ميراث الندم بقلم امل النصر
المحتويات
حياتنا الطبيعية يعني الحاجات دي مش سمة اساسية في بلادنا ومش في كل البلاد كمان عشان تعرف.
مش في كل البلاد.
ردد بها من خلفه يتصنع الحرج بدراما كادت ان تضحك غازي لولا نيران الڠضب التي تغلي بداخله فتغاضي يخاطبه
بجولك ايه انت مش كنت عايز تتفرج ع البلد النهاردة جبل ما تمشي انا هبعت معاك بسيوني دلوك يخليك تشوفيها حتة حتة وبالمرة تاخد فكرة على ملك الدهشان والأراضي اللي نملكها .
حلو انا كمان متشجع للمشوار ده كلمت فراج ابن اختك وجدان من شوية بس قالي انه هيوصل والدته تصبح ع العروسة مش انتوا عندكم صباحية بردوا للعرسان
بذكر العروس امامه استدرك غازي
ليتمتم وكأنه وجد الحل لمعضلته
روح ازاي كانت تايهة عني دي
وفي منزل العروس
والتي وقفت امام شقيقاتها بوجه تلون وانسحبت الډماء منه كطفل مذنب يلجمه الخطأ حتى عن الرد
يا بنتي مالك ما تردي وطمنينا.
اطرقت تبتلع ريقها بصعوبة وخرج ردها بخجل شديد
ارد اجولك ايه بس يا وجدان الحمد لله.
تدخلت نادرة تردد خلفها بمرح
حمد لله طب ما تعرفيني انتي بتحمديه على ايه طمني جلبنا يا بت عشان نحط صباعنا في عين التخين فين الحاجة
استجمعت شجاعتها تتذكر قوله لها بالأمس لتخبرهم
شهقت شقيقتها تتخصر باستهجان تقارعها
اسم الله عليكى يا ختي وعلى جوزك احنا مش أي حد يا ماما احنا اخواتك ولينا حج عليكي فيها دي.
حج ايه يا نادرة
هتف بها يقتحم عليهن الغرفة اجفل الشقيقتان لتمتم المذكورة تكذب بحرج
يعني هيكون ايه بس يا عم عارف دي حاجة بيني وبين اختي اطلع منها انت بس يا عريس وسيبنا نستفرض بيها اللحظة دي اطمن مش هنعوج عليك
اللي تجصديها دي.
زام بفمه يردف بها باتسامة خبيثة أخجلت المرأتين
هي مش جالتلكم برضوا ان دي حاجة بيني وبين جوزي
وه خبر ايه يا عارف
غمغمت بها وجدان بدهشة وقد افحم بجرأته شقيقتها الأخرى امام زهول العروس متابعا حديثه ببعض المزاح في الجدال مع شقيقتها الكبرى المتمسكة بالعادات القديمة
كتمت هي شهقتها في محاولة للأندماج معهما ومع ذلك لا تنجح ابدا بفضله لمساته المتكررة بقصد ارباكها رغم التصرف امامهم بطبيعية خبيييث هذا ما تأكدت منه الان .
اردفت بها نادرة في متابعة لمزاحهم ليردد لها مقارعا
واجيبلها عجلة تتفسح بيها وسط الخضرة.
قالها وانطلقت ضحكات الثلاث حتى اذعنت وجدان ترفع راية الاستسلام أمام اصراره
خلاص يا سيدي مدام متفجين ربنا يهنيكم ببعض هو احنا هنعوز ايه أكتر من كدة ياللا يا نادرة نلم نفسنا بدل ما يطردنا واد عمك بوشه المكشوف ده..
عقب على قولها بضحكة عالية يغيظها خاطفا قبلة من عروسه المصډومة من الأساس ليردف
جلبك حاسس والله يا بت عمي كان نفسي اعملها خصوصا وان كل اللي كانوا حاضرين مشوا بس للأسف مش هينفع جاتنا زيارة تجيلة من واحد غلس طالب يجابل العروسة.
خرج السؤال من نادرة يسبق الأخريات
مين دا اللي جاي وطالب يشوف العروسة في يوم صباحيتها
انا اللي أصريت على جوزك اجعد معاكي لوحدينا .
قطبت تحدق بشقيقها متسائلة بدهشة اختلطت بقلقها تخشى ان يكرر معها مع فعلته شقيقاتها
خير خير يا واد ابوي بس هو مش عارف برضوا جالك زي ما جال لنادرة ووجدان.
