ميراث الندم بقلم امل النصر
المحتويات
وسط عدد من الالعاب التهى معتز في اللعب عليها تارة ثم مشاهدة التلفاز وبرامج الكرتون تارة أخرى تاركا لوالدته الحديث الجدي معها وقد كانت تجاورها على الفراش
اخويا زعلان مني يا نادية وانا يعلم الله جلبي محروج عليه أكتر
من نفسي الخڼجر االي طعني في مجتل خد منه هو السم جبلي
عقبت الأخيرة لها بمواساة شاعرة بما يؤلمها
أومأت بدمعة ساخنة مسحتها فور بزوغها لتردف پقهر
عمري ما هاسامحها ع اللي عملته فيا وفي اخويا .
جصدك فتنة
وفي غيرها زفتة بني أدمة جلبها أسود لا عندها ضمير ولا احساس طول عمر اخويا شايف معاها المر ومستحملها عشان البنات لكن هي بجى مفيش ولا مرة تتعظ نفسي افهم هي بييجيلها جلب ازاي تحط راسها ع المخدة بعد كل اللي عملته واتسببت فيه ولا عمي..... جال ايه اتجوز ولده ناجي يعني احنا خلصنا من نصيبة عشان يدبسنا في التانية.
يعني انتي لو كنتي وافجتي دلوك كنتي هتبجي حرم سي ناجي!
امتعضت تعابيرها لترد رافعة طرف شفتها بازدراء
ضړبة في بطنه دا كمان هو انا حمل فجع مرارة
ضحكت نادية لتجبر الأخرى على الإندماج معها في المزاح قبل ان تخرج بسؤالها الملح
طب والموضوع التاني نويتي تعملي فيه ايه لسة برضوا مصرة عليه
انا خلاص اخدت القرار.
انتفضت فجأة تعتدل بجذعها سائلة لها
بجولك ايه يا نادية خواتي البنات طلعوا زي ما انتي عارفة يطلوا على بيوتهم كنت عايزاكي تجعدي مع جدتي لحد ما يجي ميعاد الدوا بتاعها وتديهولها اصل انا طالعة دلوك وممكن افوت الميعاد.
ماشي تمام بس انتي رايحة فين طيب.
تناولت عباءة سوداء رافية من ملابسها تصلح للخروج تلقيها على التخت أمامها وتجيب قبل ان تخلع عنها بيجامة النوم
طالعة مشوار لابد منه ومش هتأخر ان شاء الله.
خرج من غرفته بعد ان ارتدى ملابسه وتجهز ليلحق بموعده في هذا الوقت من المساء كل ليلة التقت عينيه به وقد كان عائدا من الخارج يدندن بهذه الاغاني الفلكولورية القديمة بالجلباب الصوفي الفاخر ورائحة العطر الفواح وهذه اللمعة الواضحة ببشرة الوجه والتي تلفت النظر اليه باهتمام واضح.
ايه اللي انتي جايباه في الكياس ده ياما
سألها لتتوقف امامه بهم تشير بحماس على كل صنف
تطلع لابتسامتها البلهاء ليزداد السخط بداخله يردف بغليل واضح اليها
يعني انتي تكومي في الحساب على ام كرم دا غير الشهور اللي متأخرة لصدجي الحرامي بتاع الأجهزة الكهربائية مين اللي هيسد دا كله في الاخر
ردت بتحدي غير مبالية
واحنا مالنا يا حبيبي بالسداد ابوك المحروس هو اللي ملزم ولا بس فالح يشتري في الجديد مع تظبيط مزاجه من الكيف اللي ما بيخلاش من جيبه
انشق ثغره بابتسامة جانبية ساخرة يعقب على قولها
متفرديش نفسك جوي ياما عشان ابويا مش فاضيك ولا فاضي لكل الحشو اللي جولتيه حاولي تلمي يدك شوية لا يرميكي وساعتها متلاجيش اللي يسد عنك انا فالت يدي من دلوك.
ردت پغضب جلي رافضة المغزى من خلف كلماته.
جصدك ايه يا واد وضح يا عين امك عشان انا على اخري.
اخر ولا اول انا طالع لمشواري ومش فاضيلك عن اذنك ياما.
قالها بحزم ليتخطاها ويخرج ينركها في تخبطها قبل ان تحسم مغمغمة بإصرار
لا بجى دا انا هشتري وادلع نفسي واجيب كل اللي عايزاه لا انا كمان هشيل هم الدفع.... جطيعة.
