رواية مكتمله بقلم سيلا وليد
المحتويات
عاصم الذي يجاوره نوح
ابتسم عاصم عندما علم بما يعنيه فاجابه
دا بيتي وارثه عن جد الجدود هنا بلاقي سعادتي في ضحكة من بناتي والدفا من مراتي والحنان من ابني البيت اللي حضرتك شايفه دا ادفى من قصور كتير
أكد أسعد على كلامه قائلا
عندك حق طبعا ياأستاذ عاصم المهم الحب اللي يحاوط العيلة عايز أقولك انا في بداية حياتي كان عندي بيت بسيط كله دفى وحب
نوح
والله ياعمو كان أنا أولى بيها ضحك الجميع
وهم يطالعون ليلى بنظرات إعجابية سوى الذي هرب بنظراته بعيدا عن ليلها الدامس
جذبتها زينب
تعالي ياحبيبتي هنا جنبي لا سليم طلع محظوظ جدا أومأت برأسها
قدمت للجميع مشروبهم والذي عبارة عن قهوة
قهوتك ياحضرة المستشار هنا رفع بصره إليها وتقابلت نظراتها بنظراته حمحم يونس وجذب فنجان قهوته
شكرا ياليلى تحركت متجهة تجلس بجوار والدتها وارتعاشة جسدها الذي لم تتحكم به من نظرة عيناه الحزينة لأول مرة تجد شمسه بها غيوم كسماء الشتاء القاسېة
طبعا إحنا جينا قبل كدا وطلبنا أيد كريمتكم والنهارده جينا بناءا على طلبكم هيكون تلبيس دبل بس فأنا كنت بقول بعد اذنك طبعا ياأستاذ عاصم نعمل حفلة الخطوبة وكتب الكتاب والعرس أخر الشهر
شهقت سمية واتجهت بنظرها لزوجها فتحدث
مستعجل على إيه يا باشمهندس ادونا وقت وبعدين على الأقل الولاد يتعرفوا على بعض قاطعهم سليم وتحدث
حمحم راكان وحاول أن يتحدث بطبيعته
سليم عنده حق طبعا طبعا الباشمهندسة هتكون معاه في الشغل فمنعا للكلام الأفضل يكتبوا الكتاب قالها بصوتا حاول جاهدا أن يكون متزنا
يابرود أعصابك ياخي لو منك كنت خطڤتها دلوقتي على فكرةفيه حاجة جيت مخصوص النهاردة علشان أتأكد منها
رمقه بنظرة جانبية
اخرص مش عايز أسمع صوتك إنت جاي ليه أصلا دنى وهمس بصوتا مما جعل دقاته تخرج من صدره
ليلى بتحبك إنت ياعبيط أما عملت كدا ليه إجابته عندها رفع بصره إليها سريعا فوجد خيوط من الدموع محتجزة بعيناها توقفت ورسمت إبتسامة وتحدثت
استدار يرمق يونس بنظرة تحذيرية أخرصته
نهضت سمية وهي تبتسم
عارفين البنات طبعا بتكون مكسوفة وكدا أومأ سليم بتفهم أما توفيق الذي أمال على سليم
دا النسب اللي هيشرف عيلة البنداري لا ومستعجل على كتب الكتاب قاطعه عاصم وهو يردف لأسعد
أحنا مالناش طلبات يابشمهندس هو ابننا وهي بنتكم ابتسم الجد بسخرية مردفا
واحنا لو طلبنا هتقدروا على طلبنا قاطعه راكان
واحنا نطلب بصفتنا أيه دي عروسة وهي المفروض اللي تتشرط وحضرتك تقول سمعا وطاعة ابتسم أسعد إلى عاصم محاولا التخفيف من حدة راكان وجده ورغم ذلك قاطعه الجد
لا يطلبوا إيه كفاية عليهم نسب البنداري هم هيطولوا أكتر من كدا رفع جانب وجهه بشبه إبتسامة سخرية وأجاب جده متناسيا النظرات الموجهة
ايوه ياتوفيق باشافيه الأحترام والأخلاق ولو على الباشمهندسة يندفع فيها مال البندارية كله حاجة كدا متعرفش تقيمها
لكزه يونس وهو يجز على أسنانه عندما وجد نظرات سمية ودرة الموجهة إليه فابتسم
راكان كان نفسه يبقى نايب في مجلس الشعب علشان كدا متحكمش في نفسه قالها يونس وهو يجز على أسنانه ينظر إلى راكان
أما نوح الذي أغمض عيناه ألما وتؤلما على صديقه فحاول التخفيف من حدة الموقف
ليلى هنوصلها لعندكم من غير حاجة ياتوفيق باشا هز رأسه توفيق وهو يرمق نوح
ودا متأكد منه يابن يحيى الكومي بدليل انك روحت خطبت من برة العيلة
نهض راكان حينما فقد أعصابه وهو يرمق جده فتحدث
ماقولنا لحضرتك ياجدو الحاجات دي تقيمية صعب عليك تفهمها ثم تحرك مستئذنا
