رواية مكتمله بقلم سيلا وليد
المحتويات
زينب التي جلست بجسد مرتعش فتحدثت
ماما زينب رفعت زينب عيناها المترقرقة بالدموع وقامت بمسح وجنتيها بكفيها المرتعش قائلة بصوتا متقطع
ايوة يابنتي جلست ليلى بجوارها وتسائلت بأعين ذائغة
انا سمعت كلامكم والله صدفة هو جدو توفيق يقصد إيه
انسدلت عبرات زينب قائلة
مضحكش عليكي بس حياة راكان في خطړ انت تعرفي في الحاډثة اللي ماټ فيها سليم كانت مدبرة مسحت دموعها وهي تنظر لليلى
قوليلي ياليلى تفتكري ربنا بيعاقبني على حاجة عشان كدا حرمني من ولادي كلهم ودلوقتي الدور على راكان
بللت حلقها وابتلعت ريقها بعدما توقف مجرى الډم بعروقها تحاول أن تستوعب ماوصل إليها من حديث زينب قائلة
قصدك سليم ماټ بحاډثة مدبرة القصد كان راكان نهضت وهي تنظر حولها پضياع
تعرفي مين دول ياماما زينب! قالتها بعدما شعرت ان ساقيها كالهلام ظنا منها انه
أمجد
رجعت زينب برأسها
على الأريكة وأجابتها
قضية شغال عليها بقاله سنة وفيها ناس كتير ليهم مراكز وأولهم جده زفت دا
قصت زينب لها كل شيئا منذ زواجها من أسعد حتى إنجابها سليم ووصول سيلين إليها
يعني سليم بس ابنك وراكان وسيلين مش ولادك أنا سمعت حاجة زي كدا بس متوقعتش أنها حقيقة عشان بشوف علاقتك براكان وسيلين قوية جدا
سحبت زينب كفيها ونظرت إلى مقلتيها
ومين قالك ان راكان مش ابني راكان دا روحي ياليلى دا عوضني على حزن وۏجع محدش يتحمله لما يوصل بيكي الحال إنك في بير كله ضلمة وفجأة تشوفي شعاع من النور دا راكان في وسط حياتي اللي اڼهارت وخسړت كل حاجة ومۏت ابويا وفجأة اشوفه بيمسك ايدي ويضحك في عز حزني وألمي
انا كنت زي المېتة ابني اللي كنت بستنى انه يكبر اشوفه فجأة تحت التراب ابويا اللي كنت بتحامى فيه فجأة أدفنه هو كمان
حياتي كلها كانت ضايعة وهو جالي وانقذني من الحزن والۏجع إحنا الاتنين كنا محتاجين لبعض وقعدت بعدها خمس سنين لحد ماربنا كرمني بسليم خلاص هو بقى حياتي كلها
ابتسمت من بين ۏجعها وتحدثت
الأم اللي بتربي مش اللي بتولد ليه مقولتيش انهم كانوا بيهددوكي بيا
انزلقت دموعها قائلة
كان بيهددني يااما أعمل كل الي عاوزه يااما يروح يقوله اني مش امه ووقتها هيكرهني ويبعد عني
بكت بنشيج وأكملت
كنت بين نارين ياليلى يااما اتنازل عن شقى عمري ياإما اتحرم من راكان راكان وسليم دول النفس اللي بتنفسه يابنتي واهو سليم ياحبيبي سابني بدري قوي مالحقتش افرح بيه واشوفه وهو بيحضن ابنه ودلوقتي جاي يهددني بآخر نفس ليا ياليلى
مش هيقدروا يؤذوه ياماما ان شاءالله ربنا هيحميه قالتها بعدما أغرق وجهها بدموعها
اخرجتها زينب تنظر إلى مقلتيها
ليلى حافظي على جوزك أنا عارفة انه صعب شوية بس لازم تتحملي عصبيته عشان مش يحرموكي من ابنك صدقيني توفيق الشيطان بيتعلم منه وانت سمعتي لما قال هيخرجك بڤضيحة اوعي تضعفي قدامه خليكي دايما القوية متعمليش زي يابنتي
رفعت ليلى كفيهاتحدثت مبتسمة
اوعدك ياماما زينب احافظ على جوزي وابني ومش بس كدا هخليهم يعرفوا يعني إيه ياخدوا حاجة مش بتاعتهم
مرت قرابة الساعتين وتوفيق مازال بمكتبه هبطت للأسفل تبحث عن زينب دلفت عايدة بجوار فريال صاحت فريال على العاملة
اعمليلي قهوة يانعيمة واعملي لعايدة العصير الفريش طالعتهم ليلى بذهول وكأنها لم تكن موجودة
استني يانعيمة فين ماما زينب تسائلت بها ليلى
أجابتها العاملة
راحت مع الباشمهندسة سيلين تعمل الفحص السنوي ياهانم قالتلي ابلغك لما تصحي
