ميراث الندم بقلم امل النصر
المحتويات
خبر مهم مثل هذا حتى وبرغم علمها التام بخطۏرة ما تغعله لن تغلبها الحيلة.
دلفت جليلة اليها داخل الغرفة بعدما عادت من منزلها في ميعادها اليومي كالعادة كانت قد غفت بجوار ابنها على التخت بعدما استبد بها القلق والضجر نتيجة لقاءها بهذا البغيض ثم نجدتها بالفرار منه بفضل بسيوني والذي لم تعلم كيف وجدته فجأة امامها هل كان الأمر بالصدفة ام هو مراقبا لها مما زاد عليها وارهقها بالتفكير حتى لم تجد راحتها سوى بالنوم لتستيقظ الان بفضل نداء والدتها
تطلعت الأخيرة حولها لتجد الظلام بالفعل قد حل مما جعلها تعتدل على الفور مع مداومة والدتها بالحديث
نايمة بعبايتك السودة انبي شكلك نمتي من ساعة ما جيتي وحتى ولدك كمان نام معاكي طب عشيه الاول
على الاقل عشان ميصحاش في نص الليل ويجولك انا جعان حريم خايبة صح دا انا مرضيتش اتعشى مع اخواتك يا زفتة اجي الاجيكي مخمودة.
خلاص يا ام عزب متزعليش نفسك انا هجوم دولك اسخن نتعشى احنا الاتنين الاول وان كان على معتز هبجى اصحيه كمان بالمرة بعد شوية كدة.
ردت جليلة بوجه عابس
طيب يا اختي بس متعوجيش اروح اصلي انا على ما انتي خلصتي.
صدح صوت جرس المنزل ف انتبهت نادية توقف والدتها التي كانت على وشك الخروج اليه
لم تجادلها جليلة لتخرج باتجاه المرحاض القريب بالطرقة وذهبت هي لترى من الطارق وكانت المفاجأة حينما وجدته أمامها حتى انها لم تصدق عينيها لتظل لفترة من الوقت تحدق به بعدم استيعاب حتى قطع هو الصمت بقوله
إيه مش هتجوليلي حمد الله ع السلامة
قالها بجمود يماثل هيئته وهذه النظرة الغامضة التي يرمقها بها لتضع بقلبها شعور عدم الارتياح ف ابتعلت لتردد بتماسك مزيف
ارتسمت نصف ابتسامة على زاوية فمه ليعقب على قولها
واديني واجف بطولي جدامك معناها اني جيت هتسببني كدة من غير ما تجوليلي اتفضل!
بدا التردد جليا على صفحة وجهها ما بين استهجان لطلبه المباشر لها وما بين ورفض تود البوح به ولكنها لا تجرؤ.
ضاقت عينيه وكأنه يقرأ جميع ما يدور برأسها ظل صابرا حتى لبت طلبه على استحياء تزيح بجسدها عن الباب
دلف لداخل الاستراحة يرمقها بطرف عينيه قبل ان ينتبه على صوت جليلة التي تفاجأت بحضوره
وه غازي الدهشان وصل من السفر حمد الله ع السلامة يا غالي.
الله يسلمك يا خالة.
تمتم بها يستقبل ترحيبها بحفاوة ليصافحها قبل ان يخلع سترته ثم يجلس مقابلا لها بالقميص المنشي الابيض والبنطال الأسود امام ابصار تلك المصډومة من فعله لتغمغم داخلها
نادية!
هتفت جليلة منادية بإسمها لتلفت انتبهاها لها ثم تأمرها
روحي اعملي كوباية عصير ولا حاجة لواد عمك ولا تعملك جهوة احسن.
توجهت بالاخيرة نحوه فجاء
رده مخالفا
لا دي ولا دي يا خالة انا راجع من السفر عليكم على طول ھموت من الجوع عندكم عشا اتعشى معاكم
وه انت بتسأل دا احنا عندنا الخير كله يا ولدي شكلك واد حلال وحماتك هتحبك جبل ما تاجي على طول كانت داخلة تسخن ياللا نادية سخني كل اللي في التلاجة.
أومأت تحرك رأسها بزهول يشل افكارها لتزعن على مضض لتنفيذ الأمروقبل أن تستدير بجسدها أوقفها بقوله
ياريت يا نادية لو فاضل محشي من بتاع امبارح تلحجيني بطبج ولا يكون خلص وانا مليش نصيب ادوج منه .
لاه والنعمة فيه مش بجولك واد حلال.
