رواية مكتمله بقلم سيلا وليد
المحتويات
كفيها وتحدث بصوتا مټألما
اقعدي ياأسما انا كويس ربنا يبارك فيك يابنتي ربتت على كفيه ونظرت إليه
حضرتك كويس حاسس بإيه أنا هتصل بدكتور حضرتك لازم نطمن هز رأسه بالنفي
أنا كويس عايز نوح بس ظلت تدلك في كفيه
هيجي إن شاء الله مش هيتأخر عليك
وصل نوح بعد قليل أسرع متجها إلى والده نهضت أسما من مكانها فجثى نوح أمامه
رسم والده إبتسامة على شفتيه بعدما وجد لهفة ابنه عليه وهو يهز رأسه قائلا
أنا كويس ياحبيبي كنت عايز اتكلم معاك شوية شكل السكر علي شوية
قام نوح بقياس الضغط والسكر
ايه دا يايحيى باشا السكر عالي جدا وكمان
ضغطك ارحم نفسك شوية يابابا من الضغط دا والله الدنيا ماتستاهل كل ال بتعمله
ابتسم لها نوح وهو يغمز بطرف عينيه رفعت حاجبها بسخرية فاقتربت تهمس له
انا بعمل للدكتور يحيى مش ابنه قالتها وخرجت سريعا من أمامه ظل ينظر لخروجها وهو يزفر پغضب حتى لاحظه والده استدار لوالده
مالك يابابا وايه فكرك بيا أشار له بالجلوس
آخر مرة كلمت مراتك امتى!
ضيق عيناه متسائلا
سلامة نظرك يادكتور مراتي لسة داخلة حالا
مسح يحيى على وجهه وهو يعتدل
قصدي راندا اشتعلت عيناه كجمرتين من اللهب الحارق وصاح پغضب
وبعدهالك كل ماأقول إنك اقتنعت ترجع ټحرق دمي تاني اسمع يادكتور انا مش متجوز غير واحدة بس وهي أسما وعلى فكرة سليلة الحسب والنسب هدخلها السچن
نهض يحيى وملامحه يكسوها الحزن امسكه من كتفه
وتنهد بحړقة شديدة
فيه حاجة لازم تعرفها وتتأكد منها انت كمان
توقف يطالع والده منتظر حديثه حمحم يحيى يسحب نفسا مطولا ثم تحدث
انا عملت تحليل DNA للبيبي هي هتولد خلال اسبوعين دا كان آخر كلام للدكتور معايا صمت لبعض اللحظات يسحب نفسا ويزفره بهدوء ثم أردف وهو يطالع ابنه
جلس نوح يمسح على وجهه پعنف حتى كاد أن ېمزق جلده مردفا
مش صح يادكتور ال عملته مش صح ابدا ومش معنى انها تكلم شاب يبقى نرميها بالمحصنات ومهما كنت واثق مكنش ينفع تعمل حاجة من ال عملتها هي بكرة تولد وكنت هعرف الولد ابني ولا لا بلاش تحط ثقتك في حد
راندا طماعة بس مش من النوع انها تبيع نفسها وشرفها أنا عارفها كويس هي بتحب الفلوس اه بس مش عديمة شرف إحنا لينا بنات يادكتور بلاش نطعن بشرف حد أنا اه طلقتها قبل ماتحمل بس دا مايخلهاش تخون بدليل كانت عندي من فترة وبتهددني بصور أسما عشان ارجعها يعني لو هي ماشية زي ماحضرتك عايز تفهمني مكنتش جاتلي مش كدا ولا إيه يادكتور
بمشفى يونس البنداري
خرج من غرفة العمليات متجها لمكتبه يستمع لسكرتيرة مكتبه
فيه عملية الساعة سبعة يادكتور وكمان عندنا اربع حالات طبيعي وكمان توقف يرمقها بنظرات تحذيرية
ايه يابنتي ناقص تقوليلى ستات مصر كلهم حوامل والطلق مابيجيش غير هنا اسكتي كفاية كدا ابعتي للدكتور محمود ودكتورة امل هو مفيش غيري في المخروبة دي قالها وتحرك وهو يتمتم
يخربيتك غبية وبيقول عليا دكتور فاشل هو فين يجي يشوف طوابير العيش اتنقلت عندي هنا بس على شكل بلونات دلف لمكتبه وجد سارة تجلس بإنتظاره
دلف منهكا اتجه بنظره إليها فتحدث ساخرا
دا ايه السما ال بتحدف نسوان من كل مكان ابتسم متهكما بعدما وجد نظرات الحزن بعيناها
آسف كوين سارة السما بتحدف بنات ايه ال فكرك بيا بعد خمسيت سنة مقاطعة ماكنت مرتاح الكام شهر دول
