رواية مكتمله بقلم سيلا وليد
المحتويات
ثم إياك تخليها تهدم حياتنا أنا بحسب بفارغ الصبر لليوم اللي أقدر اوشمك بحبي بلاش تفقدي الثقة في جوزك
نظر حوله ثم أمال يحتضن ثغرها بين خاصتيه فاصلا قبلته بغمزة من عينيه
قائلا
أنا شايف انك بترتبي لجواز مصر كلها حبيبي أيه مش ناوية ترحمي حبيبك شوية
ابتسمت بخجل توضع رأسها بصدره قائلة
نوح بس بقى هزعل منك والله
لا والله ابدا كدا كتير على قلبي دا إنت عايزة واحد عاقل بارد ثلاثي الأضلاع والميزة دي مش عندي خالص
رغم ۏجعها الذي شعرت به منذ ذهاب راندا إلا أنها ابتسمت له وتحركت لمنزله
دلف للداخل ينادي على العاملة
سيدة تعالي وصلت العاملة إليه سريعا
نعم يادكتور حاوط خصر أسما وتحدث
هو يعني حضرتك قالتها وهي تفرك بيديها وتنظر لأسما التي أجابته
انا اللي طبخت النهاردة يانوح عاملة فراخ مشوية ومحشي ورق عنب
ضيق عيناه متسائلا
فراخ ومحشي لا دا حبيبي متوصي بجوزه وناسي اني عريس ولا إيه
توردت وجنتيها وسحبت نظرها من أمام عيناه تنظر لسيدة قائلة
خرجت العاملة سحبها نوح من خصرها لأحضانه
ينفع عريس ياكل محشي وورق عنب ليلة دخلته برضو فين السي فود والحمام والكوارع والحاجات اللي بنسمع عنها دي
لکمته بصدره
نوح اتأدب هو أنا قولتلك الليلة ليلة ډخلتنا قاطعهم رنين هاتفه سحبها وجلس ضامما إياها لأحضانه
اجابته ليلى على الجانب الآخر
نوح بابا هيروح يغسل كلى بكرة كنت تعرف ومخبي عليا تنهد نوح يمسح على خصلاته متسائلا
مين اللي قالك كدا صړخت پبكاء
بابا عنده فشل كلوي يانوح ومخبي عليا طيب ليه ليه تخبي عليا موضوع مهم زي دا
اعتدل بجلوسه قائلا
ليلى حبيبتي أنا عرفت بالصدفة وولدتك حلفتني مقولش لحد عشان ظروف حملك وكمان متنسيش جوزك لسة مېت بقاله كام شهر
نوح تعالى فورا عايزة أروح اشوف بابا والتنين صاحبك عامل كردون عليا بس هو مفكر نفسه مين والله لو مخرجنيش دلوقتي اشوف بابا لولعله في القصر البارد بتاعه دا
أطبق على جفنيه ثم أخرج تنهيدة حارةونظر لأسما قائلا
أجهزي الحق التنين والتنينة دي أنا عارف الليلة مضړوبة والله
والله
انت رخم ياعني ھتموت من العياط وعايزة تشوف ابوها وانت بتهزر
احتضن وجهها واردف
حبيبتي ليلى جوزها مېت بقاله أكتر تلات شهور لسة يعني قدامها شوية عشان تخرج من البيت ودا اللي باباها فهمهله معرفش اهم حاجة تتخانق مع راكان وبس