بعد اذنكم عندي مشوار مهم جذبه سليم وهو يحادثه
راكان هتمشي قبل ماألبس الدبل اتجه بنظره إلى درة وتحدث
نادي ليلى يادرة دلفت للداخل أما الجد الذي تحدث
دا العروسة شكلها مڠصوب على العريس ينفع عروسة تسبنا وتدخل كدا
مسح سليم على وجهه محاولا السيطرة على نفسه
وبعدين بقى ياجدو الناس تقول علينا إيه بالداخل دلفت درة وجدتها تجلس بغرفتها ويحيطها الظلام استغربت حالتها فتحدثت
ليلى قاعدة في الضلمة كدا جففت عبراتها وتحدثت
لا مفيش ياحبيبتي كنت خارجة أقتربت درة وتسائلت
مين الحلو اللي لابس بدلة رمادي دا يخربيت حلاوته لو تشوفيه عمل ايه توقفت منتظره حديثها
الراجل الكبير دا الصراحة محبتوش إنما حماتك عسل وكمان سليم شخص محترم باين عليه ربنا يسعدك حبيبتي
خرجت بروح محترقة وتتمنى لو تزهق روحها بالحال لم تعلم ماذا عليها فعله آلان وصلت أسما بتلك الأثناء دلفت للداخل وهي تضمها وتهمس إليها
مقدرتش أسيبك في يوم زي دا ربنا يسعدك ياليلى وهرجع أقولك فكري تاني متخليش غرورك ېحطم حياتك رمقته بنظرة جانبية
كان يقف بجوار نوح ويونس وېدخن وضحكاته الصاخبة ضغطت على فستانها متجه إلى سليم هنا إستدار ينظر من الشرفة عندما وجد إقترابهما وتلبيس خواتم الخطبة أطبق على جفنيه ربت يونس على ظهره
الحل الوحيد للكل انك تتكلم معاها بصراحة البنت دي بتحبك صدقني وانا شوفت دا قبل كدا في عينيها يوم حادثتك والنهارده شوفته وهي بتبصلك وبتقولك اخطفني وأهرب
قهقه فجأة وهو يطالعه
لا دا شكل خطوبتك من سارة
جننتك اوعى تفكر إني سامحتك يايونس على اللي عملته في سيلين تبقى متعرفنيش يابن عمي قالها ثم دلف للداخل توقف أمامهما
مبروك ياحبيبي عقبال لما اباركلك يوم فرحك
كمان ربت سليم على ظهره
عقبالك ياراكي إن شاء الله اتجه بنظره إليها
مبروك ياباشمهندسة قاطعه سليم
باشمهندسة إيه بقى ياراكان دي هتكون مراتي يعني بلاش التكليف
رفعت حاجبها ونظرت إليه
عادي مش فارقة معايا ياسليم مش كدا ياراكان أومأ وتحدث
ألف مبروك ثم تحرك للخارج
بعد قليل دلفت لغرفتها وتسطحت على فراشها تضم جسدها كالطفل وهي تبكي يارب أكون بعمل الصح سليم شخص كويس ومع الأيام هحبه أكيد
كانت الشمس قد هلت بشائرها وأيقظ الفجر نور ربه فتجلى صباح يوما جديد ليلة مرت على البعض بسعادة وحبور وعلى البعض الأخر بالحزن والألم
في شركة البنداري
دلفت للمصعد ونظرت به تمنت لو تراه ككل يوما ارتعش قلبها حينما فتح المصعد ووجدته واقفا بجوار آسر ويعطيه بعض المعلومات
رآها من بعيد تقترب منهما تحرك لمكتبه وهو يتحدث
لما تخلصه ياآسر ابعته لسليم أو الباشمهندس معتز
وصلت حيث وقوفهما طالعته وأردفت
صباح الخير أومأ برأسه وتحرك للداخل قام بخلع جاكتيه وثني أكمام قميصه كعادته
منى هاتيلي قهوتي واتصلي بمعتز يجلي بآخر التطورات تماما أستاذ راكانهكذا أجابته السكرتيرة
دلفت للداخل وتوقفت أمامه رفع نظره حينما شعر بوجودها فتسائل
فيه حاجة لو جاية تسألي على سليم معرفش أتأخر ليه جلست بمقابلته وطالعته بعيونا أرهقها الحزن والألم بآن واحد
ممكن نتكلم ! قالتها بهدوء أشاح بعينيه بعيدا عنها يحاول تمالك أعصابه بعدما وعد نفسه بأنه يتحمل ويواجه بأقصى مالديه
راكان همست بها بشفتين مرتجفتين أطبق على جفنيه پألما وسحب نفسا عله يهدأ من نيران قلبه التي أشعلتها ولم تدر كانت تطالعه بملامح هادئة تغيره وصمته ناهيك عن هروب عيناه ونظرة الحزن التي يحاول يتلاشاها
هنا شعرت بأنها جنت عليهما