صاحت بها جليلة بلهفة تخبره قبل ان تعيد بتوجيه الأمر نحو تلك التي ما زالت لا تستوعب حتى الان ما يحدث أمامها وهذه الاريحية المبالغ فيها منه
سخني الحلة كلها يا نادية دا باين غازي وصل النهاردة مخصوص عشان يفتح نفسنا والله حمد ع السلامة يا غالي.
تسلمي يا خالة امال فين الواد معتز واد يا معتز .
معتز نايم هجوم اصحيهولك
في صالة منزله الجديد وبعد انتهاء الزفاف امام المراة التي تتوسط الحائط وقف يتطلع لنفسه الان بها في انتظار خروج العروس اليه الى حين أن تنتهي من تبديل ملابسها يتسائل داخله
أين هي فرحة العرس.
لقد فعل كل شيء ليلة حناء صاخبة شهد عليها القاصي والداني وقد ذاع صيتها على كل ارجاء البلدة وما حولها واكثر نظرا للشهرة الواسعة التي يتمتع بها النجوم الذين أحيوها والفرقة والفقرات المتنوعة والذبائح ثم اليوم وهذا الزفاف الاسطوري في القاعة الفخمة في المحافظة
انه لم يترك شيء للتفاخر والزهو حتى انه اندمج مع ما يحدث بالأمس وظن انه قد نسي وعاش ليلة الأمس بفرحها وصخبها ولكن ومع بزوغ الصباح ورؤيته بالصدفة لها اثناء مرور السيارة التي كانت تقلها مع هذا المدعو زوجها وابن عمها لقد كانا يضحكان يعيشان السعادة التي كان يوعد نفسه بها معها
انتفض يستفيق من شروده مع صوت فتح الباب ثم خروج هذه الصغيرة والتي تقدمت حتي وصلت اليه
كانت كالكتاب المفتوح أمامه ليس بها الخجل الذي يتوقعه الرجل الشرقي من عروسه في ليلة كهذه بل هي امرأة راغبة نظرتها مشبعه بإعجاب قادر على ارضاء غروره كرجل بدعوة صريحة للغرق معها في بحر العسل ولكنها ليست هي
ليست عروسه التي تمناها ودفع ثمن الوصال بها من عمره ليست هي الحلم الذي عاش من أجله ليست هي من كسرت قلبه الذي ذاب عشقا بها حتى أصبح خيال رجل في انتظار اكتمال لن يحدث.
ولكنه الان على أرض الواقع والمفروض به ان يفرح ان يتجاوز ان يكون عريسا لهذه العروس
صدرت شهقة مجفلة منها بعد أن طوقها فجأة بذراعه بوجه متجهم ليس له أي صلة بما كانت ترسمه في خيالها ازدردت ريقها بتوتر تحاول السيطرة على خفقان قلبها وسبابته تمر على ثغرها يحدثها بصوت وكأنه يأتي من البعيد بعد أن تاهت بهذا الوجه الغريب منه
لتكوني خاېفة مني
ها.
تمتمت بها بعدم تركيز ثم سرعان ما حركت رأسها نافية رغم فزعها بالفعل منه
يبجى أحسنلك تخافي
امممم دوج يا واد الحلاوة دوج يسلم ايدين اللي عملته اول مرة اكل محشي كرنب بالحلاوة دي.
عقبت جليلة ضاحكة وكأنها تلبست الدور هي الأخرى تسلم ايديها هي بجى ما هي نادية هي اللي عملاه وانا والنعمة ما اعرف اعمله بالحلاوة دي زيها
نقل بنظره نحوها بغزل مبطن
رغم ان جدتي كانت حاكيالي عن طعامته بس والله حسيت بنفسها فيه..
حسيت كيف يعني
سألته بتحفز رافعة حاجبا واحدا بشړ قابله بعبث ابتساماته المستفزة لها وتباسط والدتها معه يجعل عقلها على وشك الانفجار فما يجري حولها الان يشعرها وكأنه.......
نفضت رأسها رافضة الفكرة ان تطرا بعقلها من الأساس لتضع همها في الطعام ولكن كيف لها التناول وسهام انظاره المتربصة لها منصبة عليها ولا تتركها
كفاية يا ولدي دا باين النوم غلبه من تاني ومعدتش فيه نفس للوكل اساسا.
هتفت بها جليلة بالإشارة نحو معتز الذي غفى بالفعل على صدره قبل ان تنهض من محلها مردفة
هات اخده اغسله وشه وخشمه جبل ما احطه يكمل نومه ع السرير من تاني.
خليكي انتي كملي وكل انا اللي جايمة عشان شبعت.
لا انتي استني يا ناادية.....