اومأت برأسها متفهمة وقالت
حاول تضغط على راكان يانوح ممكن يسمع منك ارتدى جاكتيه واتجه بنظره إليها يضع شالها فوق كتفيها
راكان هيتجوز ليلى ياأسما رفعت نظرها بذهول إليه
قول والله راكان هيتجوز ليلى طيب كويس اوي واخيرا هتجوز الشخص اللي حبته ثم صمتت ونظرت إليه تفتكر بعد اللي قولتهولها هي هتوافق
سحب كفيها متجها لسيارته
هي رافضة طبعا لأن التنين على رأيها مفهمها هيتجوزها عشان ابن سليم وعايز ينتقم منها
توقفت تنظر إليه متسائلة
يعني إيه يعني راكان عايز ليلى عشان الولد بس استقل السيارة وقام بتشغيل المحرك
صدقيني راكان كل شوية له قرار أصعب من اللي قابله لسة قافل معايا وانت في المطبخ وبيقولي هخطب نورسين بعد سنوية سليم
مسح على وجهه وهو يفكر في شيئا ثم ابتسم
بس على مين مش هو عامل استاذ ورئيس قسم أنا هلعب معاه على اني طالب غبي
ضيقت عيناها متسائلة
ماتيجي نلعب انا وانت لعبة ياأسوم
رجعت برأسها تهزها وتصفع يديها ببعضهما
بجد مش معقول يانوح إحنا في إيه وانت في ايه
اسمعي هقولك ايه وتعمليه مع التنينة الصغيرة
قهقهت على حديثه قائلة
فهمتك يادكتور نلعب منلعبش ليه رفع هاتفه وقام الأتصال بأحدهما
في منزل عاصم المحجوب
تجلس بغرفتها تقوم بتصميم بعض المشروعات المطلوبة منها استمعت لرنين هاتفها رفعته ثم ابتسمت ووضعته على اذنها قائلة
مساء الخير على الجانب الآخر يقف أمام منزلها ينظر لشرفتها
اطلعي البلكونة ونزلي السبت معايا حاجتين
عايزك تاخديهم أسرعت تنظر من خلف الستارة وجدت سيارته مصفوفة بمقابلة منزلها
ولكن قاطعها حينما أردف
شعرك باين من ورا الستارة ياباشمهندسة
تراجعت بخطواتها قائلة
حضرتك اللي مدقق زيادة عن اللزوم المهم إيه اللي معاك
نزلي حاجة وانت تعرفي ارتدت اسدالها واردفت
انا هنزل اخدهم اطلق تنهيدة وهمس
ياريت شعرت بخفقات قلبها تنبض پعنف بقفصها الصدري فأجابته
خمس دقايق وأكون عندك قالتها وخرجت لوالدتها التي تجلس على سجادتها تقرأ بمصحفها بدموع الحزن والۏجع بآن واحد
ماما هنزل تحت خمس دقايق أستاذ حمزة معاه حاجة مهمة ليلى بعتاها ينفع أنزل
رفعت بصرها بعدما صدقت بقرأتها
وليه مطلعش يابنتي مينفعش تنزلي وتوقفي معاه لوحدكم افرض حد شافكم يقول إيه
اقتربت من والدتها تدقق النظر
ماما إنت كنتي بټعيطي! طيب ليه!