كنت عايزة أعرف إيه المقابل لمساعدتك ليا
نهض وقام بإشعال تبغه ينفثه بهدوء على عكس نيرانه وتحدث وهو يواليها بظهره
معرفش جاية تتكلمي في إيه وعلشان ترتاحي أنا مدفعتش فلوس القضية مجرد ټهديد وبس وكمان رسايله اللي حضرتك خبتيها دي اللي وصلته للي هو فيه فياريت تريحي نفسك ومتفكريش وبعدين إنت خطيبة أخويا دلوقتي
اقتربت منه وتحدثت
كذاب إنت كداب ياحضرة وكيل النيابة توهجت عيناه وصاح پغضب
مش معنى إنك خطيبة سليم تنسي نفسك
دلفت السكرتيرة
الأجتماع جاهز يافندم أومأ برأسه وأشار بيديه على الخروج
بعد قليل بغرفة الأجتماعات وقفوا جميعا يتناقشون المشروع الجديد كانت تقف بمقابلته اتجه بانظاره إلى سليم وتحدث
خلاص شوف المهندسين المسؤلين عن التصميم وروحوا عينوا المكان كويس حلوة الفكرة تكون في المنتجعات السياحية كلها
حرك سليم حاجبيه وتسائل
يعني أنا اللي هدبس برضوا في السفرية دي
جلس وأجابه
سليم دا شغلك أكتر واحد هيعرف المطلوب أنا مبفهمش ذيك غير طبعا ارتباطي بالشركة بعد كدا هيكون مش دايم
حدقت به بعينيها لأول مرة تراه بهذه العصبية والجدية في آن واحد نهض مستندا بذراعيه على الطاولة وهو يشير لبعض المخطوطات
خد دي معاك وشوف دراستها هتعمل إيه ممكن نورسين تساعدك فيه لو حسيت الدنيا مش تمام
رفع بصره لليلى وتحدث
لا أنا هاخد ليلى بلاش نورسين وبعدين نورسين زي ماطلبت منها معدتش بتدوام زي الأول
حمحمت ليلى تنظر إلى راكان
آسفة ياسليم مينفعش أسافر معاك أكيد بابا مش هيوافق اقترب يهمس لها بوجود آسر وراكان وهناك أثنين من المهندسين الآخرين وتحدث
هكلم والدك وبعدين هتكوني معايا حبيبتي مټخافيش كان بجوار سليم واستمع كلماته وكأن كلمة حبيبتي أخترقت قلبه ضغط على القلم الذي بكفيه ولم يشعر به إلا عندما تحدث آسر
أستاذ راكان أيد حضرتك مچروحة هنا توجه سليم بنظراته وضيق عيناه
نسيت أسألك ياراكان إيه اللي چرح أيدك امبارح كدا توجه بنظراته للموجودين
مفيش حاجة الإجتماع خلص وسليم هيبلغكم بالجديد وزي ماقولت لكم شغلي هيكون محدود في الفترة دي دلف نوح وحمزة يونس في تلك الأثناء
إيه الأجتماع خلص ولا أيه أشار بيديه لخروج المهندسين
وجلس بمكان رئيس الإدارة ودعاهم للجلوس أمسك سليم برسغ ليلى عندما توجهت للخارج
ليلى إستني توقفت تنظر إليه وتسائلت
فيه حاجة ولا إيه حمحم نوح عندما ينظر لراكان الذي يقاوم نيرانه الملتهبة التي تظهر بعينيه وايقاف إرتعاشة شفتيه محاولا السيطرة على نفسه فتحدث نوح
سليم ياله عندي شغل بعدين تكلم ليلى جذبها سليم وسحب كرسي للجلوس بجواره وابتسم بسعادة وهو يطالعها
لا هي هتحضر معانا الأجتماع وبما إنها هتكون مراتي فعايزها تعرف كل حاجة عن الشركة
أستدار بجسده ينظر إليها وتحدث وهو يشير إليهم
طبعا أنت عرفاهم كلهم توقف ينظر إلى حمزة وتحدث
دا حمزة صاحب راكان برضو زيه زي نوح ويونس والتلاتة دول مابيفرقوش بعض يعني ممكن تقولي هم لبعض زي السمك والمية
توجهت بنظراتها لراكان مباشرة رأته يغلق عينيه وأنفاسه تعصف به من كثرة سحبه للهواء ثم اتجهت لسليم
طيب أنا برضو مفهمتش بتحكي لي ليه دا اجتماع بينكم أنا داخلي إيه تقولي حاجة زي كدا تسلطت عيناه على وجهها الساطع متناسيا ما حوله فاردف بهدوء
ماهم دول
شركائي في الشركة وبما إنك هتكوني مراتي لازم تعرفي كل حاجة نهضت عندما استمعت إلى تنهيدة غاضبة ولم تكن سواه
لا ياسليم أنا ماليش دعوة بشغل الإدارة أنا هنا مهندسة وهفضل كدا حتى بعد مانتجوز
أقعدي ياليلى
متابعة القراءة