في المحيط الأمامي لمنزله حيث يزرع بها عدة انواع من
الزهور يعمل على رعايتها بنفسه رغم عدم استهوائه للزراعة من الاساس ولكن كل قاعدة ولها استثناء وهذا أجمل استثناءاته.
وقد كان في هذا الوقت يقوم يسقيها بخرطوم المياه الموصل من الصنبور الخارجي باندماج شديد جعله يغفل عن من وقفت خلفه منذ لحظات صامتة في انتظار انتباهه حتى حدث اخيرا حينما استدار اليها وكأن شيئا اخبره بضرورة الالتفاف.
طالعها للحظات وكأنه يريد التأكد من حقيقتها ظنا منه ان عقله المړيض بها قد تطور بمراحل جنونه حتى اصبح يصنع نموذجا لها من خيالاته.
ايه يا عارف هتفضل باصصلي كدة كتير وانت ساكت
دا حجيجي بجى.
دمدم بها قاطبا ليسقط من يده خرطوم المياه على الأرض الرطبة ويلتف اليها بكليتها ليقترب منها ليزيد من تأكده
روح.
انتصبت تقابله بشموخ مرددة
أيوة روح يا عارف بشحمها ولحمها واجفة جدامك يا واد عمي
وكأنه استوعب اخيرا حقيقة وجودها هنا معه في الحديقة الصغيرة في المنزل الذي بناه من أجلها وهذه الورود التي كان زرعها قديما لها امتدت كفه ليصافحها بترحيب روتيني يخفي من خلفه هذا التخبط والصخب الدائر بداخله.
اهلا يا بت عمي البيت نور بوجودك المهم انتي عاملة ايه دلوك.
كويسة والحمد لله زي ما انت شايف جدامك اها.
قالتها تبادل المصافحة ليعقب ردا لها
زي الفل طبعا انتي جاية لعمك يامن ولا مرة عمك
لا ده ولا ده انا جيالك انت
اجفل لترتد رأسه للخلف يطالعها بدهشة لهذا الرد المباغت له يسأل قاطبا
جيالي اناا ليه يا روح عايزاني في ايه
ما كان يظنه اندهاشا فيما سبق فقد تحول لذهول تام مع قولها التالي
انا كنت جاية اسألك لساك عايز تتجوزني
بالشفا ان شاء الله يا جدة.
تمتمت بها بعد أن ناولت المرأة أقراصها لتنهض وترفعه محله على الكمود المجاور لفراشها فرددت فاطمة من خلفها
يهنيكي ويرضى عنك يارب تعبتك
معايا يا بتي هي البيت روح راحت فين
اقتربت لتشد الغطاء عليها ترد بابتسامة عذبة
تعبك راحة يا جدة دا برضك كلام تجوليه ع العموم روح مش هتعوج ان شاء الله هي بس راحت لواحدة صاحبتها في مشوار صغير كدة.
بشك استبد بعا عقبت فاطمة تسألها
ويعني هي لما تجوم من رجدتها تطلع على صاحبتها على طول طب تنزل تطل على جدتها الأول خلاص حتمت يعني اما بت جليلة أصل صح.
تبسمت نادية تجاري المرأة وجهة نظرها
أيوة يا جدة هي فعلا جليلة أصل عابزاكي لما تاجي تشدي عليها البت مضړوبة الډم دي هي محتاجة شوية جرص عشان تبطل دلع ورجدة ع الفاضي.
تبسمت فاطمة لمناكفتها وقد أسعدها هذا الوجه الجديد منها فقد اعتادت عليهم اخيرا ونفضت قليلا حزنها عن الراحل زوجها لتنخرط في الحياة العادية معهم وتصبح جزءا من يومهم
انتي كمان بابينك مضړوبة ډم بس سهتانة ومن تحت لتحت صح ولا لاه يا بت جليلة
ضحكت تردد لها
صح يا جدة كل اللي تجوليه انتي صح
ظلت معها لنصف ساعة أخرى تتبادل معها المزاح والحكايات القديمة التي تقصها فاطمة كعادتها في كل جلسة حتى غليها النعاس بجوارها لتنهض مقررة الذهاب بعد ان اعادت على تدثيرها مرة أخرى بأن شدت عليها الغطاء جيدا حتى اذا انتهت خرجت على الفور تبحث عن صغيرها الذي غافلها في لحظة وخرج من الغرفة
معتز واد يا معتز.
