعينيه يقول 
انا کرهت البلد وکرهت كل حاجة فيها.
ردد خلفه يشاكسه بالمزاح
كل حاجة كل حاجة يعني کرهت اخوانك البنات مثلا ولا الغلاسة على عيالهم کرهت واد عمك اللي جاعد جصادك ولا تناحته معاك
لاحت على جاتب ثغره ابتسامة استجابة لتفكهه فتابع يستدرجه بمكر
طب کرهت حبيبك معتز ولا.......
بلاش يا عارف.
قطع عليه قبل أن يكمل وقد فهم مقصده ليردف بتجهم زاد اجهادا
اهي دي بجى من أهم الاسباب اللي بتوزني اسيب البلد واهج خالص. 
ليه كدة
عشان هو كدة انا تعبت من ۏجع الجلب.
على الارض
 

تم نسخ الرابط