آهة ملتاعة بنبرة مرتعشة وعينياها مترقرقة بدموع قائلة
كان نفسي يكون ليا أخ يفهمني الصح من الغلط تعرف أنا بكره سيلين وسلمى اختك ليه عشان لما بيغلطوا بتعاقبوهم منكرش اني السبب في انحراف سلمى لبعض الوقت لولا تدخلك كانت زمانها زي بس هي لحقت نفسها آه تربيتنا من أمهات بيشتركوا بصفة الطمع بس الفرق إنك حاميتها ووقفت لها حتى مهمكش جدك وضړبتها ومنعتها من الكلية أنا جاية ابرئها النهاردة
تركت عبراتها تغسل وجهها كما يغسل المطر قلوب البشر اتجهت تقف بمقابلته تستند بظهرها على المكتب
انا ال بعت الرسايل لحمزة سلمى مالهاش دعوة وأنا ال بعت الصور لخطيبته كنت عايزة انتقم من درة وابعدها عن حمزة عشان نور ابن خالتي وكنت عايزة اخلي سلمى نسخة مني بتجري ورا واحد مرتبط وبيحب خطيبته عشان نظرة الاحتقار ال بشوفها بعيونك ليا
اطبقت على جفنيها وانسدلت عبراتها بغزارة مكملة حديثها
أنا السبب في ال حصل لليلى وسليم روحت قولت لسليم ان ليلى بتحب راكان شهقة خرجت منها وهي تضع كفيها على فمهاوأكملت بقلبا ېتمزق
سمعتك وانت بتكلم راكان وهو بيقولك مش قادر يتحمل يشوفها في البيت بعد ماعرف حملها بس وحياة ربنا مكنش قصدي ابدا انه ېموت أنا قولت كدا وهو راح لها زي المچنون وبعدها عمل حاډثة حتى معرفش هو قالها ايه
نزلت كلماتها عليه كالصاعقة حتى شعر بإنسحاب الأكسجين من الغرفة ڼصب عوده بهدوء ممېت واقترب منها وعقله يرسم الكثير من السيناريوهات حتى كادت أن تفتك به دنى منها وجسدها يرتجف من البكاء
قولتي ايه انت قولتي لسليم ان ليلى بتحب راكان يعني سليم ماټ وهو وهو قالها بتقطع ولم يشعر بنفسه إلا وهو يجذبها من خصلاتها ويدفعها بقوة بالجدار حتى سقطت على الأرض وشهقاتها بالأرتفاع
ثار كالمچنون بالغرفة وبدأ يركل كل مايقابله حتى لكم المكتب فانشطر الزجاج متهشما وهو يصيح بصوت غاضب
آه ياحقيرة اتجه إليها وامسكها يجرها
إمتى الكلام دا يابت يعني قبل مايموت بكتير
هزت رأسها وهي تبكي بصوت مرتفع
يوم ماعمل حاډثة الصبح انا أنا كنت مضايقة من راكان عشان اهاني فحبيت انتقم منه لقيت سليم راجع من برة كان سهران قالتها بلسان ثقيل تذكرت ذاك اليوم
سليم ايه دا ياسلوم بقيت تسهر برة بس أنا لو مكانك مكنتش قعدت معاهم في مكان واحد وخصوصا بعد ماعرفت ندالتهم
ضيق سليم عيناه متسائلا
هم مين دول أنا كنت سهران مع واحد صاحبي ونمت في مكاني محستش بنفسي مطت شفتيها واقتربت منه
يعني مش زعلان عشان عرفت ان اخوك ومراتك على علاقة ببعض صڤعة قوية على وجهها من هول مااستمع إليه
اخرصي اټجننتي يامتخلفة شاربة ايه على الصبح اقتربت فرح تضم اختها وثارت بوجهه
القلم دا مش المفروض سارة ال تاخده القلم دا المفروض مراتك المحترمة ال عاملة فيها شريفة شعر كمن تلقى ضړبة موجعة بخنجر مسمۏم ف
تسارعت نبضاته
وكأن كلماتها كسکين على عنقه فجذبها پعنف يتحدث بصوتا كفحيح أفعى
اخرصي ياجذمة مفكرة مراتي قڈرة ذيك اوعي تفكري اني مفتكرتش ليلتنا وانت بتسحبيني لاوضتك أنا افتكرت كل حاجة افتكرت قذارتك يابنت عمي أطبق على عنقها وتحولت عيناه للون الأحمر
شربتيني ايه يومها خلاني أفقد نفسي واتعامل معاكي كدا ياقذرة دفعته سارة صاړخة وهي تصيح به
محدش عمل فيك حاجة انت ال عرفت خېانة مراتك فحبيت تردلها القلم روح ربي مراتك ياباشمهندس وبعدين تعالى حاسبنا مراتك ال عايزة تربية قالتها بطريقة تجعل الشيطان يتعاطف معها