تفوه يوقفها بكف يده التي صدرها امامها لتلتزم محلها على مضض يكتنفها احساس انه قد تجاوز بالفعل ولابد لها ان توقفه انتظرت حتى ذهبت والدتها بصغيرها لتبادره السؤال
نعم كنت عايزني استنى ليه
لم يكترث لحدتها بل ادهشها بتحول ملامحه فجأة لتغلف بتجهم تناقض تماما مع هيئته منذ قليل يجفلها هامسا بأعين تطلق شررا من الچحيم
طلعتي ليه من غير ما تبلغيني ولا تبلغي حد من الرجالة بسيوني دا اللي رازعه تحت امرك وامر معتز مكنتيش جادرة تديله خير
اكتنفها فزع كاد ان يوقف
قلبها في البداية من هيئته لكن سرعان ما تمالكت لتغلبها روح العند في الرد عليه
وافرض يعني معملتش كل اللي جولت عليه دلوك انت مالك عشان تيجي وتحاسبني كدة
لم يكن متوقعا لهذا الرد منها على الاطلاق حتى ارتدت رأسه للخلف بمفاجأة ليستوعب قليلا فينحي هذا الجزء الصارم في شخصيته ليخفف من حدته قليلا حتى يقتنع رأسها العنيد وليعطيه الله القوة حتى لا يضعف امام العيون الساحرة تلك
يعني انتي معرفاش بحاسبك ليه ولدك دا اللي مسؤلية امنه في رجبتي لو حصله حاجة لا قدر الله ساعتها هيبجى ايه وضعي انا..... الزفت ناجي كان هيقدر يجرب منك لو ماشية مع حد من رجالتي
انتي مغلبة عندك ليه على مصلحة وأمان ولدك
رددت خلفه پصدمة محتجة
انا مغلبة عندي على مصلحة ولدي ليه ان شاء الله عايزه اذيته يعني
رد موجها لها سؤاله المباشر
بعد اللي حصل النهاردة معترفة ان اللي عملتيه صح ولا غلط
عملت إيه وانا ايه ذنبي لو الزفت......
قطع مانعا عنها الجدال او التبرير مرددا
معترفة باللي عملتيه صح ولا غلط
اجبرتها حدته هذه المرة على الرد لتطالعه بوجه ممتقع
انا ممكن اكون غلطت في حاجة واحدة بس هي اني مبلغتش بسيوني....
يبجى اعترفتي ومن هنا ورايح مفيش فرصة تاني للغلط اللي اجوله يتسمع ومن غير مراجعة.
من غير مراجعة!
ايوة من غير مراجعة ولاحظي اني بتكلم معاكي وبحاول اقنعك كواحدة عاجلة لوحدينا من غير ما ادخل اخوكي ولا امك
معانا وانتي عارفة طبعا رأيهم ساعتها هيبقى مع مين
.... يتبع
الفصل الواحد والثلاثون
دلفت اليه داخل الغرفة وقد كان جالسا متربع القدمين على الفراش يشاهد بتركيز شديد بالشاشة العملاقة الملعقة امامه على الحائط إحدى مباريات المصارعة الحرة قبل ان تجذب انتابهه بقولها الساخر
اخيييييه ع الجرف ولا الريحة المعفنة خبر ايه يا ناجي هو انت اتسبحت في الطين بجلبيتك اياك ييييي.
تطلع نحو ما تمسكه بيداها وتشير عليه جلبابه الذي توسخ بالطين داخل حوض البرسيم والذي وقع بثقله داخله بدفعة غاشمة لهذا الثور بسيوني يذكر انه قد خلعها مع جميع ما كان يرتديه بسلة الملابس قبل ان يستحم.
ردد مقلدا نبرة صوتها بسخرية وحنق يتسائل
ييييييي! ولما انتي جرفانة جوي كدة سحبتيها ليه من سلة الغسيل وجاية ماسكاها بطرف يدك ايه اللي غاصبك
قابلت صيحة انفاعله ببرود لتضيف عليه بسماجة
يعني دي جزاتي يا واد ابوي اني عايز اطمن واعرف ايه اللي حصل وخلاك تتبهدل كدة اتكعبلت في حوض مروي جديد من غير ما تاخد بالك يعني ولا اتزحلجت في زيطة في الشارع ولا ديب طلع عليك ومرضغك.....
ديب لما ياكلك ويكسر عضمك کسير ما تغوري يا فتنة انا دماغي بتاكلني من الصبح ونفسي الاجي حد افش غلي فيه غوري بغتاتك دي.