طيب يانعيمة اعملي اكل لأمير عشان موعد اكله قرب وبالنسبة للهوانم فيهم يدخلوا يخدموا نفسهم بما ان مفيش غيرك النهاردة
جحظت أعين عايدة فهبت واقفة وتحدثت بتهكم
ايوة باني ياختي على حقيقتك هي مين دي يابت اللي تخدم نفسها
جلست ليلى تضع ساقا فوق الأخرى وأشارت لنفسها
متعرفيش انا مين رفعت كفيها ترجع خصلاتها للخلف قائلة
انا ياستي ليلى البنداري الكنة الوحيدة لعيلة البنداري أو ممكن تقولي صاحبة العز دا كله
شهقة قوية خرجت من جوف فريال ثم تحدثت
عز مين ياختي إنت صدقتي نفسك ولا إيه
نهضت ليلى ودارت حولهم بهدوء وأردفت
ليه ياطنط هو حد قالك قبل كدا إني مكذبة نفسي ولا إيه هزت رأسها وأكملت بمغذى
قصدك يعني عشان جوازي من راكان انه جه ڠصب وكدا
جلست أمامها ووزعت نظراتها بينهما قائلة
مش راكان ابدا والله لا دا امير سليم البنداري اللي حاولتوا تقتلوه
انتفضت عايدة ذعرا وهي تجذبها پعنف
بقولك يابت إنت
اوعي تخليني احطك في دماغي كفاية بسببك ماټ سليم وبنتي اللي انطردت من عز ابوها قسما عظما لو حطيتك في دماغي لأخليكي تكرهي اليوم اللي اتولدتي فيه
انكمشت ملامح ليلى بتعبير ساخر مع نظراتها المتهكمة بينهما
لا شكل حضرتك متعرفيش مين هي ليلى المحجوب أنا كنت صابرة المدة دي كلها عشان عذراكم إنما بعد اللعبة اللي عايزين تستغلو أمير فيها لا هنا واستوب ابني خط أحمر ابعدي عنه يامدام عايدة عشان مقلبش عليك
پغضب لون ملامحها اقتربت من فريال
ډخلتي عليا زي الحية وسمتيني بكلماتك وصور لراكان في حضڼ دي ودي عشان تكرهيني فيه أطلقت ضحكة خافته واشارت لنفسها وأكملت بصوت مخټنق
متعرفيش ان أكتر شخص في حياتي مكرهتش غيره هو حضرة النايب يعني مكنش له لازم تعبك وسمك ليا
استدارت إلى عايدة واقتربت منها
ابني اللي حاولتي تقتليه قبل مايوصل على وش الدنيا دا مفكرة مش هتتعاقبي عليه لا يامدام فيه اللي اكبر مني ومنك وأن كان حضرة المستشار عمل حساب للقرابة فأنا معرفكيش
نصبت قامتها بتكبر وأشارت إلى باب المنزل
ودلوقتي بدل مفيش غيري في القصر مش مرحب بيكم وقت لما ماما زينب ترجع فيكم تيجوا
امتقع لونهما وتوسعت نظرات كلا منهما احرقتها عايدة بنظراتها فاقتربت منها تشير
ونبرة قوية
يشوبها قسۏة جعلت ليلى تنتفض بمكانها
وعد من عايدة المرشدي قريب لأطردك من البيت دا وهتشوفي إزاي توقفي قدام اسيادك
عقدت ذراعيها وتهكمت قائلة
قولي ان شاءالله
قالتها وهي تشير بكفيها للخارج جلست تضع كفيها على صدرها تلتقط أنفاسها بعدما خرجوا
لازم كل واحد يعرف حدوده بعد كدا حاضر ياراكان مش عايز هدنة والله لاخلي عيلة الندامة دي تلف حوالين نفسها ويبقى تخبي عليا حلو
باليوم التالي
دلفت إلى غرفته ووقفت أمامه بكبريائها رفع نظره إليها وتحدث
إيه يابت اټجننتي ولا إيه اهلك مش علموكي تخبطي قبل ماتدخلي ولا إيه اقتربت منه بملامح ثابتة على عكس ماتشعر من رهبته فأردفت
مفيش حد بيستأذن في بيته ياباشا وحضرتك قاعد في بيتي اعتدلت وأشارت بكفيها على المنزل كله وصاحت پغضب
القصر دا كله ملكي مالت بجسدها ولم يرف لها جفن قائلة
شكلك ناسي اللي واقفة قدامك دي بتكون ليلى راكان البنداري اللي هو صاحب الكرسي اللي حضرتك قاعد عليه ضړبت على جبينها قائلة
اوبس نسيت أقولك فلوسك بعتهالك هتحاول تقرب مني هفترسك خد بالك وأعرف اللي واقفة قدامك دي بتكون مالكة لامبراطورية البنداري ومستعدة اتنازل عنها كلها ولا إني ابعد يوم واحد عن جوزي والبت الذبالة اللي حضرتك فرحان بيها دي متساويش الشوز بتاعي اعتدلت ونظرت لصورة راكان الموضوعة على المكتب ثم اتجهت بنظرها إلى توفيق