جال ايه لنادرة ووجدان
سألها بعدم فهم لتضطر أن تجيبه على استحياء
يعني.... على موضوع...... ان اللي بيني وبينه.... ما حدش له دعوة بيه.
توقف يطالعها للحظات بعقل مشتت حتى استدرك لخجلها الشديد يستوعب أخيرا فيخبرها بحسم
انا جايلك في طلب تاني خاااالص.... ركزي معايا يا روح.
لفت انتباهاها لتسأله بفضول
طلب ايه يا واد ابوي
سمع منها واشتدت تعابيره ليسألها بانفعال مكتوم
الواد ناجي جل بأصله ازاي مع نادية ودور البت فتنة كان ايه بالظبط
فتنة وناجي هو انت عرفت ازاي
ردها العفوي سريعا كان ابلغ تأكيد على علمها بما حدث قبل ان تتراجع بكذب مكشوف
ااا انا معرفش ان نادية اتعركت معاهم.
ما كادت ان تنهيها حتى تفاجأت تنكمش على
نفسها فزعا من هيئته وقد استوحشت ملامحه ليشدد عليها بټهديد صريح
من غير لف ولا دوران ولا أخد ورد في الحديت هتجولي اللي حصل بالحرف.
طب ما انا معرفش....
همت بها ان ترواغه بقولها ولكنه قاطعها بصرامة مرعبة
انا جولت مش عايز لف ولا دوران اخلصي يا روح وخلصيني مينفعش اطول في جعدتي اساسا اتكلمي يا بت.
بعد خروجهم من محل الملابس الذي توقفت به المرأتان جميلة وصديقتها لانتقاء بعض قطع الملابس هدية العريس للعروسة بعد ابتياع الشبكة سار بهما لداخل المحل الملاصق له ليرطبان حلوقهم بارتشاف عصير الفواكه الطازجة جلست معه على طاولة تخصهما في ركن منزوي الى حد ما
بعدما ابتعدت عنهما المرأتان بقصد اخلاء الجو لهما كي يتعرفا على بعضها
انا مبسوطة جوي مش عشان الشبكة الزينة اللي اشترتهالي وبس لا دا عشان كله انا مش مصدجة نفسي والله
اردفت بالكلمات تعبر عما يجول بداخلها تبادره الحديث عله يفك جموده الذي طال حتى ملت وكان رده لها
مش مصدجة ان اختارتك وخطبتك عشان مكنتيش متوقعة صح
هتفت بعفوية وقد أعجبها تجاوبه
ايوة امال ايه وهي دي حاجة هينة دا انا من ساعة ما صحيت وعرفت بالخبر وانا مش عارفة اتلم على جسمي مش عارفة اللي صايبني بالظبط أعصابي سايبة وقلبي بيتنفض من جوا و......
قطعت شاعرة بخطأ ما في قوله لتبهت منتبهة لهذه النظرات المتفحصة والتي سار يرمقها بها تسير على تفاصيلها بتأني ليردف كي يحفزها على المتابعة
جولي تاني يا هدير ماله بجى جلبك
شعرت بالقشعريرة مع قوله الاخير حينما انحدرت ابصاره على موضع قلبها لتردف بارتباك متهربة
ما انااا جولت خلاص هكرر ليه تاني انا ريجي نشف.
قالتها وانكفئت على كأس العصير لترتشف منه تهرب من حصار عينيه والتي أصبحت تشعر بها تخترفها الان تطوف عليها بتمعن من حجاب رأسها حتى حذائها في الأسفل وأتى قوله المفاجئ لها
الجزمة اللي انتي لابساها دي بجالها كام سنة معاكي
هاا
خرجت منها بإجفال في البداية حتى استوعبت تجيبه
يعني سنتين ابويا جابلهالي ع العيد اللي جبل اللي فات .
جصدك ع العيد اللي جبل جبل اللي فات
ردد بها خلفها ليتابع لها موضحا
انا بصححلك عشان انتي جولتي سنتين.
اومأت تبتلع ريقها بحرج شديد فإشارته حول الحذاء القديم لم تخفي عليها ليردف متابعا بتعليماته لها
شوفي يا هدير عايزك من هنا ورايح تهتمي جوي باللي بتلبسيه ياريت لما تشتري هدوم تبعدي عن المعارض والكلام الفاضي ده نجي محلات حاجتها نضيفة زي المحل اللي دخلناه من شوية هما خمس تاشر يوم الباجية ع الفرح مش عايز هدوم الجهاز تبجى كوم ع الفاضي تجيبي الحاجة الغالية ومش لازم تكتري
للمرة الثانية تومئ برأسها بطاعة ولكن هذه المرة كانت تتوجه ببصرها نحو والدتها وشقيقته وكأنها تبتغي منهما الدعم او المغادرة بتململها في جلستها امامه انتبه ليتمص قلقها بأن باغتها بالقبض على احدى كفيها التي سارت تفركهم ببعض اسفل الطاولة ليجفلها بالضغط عليها يلطف لها
الغوايش في ايدك النهاردة كانت تهبل.