أزالت دموعها وهي تهز رأسها قائلة
لا ياحبيبتي ليلى وحشتني قوي وتأثرت وأنا بقرأ القرآن اتصلي بيه قوليله يطلع مينفعش تنزلي
أومأت برأسها وتحركت لغرفتها تهاتفه
آسفة ماما رافضة انزل لو مش هتعب حضرتك ممكن تطلع
ترجل من سيارته وهو يحادثها وعيناه على غرفتها
لو هشوفك أطلع حتى لو على سطح القمر
رفرف قلبها من السعادة كالفراشة وأجابته بخجل
مستنياك تحرك للمصعد وهو يتنهد قائلا
هديلك ورق بلاش مامتك تشوفه وفيه صندوق صغير دا هدية مني للورق اللي هتشوفيه تمام
ابتسمت بسعادة واجابته بحبور
شكرا شكلي عرفت الورق فيه ايه استمعت لرنين الجرس فاسرعت تقابله فتحت الباب ومازالت تحادثه على الهاتف أغلق هاتفه ينظر إليها بإشتياق
أسبوع كتير على فكرة بس هعديها نزلت ببصرها للأسفل تخجل من نظراته وصلت والدتها
اتفضل يابني واقف كدا ليه دلف ملقيا السلام ثم بسط يديه بصندوق لدرة
دا باعتته ليلى وهتيجي بكرة ان شاءالله مع راكان وآسف غلطت قدامها وعرفت أن باباها بيغسل كلى
استدارت درة لوالدتها تنتظر حديثها
ولا يهمك يابني هي كدا كدا كانت هتعرف
صمت حمزة للحظات ثم تحمحم مجليا صوته فتسائل
ممكن أعرف الأستاذ عاصم صاحي ولا نايم
تحركت تشير إليه لداخل
ادخل اشرب قهوة ونتكلم هز رأسه رافضا
آسف عندي ميعاد مهم كنت عايز اشوفه
اجابته
خرج هو آسر معرفش نوح طلبه ممكن يكون عايزه في حاجة مهمة
خلاص هشوفه في يوم تاني
ان شاءالله لما يجي هخليه يكلمك
أومأ رأسه متفهما ثم ودعهم وخرج دلفت لغرفتها وأغلقت بابها وجلست على فراشها تفتح الصندوق وجدت به الكثير من أنواع الشيكولاتة المختلفة وبجانبها مظروف به رائحته وبداخله مبروك عقبال لما تتنقلي على أسمي
أمسكت الورق التي توضع بالمظروف الأخر ويوجد بها خلاصها من ماضي اسود كتب عليها ورقة طلاقها
وضعتها بجوارها وأمسكت تلك القصاصة من الورق التي بها عطره تستنشقه ثم تسطحت على مخدعها وهي تبتسم بسعادة من تلك الاحاسيس التي تجتاحها لأول نرة
عند ليلى جلست تنتظر نوح دلفت العاملة تنظر لطعامها
حضرتك ماأكلتيش حاجة ياهانم رفعت رأسها بوهن تشعر بصداع يفتك بها تتسائل
سيلين فين! جت ولا لسة من برة!
الباشمهندسة تحت مع الباشا بيتعشوا
أومأت برأسها وتحدثت قائلة
شيلي الأكل ماليش نفس وابعتيلي سيلين
بس الباشا هيزعق ياهانم حضرتك مش تايهة عنه
رمقتها بنظرة ڼارية رغم ضعفها قائلة
قولي للباشا بتاعك الأكل مش بالعافية
تحركت العاملة للخارج شعرت بغثيان بمعدتها استندت على الحائط متجه لمرحاضها قامت بخلع حجابها الذي يلازمها معظم الوقت بسبب استخدامه اسلوب الھمجية التي وصفته به
ظلت تتقيأ ما بداخل معدتها حتى ضعفت وأصبحت هشة فنزلت بساقيها على أرضية المرحاض لقد فقدت قدرتها تماما
وشعرت بسحابة سوداء ټضرب جسدها دلف لغرفتها كالمچنون يبحث بعيناه عنها لم يجدها دلفت خلفه سيلين وهي تتحدث
لو سمحت ياآبيه بلاش تزعلها عشان خاطري صړخ بسيلين
دي عايزة ټموت اللي في بطنها اطلعي يامدام إنت فين
لم يتلقى ردا شعر پألما يغزو قلبه فاتجه بنظره إلى سيلين
شوفيها في الحمام كدا هرولت سيلين عندما استمعت لهمهمات ليلى صړخت تناديه عندما وجدت رأسها توضع على حافة الحوض كأنها مغشيا عليها