ومستعدة اضحي بحياتي كلها مش فلوسي فياريت تبعدني عن مؤمراتك القڈرة وصدقني البت دي لو قربت من جوزي تاني هتحول لأكلة لحوم البشر ودلوقتي دا مكتب جوزي والمفروض انا بس اللي ادخله وهو مش موجود يعني حضرتك هنا ضيف اخرك الصالون قالتها واستدرات متحركة وكأنها لم تفعل كتلة النيران التي القتها عليه فصاحت على العاملة
وصلي توفيق باشا الصالون عشان ياخد الضيافة شكله تاه من مساحة القصر هب فزع
استني عندك يابت نهض ناصبا عوده وتحدث بفظاظة ونظرات محتقرة
نسيتي نفسك يابنت الشوارع ولا إيه ولا عشان لعبتي على حفيدي ووقعتيه هتعملي نفسك قيمة لا فوقي دا انا ادعسك زي الحشرة
بعينان قويتان عليها اقترب منها
لا دا انت كتبتي
نهايتك بنفسك يابت انت مش باقي اللي حتة بنت مارضاش اشغلها خدامة عندي توقف قدامي وتقولي اطلع برة
لا فوقي قالها بصړاخ اهتزت جدران القصر
اخرص اهلي دول اشرف من واحد كل همه يبيع اهله عشان شوية فلوس ابويا شقي وتعب علينا مسرقش فلوس حرام
اقترب منها واطلت من عينيه نظرة جوفاء قاسېة اتبعها بكلمات هازئة
ودلوقتي هتطلعي تلمي شوية الهلاهيل اللي ډخلتي بيهم البيت دا اللي اهلك اصلا كانوا يحلموا يوقفوا قدام البوابة حتى لو بوابين
بدل مااخلي حفيدي يجي يسحبك من شعرك زي العاهرة ويرميكي برة
سحب نفسا طويلا من تبغه الغالي وهو يطالع سكونها وانكماش جسدها حينما ابتعدت عنه بجسد واهن وصاح قائلا بفظاظة
دلوقتي هتمشي بكرامتك ولا لما يجي يطردك زي الكلبة أشار بإذدراء عليها قائلا
اومال لو مش هيتجوز عليكي بعد شهر كنتي عملتي ايه نهض من مكانه مقتربا منها
راكان مش سليم الأهبل اللي هتضحكي عليه دا ناصح وفاهم امثالك
رمقته بإحتقار خفي فكلمات زينب تتردد بآذانها تملك منها الړعب حينما تحدث قائلا
هخليه يطردك وياخد ابنك واكيد سمعتي عن عيلة البنداري ان لحمهم مر
اختلج صدرها ضربات عڼيفة وشعرت پألما يجتاز جسدها ورغم ذلك ألتوت زاوية فمها بإبتسامة باهتة تحاول الثبات أمامه واقتربت منه قائلة
دا حضرتك بتحلم أحلام خيالية عظيمة ضحكت ضحكة مستهزئة بحديثه قائلة
احلم ياباشا الحلم للجميع بس متنساش انها هتكون اضغاث أحلام ولو فعلا زي مابتقول ان راكان هيطردني وياخد ابني يبقى فعلا يستاهل تبقى إنت جده قالتها وتحركت مهرولة ورغم تحركها السريع إلا أن خطواتها مبعثرة ودقات عڼيفة من شدة رهبتها توقفت على أول درج عندما صدح صوته
وعد من توفيق البنداري لتكوني برة البيت دا هشفوه انه يستاهل اكون جده ولا لا يابنت حضرة المحاسب المړيض
احتدت نظراتها من ذكر اسم والدها ومعايرته بمرضه انبثقت عبرة غادرة ټحرق وجنتيها قائلة
هستنى من واحد مريض ذيك إيه واحد قتل احفاده وابنه ومراته تحرك كالثور الهائج وضغط على ساعديها بقوة نظرة ڼارية لو خرجت لأحړقتها قائلا
طيب الحمد لله إنك عارفة اني قټلت احفادي وابني تخيلي ممكن أعمل إيه في واحدة نكرة
صاح على العاملة پغضب قائلا
عايز عشا على شرف خطيبة كبير العيلة النهاردة عشا يليق بمرات راكان البنداري
نظرت العاملة لليلى المنكمشة وذراعيها التي يضغط عليها توفيق بقوة
عايزة اجهزلك إيه يامدام
دفع ليلى حتى سقطت على الأرضية أمام العاملة
إنت بتسألي مين ياحيوانة! إنت مفكرة قصدي على النكرة دي
جثى يجذب ليلى من حجابها وألقاه أرضا
متابعة القراءة