نجح بصرفها عن التطلع نحو الاخريات ليتابع متغزلا
انا بتكلم على يدك الحلوة ولا جوز عنيكي الوسعين المرسومين بالكحلة ولا سمارك اللي غلب البيض بجمالهم انتي حلوة جوي يا هدير.
أتى قوله بأثر السحر لتهدأ فجأة متناسية حديثه الاول عن الحذاء والمظهر لتتذكر فقط كلمات الغزل التي يلقيها على اسماعها تضحض شعور عدم الراحة الذي يتسرب لها خلسة من حين لاخر وتقنع نفسها بأنه عمر امير احلامها التي كانت مستحيلة وتحققت فجأة تفتح اذنيها للإنتباه له يغمرها دفء كفه القابضة بقوة على كفها الصغيرة وكأنه سلمت له الدفة ليسير بها كيف يشاء.
خلف المنزل وحيث كانت تتابع صغيرها وهو يركض خلف صغار الحملان المولودة حديثا تضحك من قلبها على لعبه معهما كانت مندمجة في متابعتهم يسعدها انطلاقه في براح الأرض الشاسعة والمحيط المقارب للبرية والتي تأتي بأثرها بالابتهاج عليها هي أيضا حتى انتبهت اخيرا على الظل الطويل خلفه لتفاجأ به امامها مباشرة ملامح مشتدة ووجه متجهم ابصاره مرتكزة بصورة أثارت داخلها القلق لتساله
في حاجة يا غازي بيه
ظل على صمته لحظات يزيد بداخلها الريبة
حتى خرج صوته اخيرا بغموض
ليه مجولتليش ع الججيجة
حجيجة ايه
سألته بعدم فهم ليهدر بها بانفعال
حجيجة الواطي وجليلة الاصل اللي كانت مرتي ليه خبيتي عني مجولتيش ليه عن اللي عمله الزفت ده هو واخته معاكي
اجفلها بسؤاله لتعلم الان سبب التجهم وهذه الشراسة التي تعلو ملامحه والتي أدخلت في قلبها الړعب لتنكر بكذب مكشوف.
زفت مين انا معرفش انت بتتكلم على ايه
زمجر بصوت ۏحشي مكتوم ضاعف في قلبها الفزع من هيئته ليهدر بها
بلاش تلفي وتدوري معايا في الحديت يا نادية انا دلوك بس عرفت اللي حصل روح جالتلي بكل اللي تعرفه عن الموضوع ولا دي كمان هتكدبيها
على الرغم من صډمتها بعلمه بما حدث إلا أن غرابة الحديث جذبتها للتساؤل
امتى روح فتنت باللي حصل دي النهاردة صبايحتها.
قالتها بعفوبة شتته لبعض الوقت قبل ان يستدرك بغضبه
هو احنا في صباحيتها النهاردة ولا دخلتها انا بسألك ع اللي حصل جوليلي ناجي عمل ايه معاكي يا نادية وفتنة...... كان دورها ايه بالظبط
همت ان تنكر ولكنه لحق عليها من البداية
من اولها عشان انا معنديش مرارة بسيوني سمع كل الحديت اللي دار بينك وبين ناجي امبارح وانا النهاردة روحت واتأكدت منه بنفسي من روح روح اللي غصبتيها تجفل خشمها وتداري زيك على عملة واد عمها اللي عايز الحرج .
اطرقت برأسها غير قادرة على مواجهته ليهدر بها بانفعال
ساكتة ليه بجولك كل حاجة انكشفت
صاحت به مرددة باستنكار
ولما هي كل حاجة انكشفت وروح حكتلك ايه لزوم تسمع مني تاني ع العموم اهي فرصة عشان اتأسفلك ع الكلام اللي سمعته في يوميها اقسم بالله ما كانت جاصدة اجلل منك بس دا كان رد لكرامتي جبل ما يكون رد على كلام فتنة اللي......
اللي ايه
تمتم بها شاعرا بانخلاع قلبه من محله خشية مما قد يسمعه عن الأڈى الذي طالها في بيته وتحت حمايته كما كان يتخيل قبل ان يصدم بالحقيقة المرة.