شهقت فجأة ترتد للخلف مجفلة حينما اصطدمت بجدار ضخم اثناء خروجها من الغرفة بعدم تركيز وقد كان بالصدفة هو في طريقه للدخول إلى جدته
تمتمت له باعتذار
معلش مخدتش بالي .
تحمحم بحرج شديد يردف بخشونة ردا لها
مفبش داعي للأسف محصلش حاجة أصلا بس انا والله ما اعرف ان جدتي معاها حد جوه..
حاولت رفع عينيها اليه كي تزيل عنه الحرج بأن تخاطبه بلهجة عادية حتى يمر الأمر ولكنها تفاجأت بهيئته وقد كان مرتديا ملابسه البيته على غير الصورة التي تراها به دائما بنطول قطني مريح يعلوه فانلة سوداء بدون أكمام التصقت بصدره العضلي الضخم لتغزو السخونة وجنتيها مقررة الذهاب والتخلي عن كل ما كانت تهذي به داخلها منذ قليل
ااه انا كنت ماشية اساسا عن اذنك.
قالتها تتخطاه لتردف بالنداء مرة أخرى على ابنها
واد يا
معتز انت يا زفت.
انا شايف معتز بيهزر مع بسيوني برا البيت .
اومأت برأسها كرد له دون ان ترفع عيناها اليه ولكنه اوقفها هاتفا مرة أخرى ولكن هذه المرة بحزم
انتي هتطلعي كدة بشعرك
انتبهت ترفع كفها لأعلى فتفاجأت بخلو رأسها من أي غطاء لتشهق بخجل متزايد
يا مري التحجيبة نسيتها جوا......
قالتها لتعود سريعا نحو الغرفة الذي ما زال هو واقفا على مدخلها لتمر من جواره حتى ظن انها سوف تصطدم به مرة أخرى قبل أن تدلف وتغطي بطرحتها كي تخفي شعرها ثم عادت الكرة للمرة الثالثة وهو مازال متمسمرا محله تمر من جواره تغمره برائحتها كالطيف لتخرج نهائيا ويستند هو بظهره على الجدار من خلفه تعب شاعرا بأقدامه على وشك الارتخاء ليطلق زفرة ساخنة مغمغما
يا ۏجعتك يا غازي هو انا كنت ناجص
تأثير المفاجأة الاولي مر به كالصاعقة الذي اهتزت لها جميع أعضاء جسده وحواسه قبل ان يستدرك اخيرا لحقيقة الوضع فضاقت عينيه بنظرة علمتها جيدا لترد معقبة بجراة
انا مش جاية اطلبك في ستر وانا ستري من عند ربنا عشان انا عفيفة وتوبي ابيض بس برضك مش هخبي عليك ممكن اصبر وهيجلي احسن فرص وانت متأكد منها دي بس انا عايزة اختصر واسرع في اجرب وجت عشان اجفل أي خشم يتجرأ عليا وفي النهاية الأمر ليك لو مجبلتش تمام .
افتر فاهه بابتسامة ساخرة ازعجتها ليرد بضحكات متقطعة
يعني عايزة تفهميني انك بتعملي اللي عليكي معايا خلاص راحت فرصتك مع حبيب الجلب فدلوك مش مهم البديل يكون زي ما يكون عارف او غيره كله واحد في نظرك.
انا مجولتش كدة.
انتي جولتي اللي أكتر من كدة.
رد مستنكرا نفيها ليستطرد بحدة
طب لو فرضنا اني جبلت بالعرض الكريم بتاعك تفتكري هجبل مرتي ان يبجي جلبها وعجلها مع حد تاني انا مينفعش معايا غير مرة كاملة.
ومن جال ان هجصر في حجك
قالتها لتردف موضحة
انا جبل ما اجيلك كنت عارفة ومقررة زين اللي ناوية عليه واهم حاجة عندي هو اللي جولت عليه دلوك ان اكون لك مرة كاملة دا حجك عليا .
طالعها بصمت وملامح مغلفة لا تظهر ما يدور برأسه فتابعت هي
اجدر ازيد في ضغطي على اخويا وساعتها هيجبل يجوزني اللي انا عايزاه بحج السنين اللي صبرتها ويحصل اللي يحصل بجى مدام أهم حاجة نفسي.