أتت رئيسة على صياحه العالي لترى ما الذي اصابه
مالك يا ناجي بتزعج ليه وانتي ايه الجلبية الزوبطة اللي مسكاها في يدك دي يا بت
توجهت بالاخيرة نحو فتنة بالإشارة على الجلباب الذي تمسكه بيداها ليسبقها ناجي في الرد
بتك بتستهزأ بيا ياما جاي تتمسخر على جلبيتي اللي اتربرت في الطين لما كنت بجري على شوية عيال حرامية
ردد بها متقمصا دوره حتى اثار ابتسامة شقيقته والتي عقبت تدعي الأسف
وه يا واد ابوي كل ده حصلك انا مسكت الجلبية وجيت اهزر معاك لكن مكنتش اعرف ان كل دا حصلك دا انت على كدة بطل.
رمقها بسخط فرائحة السخرية المبطنة في كلماتها تجعله يود القفز من محله حتى يهجم عليها ويخرسها بالقبضة القاټلة كما يرى الان أبطاله المفضلين على شاشة التلفاز ولكنه اضطر للسكوت معطيا الدفة لوالدته في توبيخها والتي وللعجب تقبلته صامتة بأدب القرود مما زاد من دهشته حتى فاجئته بقولها فور خروج والدته حاملة معها الجلباب من أجل تنظيفه
يعني انت متأكد انهم كانوا حرامية مش حد من رجالة غازي الدهشان ولا من الكلاب اللي مكلفهم بحراسة المحروسة هي وولدها
اديكي جولتي كلاب.
اوقعته بلسانه لتضحك مغيظة له بملئ فمها لتضاعف من إغاظته بقولها
وكان عليك من دا كله بإيه بس بتصدر عربيتك جدامها وتوجفها زي العيال التلامزة في نص الطريج طب بذمتك دي عمايل كبار بتوجف حالك من الجواز وتجيب لنفسك الأذية عشان واحدة زي دي ايه جيمتها دي
قالت الأخيرة بازدراء يثير الدهشة حتى بزغت ابتسامة متلاعبة على جانب فمه يقلب الامر عليها وقد وجد ضالته في استفزازها هو الاخر بعدما كشفته وعلمت بما اصابه لتتخذها بابا للاستهزاء به
وهي دي محتاجة سؤال يا فتنة بتسألي على جيمتها على أساس يعني ان انتي متعرفيش جيمتها وهي عاملة كيف رغيف الرغفان اللي طالع من الفرن حالا ملهلهب كدة ويطلب الاكال العيون الكحيلة الممتوحة لورا بوسعها والرموش الطويلة ولا البياض ولا خدود التفاح اللي تغري الواحد انه
ي.....
ضغط بوقاحته وذكر مميزات الأخرى عنها حتى اجبرها على الصړاخ به كي توقفه
اهدى شوية يا حبيبي وكفياك تريل عليها أحسن تضر نفسك لا اخوها هيعتجك لو سمع كلامك ده ولا الأهطل التاني اللي عاملي فيها حامي الحمى عشان يتجوزها فاكر كدة انه ممكن يغيظني ميعرفش انه بيغيظ نفسه لما يحط واحدة زيها في مكاني اناا
ولا اجولك على فكرة احسن انتي اسأليها زي اللي في القصة المعروفة دي وجوليلها يا مرايتي يا مراية مين أحلى واحدة في الكون أنا ولا بنت هريدي واجعدي كرري كدة كتير لحد ما يطلعلك اللهم يحفظنا وياخدك معاه.
ختم بضحكات سمجة زادت باشتعالها لتصرخ به ساخطة
دمك تجيل يا ناجي حتى هزار مش عارف تهزر
كان يهبط من طابقه الثاني واصوات الضحك والمزاح مع صغيراته تصل لخارج المنزل وقد باتوا ليلتهم السابقة معه بعدما بعث اليهم فور ان حطت قدميه داخل المنزل بعد عودته من القاهرة يحمل أصغرهم والاثنتان الأخرتان تعلقن بجلبابه كالعادة كان مندمجا بمداعباته لهم حتى أجفلته بعض الاصوات الصادرة في الأسفل ليفاجأ بها جالسة بجوار جدته على الاريكة
يا صباح الجمال.
غمغم بها داخله كم ود ان يتفوه بها امامها معبرا عن امتنانه لها ان يلتقي بوجهها الحسن على بكرة الصباح لهو شيء يستحق الاحتفال
صباح الخير يا جماعة.
القي بالتحية بصوت عالي على أسماعها واسماع جدته والتي ردت على الفور بابتسامتها السعيدة بحضوره وحنانه نحو صغيراته
صباح الفل يا عين جدتك صاحي بدري اكيد بسبب مضاريب الډم التلاتة طب مش كنت
متابعة القراءة