أسرع راكان بأتجاهها ارتعدت أوصاله ودب الړعب به حينما وجدها بتلك الحالة ثنى جسده يرفعها من فوق الأرضية همست له بإعياء
عايزة أرجع ابعد عني اتجهت سيلين إليها تمسح على وجهها بالماء وجذبت المنشفة تجفف وجهها الذي يغزوه العرق
جلس راكان خلفها حينما نزلت برأسها مرة أخرى وبدأت تتقيأ وآلام جسدها تضربها بقوة حتى شعرت بالبرودة تتسرب لجسدها فتح صنبور المياه وبدأ يغسل وجهها قائلا
ليلى اهدي اضغطي على نفسك متسبيش نفسك لكدا
مسح بالمياه مرة آخرى يمسح وجهها وفمها ثقلت برأسها عليه مش قادرة جسمي بيرتعش قالتها ورأسها بأحضانه فحملها متجها للخارج وهو يضغط على نفسه من رائحتها الذي تسربت لأعماقه بالكامل أيعقل أن هذا الألم يشطره لهذه الدرجة
كان جسدها يرتعش كالذي أصابه حمى قام بمهاتفة الطبيبة المتابعة لحالتها
جلست سيلين بجوارها وقامت بدثرها جيدا بالغطاء متحدثة
ليلى اجبلك حاجة أغمضت عيناها
اطفي النور عايزة أنام بس كان يقف بعيدا يتابع حركاتها يحاول السيطرة على نفسه حتى لا يصل إليها بخطوة ويضمها لأحضانه علها تشعر بالراحة
همست إلى سيلين قائلة
تعبانة قوي حاسة مش قادرة أخد نفسي هنا احس بإنقباض شديد في قلبه كاد يمزقه من الألم تحرك
للخارج استغرق بضع دقائق ثم عاد يحمل سرفيس يوضع به كوبا من الحليب وبعض السندوتشات طرق الباب لأول مرة ثم دلف بعض لحظات
وجد سيلين مازالت بجوارها تمسد على خصلاتها وضع الطعام أمامها
لازم تاكل ياسلين كدا ھتموت وټموت اللي في بطنها ربتت سيلين على كتفه
راكان انت مش شايف حالتها عاملة إزاي لو اكلت هترجع
سحب سيلين من كفيها وجلس على الفراش كانت تغط بنوما عميق كأنها تغفو منذ ساعات وليست دقائق معدودة
نزل بجسده يهمس بجوار أذنيها
ليلى قومي عشان تاكلي وصلت والدته بمساعدة الممرضة وجدته بهذا القرب شهقة خرجت من فمها مع عبور دمعة على خديها حينما تخيلته إبنها الراحل
ماما قالتها سيلين استدار راكان ينظر لوالدته وشعر بالأرتباك من نظراتها التي تخترقه فتحدث قائلا
بحاول أصحيها تاكل من الصبح مااكلتش وكان المفروض نروح للدكتورة وهي تعبت زي ماحضرتك شوفتي
تحركت إلى أن وصلت إليها بمقعدها
ليلى قومي يابنتي لازم تاكلي قومي كلي أي حاجة فتحت جفنيها بوهن وأردفت بصوتا ضعيف
مش قادرة عايزة أرجع بس نظرت إلى سيلين
ممكن تسنديني أروح الحمام جن جنونه من حالتها فاقترب منها يميل بجسده مستندا بمرفقيه أمامها
هتفضلي تعاندي لحد إمتى خافي على اللي في بطنك ودلوقتي مفيش ترجيع وهتاكلي
راكان صړخت به والدته
مش المفروض تروح لباباك عشان هيخرج من المستشفى النهاردة قالتها زينب حينما وجدت نظرات ليلى الخائڤة منه وهي ترجع بجسدها للخلف
حاول التماسك فأسبل جفنيه وتحدث
بابا ميعاده بكرة ياماما ونوح جاي في الطريق المدام رايحة شكياني له وعلى العموم انا خارج ولما ارجع الاقي الأكل بتاعها اكلته والأدوية اخدتها الدكتورة هتيجي تشوفها بدل إحنا ماروحناش
قالها وتحرك للخارج بخطوات تأكل الأرض كالنيران تأكل سنابل القمح
هبط للأسفل قابله نوح وأسما تو قفت أسما متسائلة
ليلى
متابعة القراءة