هتف بها حازما بأمر
نادية انا مش عايز اعتذار عايز تحكي كل اللي حصل.
تأففت مقللة
تفاصيل ايه تاني ما خلاص بجى دا كان موضوع وفات وكل واحد....
مفيش حاجة فاتت
صاح مقاطعا پجنون يتراقص في عينيه يعود بالتشديد عليها بنيران مستعرة وحمم سائلة تسري بأورته
انا لازم اسمع دلوك الواد ده عمل ايه بالظبط مينفعنيش الكلام العايم انا لازم افهم عشان احدد العقاپ.
...... يتبع
الفصل السابع والعشرون
عقاپ ايه ما جولنا موضوع فض واتنسى على كدة هننخر ليه في اللي فات
صاحت بها بوجهه تنهيه من البداية عله يستمع منها ويتراجع هي ترى شرار عينيه المتقدة كجمرات حمراء
مفيش حاجة انتهت لما يجي كلب زي ده ويلف يجابلك من غير اذن في ضهر البيت اللي المفروض تلاجي امانك فيه يبجى لا لما يتجرأ عليكي وانتي تحت حمايتي واخته اللي هي كانت مرتي تغطي وتجلب الآية عشان تجيب اللوم عليكي يبجى لا.
انا فايدتي ايه لما يحصل دا كله معاكي وانتي في بيتي
يا نادية انا بتكلم في حاجة كبيرة مينفعش التهاون ولا السلبية فيها الأمر ميخصكيش لوحدك الأمر يخصني جبلك لا يمكن هعرف اعبرلك دلوك على الڼار اللي جايدة جوايا من ساعة ما عرفت باللي حصل البت دي واخوها لازم يتربوا على عملتهم.
وانا مش عايزة أذية لحد حتى لو هما غلطانين لو هتكلم على فتنة فدي طبيعتها من الأول غبية وشيطان راسها هو اللي بيسوجها بغشم الكبر اللي اتربت عليه وكبر معاها.
اما بجي عن ناجي ف انا خدت حجي منه وجتها بالجلم اللي رن على خده ولا مجالتكش روح عليها دي
جالتلي.
صړخ لها ليتابع پغضب يحرقه ضاربا بقبضته على الجدار من جوارها وأنياب حادة تنبش قلبه بشراسة تحفر چروحا غائرة به
ودا اللي مخلي الڼار بتاكل فيا ما هو بالعجل كدة طول ما وصلك للمرحلة اللي تمدي فيها يدك عليه يبجى الموضوع كان اكبر من انك تفوتيه زي ما بتحاولي تقنعيني دلوك عمل معاكي اييييه
شدد بالاخيرة يزيد بالضغط عليها ولكنها رفضت الأنصياع تواصل الإنكار
معملش هو بس عرض عليا الجواز وانا ضړبته عشان كدة عشان رافضاه وعشان كلمني بعد
ما فاجئني بجيته هنا
كان كمن اصابه الجنون يجاريها بهز رأسه المبالغ فيه بقصد استدراجها
تمام تمام انا معاكي فيها دي بس انا بجى يهمني التفاصيل... يدك طالته ازاي يعني مثلا كان واجف مطرح ما واجف انا دلوك وفي مسافة امتار تفصل ما بينكم....
روحتي انتي متجدمة عليه من نفسك وسايبة مكانك عشان تلطشيه بالجلم ولا هو اللي جرب للمسافة اللي خلت يدك تترفع ڠصب عنك وتعلم عليه عشان يرتدع عنك
بهتت بوجه تخضب بحمرة قانية تجمع ما بين الخجل والڠضب الشديد لقد استطاع بخبرته ان يحشرها في زاوية لا تجد منها منفذا للهروب بعدما جمع الخيوط بحنكته والان يريد التفاصيل المخجلة وهي التي لم تجرأ بالبوح بها امام شقيقته تخبره هو بها!
ما تردي يا نادية وريحيني.
صاح بها للمرة الثانية يجفلها ليواصل پجنون الظنون التي تنهش برأسه
كيف مديتي يدك عليه
ظلت صامتة للحظات كاد ان ېقتله فيها مرار الانتظار تبحث بتفكير مضني عن رد مناسب حتى غلبها اليأس تجيبه بفظاظة
بس حاول.
قالها بيقين استقر بداخله ليستطرد بأعين حمراء يضغط على حروف الكلمات بشړ لا يخفيه
كون انه حاول بس دي تكفي عندي تكفي
متابعة القراءة