بس انا دلوك بجولك لاه يا عارف مش هعملها كرامة اخويا اهم عندي من أي حاجة انه يرفع راسه جدام التخين اغلى عندي من حياتي نفسها ها يا عارف جولت ايه
.... يتبع.
الفصل الثاني والعشرون
خرج من مرحاض الطابق الأسفل يجفف بالمنشفة الصغيرة على خصلات شعره التي تخللتها المياه من منذ قليل حينما احنى رأسه اسفل الصنبور ليهدئ من ثورته من أجل أن يستفيق لنفسه كي ينفض عنه هذه الافكار الغبية ولكن كيف يستطيع ذلك
لقد اهتز وتبعثر كل كيانه لرؤيتها فقط بدون حجاب جمالها الطبيعي عن قرب عيون الريم حينما ترمقه بالسهام التي قد ترديه قتيل هذه النظرة
رائحتها التي ما زالت عالقة في انفه والأهم من كل ذلك وهو اصطدامها به حتى وهو قد تظاهر بالقوة امامها يدعي الأمر عادي ولكنه كان غير ذلك على الإطلاق.
نفض رأسه مرة أخرى ليطرق بقبضته على ذراع المقعد القريب منه هذا العبث لابد له ان ينتهي غباء تفكيره وعودته مرة أخرى لهذا الهذيان والاندفاع الأحمق لن يحدث لقد عرف رأيها عنه وعرف انها لن تنظر اليه وطيف الراحل زوجها تضعه حاجزا وحائط صد لكل من يبتغي القرب منها .
ثم ماله هو من الأساس بها رجل عرف حظه القليل من مباهج الدنيا والنساء رجل حكم عليه ان يضلل بجناحه على الجميع ولا يجد هو من يضلل عليه رجل يهابه الجميع ومع ذلك لم يجد التقدير من اقرب الناس اليه مع من كانت زوجته
وأم اولاده
إذن ماذا ينتظر لابد ان يجد حلا لمأساته لابد ان يبتعد!
غازي .
التف منتبها لصاحبة النداء والتي عرفها من صوتها لتزداد دهشته مع تفاجأه لقدومها من الخارج بعباءة الخروج السوداء
انتي جاية منين امتى سيبتي سريرك وطلعتي
وحشتني يا غازي وحشتني يا واد ابوي هونت عليك هانت عليك روحك يا غازي
زفر يغمض عينيه ليكبت لوعته شقيقة روحه تسأله وكأنها لا تعلم او تريد تفسيرا لابتعاده عنها وهي التي شقت بجرحها جدار الطمأنينة المتبقي له من هذا العالم والوحيد الذي كان يستند عليه حينما تضيق به كل السبل ولا يجد راحته الا عندها..
على كد المعزة بيكون الچرح يا روح كان لازم تسألي نفسك انتي السؤال ده الأول لما خبيتي وسبتيني في حيرتي وۏجعي عليكي اضرب اخماس في اسداس عن سر عزوفك عن الجواز وانتي عندك الجواب ومدارية عليا.
نزعت نفسها عنه لتنظر اليه بوجهها الباكي تقول
مكانش ينفع يا غازي عمرك ما كنت ها تتبعني وتسبيني استني مكنش جلبك هيطاوعك على جناني.
واديكي نفذتي اللي في مخك وشوفتي النتيجة اجرب ناس ليكي طعنوا في شرفك.
خرجت منه پألم كان يطل من عينيه رغم اشتعال لهجته الغاضبة ليستطرد
انا بحاوط بكل جهدي لكن عارف ومتأكد ان عمك مش جافل خشمه لا هو ولا الملعۏنة اللي كنت متجوزها حتى بعد ما خدت التلفونات منهم ومسحت كل الصور ومبجاش معاهم الحجة برضوا ما سكتوش بس طبعا الكلام بيلف يلف ويجي عند صاحبه ويوجف واخدة بالك منها المعلومة دي يا روح
اجابت عن سؤاله بقوة وثبات تحسد عليه
واخدة بالي وعارفة بطبيعة عمك وبته زبن جوي بس انا بجولك اها كل الكلام هينتهي والخشوم هتتجفل جريب جوي يعني ترفع راسك يا واد ابوي عمتك بيضا وعمر ما يمسها التراب.
ضاقت عينيه ليسألها بريبة
جصدك ايه وضحي يا
متابعة القراءة