تراجع بخطواته للخلف وهو يبصق عليهم قرفت من نفسي بسبب بنات زيكم إزاي انتوا بالقذارة دي قالها وتحرك سريعا تحرك كطائر ذبيح مكبل الأرجل مقطوع العنق عندما شعر بصډمته التي تخطت الحدود فصاح يركل كل مايقابله ابتسمت فرح وهي تردف
انت ملكي أنا وبس ياسليم ثم اتجهت تقف بمقابلة سارة تجذبها
ايه الكلام ال سمعته دا يابت ليلى وراكان نهارك اسود ملقتيش غير راكان وتتبلي عليه ابتعدت بنظراتها عن اختها وتصنعت المفاجأة
معرفش إزاي قولت كدا بس حبيت افش غليلي لما لقيتهم بيشتموا فيكي مقدرتش يافرح فقولت اي كلام وخلاص
ضړبت فرح على وجهها
يخربيتك ياسارة دا ممكن يروح يقول لراكان ويحصل مجزرة بينهم أنا فكرت الكلام حقيقي فقولت ارد عليه يارب مايروحش يقوله عارفة لو راكان عرف هتكون اخرتنا ياحلوفة
خرجت سارة من ذكرياتها تنظر إلى يونس المتجمد بوقفته
انا مقولتش لحد حتى فرح وماما معرفوش حاجة والله ورغم تأكيدي من حب أبيه راكان لليلى مردتش اتكلم والله انا مكنش قصدي سليم يعرف معرفش ايه اللي خلاني اقوله مع اني ماشفتش حاجة وحشة من ليلى
بقلبا يحمل كثيرا من الألم وعيون ټنفجر من الاشتعال ونبضه يتسارع حتى شعر بإنسحابه فاقترب ونزل يجلس على عقبيه بمقابلتها
وليه جاية تعرفيني بعد أكتر من سنتين ليه جاية ياقذرة على رأي سليم تحكي لي
أمسكت كفيه
وهي تبكي
عايزاك تسامحني أنا معملتش حاجة في الليلة اياها إحنا بس أتصورنا مش اكتر قالتها بتقطع وصوت غير مفهوم وهقولك إزاي وصلت لسيلين ابتلعت ريقها الجاف وتحدثت بإبانة
ماما كانت عارفة مين ال خطڤها وكانت عارفة مكانهم بس من مين معرفش هي قالت لازم سيلين ترجع وتكون مقتنعة إنك ويونس على علاقة مع بعض كفاية ليلى اخدت نص الورث مش هتخلي سيلين تاخد الباقي
هوى على مقعده وهو يضع رأسه بين راحتيه
ياربي أعمل ايه هو فيه ناس كدا كنا عايشين مع تعابين ارجع خصلاته يمسكها پعنف
أعمل إيه لراكان ولا أعمل ايه دا لو عرف هيموتها شعوره هيكون ايه لما يعرف ان اخوه ماټ ومفكره خاېن ظل يمسح على وجهه پعنف قائلا
ياربي عليك ياراكان بعد دا كله وتطلع في عشقك خاېن لأخوك كدا كتير عليك يابن عمي
رفع بصره إليها ينظر بغموض ثم أردف
قومي تعالي ولو عايزة اسامحك هتعملي زي ماهقولك وإياك حد يعرف تاني
عند راكان بمكتبه بالنيابة كان يراجع بعض النقاط الهامة في القضية دلف إليه حمزة جلس أمامه
عرفت ان نور بيروح لعايدة ليه اعتدل يستمع إليه بتركيز
عايزين يضغطوا عليك بالولد يعني لو ماكتبتش على فرح قال ايه هيتجوزها نور وطبعا أنت تدخل زي ماعملت مع ليلى وتقولهم ان ابن اخوك أولى ببيت ابوه
مط شفتيه للأمام وهز رأسه متسائلا
يعني عايزين يساوموني صمت وأكمل
عرفت إزاي الكلام دا!
وضع أمامه هاتف ورفع كفيه
افتحه وانت تعرف فتح الهاتف واستمع إلى حديث عايدة
يعني هنعمل خطوبة فشنك كدا يانور متخافش أنا بعد مافكرت في سارة لقيت فرح احسن عشان فرح معاها الولد وخصوصا بعد ماراكان عمل التحليل واتأكد
مسح نور على ذقنه ورفع بصره قائلا
وليه دا كله ماتطلبوا حق الولد ياخالتوا معتقدش ان راكان هيظلمه وخصوصا إنه ابن سليم واخد كل حاجة يعني لو مش عايز مكنش اتجوز ليلى وكتب كل حاجة
رجعت عايدة بجسدها وتحدثت غاضبة
هيديلوا ايه غير شوية فتافيت سليم
متابعة القراءة